حرب استنزاف.. ما خطة المقاومة الفلسطينية في رمضان لمواجهة إسرائيل؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة ألمانية الضوء على التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية بإرهاب الجيش الإسرائيلي والمستوطنين للمدنيين الفلسطنيين، كما تحدتث عن خطة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في شهر رمضان.

وفي 22 فبراير/ شباط 2023، أسفرت مداهمة قام بها جيش دفاع الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في نابلس عن مقتل 12 شخصا.

وقالت صحيفة "مينا واتش" إن "هذه الحملة تعد لثالثة من نوعها في الأسابيع الأخيرة، حيث وقعت العمليتان الأخريان في مخيم عقبة جبر قرب أريحا، وفي مخيم جنين للاجئين".

مقاومة جديدة

وذكرت الصحيفة أنه "خلال هذا النوع من الهجمات، تتوغل قوات الدفاع الإسرائيلية في عمق المدن الفلسطينية، مستهدفة أفراد المقاومة الذين يخططون لهجمات مضادة".

ووفقا للصحيفة فإن "العملية في نابلس أثارت ردود فعل غاضبة في وسائل الإعلام الفلسطينية والدولية، كما أُطلقت صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، كرد فعل من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي ضد أي عمل عدائي لقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية".

وأفادت الصحيفة بأن "جيش الاحتلال يحاول توجيه رسالة، من خلال هذه الهجمات، إلى السلطة الفلسطينية وحركات المقاومة، مفادها أن نفوذ إسرائيل واسع، إضافة إلى عدم وجود ملاذات آمنة لأفراد المقاومة في الضفة".

في المقابل، تتعهد حركات المقاومة بالانتقام من الهجمات الإسرائيلية، حيث تستمر في تنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين والمستوطنين، في الوقت الذي لا تتمكن فيه السلطة الفلسطينية من إيقاف هذه العمليات.

وأشارت الصحيفة الألمانية إلى "العملية الأخيرة للجيش الإسرائيلي بغزة في مايو/ أيار 2021، حيث تشكلت من بعدها خلايا مقاومة جديدة في شمال الضفة الغربية".

وادعت الصحيفة أن "حركات المقاومة الفلسطينية تستهدف إطلاق انتفاضة ثالثة، ولذا تخطط لتصعيد خلال شهر رمضان القادم، الذي يستمر من 22 مارس/ آذار وحتى 20 أبريل/ نيسان 2023".

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة تصريحات قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، في بيانه في 23 فبراير/ شباط 2023، الذي أوضح فيه أن "الشعب الفلسطيني لن يسمح لأحد بقمع الانتفاضة المتصاعدة في الضفة الغربية".

وأضاف هنية، أن الحملة "ستدفع بالعدو إلى حالة من اليأس الشديد". 

تصعيد كبير

وقالت الصحيفة إن "حركة حماس أعلنت عن خطتها حول إطلاق تصعيد كبير خلال شهر رمضان، بدافع من بعض الحقائق على أرض الواقع".

وتعزو خطة حماس لـ"تصعيد حراك فلسطيني خلال رمضان إلى عدد من الحقائق على الأرض، ومنها تراجع قوة ونفوذ سلطة رام الله أخيرا بشكل مطرد".

إضافة إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تواجه أزمة دبلوماسية مع المجتمع الدولي من ناحية، وأزمة سياسية داخلية من ناحية أخرى.

كما ترى "مينا واتش" أن "حماس تحاول استغلال حقيقة أن جيل الشباب ضاق ذرعا بالسلطة الفلسطينية الفاسدة، ويتوق إلى المواجهة مع إسرائيل".

ولفتت إلى أن "حماس وحركات المقاومة الأخرى تشجع الشباب على تنفيذ الهجمات"، مؤكدة عدم اقتصار هذه الهجمات على أرض الواقع فقط، بل كذلك على منصة "تيك توك".

وأشارت الصحيفة إلى أن "السلطة الفلسطينية فشلت في التعامل مع هجمات المقاومة الفلسطينية، وهو ما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى القيام بعمليات إضافية في عمق الأراضي الفلسطينية".

الجدير بالذكر أن عدد الفلسطينيين العاملين في إسرائيل يُقدر بحوالي 160 ألفا، ومع ذلك فإن العنف المتزايد يمكن أن يوجه الأحداث إلى مسار مختلف.

الخطة الرمضانية

وأرجعت "مينا واتش" عدم تطور عمليات العنف إلى انتفاضة كاملة -حتى الآن- إلى "الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس، ورفض السلطة الفلسطينية دعم الأنشطة المسلحة لحركات المقاومة".

ولأن عيد الفصح الذي يستمر من 5 إلى 13 أبريل/ نيسان 2023 يتزامن مع شهر رمضان، تحاول حركات المقاومة استغلال هذه الفترة لتصعيد انتفاضة جديدة، حسب وجهة نظر الصحيفة.

فمن الناحية الإسرائيلية، تخطط الجماعات اليمينية المتطرفة للقيام بأنشطة في الحرم القدسي وحائط المبكى بمناسبة العيد.

وأوردت الصحيفة أنه "في عام 2023، زار 3670 يهوديا الجبل خلال عيد الفصح، ومن المتوقع أن يزداد العدد هذا العام كثيرا". 

وأضافت أن "بعض المتطرفين قد يعلنون عن نيتهم ​​في إعادة تقديم ذبيحة عيد الفصح التي تعود إلى آلاف السنين". 

وعلقت: "من وجهة النظر الإسلامية، فإن أي محاولة إسرائيلية لتغيير الوضع  الراهن في الحرم القدسي تعني تجاوز الخط الأحمر".

وبحسب الصحيفة الألمانية، لطالما خططت "حماس" لإطلاق انتفاضة جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، مستندة على عنصرين رئيسين، وهما المعتقلون في السجون الإسرائيلية الذين أعلنوا اعتزامهم الإضراب عن الطعام بداية شهر رمضان، والمسجد الأقصى.

وادعت الصحيفة أن خطة عمل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطين لشهر رمضان كالتالي:

1- إعلان العصيان المدني في الأحياء العربية في القدس الشرقية.

2- بدء حرب استنزاف ضد قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في نابلس وجنين.

3- إطلاق صواريخ من غزة دعما للانتفاضة الجديدة.

4- دعوة "الذئاب المنفردة" إلى شن هجمات ضد جنود ومدنيين إسرائيليين.

5- مناشدة عرب إسرائيل في الداخل لتمزيق نسيج الحياة.

وفي هذا السياق، وضحت "مينا واتش" أن "الافتراض السائد في الشارع الفلسطيني هو أنه في غضون أسابيع قليلة، سيكون هناك حديث عن انتفاضة جديدة في الضفة الغربية". 

واختتمت الصحيفة قولها: "مع ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين، سيزداد عدد الراغبين في الانضمام إلى الانتفاضة الجديدة".