"العلمانية قادمة".. فرص اليسار بانتخابات الكنيست ترعب الحريديم

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقابلة مع أرييه مخلوف درعي، رئيس حزب "شاس" الحريدي المزراحي (يهود المشرق)، يوضح فيها أسباب ارتهان حزبه المحسوب على الشق الشرقي لليهود الحريديم، بالاصطفاف مع حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست.

وعن الاستطلاعات الأخيرة، التي أفادت بأنّ نتنياهو لن يتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي مكون من 61 عضو كنيست، قال درعي: "سأبذل قصارى جهدي وسأواصل القيام بما فعلته من قبل. سأفعل أي شيء لأشرح للجمهور الخطر المروع المتمثل في إقامة دولة علمانية".

خطوط حمراء

وأشار إلى أنه لم يكن لديه خيار غير نتنياهو، وأنه لا يمكن أن يشارك في ائتلاف مع حزب فيه يائير لبيد الذي يستمر في التحريض ضد كل شيء في الديانة اليهودية، ولا حزب ليبرمان الذي يبحث عن زيادة عدد الأعضاء، وعن وظائف. أنا أبحث عن طريق، لدي خطوط حمراء".

ونفى درعي في البداية أن يكون شبّه لبيد تسمية بالشيطان، ثم أردف قائلاً: في عام 2013، شكّل حكومة مع بينيت. كان الهدف مجرد هدف واحد، أن تكون حكومة من دون حريم - وجلس لمدة عامين في الحكومة وفعل كل ما بوسعه. كانت هناك عملية عسكرية قوية في الجنوب، أقاموا مخيمات للأطفال الجنوبيين باستثناء الأطفال المتدينين. لقد فعل كل شيء، وتقريباً أغلق شبكة التوراة التعليمية بالكامل.

وبخصوص جلوسه ومشاركته سابقاً في الحكومة مع حزب ميرتس (حزب يساري علماني)، قال إنها: ليست مسألة سياسية أو لا، إنها مسألة خطوط حمراء أيديولوجية لا يمكنك القيام بها. فعقب ثلاثة أشهر، عندما ذهبنا إلى الحملة الانتخابية، 72 عضواً قالوا "نعم لنتنياهو". لكن 7 لم يمروا بسبب معارك غبية على "الأنا" حول من سيكون في قمة الترتيب.

وأضاف: ليبرمان الذي ركض في كل مكان وقال نتنياهو خان جمهوره، لقد خان ثقة الجمهور، وحاول بكل قواه لكي يُفشل نتنياهو. ما حدث مع ليبرمان بسخرية، أنه قام بأخذ أعضاء من كتلة اليمنين إلى كتلة اليسار.

صعود ليبرمان

وتطرق درعي إلى انهيار علاقته مع ليبرمان بعد 30 عاماً من الصداقة الشخصية، بالقول: لقد فعل شيئاً فظيعاً، لم يقتصر الأمر على تحريضه، بل قام بالفعل بتغيير الكتلة الصحيحة وتوجه إلى كتلة اليسار، بل وأيضاً ما فعلته في جعل هذه الحملة الانتخابية برمتها تصل إلى تحريض رهيب.

وتابع: "حتى غانتس وبوجي يعلون وأشكنازي أُجبروا على الصدام مع تفويضات ليبرمان التي أخذها من أجل الذهاب في حملة حكومية علمانية. شيء ما لم أكن أحلم به أبداً، لكن هذا هو المكان الذي نحن فيه والجمهور بحاجة إلى معرفة ذلك".

وأشار إلى أن ليبرمان فعل أخطر تصرف بأكثر طريقة ساخرة في العالم. ها هو اليوم يخاطب جمهور القدس، "لا تدعوا القدس تصبح حريدية"، هل تفهم معنى هذا؟ لقد عملنا معاً لمدة 10 سنوات حتى لا يكون رئيس حكومة علماني في القدس. لكن درعي لا يستبعد أن يجلس ليبرلمان في حكومة يمين.

وانتقل زعيم حزب "شاس" إلى الحديث عما يقال إن نتنياهو ورغم الولاء الثابت له، فقد بدأ يسحب بعض الممثلين من "شاس"، بالقول: سيقولون أيضاً في "الليكود" أن درعي يسحب منهم ممثلين. هذه هي اللعبة السياسية، طالما أنه لا يتحدث ضد "شاس"، فهو لا يتحدث ضدي، ولا ينتهك الملخصات، هذا شرعي، ماذا يمكنني أن أفعل؟

وأشار إلى أن نتياهو يعرف أن حزب "شاس" قوي وهو إنجاز إستراتيجي وأصل إستراتيجي. وتصريحه أعطاني الطاقة للعمل بجدية أكبر.

وتوقع أدرعي بأن لا يتكرر سيناريو انتخابات الكنيست في أبريل/نيسان الماضي بالتعادل في المقاعد، لأن التوقعات تشير إلى أنه لا يوجد تعادل. وزاد قائلاً: "تشير التوقعات إلى أن كتلة (اليسار العربي - ليبرمان) لديها 62 – 61 أو حتى 63 مقعداً، وهذا يعني، أنهم سيذهبون إلى الرئيس ويقوم بالتوصية على غانتس".

