مليارات الخليج بالسودان.. لماذا رفضها الثوار وقبلها قادة المرحلة؟

شدوى الصلاح | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

أودعت السعودية والإمارات 500 مليون دولار بالبنك المركزي السوداني، وجرى تسليم ما قيمته مليار دولار من المنتجات البترولية والقمح ومدخلات الإنتاج الزراعي، حسب ما أعلنه وزير مالية السودان إبراهيم البدوي في 8 أكتوبر/تشرين أول الجاري متوقعا سداد باقي الدعم بنهاية العام المقبل.

موقف الثوار وضغط الشارع السوداني لم يثن الدولتين الخليجيتين عن تقديم دعمهما، كما لم يمنع المجلس الانتقالي (سابقا) من تلقي الأموال ومواصلة الزيارات وإعلان استمرار مشاركة القوات السودانية بحرب اليمن، ولم يمنع المجلس السيادي (حاليا)، من تلقي نصف الدعم الذي أعلنته الدول الخليجية في بدايات الثورة.

إعلان الرياض وأبو ظبي تقديم مساعدات للخرطوم يثير مخاوف البعض بشأن تداعياته السلبية وأهدافه السياسية، أبرزها التدخل في شؤون البلاد الداخلية وإدارة مستقبلها، في حين شبهه آخرون بـ"أكل الميتة" واعتبروه مخرجا عاجلا واضطراريا للأزمة الاقتصادية التي تعيشها السودان والتي كانت سببا رئيسيا في اندلاع الاحتجاجات الساخطة منذ نهاية العام الماضي.

بدأت مبكرا

(مصر.. الإمارات.. السعودية.. لا نريد دعمكم)، (مصر.. الإمارات.. السعودية.. خلونا في حالنا)، (لا للتدخل السعودية الإماراتي المصري)، بعض من لافتات رفعها ثوار السودان وهتافات رددوها أثناء اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم، لمطالبة المجلس العسكري بنقل السلطة لحكومة مدنية.

محاولات تدخل دول محور الشر بدأت بعد أيام من إطاحة الثورة السودانية بالجنرال عمر البشير مطلع أبريل/نيسان الماضي بعد 3 عقود من حكمه، وكانوا من أوائل الدول التي اعترفت بالمجلس العسكري السوداني، وأعلنت دعمها له.

تسارعت زيارات وفود المحور إلى الخرطوم، بدأت بزيارة وفد إماراتي سعودي مشترك، أعقبه وفد مصري بعد اتصال من رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي برئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان، وأعلنت السعودية والإمارات، تقديم 3 مليارات دولار للمجلس العسكري، فضلا عن إرسال شحنات من المواد البترولية والدقيق والأدوية.

مواقف دول الخليج أثارت غضب ثوار السودان وأعلنوا رفضهم التدخلات الخارجية في ثورتهم، وظهر موقفهم جليا في طردهم شاحنة مساعدات إماراتية في 18 أبريل/نيسان الماضي.

تحركات السودان

تسلم السودان الدفعة الأولى من المساعدات الخليجية، جاء بعدما زار رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك السعودية وتوجه بعدها إلى الإمارات.

الزيارة جاءت عقب بدايات متعثرة في التواصل مع المؤسسات الاقتصادية الدولية ومنها صندوق النقد الدولي وبعض المؤسسات المالية الغربية، التي يبدو أن استمرار وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب يحول دون تلقيها معونات اقتصادية.

زيارة البرهان لدول الخليج أكتوبر/تشرين الأول الجاري، سبقها بزيارة في مايو/آيار الماضي للإمارات، تعاقبت مع زيارة محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، نائب رئيس المجلس العسكري للسعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وهي التحركات التي أثارت حينها ردود فعل غاضبة، واعتبرها مراقبون بأنها إيذان بثورة مضادة، مذكرين بالسيناريو المصري، خاصة أن زيارة البرهان الأولى منذ تولية السلطة إلى الإمارات جاءت بعد زيارة رسمية قام بها إلى مصر التقى خلالها السيسي المدعوم خليجيا أيضا، وأدى له التحية العسكرية. 

البرهان يزور مصر ويلتقي بالسيسي

مهندس الصفقة

سيرة "البرهان" كرجل عسكري، تشير إلى أنه قضى الفترة الأخيرة متنقلا بين اليمن والإمارات، وصنف بأنه "مهندس إرسال السودانيين للقتال في اليمن"، لأنه أبرز الشخصيات العسكرية التي كانت تنسق لإرسال القوات السودانية للمشاركة في حرب اليمن، بالتنسيق مع حميدتي قائد قوات الدعم السريع.

