خبير عسكري روسي: دفاعات أميركا صدت 50 بالمئة فقط من الصواريخ على أبوظبي

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أفادت صحيفة روسية بأن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية المستخدمة في الإمارات، صدت فقط ما نسبته 50 بالمئة من الهجمات الأخيرة على العاصمة أبوظبي، ما يعد فشلا كبيرا.

وأكدت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أن نظام الدفاع الجوي الأميركي الصنع المستخدم في أبوظبي لم يثبت فعاليته في التعامل مع الصواريخ العملياتية والتكتيكية.

وأعلنت مليشيا الحوثي مرات عدة خلال الأسابيع الأخيرة، أنها شنت هجمات على مواقع حساسة في العمق الإماراتي، عبر مسيرات وصواريخ باليستية، نجحت الدفاعات في صد بعضها، غير أن البعض الآخر تسبب في سقوط قتلى ومصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة.

إخفاق عسكري

وذكرت الصحيفة، في لقاء مع الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، رئيس تحرير مجلة "أرسنال أوتيتشيستفو" (ترسانة الوطن)، أن كبرى مدن الإمارات تعرضت لهجمات صاروخية من قبل جماعة الحوثي اليمنية، وقالت وزارة الدفاع الإماراتية إن أنظمة دفاعها الجوي تمكنت من اعتراض صاروخين بالهجوم الأول في 17 يناير/ كانون الثاني 2022.

ووفقا لتقارير إعلامية أطلق الحوثيون في ذلك الهجوم أربعة صواريخ باليستية على الأقل.

وعزا الخبير العسكري إخفاق أنظمة الدفاع الجوي اعتراض جميع الصواريخ التي أطلقها الحوثيون إلى أن الإمارات تستخدم نظام "ثاد" الأميركي المضاد للصواريخ.

رغم أنه لم يثبت فعاليته في التعامل مع الصواريخ العملياتية والتكتيكية والصواريخ متوسطة المدى.

وكان ذلك النظام يتعامل في الماضي مع الصواريخ السوفيتية R-14 "سكاد"، بواقع 2-3 صواريخ مقابل كل هدف. ومع ذلك لم تتجاوز فعاليته في المستجدات الأخيرة نسبة 60 بالمئة.

وثاد نظام دفاع أميركي متنقل وطويل المدى مضاد للصواريخ. صمم لتدمير الصواريخ العملياتية التكتيكية والصواريخ الباليستية متوسطة المدى على ارتفاعات من 40 إلى 150 كم ومدى يصل إلى 200 كم.

أسباب الفشل

وأوضح الخبير العسكري أنه يجب أن يكون مفهوما أن القصف الحوثي يأتي ردا على هجمات يتعرض لها الشعب اليمني من قبل قوات التحالف السعودي الإماراتي تسقط مئات القتلى والجرحى بينهم أطفال، فمن الواضح أن ثمة رغبة بالانتقام.

وللوقوف على حقيقة إخفاق الأنظمة الأميركية الحديثة ينبغي الرجوع بالتاريخ إلى الوراء قليلا إلى فترة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على العراق، عندما كان الجيش العراقي يستعمل صواريخ تعد نسخا عن صواريخ R-14 "سكاد" السوفيتية.

وكانت نسبة فعالية الأنظمة الأمريكية آنذاك 50 بالمئة، ما يعني أنها تقريبا نفس نسبة فعالية الأنظمة المطورة حديثا، ما يشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لا تزال تقريبا على نفس المستوى التكنولوجي كما كانت منذ ما يقرب من 20 عاما.

الأمريكيون بالطبع أجروا بعض التحسينات، لكنهم ما زالوا غير قادرين على ضمان إسقاط كل الصواريخ. أربعة صواريخ بالنسبة لأنظمة دفاع جوي جيدة التنظيم يعتبر أمرا تافها.

ومن الواضح أن دقة صواريخ الحوثيين لم تكن عالية، بل كانت شبه عشوائية معتمدة في إصابة أهدافها على الحظ وبحساب النسبة المئوية لعدد الصواريخ التي تم اعتراضها مقارنة مع العدد الإجمالي يكون واضحا أنها تشكل 50 بالمئة.

وهذه النتيجة من الأهداف المصابة ليست مؤشرا جيدا. وإذا ما تم الكشف عن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها واستهلاكها فربما تكون الصورة محبطة للغاية.

كبوات متكررة

ويُذكر هذا الطرح بمقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في نسختها الروسية للصحفي بافيل أكسيونوف في سبتمبر/ أيلول 2019.

ونقل المقال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو حين قال في مؤتمر صحفي عقب الهجمات الحوثية التي استهدفت مواقع نفطية سعودية: "الأنظمة الدفاعات الجوية حول العالم لا تنجح دائما".

وأضاف: "أفضل الدفاعات الجوية في العالم قد لا تتمكن من اعتراض كل الصواريخ".

وكانت السعودية تمتلك آنذاك أنظمة باتريوت وثاد بالإضافة إلى عديد من أنظمة الرصد والرادارات متوسطة وبعيدة المدى.

وباتريوت منظومة صاروخية أميركية مضادة للطائرات. تم إنشاؤها كوسيلة عالمية للدفاع الجوي في مناطق تمركز القوات على ارتفاعات متوسطة وعالية.

وعزا المقال إخفاق أنظمة باتريوت في اعتراض المسيرات الحوثية التي هاجمت مناطق شرق المملكة إلى أن الهجمات كانت قد شنت من مناطق لم تكن متوقعة من قبل العسكريين السعوديين.

 فرادارات المضادات الجوية الأمريكية عادة ما توجه بزاوية حادة، ما يعني أنها تستطيع اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تقع في نطاق موجاتها وهي بكل بساطة كانت موجهة باتجاه الجنوب حيث الهجوم كان محتملا من جهة الأراضي اليمنية وليست من مناطق جنوب إيران.

 كما أن تحديد وجهة رادارات الأنظمة التي كان من المفروض أن تؤمن المناطق النفطية المستهدفة لم يكن بالشيء المستحيل حيث كان كافيا لمن قام بالضربة أن يحدد الاتجاه بالعين المجردة بامتلاك "جاسوس" يفيد بتلك المعلومة.

بينما رادارات أنظمة الدفاع الروسية على سبيل المثال تكون موجهة بشكل عمودي، ويمكنها من رصد الأهداف في نطاق أوسع من نظيرتها الأمريكية، وفق المقال.