إسرائيل تتودد وطهران تعرض.. من يحظى بـ"كعكة" الخليج؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

قدمت كلا من إيران وإسرائيل مبادرات بتوقيع اتفاق عدم اعتداء مع دول الخليج، ووصفت تل أبيب مبادراتها بالتاريخية وقالت إنها ستضع نهاية للصراع غير الموجود بالأساس.

أما طهران التي قدمت مبادرتها قبل أشهر قليلة فأكدت أنها تسعى من خلالها لبناء علاقات متوازنة مع دول الخليج، وترميم العلاقات واتباع لسياسة الاحتواء.

الإعلام الإسرائيلي لفت إلى أن مبادرته تتمحور حول المصلحة المشتركة لدول الخليج وإسرائيل في لجم إيران والتصدي لنفوذها في المنطقة، فيما روجت إيران لمبادرتها التي أعلنتها قبل 5 أشهر، بأنها تهدف لتحقيق استقرار وثبات سياسي وأمني إقليمي مشترك فضلا عن سعيها للتعاون الاقتصادي.

أي المبادرات ستختارها دول الخليج؟ وهل قبولها للاتفاقية مع إسرائيل يعني مزيدا من التطبيع؟ وهل توقيع الاتفاقية مع إيران ينهي مبررات إسرائيل الضاغطة باتجاه التطبيع مع الخليج؟

مبادرة إسرائيلية

تل أبيب نفذت إلى الخليج من شقوق حالة احتراب غير مباشر بين الدول العربية وإيران، وقدمت نفسها وساعدها على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كمنقذ لدول الخليج من الخطر الإيراني، وجنت تل أبيب أرباحا طائلة منذ تضخيم خطر إيران واستعمالها كفزاعة لدول الخليج.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية "12"، النقاب عن تقديم إسرائيل مبادرة لعدد من الدول الخليجية تقوم على تطبيع العلاقات بين الجانبين، وإرساء دعائم تعاون اقتصادي وأمني علني، رغم تواصل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضحت القناة: أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عرض المبادرة على عدد من وزراء الخارجية الخليجيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي عقدت أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، مشيرة إلى أن الخطوة التي أقدم عليها كاتس "تمت بتنسيق كامل" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ولفتت القناة إلى أن: المبادرة التي عرضها كاتس، تمت بلورتها من قبل طاقم داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتقوم على استغلال المصالح المشتركة بين إسرائيل والدول الخليجية، لا سيما مواجهة إيران وتوسعها في المنطقة.

وكشفت القناة أن: المبادرة ترمي إلى تطبيع كامل وعلني للعلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية التي التقى كاتس وزراء خارجيتها، ولم يتم الكشف عن أسمائها، مشيرة إلى أن المبادرة لا تنص على التوصل لاتفاق "سلام شامل" مع الدول الخليجية، لإدراك إسرائيل أن هذا غير ممكن في ظل الأوضاع الحالية.

ما كشفته القناة العبرية، دفع وزير الخارجية الإسرائيلي لإعلان المبادرة في اليوم التالي عبر حسابه بتويتر، ووصفها بـ"التاريخية"، التي تقضي بـ"عدم الاقتتال" بين إسرائيل ودول الخليج.

ونقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر حسابها باللغة العربية عن كاتس، قوله: "أخيرا تقدمت بطرح مبادرة سياسية للتوقيع على اتفاق عدم اقتتال مع دول الخليج العربية، في مبادرة تاريخية تنهي الصراع وتمهد الطريق لتعاون مدني حتى التوقيع على اتفاقية سلام".

 

تعاون استخباراتي

بحث إسرائيل عن ترسيخ التعاون المدني مع دول الخليج يأتي بعدما نجح في إقامة علاقات تعاون عسكري بذريعة مواجهة خطر إيران.

كان رئيس الموساد السابق مائير داغان مسؤولا عن بناء تحالف إستراتيجي مع الدول العربية، والذي يهدف إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية حول إيران وكيفية منع سيطرتها وفرض الهيمنة على المنطقة.

بدورها، كشفت صحيفة "بازلر تسايتونغ" السويسرية مطلع العام الماضي، عن وجود "تحالف سري" بين السعودية وإسرائيل في وجه "العدو الإيراني" المشترك، لاسيما التعاون العسكري.

وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها في تل أبيب بيير هويمان، إنه: "لا توجد علاقات رسمية بين الطرفين، إلا أن هناك تعاونا سريا مكثفا بينهما من أجل تحقيق هدف رئيسي هو كبح جماح إيران وتقويض طموحاتها الإقليمية".

