متحالفة لكن ليست متحدة.. صحيفة تركية تحدد أخطر نقاط ضعف الطاولة السداسية

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

حددت صحيفة تركية، ما عدتها أخطر ملامح ضعف تحالف المعارضة التركية المعروف باسم "الطاولة السداسية"، التي لم تختر بعد مرشحا رئاسيا مشتركا، لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات صيف 2023.

وأوضحت صحيفة "صباح"، أن الطاولة السداسية التي تتشكل من أحزاب تفرقها خلافات أيديولوجية عديدة، تمكنت من تأسيس تحالف سياسي، لكنها فشلت في تحقيق وحدة في المواقف، وهو ما يعيه الشعب ويصعب تحقيق حلمها في الوصول إلى السلطة.

وتضم "الطاولة السداسية" أحزاب الشعب الجمهوري برئاسة كليتشدار أوغلو، والجيد برئاسة أكشنار، والديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان، والمستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، والسعادة برئاسة تمل كارمولا أوغلو، والديمقراطي برئاسة جولتكين أويصال.

صورة مبعثرة

وذكرت الصحيفة التركية أنه مع اقتراب انتخابات عام 2023، أصبح ضعف الطاولة السداسية أكثر وضوحا. وحتى الآن، جرت محاولة تغطية هذا الضعف بوعود تعزيز النظام البرلماني بعد الصعود للسلطة. 

وأضافت أن مناقشات تحديد مرشح رئاسي مشترك، التي اشتدت خلال الأشهر الأخيرة، ساعدت الطاولة السداسية على إخفاء خلافاتها ونقاط ضعفها.

لذا فإن مناقشة الترشيح، التي تبدو في الأساس أكبر أزمة في الطاولة تعمل أيضا على إبقائها واقفة على قدميها. 

لأن المناقشات حول الترشح تؤجل الإعلان عن السياسات الملموسة المتوقعة من الطاولة.  وبالتالي، يؤجل ظهور اختلافات الأطراف في العديد من المجالات الأساسية.

وفي هذه المرحلة، يبدو أن النقاش حول الترشح قد حسم إلى حد كبير، ومتوقف على المساومة بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد. 

والأحزاب الصغيرة الأخرى في الطاولة تتفق مع ترشيح "كمال كيليتشدار أوغلو". 

ويبدو أن كيليتشدار أوغلو قد هدأ النقاش حول الترشح لفترة من الوقت لأن لديه موقفا سريا تجاه المرشحين المحتملين الآخرين غيره.

وفي هذه المرحلة بدأ المرء يتساءل أكثر عما تقترحه الطاولة السداسية ككل بشأن القضايا السياسية والاجتماعية الرئيسة في تركيا.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن القول إن الأطراف التي تشكل الطاولة تحاول التميز في بعض القضايا بشكل مستقل. 

ففي البداية، حاول حزب الشعب الجمهوري إثارة ضجة حول نفسه من خلال إعلان الدعوة إلى القرن الثاني لكنه لم يكن ناجحا للغاية. 

في حين طرح الحزب الجيد عددا من مشاريعه الاقتصادية، لكن يبدو أنه ظل أيضا في الخلفية في الفترة الأخيرة. 

في الواقع، فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية الأساسية، لوحظ أن خطاب حزب الشعب الجمهوري لا يتطابق مع ما اقترحه الحزب الجيد.

فصدر عن الحزب الجيد بعض التصريحات المخالفة لتصريحات حزب الشعب الجمهوري الحادة حول خطابه بأن "الاستمرارية في الدولة ضرورية".

خلافات جوهرية

ومن الممكن التحدث عن العديد من القضايا التي يوجد بشأنها اختلاف في الرأي بين الأعضاء الآخرين في الطاولة السداسية.

كما انعكس في الرأي العام أن الحزب الديمقراطي وحزب المستقبل لا يمكنهما الاتفاق على نوع السياسة التي سيجرى تحديدها فيما يتعلق باللاجئين. 

