ردا على حمايتها المتطرفين.. دعوات واسعة لمقاطعة السويد اقتصاديا وسياسيا

لندن - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

في تطور لافت لظاهرة الإسلاموفوبيا المتفاقمة في أوروبا، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي المتطرف راسموس بالودان، في 21 يناير/ كانون الثاني 2023، نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية بالعاصمة السويدية ستوكهولم.

وكانت قد صادقت السلطات السويدية على قرار يسمح لبالودان، بتنظيم مظاهرة أمام مبنى السفارة التركية بالعاصمة، في ظل الخلافات بين الجانبين بشأن شروط أنقرة للموافقة على عضوية ستوكهولم بحلف شمال الأطلسي "ناتو".

ويمارس هذا السياسي اليميني المتطرف أعمال استفزازية ضد المسلمين عبر حرق نسخ من القرآن الكريم في مختلف مدن الدانمارك منذ عام 2017، ما يُقابل بتنديد عربي وإسلامي دون ردة فعل رادعة له ولحكومة بلاده.

وهو ما حدث هذه المرة أيضا، إذ توالت ردود الفعل العربية والإسلامية المنددة، عبر بيانات رسمية من قبل عدد من الدول والمنظمات والهيئات، بينها السعودية والإمارات والكويت وعمان ومصر والأردن، ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

كما أدانت تركيا بشدة الواقعة وصنّفتها "جريمة كراهية" تحت غطاء حرية التعبير، وألغت زيارة كانت مقررة الأسبوع المقبل لوزير الدفاع السويدي إلى أنقرة.

وأثارت الواقعة ردود فعل غاضبة على تويتر، إذ دعا ناشطون الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه السويد يلزمها بعدم تكرار هذا الفعل، خاصة أنه يحظى بدعم رسمي وحماية أمنية مشددة.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حرق_المصحف، #اوقفوا_السويد، #StopSweden، #غضبة_مليارية_على_حرق_المصحف، #القرآن_الكريم، أن استمرار انتهاك حرمة القرآن الكريم يهدف إلى نشر الكراهية والترويج للعنف.

واستنكر ناشطون تبرير الحكومة السويدية على لسان وزير خارجيتها سماحها بحرق نسخة من المصحف الشريف بأنه في سياق "حرية التعبير"، مصنفين الواقعة بأنها "جريمة كراهية واستهزاء بعقيدة الأمة الإسلامية".

ورأوا أن الأحداث تثبت أن السويد بحكومتها وأحزابها باتت تتعمد إيذاء المسلمين، مؤكدين في الوقت ذاته أن الإسلاموفوبيا لدى الغرب لن تزيد القرآن الكريم إلا رفعة وعزة وستزيد الدين الإسلامي انتشارا.

غضب وتنديد

وتفاعلا مع الحادثة، أكد المعارض المصري الدكتور طارق الزمر، أن "حرق المصحف ليس دليلا على شجاعة من يفعل ذلك ولا قوة منطقه".

واستدرك قائلا: "بل يؤكد هزيمته الفكرية والحضارية أمام القرآن الذي جسد أعظم حضارة أخلاقية عرفتها البشرية والرسول الذي علم أتباعه أن ينتصروا للقرآن بالمزيد من التمسك بقيمه وتبشير العالم بها".

من جانبه، استنكر الإعلامي الدكتور عامر الكبيسي، بأشد العبارات منح الحكومة السويدية تصريحا مشينا لحرق المصحف الكريم، قائلا: "نعوذ بالله من شيطانهم! وقيامها باستفزاز مشاعر أكثر من ملياري مسلم".

وأضاف: "لابد من اتخاذ موقف حازم، ورد الاعتبار أمام هذا العمل الشنيع الذي يحرض ضد مقدسات المسلمين عامة ويدعم الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية".

وكتب حمود أبو مسمار: "يجب أن تعلم الحكومة السويدية والعالم أجمع أن حرق القرآن الكريم جريمة تستفز مشاعر قرابة 2 مليار مسلم حول العالم؛ لا الحكومة التركية فقط".