حسب متابعين فإن الدعم السعودي الإماراتي ليس للشعب السوداني وإنما لمساندة رجلهم في السودان لضمان استمرار مواصلة الجنود السودانيين لحرب "لا ناقة لهم فيها ولا جمل".

لم تعلن السودان رسميا تعداد قواته المشاركة في عمليات التحالف، لكنه سبق أن أبدى استعداده لإرسال 6 آلاف جندي إلى اليمن، كما اختلفت تقديرات الأعداد في الصحف الأجنبية.

حسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن السودان أرسل إلى الساحة اليمنية مفرزة من قوات الدعم السريع، المجندة في الأصل من قبائل دارفور العربية، التي تحولت منذ 2016 من الوصاية الاستخبارية إلى الجيش السوداني.

وتتولى هذه القوات مهمة حراسة القواعد الإماراتية في جنوب اليمن، كما يتخذها التحالف وقودا لمدافعه في معركة الساحل الغربي.

وتود الخرطوم إبعاد هذه القوات عن الأنظار، ولا تكاد أخبارهم تذكر إلا عندما ينشر الحوثيون مقاطع فيديو تظهر خسائر القوات السودانية.

حسب الصحافة اليمنية، فإن عناصر هذه القوات رفضوا الذهاب إلى ساحة المعركة اليمنية، لكنهم أرغموا على ذلك.

البرهان يزور الإمارات

حماية المصالح

إبان الزخم الثوري خرجت أيضا، مطالبات سودانية لحكومات البلدين الخليجيين بإعادة قوات الجيش السوداني من اليمن، معلنين رفضهم لشراء السيادة السودانية بأموال الخليج وإجبارهم على الدخول في حرب ليست حربهم.

صحيفة الفايننشال تايمز أشارت إلى أن السعودية والإمارات تعقدان الآمال على قادة السودان العسكريين لحماية مصالحهما، ومن بينها إبقاء القوات السودانية ضمن التحالف الذي تقوده الرياض في الحرب على جماعة الحوثي باليمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن اهتمام دول الخليج بالقرن الإفريقي ينبع من حرصها على استغلال الأسواق الكبيرة في تلك المنطقة، فضلا عن المصالح الإستراتيجية التي تتمثل في رغبة تلك الدول في الاستفادة من موارد المنطقة الزراعية وضمان استخدام موانئها ومصالحها الاقتصادية الأخرى.

لذا وجدت السعودية والإمارات في الأحداث الأخيرة في السودان فرصة لتعزيز نفوذهما ومصالحهما في القرن الإفريقي، عبر إبقاء إيران بعيدة عن البحر الأحمر، وتقويض طموحات قطر وتركيا الإقليمية، بالإضافة إلى طمعهما في الاحتفاظ بالقوات السودانية إلى جانبهما في الحرب باليمن، حسب ما أكدته أيضا صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

الصحيفة أشارت إلى  رفض تلك الدول تقديم مساعدة مالية للبشير في بداية الأزمة بعد أن قصدهما لمساعدته، وركزت على أن الرياض وأبو ظبي تجدان الآن وجوها ودودة في القيادة السودانية الجديدة برئاسة عبدالفتاح البرهان، والذي قاد 10 آلاف جندي سوداني في اليمن لحماية القوات الإماراتية.

ولفتت إلى أن السعودية والإمارات استثمرتا في السودان 3.6 مليارات دولار منذ 2016 لمكافأته على ابتعاده عن إيران.

كما أن الدولتين تحاولان حماية استثماراتهما الزراعية التي تقدر بعشرات مليارات الدولارات في الأراضي السودانية، إذ تزرعان أراضي شائعة بالحبوب لجلبها للاستهلاك الداخلي.

الشعور بالخطر

مواقف جماعة المعارضة والاحتجاج السودانية، الرافض لمساعدات دول الخليج، عكس شكوكهم تجاه الدوافع الحقيقة من التدخل الخليجي في بلادهم، ومخاوفهم من استخدام حكام الخليج لأموالهم لقمع الديمقراطية في السودان ودعم الثورة المضادة، كما هي عاداتهم في التعامل مع ثورات الربيع العربي.

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت في تقرير لها بعد موقف ثوار السودان من إعلان المساعدات الخليجية: إن هناك شعورا بالخطر داخل السعودية والإمارات، بسبب التظاهرات الأخيرة في السودان والجزائر.

وأشارت إلى أن موقف السودانيين جاء بعد أن تمكنت كل من الرياض وأبوظبي من امتصاص زخم الموجة الأولى من ثورات الربيع العربي عام 2011، حيث استخدمتا أموالهما في دعم حلفائهما بمصر والبحرين وليبيا، وشجعت حلفاء آخرين مستبدين على الوقوف بوجه القوى الناشئة الجديدة.