حيث أراد حزب المستقبل إضافة عبارة "عودة كريمة وإنسانية" إلى نص المذكرة المشتركة المعدة للاجئين، بينما عارض الحزب الديمقراطي ذلك. 

وفي الوقت الراهن، تتبع الطاولة السداسية إستراتيجية لتأجيل مثل هذه النزاعات إلى ما بعد الانتخابات. 

ومع ذلك، يلاحظ أن بعض التصريحات، كما فعل حزب الديمقراطية والتقدم أخيرا، لا يمكن تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات. 

إذ قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان إنه إذا جرى إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي (كردي)، فإن أعضاء الحزب سيدخلون الانتخابات عبر حزبه الديمقراطية والتقدم.

ثم أعلن أنهم يريدون تغيير تعريف المواطنة في خطة العمل التي أعلنها ووضع الكردية في الدستور كلغة أم.

وكان رد فعل جناح الحزب الجيد على هذه التصريحات التي أدلى بها حزب الديمقراطية والتقدم أن هذه الخطابات هي التزامات حزب الديمقراطية والتقدم ولا تعنيهم. 

ويواصل حزب الديمقراطية والتقدم، الذي أعلن أنه سيدخل الانتخابات بشعار حزبه الخاص، شرح وعوده بشأن القضايا الحرجة من وقت لآخر.

خدعة مكشوفة

وأوضحت الصحيفة التركية أن 6 أحزاب تشكل الطاولة السداسية، ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض الخلافات بين هذه الأحزاب حول القضايا السياسية.

لكن المشكلة هي أن مثل هذه النزاعات يتم التعامل معها كما لو أنها غير موجودة على الإطلاق. 

فتحاول الأحزاب الستة إعطاء الانطباع بأنها اجتمعت من أجل "قضية سامية" ليس لها أجندتها وأولوياتها السياسية الخاصة. 

وقادة المجموعة السداسية يضعون أنفسهم ضمن موضع "مهام أساسية" وهم غير قادرين على الوصول إلى نقطة مشتركة حتى في الأمور التي يمكن اعتبارها ثانوية.

لذا يجب على الأحزاب الستة إما مناقشة خلافاتهم بصراحة وشفافية والتوصل إلى أقصى قدر من الاتفاق أو التصرف بناء على حقيقة أن هناك العديد من القضايا المثيرة للجدل بينهم والمخاطرة بمواجهة هذه المشاكل دون تعيين مهمة "مقدسة" لهم. 

وفي نهاية المطاف، يجب أن تدرك أن الهيكل الناتج عن ذلك هو تحالف توحده أهداف براغماتية.

وبعد مرور عام على تشكيلها، يبدو أن الطاولة السداسية عاجزة عن التوصل إلى توافق في الآراء، أما الوحدة فهي أصعب بكثير.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الانتخابات التي جرت في المجر عام 2022، والتي تابعتها المعارضة عن كثب، خسر التحالف الذي شكلته المعارضة.

وفي تعليقه بعد الانتخابات، قال عمدة بودابست "جيرجيلي كاراكسوني" إن "المعارضة خسرت الانتخابات ليس لأنها كانت في تحالف، ولكن لأنها لم تستطع التوحد". 

وتبين البيانات والخلافات المتبادلة الأخيرة للأحزاب التي تشكل الطاولة السداسية في تركيا أنها تحالف قسري تشكل للانتخابات الرئاسية، ولكنها بالتأكيد لا يمكن أن تتحد. 

علاوة على ذلك، ومع اقتراب الانتخابات، يبدو من الواضح أن الأحزاب التي تشكل الطاولة ستحاول أن تبرز بشكل أكثر استقلالية وتقدم بعض الوعود بشكل مستقل عن الطاولة.

وفي نهاية المطاف، ينبغي ألا يكون من الصعب القول إن هذه الصورة المبعثرة التي تقدمها الطاولة السداسية ستشهد استجابة سلبية في صناديق الاقتراع، تختم الصحيفة التركية.