عبر اتفاقية تجارة حرة.. ناشطون: الإمارات تكافئ إسرائيل على اقتحامها للأقصى

لندن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب اقتحام مستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى فيما عرف بـ"مسيرة الأعلام"، وتصعيد قوات الاحتلال لعمليات استهداف الأطفال والإعلاميين الفلسطنيين، جاء "الرد العربي الأول" في صورة توقيع الإمارات اتفاقية للتجارة الحرة مع إسرائيل.

وبموجب الاتفاقية التي أبرمت في 31 مايو/ أيار 2022، سيجري "استثناء 96 بالمئة من جميع سلع البلدين (من الرسوم الجمركية)، فورا أو تدريجيا"، حسبما أفادت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية التي وصفت الخطوة بـ"التاريخية".

وتشمل الاتفاقية أيضا القضايا التنظيمية والجمارك، والتعاون والمشتريات الحكومية، والتجارة الإلكترونية، وحقوق الملكية الفكرية.

وأثارت الاتفاقية موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ودفعتهم للتحذير من أبعاد الصفقة التي سيتم بموجبها دخول البضائع الإسرائيلية إلى الإمارات ومن ثم وصولها إلى جميع الدول الخليجية والعربية.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #التطبيع_خيانة، نبهوا على أنه لا يجوز شرعا شراء البضائع المسروقة وعليه فإن من يشتري البضائع "الإسرائيلية" آثم، لأنها مسروقة من الفلسطينيين، مستنكرين جهود الإمارات لدعم الاقتصاد "الإسرائيلي".

ورأى ناشطون أن توقيع الإمارات الاتفاقية في ظل التجاوزات الإسرائيلية وتصعيد الاحتلال من جرائمه بمثابة مكافأة له على تدنيسه للأقصى وتنكيله بالفلسطينيين، متهمين النظام الإماراتي بخيانة القضية الفلسطينية منذ تطبيع علاقته مع الكيان في أغسطس/آب 2020. 

خيانات الإمارات

وأكد ناشطون أن الإمارات سباقة في الخيانات، وأكبر داعم للاحتلال الإسرائيلي وتعد شريكة له في اقتحام الأقصى والقدس وتنفيذ مسيرة الأعلام.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، على إعلان السفير الإسرائيلي لدى الإمارات أمير حايك، أن إسرائيل والإمارات وقعتا اتفاقية للتجارة الحرة، قائلا إن "مقاولي التطبيع العرب وعصابة رام الله، هم فريق يوفر للغزاة أرخص احتلال في التاريخ".

وأشار إلى أنهما يشجعان الكيان على الغطرسة، لافتا إلى أن المفارقة أنهما يهددان أحيانا، ثم يدينان بعض الممارسات؛ كما في القدس والأقصى، لكن الأمة تعرف الحقيقة، ولن يستغفلها أحد.

من جانبه، أكد الناشط الحقوقي الإماراتي عبدالله الطويل، أن المحتل الصهيوني يستمد خبثه من الدول العربية التي طبعت معه، مشيرا إلى أن الذي حدث بالأمس في الأقصى لم يحدث منذ نكبة عام 1967.

وأوضح أنه وقع بغطاء عربي على رأسه دولة الإمارات التي كافأت الصهاينة اليوم بالتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بهدف دعم الاقتصاد الإسرائيلي"، قائلا: "لن تجد أوقح من حكام دولتنا".

ولفت الكاتب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن عقودا مرت على تطبيع مصر والأردن مع إسرائيل، ولكن لم تجرؤ أي من الدولتين على بناء علاقات كبيرة مع إسرائيل كما تفعل الإمارات الآن، مضيفا: "وكأن الذي يحكمها صهيوني متأصل!". وسخر أبو عبدالرحمن، من تصريح وزير التجارة الإماراتي بأن الاتفاقية تكتب فصلا جديدا في الشرق الأوسط، قائلا: "الجميل أنه لم يصرح بأنها تخدم القضية الفلسطينية، لأن هذه العبارة استهلكت منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1979".