تكليف غانتس

ورجّح زعيم حزب "شاس"، أن "يضع الرئيس الإسرائيلي مهمة تشكيل الحكومة على عاتق غانتس، ثم سيحاول غانتس تفكيك الليكود، بإقصاء شاكيد وبينت سيحاول القيام بذلك، لن ينجح في ذلك، لن يعيد التفويض إلى الرئيس - سيؤسس حكومة أقلية تدعمها القائمة العربية المشتركة من الخارج. لقد قاموا بالفعل بوضع قائمة بالمتطلبات التي يريدونها".

وأوضح قائلاً: "وفقاً لاستطلاعات الرأي، هذا ما أراه، ما لم يستيقظ الجمهور الكبير الذي لم يحضر للتصويت. بحسب الاستطلاعات الخاصة بي، وربما يوافقني على ذلك الباحث رامي سميث إذا كان لا يزال على الخط معنا. في تجمعات السكان السفرادييم التقليدية، دعنا نسميها الشريحة التي وضعها الاجتماعي - الاقتصادي منخفضاً، فلدى هذه الشريحة نسبة مئوية منخفضة في التصويت، بفارق كبير عن شريحة السكان الأشكناز الأثرياء، والأغنياء،اجتماعياً اقتصادياً عالياً وهذا ما يحدث كل الاختلاف".

لم يستبعد أدرعي تشكيل حكومة خالية من الحريديم، وقال :أستبعد أبداً مثل هذا الشيء، لكن في هذا الوقت الذي يعلن عن حكومة علمانية، حكومة بدون حريديم، هو غانتس ولبيد، ومعهم ليبرمان، أنا لم أعلن ذلك. أنا لا أعلن حكومة وحدة خالية من العلمانيين، وأنا لا أعلن حكومة بدون أحد الأطراف".

خيار المعارضة

وبخصوص ارتفاع عدد مقاعد قائمة "كاحول- لافان" بسبب عملها ضد الحريديم، قال درعي، هذا غير صحيح، فقد  حصل كاحول – لافان في الحملة السابقة على 35 مقعداً، عندما لم يتحدث كلمة واحدة ضد الحريديم، على العكس من ذلك، تتذكر ما قاله غانتس: "خذ ورقة واكتب ما تريد"، حصل على 35 مقعداً.

وأشار إلى أنه "الآن مع الكراهية المزعومة للحريديم والحديث عن تشكيل حكومة علمانية، فهو في 32 مقعداً. وحصل ليبرمان على 5 مقاعد وهو الآن يحصل على 8 أو 9 مقاعد، اعتماداً على الاستطلاع الرأي، هذا هو 4-3 مقاعد. لقد رأى غانتس ببساطة أن هذه المقاعد الثلاثة هربت لأن ليبرمان بدأ الحملة وأخذها بكراهية الحريديم، لذا فهو يحاول إعادتهم له، هل هذه اللعبة بأكملها باحترام".

وأعرب زعيم حزب "شاس" عن قلقه مما سبق ذكره، لأن معظم الجمهور لا يريد هذا التحريض، لا يريد هذه الجرعة، فهو لا يفهم من أين سقط عليه هذا. في الحملة الانتخابية السابقة لم يتحدث أحد عن الحريديم والمتدينين، إنه مجرد عمل ساخر الآن.

وعن خيار ذهابه إلى صفوف المعارضة بعد الانتخابات، قال درعي: أنا لا أبكي على الوزارة، لكني أصرخ على السبت، أصرخ على الكوشر – الأكل الحلال حسب الشريعة اليهودية- أصرخ على الطابع اليهودي للدولة، أصرخ إلى أين نحن ذاهبون إلى هنا، إلى دولة يهودية تقليدية أو نذهب إلى الجنة وإلى دولة أوروبية أو علمانية بالكامل، والتي سيكون من الصعب للغاية أن يعيش بها يهودي محافظ تقليدي، الذي يريد أن يحفظ السبت والذي يريد بعض التعليم اليهودي لأطفاله، وهذا ما أبكي عليه".

ورفض درعي التعليق على أوصاف يطلقها ليبرمان على نتنياهو مثل "الغشاش، والكذاب، والضعيف"، بالقول: "ليس من المجدي لي الحديث عن كل هذه الأشياء. أرى حريقاً أمام عيني، وأرى كارثة كبيرة جداً على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، والآن سأتعامل مع ما قاله ليبرمان أو ما لم يقله. لقد فعل شيئاً خطيراً. إذن ما الذي يمكنني قوله الآن، هل سأصبح متحدثاً باسمه؟"

وانتقد درعي تحول ليبرمان إلى اليسار ومعادة الحريديم، بالقول: "حتى قبل شهرين أول ثلاثة كان شريكي الأكبر في السنوات الثلاثين الماضية في جميع القضايا السياسية. لقد عملنا لمدة 10 سنوات من أجل أن يكون موشي ليون رئيساً لبلدية القدس. فجأة، كان الحريديم أفضل شركاء له".