تؤكد ضعف الاحتلال.. هكذا يرى محللون وناشطون مسيرة "أعلام إسرائيل" في القدس

القدس المحتلة – الاستقلال | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

"صم بكم عمي" مختصر حال الأنظمة العربية والإسلامية أمام اقتحام القوات الإسرائيلية وبحمايتها جموع من المستوطنين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة في 29 مايو/ أيار 2022.

وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان مقتضب، أن 1044 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا باحات الأقصى، خلال فترة الاقتحامات الصباحية التي امتدت لنحو 4 ساعات.

وبحسب أرقام منظمات "الهيكل" اليهودية المتطرفة، فإن 1800 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى خلال الفترة الصباحية، فيما ينتظر المئات الاقتحام المسائي الذي يبدأ في فترة بعد الظهيرة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

تلك التجاوزات الإسرائيلية، دفعت ناشطين على تويتر، لانتقاد صمت الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة وعدوهم في مرحلة "موت سريري" لعدم إعلانهم موقفا صارما مناهضا لجرائم الاحتلال بحق مقدسات المسلمين ما أوصله للتصرف بوقاحة لا نظير لها.

وأرجعوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مسيرة_الأعلام، #المسجد_الأقصى، سبب ما حدث اليوم من المستوطنين إلى تقاعس الحكومات العربية، التي أصبحت تحارب الاحتلال بالتصريحات والبيانات والاستنكار، وينتقون كلماتهم ليكون التنديد مهذبا ولبقا.

ورفض ناشطون وسم الفلسطينيين بالضعف والتخاذل أو التراخي عن الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، مؤكدين أن إسرائيل كيان هش وضعيف يستمد قوته من صمت حكام العرب وتأييدهم له وتطبيع علاقاتهم معه رغم كل جرائمه، ما يعد بمثابة ضوء أخضر له للتمادي. 

وأكدوا أن ما يجرى في أزقة القدس من عربدة للمستوطنين المسلحين يعني نهاية مشاريع التسوية وفضح التطبيع، مشيرين إلى أن الخيار الوحيد المتاح سيكون رد حركة المقاومة الفلسطينية لإعادة رسم المعادلات على الأرض. 

ووجه ناشطون التحية للمقاومة الفلسطينية والمناصرين للقدس والمسجد الأقصى المرابطين هناك، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني والمقاومة باتوا الوصي الشرعي والوحيد على المقدسات بعد خذلان الجميع للقضية.

"صهاينة العرب"

وندد ناشطون بخذلان قادة الخليج والدول العربية والإسلامية للمسجد الأقصى والقدس وتآمرهم على المقاومة الفلسطينية.

وكتب الإعلامي المصري أحمد منصور، أن الانتهاكات المنظمة التي يقوم بها المستوطنون لباحات المسجد الأقصى هدفها الرئيس فرض واقع جديد واقتسام الأوقات مع المسلمين، مؤكدا أن المشكلة ليست فيما يقوم به الصهاينة، بل في الصهاينة العرب الذين تواطؤا وتوافقوا معهم على هذا الأمر.

من جانبه، تعجب صاحب حساب المجلس الثوري المصري، من أن تسهيل اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني والمكاني وسيادة الصهاينة مع دعوات جماعات الهيكل المزعوم والمستوطنين لهدم قبة الصخرة المشرفة، يقابله تأييد صامت من صهاينة العرب، حكام مصر والإمارات وأنباء عن مباحثات للوصول لتطبيع كامل مع السعودية! ونشر بوغلا القويعان، صور المستوطنين أثناء اقتحامهم لباحات الأقصى رافعين الأعلام الإسرائيلية، واصفا المنظر بـ"المؤلم".

وأضاف: "الصهاينة العرب وصلوا لسدة الحكم في بلاد الإسلام ولا نستطيع إلا أن نرفع أيدينا إلى الله، اللهم انصر المرابطين في المسجد الأقصى واخذل من خذلهم، اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا، اللهم انتقم من صهاينة العرب اللهم عجل بزوال حكمهم".

واستنكر المغرد نديم، انتهاك أولى القبلتين ومسرى سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والحكام العرب متواطئون فيما يحدث، قائلا: "هم صهاينة أكثر من اليهود.. لا يهمهم سوى زيادة أموالهم ورسوخهم الدائم على كراسي الحكم".
الناشط الحقوقي يحيى الحديدي، أكد أن "فلسطين قضيتنا المركزية، باقية في وجداننا أبد الدهر، سنقف مع حقوق الشعب الفلسطيني مهما تخاذل المتخاذلون".

إشادة بالمقاومة

من جنبه، شدد الإعلامي المتخصص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله، على أنه في زمن المقاومة لا تراجع، ونفير الاقصى أبعد مما يتوقع كثيرون.