وأضاف: "ويجب أن يعلموا أيضا أن عواقب الإساءة لمقدسات الأمة الإسلامية وخيمة جدا سياسيا واقتصاديا". 

فيما أكد الكاتب والمفكر السعودي محمد الأحمري، أن الإصرار على تعلم القرآن الكريم وتعليمه واحترام لغته ونشرها وتدريسه عبر العالم هو الرد الصحيح على كل متطرف.

وقال: "دافعوا عن أنفسكم ودينكم بطريقة أنجح وقابلوا الإساءة بالانتصار العملي التعليمي".

وقال الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام الدكتور محمد الصغير، إن إدانة الدول العربية للعمل الهمجي الذي سمحت به السويد تجاه المصحف الشريف لا تكفي فيه البيانات باللغة العربية فقط.

وأضاف: "لابد من تسليم الاعتراض إلى السفير السويدي، ليبلغ من وراءه عن غضب المسلمين من الفعل الشنيع، الذي قام به المتطرف السويدي تحت حماية بلاده".

وحث الخبير الإعلامي الدكتور عثمان عثمان، المسلمين والعقلاء السويديين التعاون في محاربة العنصرية والكراهية في السويد، واللجوء إلى المحاكم المحلية والأوروبية.

فضلا عن تشكيل لوبيات ضاغطة على الأحزاب لتغيير قوانين تسمح بممارسة الإساءة تحت مسمى حرية التعبير، والمشاركة في الشأن العام للتأثير بصناعة القرار السياسي.

وأكد الداعية الإسلامي مصلح العلياني، أن الحكومات والشعوب لو كان لها موقف قوي سوي غير البيانات والاستنكار الذي هدفه تسجيل المواقف لكان العالَم تأدب واحترم شعائر ومشاعر المسلمين. وحث الكاتب والمحلل محمد تقي، على ضرورة أن يكون هناك تحرك دولي تجاه السويد، ويصدر بيان دولي واضح لرفض جميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والدينية والأخلاقية.

وقال الداعية الإسلامي فاضل سليمان، إن أكثر رد سيؤلم السويد هو الحج إلى المساجد في كل أوروبا وفي كل صلاة وإقامة آلاف الحلقات لتعليم القرآن الذي يغيظهم.

وأضاف: "هذا هو دورنا أما الرد على السويد فهو ليس دور الأفراد بل دور أشباه الرجال الذين يحكمون دولنا".

تفعيل المقاطعة

وحث ناشطون على تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للسويد تأديبا لها على سماحها باستباحة حرمة القرآن الكريم وموافقتها على إحراقه وحماية الفاعل.

وتبرأ الاستاذ المشارك بجامعة السلطان قابوس الدكتور حمود النوفلي، مما قام به المتطرف السويدي، مطالبا الجميع بالتعبير عن غضبهم واستنكار الفعل ومقاطعة كل المنتجات السويدية.

وطالبت منال الدليمي، جميع المسلمين وخاصة حكام العرب قطع العلاقات مع السويد، لأنها وفرت الأرضية اللازمة للصحفي لكي يحرق القرآن الكريم، قائلة: "هيهات من بعض الحكام النائمة في العسل".

وتساءل المدير العام السابق للإيسيسكو عبدالعزيز التويجري: "هل مِن ردٍّ حازم مِن دول العالم الإسلامي على موقف السويد المستهتر بمشاعر المسلمين؟"، مشيرا إلى أن الأمر تعدّى نزوات مهووس إلى دعم دولة.

وقال فهد بن خليفة السيابي: "ترجموا الغضبة المليارية على حرق المصحف إلى فعل جاد، هؤلاء عبيد للمال، قاطعوا شركاتهم، وهذه الشركات ستعلم حكومتها الحريات كما ينبغي، أشهر ماركة سويدية هي شركة ايكيا ولها فروع في مختلف دول الخليج، وهناك شركات أخرى".

وتساءل الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "ألا تتخذ الحكومات العربية موقفًا واحدا تنصر فيه ديننا ورسولنا الكريم؟"، مذّكرا بأن الموضوع خرج عن كونه تصرفا فرديا لحاقد، وأصبح بدعم حكومي.