وقالت الصحيفة: إن هناك تعاونا عسكريا قائما بين السعودية وتل أبيب، "حيث تفيد مصادر بأن الرياض تدرس شراء أسلحة إسرائيلية وأنها أبدت اهتماما بشراء أنظمة دفاعية للدبابات والقبة الحديدية، التي تزعم إسرائيل أنها أثبتت نجاعتها في التصدي للهجمات الصاروخية القادمة من قطاع غزة، وتسعى الرياض بدورها إلى اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن".

وفي أغسطس/آب الماضي، وعلى خلفية توجيه اتهامات لإيران بالتورط في استهداف السفن النفطية في مياه الخليج، أقر وزير الخارجية الإسرائيلي أن بلاده جزء من تحالف أمن الرحلات البحرية الأمريكية في الخليج العربي، حيث ستشارك في المجال الاستخباراتي ومجالات أخرى رفض الإفصاح عن طبيعتها.

ضوء أخضر

تجرؤ إسرائيل على تقديم مبادرة جاءت بعد ضوء أخضر من دول الخليج التي حرص قادتها على إرسال عدة رسائل للجانب الإسرائيلي مفادها أننا نرغب في السلام معكم وأن إسرائيل وجدت لتبقى.

كان أبرزها تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع  مجلة "أتلانتيك" في ربيع عام 2018، التي قال فيها: "هناك الكثير من الاهتمامات التي نشاركها مع إسرائيل وإذا كان هناك سلام في المستقبل، فسيكون هناك الكثير من الاهتمام والتعاون بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي".

وفي فبراير/شباط 2019، خلال قمة وارسو للشرق الأوسط، قام مكتب نتنياهو بتسريب شريط مصور لجلسة مغلقة، حضرها وزراء خارجية السعودية والبحرين والإمارات، ويمكن رؤيتهم وسماعهم يدافعون عن حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، وفي إحدى المقاطع قالوا إن مواجهة إيران أكثر إلحاحا وأهمية من حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ترويج التطبيع

كما اعترفت العواصم الخليجية بمزايا العلاقات الأمنية والتكنولوجية والاقتصادية التي تربطها بـ"إسرائيل" التي تتمتع بنفوذ وثقل.    

نشر "مركز القدس للشؤون العامة" الإسرائيلي، مقالا للصحفي يوني بن مناحم، تحدث فيه عن عدم خشية دول الخليج من التطبيع مع إسرائيل في الوقت الحالي، وأنها باتت تروج لها بصورة بطيئة.

وأرجع عدم خشية الدول العربية من التطبيع إلى أنه: "بسبب الخطر الإيراني، تغلبت بعض الدول العربية على عقبة الخوف التي شكلها الفلسطينيون، ولم تعد ترى التطبيع المفتوح مع إسرائيل يمثل مشكلة كبيرة".

ولفت الكاتب إلى أن: "الحكام العرب يحترمون السلطة ويرغبون في دعم إسرائيل وإدارة ترامب".

فيما نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا للصحفية داليا هاتوكا على خلفية قمة وارسو التي عقدت قبل 5 أشهر، اعتبرت فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤسس لعلاقات مع القادة العرب المناهضين لبلاده، ويراهن على أن اتفاق السلام لم يعد شرطا ضروريا من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية.

وأضافت المجلة: أن عامل الإثارة الوحيد في هذه القمة نبع من إسرائيل ودول الخليج التي لم تخجل من التباهي بتحالفها المفتوح ضد إيران، فقد كان من اللافت للنظر جلوس وزراء خارجية الإمارات والسعودية والبحرين إلى جانب بنيامين نتنياهو خلال حفل العشاء في افتتاح القمة الذي كان من المفترض أنه عشاء سري، ولكن نتنياهو سرب فيديو الاجتماع.

وسُمع المسؤول الرسمي البحريني الكبير وهو يقول: إن إيران هي العقبة الرئيسية أمام حل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما ذكر وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان: أنه من حق إسرائيل ضرب أهداف في سوريا، وفي النهاية اختتم نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس الكلام بقوله: "إنها حقبة جديدة".

تحفيز التحالف

استخدمت إيران كفزاعة وروج لها بأنها صانعة الاضطرابات في المنطقة ووقوفها وراء معضلة أمنية دائمة، وكان من أخطر الهجمات التي أعلن وقوف إيران ورائها، استهداف المنشآت النفطية السعودية، والذي كشف ضعف دفاع الرياض، وتحدث مراقبون حينها عن الأبعاد الجيوسياسية للحادث، مؤكدين أنه مقدوره أن يغيّر خارطة التحالفات في الشرق الأوسط.

وفي تقرير لموقع "المرصد الجيوسياسي" (geopolitical monitor) في باريس، حذر من أن الخوف طويل الأجل من العدوان الإيراني إلى جانب حالة الشك في تورط طهران المحتمل ووقوفها خلف تلك الهجمات، يمكن أن يحفز التحالف الإستراتيجي بين السعودية وإسرائيل.