ودعا الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، الله أن يلهم قيادة المقاومة أمر رُشد يُعز فيه أهل طاعته، ويُذل فيه أهل معصيته، وأن يسدد رأيهم وصوب رميهم، ويقدر على أيديهم الخير للشعب الفلسطيني والأمة.

وقال: "سيبقى المسجد الأقصى عنوان المعركة، وبوصلة المقاومة، وسيبقى الخافض الرافع لكرامة الأمة".

 وأشار الكاتب فايز أبو شمالة، إلى أن الصواريخ بعض أنشطة المقاومة الفلسطينية، التي أخذت شهرتها لأنها وصلت إلى تل أبيب، قائلا إن المقاومة تمتلك الإنسان، وتمتلك الدماغ، وتمتلك إرادة التحدي والقتال. وذكر المغرد بومحمد، أحرار الشعوب بأن المقاومة السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات من المحتل، أما المفاوضات والصفقات إذلال واستسلام ولابد من المواجهة بالقوة حتى يشعر العدو بالنهج المقاوم والثوري، مؤكدا أن التضحيات طريق الانتصار.

حفاوة بالفلسطينيين

وأشاد ناشطون بمواقف شباب وشيوخ وعجائز وأطفال فلسطين، داعين الجميع لرفع العلم الفلسطيني في كل مكان تضامنا مع الفلسطينيين ومناهضة للاحتلال.

الأكاديمي مكرم خوري، نشر صورتين تظهران صمود أهالي فلسطين، قائلا: "في غياهب التطبيع ندرك سر فولاذية نفوس الشخصيات الفلسطينية المُقَاوِمة في القدس.

وأضاف: "ستي الختيارة (زينة كل الحرم) تنوب عن العالم الإسلامي الغائب، وجدو (في برج - كرسي - المراقبة) ينوب عن العالم العربي المغيب".

وأوضح الداعية الكويتي محمد العوضي، أنه في الوقت الذي كان شباب الأمة مغيبين في سكرة متابعة نهائي دوري أبطال أوروبا، كان الفلسطينيون بصدورهم العارية يدافعون عن شرف الأمة ويواجهون الصهاينة الذين احتشدوا لاقتحام باحات المسجد الأقصى في يوم مسيرة الأعلام احتفالا باحتلالهم القدس. وبثت الصحفية زينب عواضة، مقطع فيديو لمسنة تطرد قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى بعكازها، قائلة: "هذه السيدة وعكازها ومعها المرابطون داخل المسجد الأقصى هم آخر من تبقى من هذه الأمة الميتة!".

ورأت أن "مسيرة الأعلام هي مسيرة موت الضمير العربي وتكفينه ودفنه أيضا"!

ودعت الإعلامية راميا الإبراهيم، إلى المشاركة بمواجهة مسيرة الأعلام برفع العلم الفلسطيني على المنصات وكأننا نرفعه في القدس. ونشرت رئيسة تحرير موقع بوابة تونس وجيدة بوعبدالله، صورتها وهي ترفع علم فلسطين، داعية لرفعه ردا على مسيرة الأعلام الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

ضعف الكيان

وأكد ناشطون أن تمسك حكومة الاحتلال بمسيرة الأعلام وتنفيذها وتجاهل عواقبها رغم كل التحذيرات التي تلقتها دليل ضعفها داخليا ومحاولة لتسجيل موقف أمام الرأي العام الإسرائيلي وخشيتها من خطر تفككها.

ورأى الأكاديمي براء نزار ريان، أن ثمة ضوءا وسط هذه العتمة، فالاحتلال الذي يحتاج كل هذا الحشد والإعداد المسلح ليثبت سيطرته على أرض احتلها قبل عشرات السنين، يدل في أعماقه على ضد ما يحاول إثباته!

 الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي، أشار إلى أن النائب الصهيوني بن غفير، زعيم الحركة الكهانية الإرهابية دنس اليوم الأقصى بحماية شرطة الاحتلال واستفز عموم العرب والمسلمين.

وعد صعود نجم هذا الشيء -بن غفير- يعكس تعاظم تأثير التيار الديني الخلاصي في نسخته الأكثر جنونا، ومؤشر ضعف لإسرائيل، وإن كان سيرتبط بكثير من التحديات لفلسطين وشعبها.

وقال الكاتب ياسر الزعاترة، إن الغطرسة التي يبديها الغزاة حيال القدس ومقدساتها ليست خيارا، بل هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الكيان التأسيسية، والتي تجعل لغة الحلول معه مستحيلة.

وأضاف: "فهم يرون هذا المربع جبل هيكل، فيما لا يراه ملياران من البشر إلا كما هو، وكما يقرؤون في قرآنهم كل يوم، مؤكدا أنها معادلة تبشّر بالنصر بإذن الله".