ذريعة الحريات

وأعرب ناشطون عن غضبهم من استهداف المسلمين وإهانة قيمهم المقدسة واستباحة القرآن الكريم والإقدام على إحراقه بغطاء "حرية التعبير"، وعدوا ذلك عملا استفزازيا عدائيا عنصريا مدانا وغير مقبول.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن حرق نسخة من القرآن الكريم، يمثل إهانة لكل القيم النبيلة، ولا صلة له بحرية الرأي، قائلا: الإسلام دين عجيب.. لم يتعرّض دين آخر لمثل ما تعرّض له من استهداف، لكنه يزداد قوة وتألقا وانتشارا.

وقال الإعلامي القطري جابر الحرمي، إن هذه الحريات التي يتحدثون عنها لا تُطبق إلا عندما يكون المستهدف هو الإسلام والمسلمون، مؤكدا أن السويد لن تسمح بحرق كتب الديانات والمعتقدات الأخرى.

وتحدث أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي، عن وجوب استدعاء سفراء السويد والتفريق بين العداء للإسلام وجرائم الكراهية والإسلاموفوبيا وحق التعبير.

وتعجبت المستشارة والباحثة في الأمن الفكري الدكتورة فهدة العريفي، من تصنيف حرق علم الشذوذ جنسيا ورفض الانحلال عنصرية بغيضة وجريمة كراهية وتصعيد، بينما يصنف حرق القرآن الكريم وتدنيس مقدسات إسلامية حرية تعبير وحق مشروع وتحجيم، واصفة ذلك بأنها "حريات كاذبة وديمقراطية مؤدلجة".

وعد محمد جاهم، حرق المصحف الشريف بموافقة السلطات السويدية، عملا متطرفا ومشينا وليس له علاقة بحرية الرأي، ويخلق الكراهية بين الشعوب. وصنف عبدالله الغذامي، حرق المصحف بأنه "جرم بحق الإنسانية كلها واغتيال للمعاني والقيم"، قائلا: "إن كان حرق الأعلام خيانةً وطنية فحرق المصحف خيانةٌ للإنسانية وللقيم ومواجهةً الحدث بحملة حقوقية لمحاسبة المجرم هو المطلب الآن".

وقال الحقوقي والسياسي اليمني عبدالكريم عمران، إن القرآن الكريم، كلام الله، ودستور المسلمين، وليس مصحف تركيا حتى يصمت العرب نكاية بتركيا أو لأن المقصود بحرقه أمام السفارة التركية بالسويد يهدف لاستفزازها، مضيفا: "اغضبوا لكتاب الله وانسوا خلافكم مع تركيا يا عرب".

 وأكد ناشطون أن إحراق المصحف لن يؤثر في قداسة الكتاب.

وأوضح الصحفي علي الظفيري، أن قداسة القرآن في مصدره وناقله ومضامينه ومنهجه وإيماننا به وتعظيمنا لما فيه، وفي لغته وإعجازه وكونه نبراسا وهديا ومرشدا وموجها ومرجعا وملاذا وحصنا لمن يؤمن به.

وأضاف: "إن قام "كلب" متطرف أحمق بإحراقه ورقا فإن ذلك لا يزيدنا إلا تعلقا وإخلاصا وتقديسا".

 وأشار الصحفي محمد زيادة، إلى أنه لم ير مسلما يتعمد حرق أي كتاب من كتب الأديان الأخرى، مشيرا إلى أن كل مرة يتم فيها حرق مصحف هنا أو هناك تكون النتائج عكسية وإيجابية لصالح الدين الإسلامي.

وتابع: فيجتمع المسلمون وينفتح غيرهم على فهم الدين بوسطيته العظيمة، وتعليماته الموجهة للإنسانية وليس للمسلمين فحسب.

وأكد الإعلامي سامي كمال الدين، أن حرق المصحف أمام السفارة التركية في السويد لن يؤثر في أي شيء، سوى في تافه ظن أن حرق أوراق مطبوعة سيمنع كلام الله، مبشرا بأن الملايين والملايين في المستقبل سيدخلون الإسلام وستظل كلمة الله هي العليا.