على خطى السعودية.. صحيفة ألمانية: البحرين تطبع العلاقات مع إيران قريبا

لا تزال أصداء إعلان استئناف العلاقات السعودية الإيرانية تلقي بظلالها على المشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط.
حيث تُتداول الأنباء عن احتمالية حذو عدد من الدول العربية الأخرى حذو السعودية في علاقاتها مع إيران، في مقدمتها مملكة البحرين، وفق صحيفة "مينا واتش" الألمانية.
دولة تابعة
وقال الصحيفة الألمانية إنه على غرار السعودية، قطعت البحرين علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2016.
كما أشارت إلى أن البحرين قد تنضم إلى السعوديين قريبا في مسار استئناف العلاقات مع الجمهورية الإيرانية.
وكشفت الصحيفة عن أن المنامة وطهران أجريتا محادثات سرية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وحول سبب استشرافها بانضمام البحرين إلى السعودية في مسار استئناف العلاقات مع إيران، قالت إنه "لا توجد قضايا جادة عالقة بين إيران والبحرين".
وبحسب "مينا واتش"، انقطعت العلاقات عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.
وقامت دول خليجية أخرى بينها البحرين والإمارات والكويت إثر ذلك بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لدعم الرياض.
وأخيرا، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن أمل بلاده في استئناف علاقاتها مع البحرين، التي قطعت علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية عام 2016، بعد السعودية.
وصرح المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني قائلا: "لحسن الحظ، مع الأجواء الإيجابية التي نراها في المنطقة، يمكن أن يحدث هذا التطور الإيجابي مع دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك البحرين".
عودة سريعة
وتشير الصحيفة الألمانية هنا إلى إعلان استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وإعادة تطبيع العلاقات بموجب اتفاقية بكين في 10 مارس/ آذار 2023.
وتتوقع أن تنضم البحرين قريبا إلى السعوديين في استئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية.
ونقلت عن مصدر إقليمي لم تسمه قوله إنه كانت هناك "محادثات على مستوى منخفض"، وأوضح أنها لم تكن على المستوى السياسي بل على "المستوى الإداري والبيروقراطي".
ورجح المصدر أن التطبيع بين إيران والبحرين قد يحدث في غضون فترة قصيرة.
لا سيما بعد إعادة فتح السفارتين في طهران والرياض، وأضاف أنه "لا توجد قضايا جادة عالقة بين إيران والبحرين".
وفي نفس السياق، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب البحريني، عبد النبي سلمان، في تصريحات إعلامية، إن إعادة خطوط الطيران بين الدولتين وجد استحسان الوفد الإيراني الذي قام بزيارة المنامة أخيرا.
كما أشار إلى إجراء مباحثات صريحة وواضحة مع أعضاء البرلمان الإيراني في البحرين، في إطار الجهود الرامية لاستئناف العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن البحرين أكدت للجانب الإيراني، خلال الاجتماع، أهمية سيادة مملكة البحرين والخطوط الحمراء المعروفة المتعلقة بالقيادة السياسية، ومصالح الشعب البحريني التي تعد أولوية لا تقبل أي مساومة مهما كانت الظروف.
وشدد سلمان على أن "إيران إذا كانت جادة لأن تتجه إيجابيا في سلوكها تجاه دول مجلس التعاون، فعليها إثبات حسن النوايا خلال الأيام المقبلة، كي تعزز البحرين ودول الخليج حالة القبول الرسمي والشعبي، وهو جهد يجب أن يُبذل من الطرفين".
ورأى أن "وجود مشروع حسن نوايا بين الطرفين مهم، وفي الوقت ذاته يجب أن توضع محددات لمثل هذا النوع من العلاقة على خلفية المتاعب الأمنية التي واجهتها البحرين خلال السنوات الأخيرة".
رياح مغايرة
وتنقل الصحيفة الألمانية ما قاله إلهام آزاد، عضو الوفد البرلماني الإيراني، الذي زار البحرين، إن "الوفد البرلماني الإيراني أجرى لقاءا مع رئيس مجلس النواب البحريني من أجل متابعة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
وأشار في تصريحات لوكالة "تسنيم" الإيرانية إلى أن "سفارتي إيران والبحرين سوف تستأنفان أنشطتهما قريبا".
وفي هذا الصددد لفتت الصحيفة الألمانية إلى أن البحرين هي واحدة من أربع دول عربية إسلامية قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بموجب اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020.
وفي ذلك الوقت، تذكر الصحيفة أن إيران انتقدت بشدة تلك الخطوة التي اتخذتها هذه الدول العربية.
لكن كان لافتا أن السعودية أعطت الضوء الأخضر للبحرين للتطبيع مع إسرائيل، لكنها لم تتبعها في ذلك المسار.
بينما تتجه البحرين إلى التطبيع مع إيران بمجرد توقيع السعودية وإيران اتفاقا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.