ولفتت الصحيفة إلى اعتقاد محللين أن السعودية والإمارات تعملان، على قدم وساق وعلى مدى السنوات الماضية، على هدف رئيس يتمثل في مواجهة النفوذ الإيراني، وسحق حركات الإسلام السياسي، ووقف انتشار عدوى الديمقراطية، التي قد تثير التطلعات السياسية لدى شعبَي الدولتين، مؤكدة أن المتظاهرين السودانيين يدركون هذا الإرث.

الكاتب البريطاني ديفيد هيرست حلل موقف السعودية والإمارات من السودان، ومساعيهم لفرض أنفسهم على  اليمن ومصر وتونس وليبيا، قائلا: إن ما لا يريده السعوديون والإماراتيون قطعا في السودان هو ألا تدب الحياة من جديد في حكومة مستقلة مدنية وممثلة للشعب.

ولفت إلى أن خطة السعودية والإمارات في السودان، تتكون من أمرين: "الأول تعزيز وتسليح ضباط الجيش المتنفذين، الذين يفاوضون المتظاهرين، والثاني استخدام الزعماء المدنيين، الذين يبرزهم الحراك الحالي، لتطهير الجيش والحكومة والجهاز المدني والمحاكم من الإسلاميين".

وأشار إلى أنهم يتوفر لديهم البند الذي يحتاجه السودان بإلحاح بعد تطاير معظم موارده النفطية، ألا وهو المال، موضحا: أن الطريقة الوحيدة لتحويل الأموال إلى داخل السودان أو إلى خارجه كانت لعقود مضت تتم من خلال مصرفين: أحدهما سعودي وهو بنك فيصل الإسلامي، والآخر إماراتي وهو بنك أبوظبي الوطني.

مشروع أيديولوجي

الدكتور محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون والتنمية السوداني، قال: إن دولة الإمارات تتخذ من الدرهم والدينار والدولار مدخل لخلط أوراق السياسة في المنطقة والتدخل غير الحميد وهو ما ظهر جليا في تدخلها في اليمن وليبيا وسوريا، ومصر بدعمها الانقلاب العسكري السيساوي.

وأشار في حديثه لـ "الاستقلال": إلى أن المعروف أن الإمارات ضد ثورات الربيع العربي والتطلع للحرية ورد السلطان للشعب في اختيار حكامه ومحاسبته، ولذلك هي العدو الأساسي لجميع ثورات الربيع، كما أن لها مشروعا أيديولوجيا يعمل على طمس هوية شعوب المنطقة وفرض نمط معين من الحكم والسياسة في المنطقة بعيدا عن اختيار الشعوب وإرادتهم.

وأكد "الجزولي": أن الحالة السودانية ليست بمعزل عن هذا التدخل، حيث حاولت الإمارات منذ بداية الثورة السودانية أن تتدخل وتحتوي هذه الثورة، وحاولت دعم استمرار الانقلاب العسكري يوم 11 أبريل/نيسان الماضي، لكن بحركة الشارع وضغطه حصلت الشراكة المعيبة.

وأوضح أنه: يراها شراكة معيبة لأنها لم ترد السلطة للشعب بطريقة كاملة ولم تقم دولة مدنية كاملة ومازالت هناك سيطرة للعسكر على السلطة في السودان، جازما بأن الجناح المدني فيها مستضعف جدا.

وأضاف "الجزولي": أن قوى إعلان الحرية والتغيير بدأت بخطاب مناوئ لمحور الشر الذي يعادي ثورات الربيع العربي ويعمل على إقامة أنظمة عسكرية مستبدة، لكنها ارتمت في حضن هذا المحور لأنها تلتقي معه أيديولوجيا وتعمل كذلك على حرب الإسلام السياسي.

وأرجع ذلك إلى أن قوى الحرية والتغيير تلتقي مع محور الشر في بعض المحاور لكنها تختلف معه في أن بعض الوطنيين منهم يسعون إلى إقامة نظام مدني ديمقراطي، لكن بعضهم لا مانع لديهم من التحالف العسكري للاستفراد بالسلطة ومنع إقامة انتخابات حرة ونزيهة في المنطقة.

وأكد أن هذا ما تسعى إليه الإمارات في السودان أن تقيم شراكة بين العسكر والانتهازيين من السياسيين لكي يستمر هذا الحكم بدون إقامة انتخابات حرة ونزيهة.

تواطؤ المعارضة

إبراهيم عثمان الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أكد أن الجناحين اللذين يقودان السلطة في السودان الآن بشقيهما العسكري والمدني قريبين من المحور الإماراتي، مؤكدا أن ما ينطبق على الإمارات ينطبق على السعودية.

