موقع صيني: هذا ما ستجنيه إيران من عضويتها الكاملة في منظمة شنغهاي

في 4 يوليو/ تموز 2023، عُقد الاجتماع الثالث والعشرون لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، وجرى إعلان قبول إيران "دولة عضو كامل"، وبذلك زاد عدد الدول الأعضاء بالمنظمة إلى 8.
وسلط موقع "الصين نت" الضوء على الآثار المترتبة على انضمام طهران للمنظمة، مدعيا أن "العضوية ستعزز تنمية طهران الاقتصادية واستقرارها الاجتماعي"، لافتا إلى أن "تعزيز التنمية الاقتصادية أكبر تطلعات الشعب الإيراني من شنغهاي".
فرصة جديدة
وتأسست المنظمة في 15 يونيو/ حزيران 2001 في شنغهاي، العاصمة الاقتصادية للصين، على يد ست دول آسيوية، هي: الصين، وكازاخستان، وقرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان.
قبل أن تنضم أوزبكستان في وقت لاحق من عام 2001، إلى المنظمة، التي تتمتع بصفة "مراقب" في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005.
وتعد منظمة شنغهاي أكبر منظمة إقليمية حول العالم من حيث المساحة وعدد السكان، حيث تمتد على حوالي 60 في المئة من منطقة أوراسيا.
وتضم الدول المنضوية تحت المنظمة أكثر من 3.2 مليارات نسمة، ويبلغ حجم اقتصادها المشترك نحو 20 تريليون دولار.
والجدير بالذكر أن كمبوديا ونيبال وسريلانكا والكويت والإمارات حصلوا على صفة "شريك الحوار"، كما تقدمت كل من إسرائيل والعراق وجزر المالديف وأوكرانيا وفيتنام بطلب للحصول على الصفة ذاتها، غير أن المنظمة لم توافق على طلبهم بعد.
وفي عام 2012، منحت المنظمة تركيا صفة "شريك الحوار"، لكن المنظمة لم توافق حتى الآن على طلب أنقرة لنيل العضوية الكاملة.
وفي سبتمبر/ أيلول 2022، اتخذت قطر ومصر قرارا بطلب الانضمام إلى منظمة شنغهاي، كما تقدمت السعودية بطلب مماثل في 29 مارس/ آذار 2023.
توجه إستراتيجي
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في خطابه بقمة شنغهاي، على دور إيران في "ممر الشمال-الجنوب"، والأهمية التي توليها لمبادرة "الحزام والطريق"، واصفا هذه المشاريع بـ"العملاقة".
ولفت الموقع الصيني إلى ما ذكره رئيسي، فور عودته من قمة منظمة شنغهاي لعام 2021، من أن "انضمام إيران لمنظمة شنغهاي سيخلق لها روابط اقتصادية قوية".
وأضاف رئيسي حينها أنه "من خلال هذه الروابط ستكون إيران قادرة على توطيد علاقاتها مع الدول الآسيوية والانتفاع من مواردها المستدامة".
"ولذلك حث رئيسي وزارة الشؤون الخارجية والإدارات الأخرى ذات الصلة على الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة لإقامة روابط مع الدول صاحبة الموارد الاقتصادية الرئيسة في آسيا"، وفق الموقع.
وأشار إلى أنه "بسبب ضعف التنمية الاقتصادية في البلاد على مر السنين، فإن استياء الشعب الإيراني الذي تضرر في عمله وحياته يتزايد يوما بعد يوم، وله تأثير متزايد لا يستهان به على النظام والاستقرار الاجتماعي، ولا يمكن لصناع القرار الإيرانيين تجاهل هذا الواقع".
وأضاف أن "بكين تعد أكبر شريك تجاري لطهران منذ سنوات عديدة، كما أن العواصم الأخرى الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون هم أيضا شركاء اقتصاديون وتجاريون مهمون لطهران".
وتابع أنه "من الواضح أن إيران تعمل جاهدة على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، وذلك يعكس بوضوح التوجه الإستراتيجي الذي تسعى إليه في تطوير مكانتها الإقليمية".