جرائم الاحتلال

وعدد ناشطون الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خاصة في الفترة الأخيرة، مستنكرين عقد الإمارات للاتفاقية التجارية عوضا عن إيقافها أو تعطيلها تأديبا للكيان ونصرة للقضية الفلسطينية ومقدسات المسلمين.

وذكر المعارض الإماراتي حمد الشامسي، بأن الإسرائيليين دنسوا المسجد الأقصى وهم يهتفون "محمد مات والعربي ابن زنا"، قبل يومين فقط من توقيع بلاده اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان المحتل والتي بموجبها تحصل "إسرائيل" على إعفاء جمركي عن 96 بالمئة من البضائع التي سرقوها من أصحاب الأرض.

 وأشار الإعلامي أحمد منصور، إلى أن أبو ظبي توقع اتفاق التجارة الحرة مع الكيان الإسرائيلي في اليوم الذي دنست فيه قطعان المستوطنين باحات الأقصى. كما أشارت الناشطة سارة الغامدي إلى أن الاتفاقية جاءت في أعقاب تدنيس الصهاينة المحتلين "مسرى رسول الله" صلى الله عليه وسلم أمام العالم وعلى المباشر. وتهكم الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية على توقيع الإمارات الاتفاقية، قائلا: "أول رد عربي رسمي على تدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك.. ياحيف .. ياحيف".

خدمة إسرائيل

وأكد ناشطون أن الاتفاقية تعني أن الإمارات تقدم خدمات مجانية للاحتلال الإسرائيلي، محذرين من خطورة تبعات دخول البضائع الإسرائيلية للإمارات ومن ثم غزوها لجميع الأسواق العربية.

وأوضح الكاتب الفلسطيني ماهر اليوسف، أن اتفاقية التجارة الحرة مع الإمارات تقدم 10 مليارات دولار لإسرائيل سنويا، متهما التطبيع والإمارات بضخ الدم لإسرائيل.

وأشار إلى أن أحلام (الرئيس الإسرائيلي السابق) شمعون بيريز للتطبيع مع الخليج تحققت، ويحاولون تثبيت كيان إسرائيل بالمال النفطي، ويحاربون علنا القضية الفلسطينية، ووصف المطبعين بـ"معسكر الأعداء".

وأكد عضو الجبهة الإعلامية لمقاومة العدوان الإسرائيلي محمود المغربي، أن الإمارات بهذه الاتفاقية تكون قد قدمت خدمة كبيرة للكيان الصهيوني في إدخال وتوزيع كافة المنتجات الإسرائيلية للإمارات والوطن العربي. وأوضح الإعلامي عبدالحميد اللنجاوي، أن الاتفاقية الموقعة بين الإمارات وإسرائيل تعني أن البضائع الصهيونية ستغزو الأسواق الإماراتية ومن ثم الأسواق الخليجية والعربية الأخرى، محذرا من هذا الأمر وداعيا إلى مقاطعة البضائع الصهيونية بكل أشكالها.  ورأى المغرد أبو محمد، أن الإمارات تفتح أذرعها للكيان وتطرد العرب من أرضها، قائلا: "لو تنقل إسرائيل كلها إلى الإمارات ما يرضوا عنهم ولو اعتنقوا ديانتهم".  وحذر سامي الشاعر، من أن الاستمرار في مسلسل التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ليس من الرجاحة السياسية في شيء ويشير لتقدير موقف خاطئ، مؤكدا أن إسرائيل مهدد حقيقي ومباشر للأمن القومي العربي.  كما حذر عبدالله محمد من الخطوة قائلا: "من الآن ستبدأ البضائع الصهيونية بدخول منازلكم تحت غطاء إماراتي!".  وتهكم الصحفي محمد أبو صفية على موقف الإمارات قائلا: "خارجية الإمارات بالليل تستنكر وتدين مسيرة الأعلام الإسرائيلية، والصبح توقع اتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل.. شفتوا الحنكة السياسية".