تضاعف عدد قواتها 4 مرات بالجزيرة.. ماذا تخطط أميركا لفعله في تايوان؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

في الأيام الأخيرة، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن مصادر عسكرية، أن واشنطن تخطط لزيادة عدد قواتها العسكرية الموجودة في تايوان في الأشهر المقبلة إلى أربعة أضعاف.

من جانبه، تطرق موقع إيطالي إلى عواقب هذه الخطة معتبرا إياها بمثابة "سكب الزيت على النار في العلاقة متزايدة التعقيد بين الولايات المتحدة والصين".

صدام جديد

وقال موقع إنسايد أوفر إن "بكين  ترى تايبيه مقاطعة متمردة يجب إعادتها ضمها، بينما من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة الحفاظ على الوضع الراهن من خلال ضمان نوع من الحكم الذاتي للجزيرة". 

وأشار إلى أن "شد الحبل على المضيق اشتد في عام 2022  ووصل إلى ذروته في أغسطس بزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان". 

بشكل عام، بلغ ضغط بكين على الجزيرة حده الأقصى في عام 2022، حيث بلغت توغلات المقاتلات الصينية في المجال الجوي التايواني  1727 مرة مقارنة بـ960 في عام 2021 و380 في عام 2020، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وأردف الموقع الإيطالي أن عام 2023 انطلق بصدام جديد بين واشنطن وبكين بسبب حادثة  دخول منطاد صيني الأجواء الأميركية وما أثاره من مخاوف تجسس قبل أن يتم إسقاطه في أوائل فبراير.

وبحسب الموقع، التسريبات التي تفيد بأن وزارة الدفاع الأميركية تستعد لإرسال جنود إضافيين إلى تايوان من شأنها أن تؤدي إلى  "إخماد المحاولات الضعيفة الأخيرة للحوار بين العملاقين". 

وبحسب مصادر وول ستريت جورنال، من المنتظر أن يتضاعف العدد أربع مرات في الأشهر المقبلة، إذ يوجد حاليًا حوالي عشرين جنديًا أمريكيًا في البلاد وبحلول الصيف قد يرتفع عددهم إلى ما بين 100 و 200. 

وأشار إنسايد أوفر إلى أن الخطة التي لم يكشف عنها البنتاغون بعد، تشمل نشرا محتملا لعناصر من القوات الخاصة وأفراد من مشاة البحرية.

ويذكر أن عدد القوات المتمركزة في تايوان شهد منذ عام 2019 زيادة بطيئة ولكنها مستمرة.

وفقا لبيانات مركز بيانات القوى العاملة الدفاعية الأميركية، الذي يقدم تقارير ربع سنوية عن وجود الجنود الأميركيين في العالم، تذبذب عدد الجنود الأمريكيين في تايوان خلال عام 2022 من 30 في الربيع إلى 26 في الصيف و 23 في الخريف.

 لكن الآن كل شيء على وشك أن يتغير، يعلق الموقع الإيطالي في إشارة إلى ما كشفت عنه الصحيفة الأميركية بشأن إمكانية مضاعفة العدد.

أوضاع ملتهبة

بحسب مسؤولي الدفاع الذين تحدثوا مع الصحيفة الأميركية، معظم الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى الجزيرة سيكلفون بمهام تدريب القوات المحلية. 

ويشير إنسايد أوفر إلى أنه منذ عدة سنوات، يوجد هناك حديث داخل أروقة البنتاغون عن إمكانية أن تحاول الصين ضم تايوان من خلال غزو واسع النطاق توقع بعض المسؤولين وقوعه في 2025 أو 2027.

لهذه الأسباب، يشرح الموقع الإيطالي، أن السياسة الأميركية عملت ولا تزال على تزويد تايبيه بالأسلحة.

وأضاف لهذه الأسباب أيضا، سيدرس مدربو الجيش الأميركي القوات المسلحة التايوانية استخدام أنظمة الأسلحة المصنوعة في الولايات المتحدة.

كما سيتم تكليف قوى إضافية، وفق ذات المصادر، على "التدريب على المناورة العسكرية للحماية من هجوم محتمل للصين".

ولفت الموقع إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كانت هذه المناورات تتعلق بعمليات مضادة لحرب العصابات أو الردود العسكرية المتكافئة".

في هذا الصدد، نقل عن وزير الدفاع التايواني بعد نشر مقال الصحيفة الأميركية، توضيحه أن التدريب لا يقتصر على القتال الأساسي، بل سيركز على أشكال متقدمة من التدريب يتم إجراؤه على مستوى الوحدات، لا سيما على التكتيكات والعمليات التي تنطوي على انتشار القوات. 

وألمح الموقع الإيطالي إلى أنه من المرجح أن تتوسع شبكة برامج الدعم العسكري لواشنطن في الأشهر المقبلة وإمكانية أن تتخطى أيضًا حدود الجزيرة.

في هذا الإطار، نقل ما كتبته وول ستريت جورنال أن قوات الحرس الوطني في ولاية ميشيجان الأميركية، تدرب مجموعة من قوات الجيش التايواني كانت قد شاركت خلال عام 2022 في سلسلة من التدريبات المشتركة في قاعدة في شمال الولاية.

زيارات الصقور

وأفاد الموقع بأن برنامج التدريب ومضاعفة القوات ليست استجابة للتوترات التي اندلعت على إثر حادثة منطاد التجسس الذي تم إسقاطه ليس بعيدًا عن ساوث كارولينا، وإنما جرى التخطيط لهما منذ فترة.

ويضيف بأنها تندرج ضمن خطة أكبر، أكدتها أيضا زيارات مسؤولين أمريكيين كبار  على غرار ثلاث حدثت منذ أيام قليلة.

الأولى وربما الأهم، بحسب الموقع، كانت زيارة مايكل تشيس، نائب مساعد وزير الدفاع المسؤول عن الصين في وزارة الدفاع الأميركية. 

وتشيس هو المسؤول الأعلى رتبة في البنتاغون الذي يزور الجزيرة منذ عام 2019 منذ زيارة هينو كلينك، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون شرق آسيا، والذي كان حينها أكبر مسؤول دفاعي يزور البلاد منذ 40 عامًا. 

بالتزامن مع زيارة تشيس إلى تايبيه، توجه اثنان من كبار المسؤولين الحكوميين التايوانيين إلى واشنطن وهما وزير الخارجية ورئيس مجلس الأمن القومي للقيام بمحادثات على أعلى مستوى مع مسؤولين أمريكيين.

وسافر كذلك عضو الكونغرس الجمهوري مايك غالاغر، الرئيس الجديد للجنة مجلس النواب الخاصة بالتنافس بين الولايات المتحدة والصين، سراً إلى تايبيه للقاء قادة حكومة الجزيرة.

عند عودته، كتب غالاغر، أحد الصقور الأكثر نشاطًا في واشنطن في مناهضة الصين، وفق وصف الموقع الإيطالي، افتتاحية في صحيفة وول ستريت جورنال استنكر فيها التأخير في الإمدادات العسكرية للجزيرة.

في الختام، يرى الموقع أن هذا التحذير الجديد لن يخفف التوترات بين الولايات المتحدة والصين، بل يفتح موسمًا أكثر اضطرابًا قد يُتوج بزيارة رئيس مجلس النواب الأميركي الجديد كيفن مكارثي إلى تايوان المقرر إجراؤها خلال 2023.