علاوة على ذلك، فإن "انضمام طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون سيساعد في حل قضايا الأمن الإقليمي"، حسب الموقع.
ورأى أن نفوذ إيران في تصاعد مستمر، إذ إنها لاعب لا غنى عنه في حل العديد من القضايا الإقليمية بالشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب آسيا، ولذلك يمكن أن يلعب انضمامها دورا إيجابيا داخل شنغهاي".
وأضاف أنه "كما هو معلوم، فإن الهدف الأساسي وراء إنشاء منظمة شنغهاي للتعاون هو الحفاظ على الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب".
وتابع أنه "من الواضح أن مشاركة إيران ستعزز قدرة المنظمة على التعامل مع قضايا الإرهاب والأمن في غرب آسيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا".
تحديات استثنائية
من جانبه، أكد نائب رئيس قسم شؤون جنوب آسيا بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، وانغ شيدا، أنه "في ضوء تعقيد التغيرات العالمية التي نشهدها اليوم، يواجه المجتمع الدولي تحديات استثنائية وغير مسبوقة".
"وفي ظل هذا الواقع، يتعين على المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك منظمة شنغهاي للتعاون ودولها الأعضاء، تقديم إجابات فعالة على هذه التحديات الجديدة التي تواجه البشرية"، وفق شيدا.
وأضاف الباحث الصيني أنه "يجب أن نكون يقظين للغاية ضد القوى الخارجية التي تحرض على حرب باردة جديدة في المنطقة وتخلق مواجهة بين المعسكرات".
وشدد وانغ على أهمية "إبداء معارضة حازمة لأية دولة تتدخل في الشؤون الداخلية، وتحرض على "ثورات ملونة" لأي سبب من الأسباب"، مضيفا أنه "يجب أن نتمسك بشدة بأن يكون مستقبل ومصير دولنا بأيدينا".
وحسب وانغ، فإنه "يجب أن تركز الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي على ثلاث مهام أساسية وهي السلام الإقليمي، والنمو الاقتصادي، والتواصل بين الشعوب".
وتابع: "فيما يتعلق بالسلام الإقليمي، يمكن لدول منظمة شنغهاي أن تتطور وتزدهر فقط عندما يتحقق الاستقرار الدائم في المنطقة".
"لهذا السبب، فإن الصين تتطلع إلى تنفيذ مبادرات أمنية عالمية مشتركة، وتعزيز التفاوض والحوار لحل الخلافات بين الدول، وتعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة في الساحتين الدولية والإقليمية"، وفق الباحث الصيني.
وأكد وانغ أنه "من الضروري تعزيز مستوى التعاون الأمني داخل المنظمة، وتنفيذ عمليات مشتركة بشكل مستمر، ومكافحة "حركة الاستقلال في تركستان الشرقية"، وتهريب المخدرات، والجريمة الإلكترونية والجرائم العابرة للحدود".
وحسب "الصين نت"، فإنه في القمة الأخيرة للمنظمة، أعلن المشاركون بوضوح أنهم "سيعملون بشكل مشترك على بناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين".
ويعتقد الموقع الصيني أن دخول إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون سيعزز التجارة البينية بين أعضاء المنظمة.
وقال إن "إيران كانت تاريخيا ممرا رئيسا للتجارة بين الشرق والغرب، واليوم تأمل إيران أن تصبح واحدا من الممرات الرئيسة للتجارة العالمية مرة أخرى".
وأردف: "مع التركيز على الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، تولي منظمة شنغهاي للتعاون المزيد والمزيد من الاهتمام للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء، ويمكن لإيران ومنظمة شنغهاي تحقيق نجاح متبادل في هذا الصدد".
وأكد أن "إيران حققت أخيرا رغبتها في أن تصبح عضوا كاملا في منظمة شنغهاي للتعاون، واتخذت منظمة شنغهاي مرة أخرى خطوات لتوسيع قدرتها"، مؤكدا أن "النجاح هو ما ينتظر هذه الشراكة".