وأشار في حديثه لـ "الاستقلال": إلى أن البرهان وحميدتي كانا المشرفين على القوات السودانية في اليمن، إذ كان البرهان مشرفا على قوات الجيش في اليمن وحميدتي بصفته قائدا لقوات الدعم السريع، لهذا نشأت علاقة خاصة بين الرجلين والإمارات.

وأوضح "عثمان": أن قوى الحرية والتغيير كانت تتوجس من دور الإمارات ودعمها للعسكر وكانت الخشية أن يكون هذا الدعم في غير مصلحة قوى الحرية والتغيير، إلا أنه بعد اتفاقها مع المجلس العسكري وفي ظل الأزمة الاقتصادية تغير الموقف.

وجزم بأن قوى الحرية والتغيير أصبحت تطمع في المساعدات الخليجية لتساعدها في تحسين صورتها أمام الشارع الذي تزايدت عليه الأزمات أكثر مما كان في آخر أيام النظام السابق، مذكرا بتصريحات الصادق المهدي في مقابلة صحفية بأن الإمارات سيكون لها دور كبير في السودان.

وأكد "عثمان" أن الإمارات تعمل من أجل تعظيم مصالحها وأكثر شيء يوفر لها الفرصة لذلك هو دعم النظام الحالي ماليا حتى يتجاوز الأزمات أو يخفف منها، وبالتالي تضمن نفوذا كبيرا في دولة مهمة ذات موقع حساس في شرق إفريقيا في ظل صراع المحاور على الموانئ في ساحل البحر الأحمر.

وأشار إلى أن ما يجمع قوى الحرية والتغيير بالمعسكر الإماراتي هو "العداء المشترك للإسلاميين، والتوجهات العلمانية، والمواقف المتقاربة من قضايا المنطقة". لافتا إلى أن هذا التقارب الفكري والسياسي في ظل حاجة النظام إلى الأموال سيوفر للإماراتيين فرصة مثالية للتأثير على الأوضاع في السودان واستخدامه لدعم مواقفها في الجوار السوداني.

وعن موقف الشعب السوداني الذي خرج رافضا التدخل الخليجي في بلاده، قال عثمان: "المجتمع السوداني في غالبه محافظ ولا يميل إلى العلمانية، ولذلك لا يميل كثيرا إلى المعسكر الإماراتي".

واستطرد: "لكن الأزمات الخانقة ستجعله في غالبه لا يمانع في تلقي المساعدات الخليجية على ألا ترتبط بإملاءات أو شروط وبما أنه ليس هناك سياسي يعترف بأن المساعدات التي يتلقاها نظامه مشروطة، فسيقال للشعب أن المساعدات تأتي في إطار العلاقات الطبيعية وليس وراءها أي أجندة".

محاربة الإخوان

وقال الكاتب السوداني عاطف العبادي: إن دول الخليج خاصة السعودية والإمارات تسعى بكل السبل لكسب السودان ضمن حملتهم وحربهم على الإخوان المسلمين، وخوفا أن يكون السودان حليفا لدولة قطر التى هي العدو الأول لهما.

وأشار في حديثه لـ "الاستقلال": إلى أن العلاقة بين السودان والدولتين الخليجيتين متشابكة خاصة فيما يخص حرب اليمن، لأن الجنود السودانيين ورقة ضغط كان يستخدمهم نظام البشير على دول الحلف ويسير على نهجه البرهان الذي رفض سحب الجنود.

وأضاف العبادي: "متى ما توقفت المساعدات الخليجية سوف يسحب السودان جنوده من حرب اليمن، بالإضافة إلى أن السودان يريد من حليفته السعودية التقرب إلى أمريكا لرفعه من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

وأكد أن قوى الحرية والتغيير استسلمت للواقع وأصبح كثير من قادتها على تواصل مباشر وغير مباشر مع السعودية والإمارات، أما موقف الشعب السوداني متأزم وحانق جدا على السعودية والامارات.

ولفت العبادي إلى أن الهوة بدأت تتسع بين قوى الحرية والتغيير والشعب خاصة بعد توقيع الاتفاق وتعاملها الناعم مع قضايا حساسة لأن الشعب السوداني لا يعترف بأن ثورته هي ثورة جوع بل ثورة ضد الظلم، متوقعا "انتهاء شهر العسل بين قوى الحرية والتغيير والشعب".

وتابع: "رغم سقوط النظام لم تتغير الحالة الاقتصادية ولم تحل الأزمات ولكن هناك نوع من القبول والرضا على الوضع المتأزم وشعور بالفرحة بسقوط نظام البشير".