أمل الفلسطينيين.. موقع عبري يعترف بتغلب "أسطورة الضيف" على سلطة رام الله

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

منذ المعركة الأخيرة في مايو/أيار 2021، ازدادت شعبية محمد الضيف رئيس أركان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

يقول موقع عبري في هذا الصدد إن الضيف أصبح أيقونة "الإنقاذ" بالنسبة للفلسطينيين، وهو أمر يرمز إلى تعزيز قوة حركة حماس في الشارع على حساب السلطة في رام الله التي تعتبر متعاونة مع إسرائيل.

أيقونة "الخلاص"

وأشارت مدونة "عرب إكسبورت" العبرية إلى أن تلك الشعبية زادت بعد أن دعم الضيف سكان حي الشيخ جراح في القدس وأعطى إسرائيل إنذارا وأطلق عليها وابلا كبيرا من الصواريخ.

وتابع: "اشتدت أسطورته في المجتمع الفلسطيني وأصبح بطلا، في وقت تحاول إسرائيل بالفعل منذ سنوات طويلة القضاء عليه دون نجاح".

ونوهت المدونة إلى أنه خلال يناير/كانون الثاني 2022، طلبت والدة الأسير ​​ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان من الضيف المساعدة في الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح ابنها من السجون الإسرائيلية. 

وأبو حميد ناشط بارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بالضفة الغربية، وهو معتقل منذ 2002 وحكم عليه بسبعة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 50 عاما لارتكابه عمليات فدائية ضد الاحتلال وقتله عملاء متعاونين معها.

 كما طلبت السلطة برام الله من إسرائيل إطلاق سراحه ونقله إلى مستشفى فلسطيني وزيارته دون جدوى.

ولفتت المدونة إلى أن الضيف لم يرد بعد على طلب والدة الأسير أبو حميد، حيث قال مسؤولون في قطاع غزة إنه لا يزال يفكر في كيفية الرد على طلبها.

 لكن نداءها إليه يشهد على أنه أصبح رمزا لأمل الفلسطينيين اليائسين في أنه سينقذهم من محنتهم التي تسببها إسرائيل، بحسب قول الموقع.

أمل الفلسطينيين

وأشار المحلل السياسي والأمني "يوني بن مناحيم" في المدونة إلى أن الضيف أصبح اسما يتبناه الأسرى في السجون وأيضا كل من حارب السياسة الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

حتى أن المتظاهرين الفلسطينيين في أماكن كثيرة في الأراضي المحتلة يرددون هتافات "نحن رجال محمد ضيف" خلال مظاهراتهم ضد إسرائيل.

كما استخدموا مؤخرا اسمه في النضال من أجل إطلاق سراح الأسير الإداري "هشام أبو هواش" الذي أضرب عن الطعام لأكثر من 4 شهور.

ونوه ابن مناحيم إلى أنه في مظاهرات الحرم القدسي الشريف، وعند باب نابلس وفي حي الشيخ جراح يستخدمون بانتظام اسم الضيف، منذ مايو وحتى يومنا هذا، كما أطلقت الحشود اسمه خلال تشييع جنازات ونادت به في الأعراس.

وفي نهاية العام 2021 أطلق الأسير المحرر "رفيق مفارجة" على مولوده اسم "محمد ضيف" كعلامة احترام وتقدير للقائد العسكري الذي أصبح أيقونة "الخلاص والإنقاذ" للفلسطينيين.

ولفت المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن السلوك الغامض للضيف، الذي لم يظهر في وسائل الإعلام منذ سنوات عديدة، يزيد من الغموض الذي يحيط به، وهو يدير جميع أنشطة حماس "من مخبئه" في قطاع غزة.

وبقدر ما هو معروف عنه من تضحيات، فهو فقد زوجته وابنه خلال عملية حرب 2014 بعد أن حاول سلاح الجو الإسرائيلي اغتياله أثناء وجوده مع أسرته في إحدى الشقق السكنية بحي الشيخ رضوان شمالي قطاع غزة.

وفقا لتقارير الجيش الإسرائيلي، جرت محاولة أخرى في الحرب الأخيرة (مايو) للقضاء عليه وعلى زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، لكنها باءت بالفشل.

ثقة وازدراء

وأشار ابن مناحيم إلى أنه رغم انتماء الأسير أبو حميد وعائلته إلى حركة فتح وكذلك أشقائه الثلاثة الأسرى في السجون الإسرائيلية، ترى والدتهم، التي تعيش في مخيم الأمعري قرب رام الله، بالجناح العسكري لحماس العنوان الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراحهم.

لذا فقد طلبت من حركة حماس أيضا تسريع المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.

كذلك فعلت "فدوى" زوجة الأسير مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح، والذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة خمس مؤبدات بتهمة قتل إسرائيليين.

وطلبت فدوى من رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية وحصلت منه على وعد بإدراج اسمه في أي صفقة تبادل قادمة.

وخلص المحلل إلى القول، إن مطالبة الفلسطينيين الضيف، تشهد على التعزيز الكبير لموقف حركة حماس في الشارع ويأس السلطة في رام الله وتنسيقها الأمني ​​مع إسرائيل.

إذ يثق الكثير من الفلسطينيين في الشارع بحركة حماس بدلا من السلطة وذلك عندما يتعلق الأمر بإطلاق سراح الأسرى وحماية المقدسات الإسلامية.

كما نجح الجناح العسكري لحركة حماس بالقوة العسكرية والصواريخ التي أطلقها باتجاه إسرائيل، في أربع جولات من القتال باكتساب المصداقية والاحترام في الشارع.

أيضا ينتقد الفلسطينيون السلوك الفاسد للسلطة التي ينظر إليها على أنها متعاون مع إسرائيل والمقاول التنفيذي للشاباك (جهاز الأمن العام) في الضفة الغربية.