وأشار إلى أن الهجوم بدد الصورة الذهنية الغالبة التي تقتضي تفوق الولايات المتحدة في المنطقة، كما كشف عن مغالطة أن الولايات المتحدة تقف وحدها كقوة رئيسية أو ربما القوة الوحيدة في المنطقة التي يمكنها حماية المملكة من التهديدات الإيرانية، علاوة على ذلك، عززت الحاجة إلى حليف إقليمي قوي للسعودية.

وأوضح، أن: "حالة الشعور المشترك بالتهديد من إسرائيل والسعودية والناجمة عن النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة هي نقطة التقاء أخرى على الجبهة الأمنية. غالبا ما يتم تضخيم التهديد الأمني ​​في غياب آلية أمنية إقليمية قوية قادرة على الردع كما هو الحال في أوروبا".

وأردف التقرير: "من الواضح، لأكثر من سبب، أن إسرائيل مؤهلة، واقعيا وإستراتيجيا كخيار منطقي متاح للسعوديين. في حين أن العلاقات بين السعودية وإسرائيل قد تحسنت مؤخرا، فمن المرجح أن تسرع التهديدات الأمنية التي تلوح في الأفق لكلا البلدين من مفاوضات التحالف لرفع العلاقات الثنائية إلى المستوى التالي. بمعنى آخر، فإن الهجوم من شأنه أن يجعل التحالف بين الرياض وتل أبيب هدفا إستراتيجيا قويا ومميزا في حساب السياسة الخارجية لكلا البلدين".

صراع قوى

الدكتور السيد مصطفى أبو الخير، الخبير في القانون الدولي، قال: إن المبادرتين الإيرانية والإسرائيلية تعبران عن وجود صراع بين قوتين كلاهما يريد السيطرة على المنطقة، هما قوة "المشروع الفارسي والمشروع الصهيوني".

وتوقع في حديثه لـ "الاستقلال" أن: "تقبل دول الخليج صاغرة بالمشروع الصهيوني لأنه مقدم من أمريكا وهى حامية وضامنة للأسر الحاكمة في الخليج فضلا عن تغلغل صهيوني كبير في دوائر القرار بدول الخليج يعمل منذ مدة طويلة دون إعلان خوفا من الشعوب العربية ويقف خلفه ويؤيده ويدفعه الغرب والشرق".

وأوضح "أبو الخير": أن خروج المبادرة الإسرائيلية لسبيبين هما "استباق وضرب المشروع الإيراني، ودفع الدول الخليجية لحرب إيران"، مؤكدا أن كلا المشروعين يعملان لصالح إسرائيل وليس لصالح العرب.

وأشار إلى أن أمريكا فى طريقها لمغادرة المنطقة وسوف تتركها لإسرائيل، ولذلك يرغب كلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي في ملء الفراغ، ولذلك تضغط أمريكا على إيران لإضعاف مشروعها لإتاحة الفرصة أمام المشروع الإسرائيلي.

وراى "أبو الخير" أن: إسراع الإعلان الإسرائيلي عن مبادرة بسبب ضعف مؤسسة الرئاسة بأمريكا واحتمال عزل ترامب أكثر الرؤساء الأمريكيين كرما مع إسرائيل، مؤكدا أن حكام العرب سيقبلون المشروع الإسرائيلي حماية لكراسيهم المحمية أمريكيا، وسيتعللون بها للتخلي عن فلسطين.

وأوضح الخبير في القانون الدولي: أن هذه الاتفاقيات غير قانونية ومنعدمة فى القانون الدولى لأنها لا تغير الموقف القانونى أو المركز القانونى لإسرائيل بصفتها قوة احتلال. مشيرا إلى مخالفة تلك الاتفاقيات للقواعد الآمرة فى القانون الدولى، وبذلك ليس لها أي آثار قانونية.

وجزم ببطلان اتفاقيات عدم الاعتداء التي تنوي الدول الخليجية إبرامها مع الكيان الصهيونى بطلانا مطلقا فى القانون الدولى لمخالفتها القواعد العامة فيه.

كفة إيران

في المقابل رأى الدكتور محمود رفعت خبير القانون الدولي، أن دول الخليج ستقبل بالمبادرة الإيرانية لا الإسرائيلية، مؤكدا أنها أصبحت مجبرة أن تقبل بالرؤية الإيرانية لثلاثة أسباب، أولهم أنها تدرك جيدا أن إسرائيل أضعف من أن تواجه إيران مواجهة مباشرة.

وأوضح في حديثه لـ "الاستقلال" أن: السبب الثاني الذي قد يدفع دول الخليج للقبول بالمبادرة الإيرانية هو أن ترامب أدار ظهره إلى الخليج أكثر من مرة الفترة الماضية، الأمر الذي يضعف من جبهة إسرائيل.

وبين "رفعت" أن: السبب الثالث يرجع إلى تجربة دول الخليج للأعمال العسكرية الإيرانية، وتعلم مدى قدرتها على كسر العمود الفقري لظهر دول الخليج لأنها تستهدف النقطة الأكثر إيلاما المتمثلة في مصافي النفط.

وجزم بأن هذه الاتفاقيات لا تكون ذات طابع قانوني بمفهوم القانون الدولي، وإنما هي أوامر مباشرة من الحاكم لموظفي المؤسسات، بمعنى أنها توجه سياسي أكثر منها قانوني.

تهيئة الشعوب

محمود شعبان الباحث في العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول أيدن، قال: إن مبادرة إسرائيل التي تسميها بالمبادرة التاريخية، هي محاولة لاستغلال الظرف التاريخي والسياسي في المنطقة. مشيرا إلى أن الترويج الكبير لها يصب في مصلحة دول الخليج الساعية إلى التطبيع العلني مع إسرائيل.

ورأى في حديثه لـ "الاستقلال" أن المبادرة تهيئة للشعوب وللرأي العام العربي بضرورة القبول بالتطبيع العلني مع تل أبيب من أجل مواجهة النفوذ الإيراني، إذ تقدم إسرائيل نفسها كمنقذ لدول الخليج الغارقين حتى الآن في صراعهم "الخاسر" و"المكلف" مع طهران.

وأكد "شعبان" أن المبادرة تهدف أيضا لأن تقوم إسرائيل بدور الوكالة عن دول خليجية في محاربة إيران، خاصة أنها لها غاية من تحجيم دور إيران في المنطقة خاصة في سوريا، فضلا عن إيمانها بضرورة إبعاد الآلة العسكرية الإيرانية عن المشهد العسكري السوري.

وأضاف: "بالتالي نحن أمام تطبيع غير معلن بين إسرائيل وبعض دول الخليج، وخاصة الرياض التي ترى حرجا كبيرا في الكشف علنا عن ذلك، لكن المبادرة ستكون إنقاذ لذلك وستفتح بابا كبيرا للتطبيع العلني بين دول خليجية وإسرائيل".

أما المبادرة الإيرانية التي جاءت تحت عنوان "تحالف الأمل"، فقال الباحث في العلاقات الدولية: إنها للاستهلاك الإعلامي ولن يكتب لها النجاح، لتاريخية الصراع بين طهران وبعض دول الخليج، والذي ينطلق على أساس أطر أيديولوجية وطائفية.

وأوضح أن: طرح طهران للمبادرة يأتي من أجل 3 أطر، أولهم محاولة للرد على واشنطن وداعمي موقفها تجاه الملف النووي، بأن طهران تسعى دائما لمد يد السلام إلى دول المنطقة وأنها ليست الفاعل الذي يقوم بتهديد المنطقة بل هي الضحية لسياسات واشنطن وبعض حلفاءها في الشرق الأوسط.

وبين "شعبان" أن: الإطار الثاني هو رغبة إيران في محاولة تحييد بعض دول الشرق الأوسط، في صراعها مع أمريكا، حتى لا تجد نفسها أمام تحالف دولي وإقليمي كبير يعرقل نشاطاتها السياسية والعسكرية في المنطقة. 

ولفت إلى أن: طرح المبادرة سبقه لقاء على مستوى قادة عسكريين بين طهران والإمارات، لتهيئة المنطقة لقبول مثل هذه المبادرات في المستقبل.

الأمر الثالث هو محاولة "مفهومة" و"مكشوفة" من طهران للرد على اتهامات الرياض المستمرة لها بالوقوف خلف تفخيخ المنطقة ودعم أذرع عسكرية لها في المنطقة لمضايقة دول الجوار مثل دعمها للحوثيين وحزب الله والحشد الشيعي وأطراف أخرى.

شعبان جزم بأن إيران "تحرث في الماء" لكنها تحاول كسب المعركة إعلاميا وتستبق الاتهامات "المعلبة" لها من جانب دول في المنطقة كالرياض، وتحاول الظهور كمن يمد يده بالسلام في المنطقة.

أما بخصوص مدى قبول هذه المبادرة من دول الخليج، فأكد "شعبان": "لن يقبل بها أحد لكن سيكون هناك تعاون من وراء ستار تحت إطار بنود هذه المبادرة مع بعض الدول في المنطقة، مثل الإمارات على سبيل المثال، أما السعودية، فلن تقبل بهذه المبادرة لطبيعة الصراع بينها وبين الجمهورية الإسلامية".