مفاوضات الرياض وطهران.. موقع إيراني يكشف أسباب انتهاء 4 جولات دون نتائج

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيراني الضوء على أسباب تأخر المفاوضات بين طهران والرياض حتى الآن على الرغم من عقد أربع جولات لم تسفر عن أي نتائج ملحوظة.

وبدأت الرياض وطهران محادثات مباشرة خلال العام 2021، وعقدتا 4 دورات في العراق. وسبق أن جمعت لقاءات بين أكاديميين من البلدين.

وقال موقع "إيران دبلوماسي" في مقال للخبير بالشؤون الدولية "صابر كل عنبري" إن طهران ردت بالإيجاب على مطلب بغداد باستكمال المفاوضات باعتبارها وسيطة، لكن لم تظهر السعودية أي رد حتى الآن.

ولكن يرى الخبير أن الموضوع يتعلق بتدخلات كلا البلدين في شؤون الدول الأخرى كاليمن، ولبنان، بالإضافة إلى التوترات الداخلية في العراق بعد الانتخابات النيابية (أكتوبر/تشرين الأول 2021)، باعتبارها الدولة الوسيطة.

وكذلك أشار إلى علاقة الأمر بالاتفاق النووي ومباحثاته بين إيران والولايات المتحدة، وأيضا رغبة السعودية في وقت إطلاق النار من قبل مليشيا الحوثيين، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى المهمة.

وقال الخبير: "مر ما يقرب من أربعة شهور على الجولة الرابعة للمباحثات بين إيران والسعودية في بغداد، لكن كان يشوب استئناف هذه المباحثات هالة من الغموض".

وأجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين زيارة إلى إيران في 22 ديسمبر/كانون الأول، كان أهم أسبابها محاولة عقد الجولة الخامسة من المباحثات بأسرع وقت ممكن. 

وارتفعت احتمالية استئناف المباحثات بعد هذه الزيارة بمتابعة وجهود مستمرة من قبل الحكومة العراقية، لكن لم يجر تحديد تاريخ حتى الآن، ويبدو أن هذه المسألة مرتبطة بمجموعة من التغيرات الميدانية والسياسية. 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن: لماذا تأخر استئناف المباحثات بهذا الشكل؟

أسباب التأخر

يمكن الإشارة إلى العديد من العوامل التي تتسبب في إظهار رغبة الطرفين الرئيسين في استكمال المفاوضات، ولكن تباطأت العملية بشكل فعلي، وتوقفت ما يقرب من أربعة شهور. 

تعود أولى العناصر الفنية إلى الأوضاع الداخلية للعراق وانتخاباتها البرلمانية الأخيرة.

انعقدت الجولة الرابعة من المفاوضات قبل الانتخابات البرلمانية في العراق بحوالي أسبوعين، والتي دخلت بغداد بعدها مرحلة من التوتر الداخلي، أدت إلى الاعتراض على نتائج الانتخابات. 

في الوقت نفسه تستمر الصراعات الداخلية مع اتهام مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي والوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية، من جانب حلفاء طهران في العراق بالتلاعب في نتائج الانتخابات بالحد الذي قلل من رغبة طهران لاستكمال المفاوضات في هذه الظروف.

وتابع الخبير: من هذه الناحية كذلك، انعقدت أربع جولات من المفاوضات، وكان مستوى الأخيرة مرتفعا.

وشارك من طرف إيران نائب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد إيرواني، ومن طرف السعودية رئيس الاستخبارات العامة للدولة خالد الحميدان. 

لكن المحادثات القائمة خلال أربع جولات لم تشهد إلا تقدما ضئيلا وليس ملحوظا، حتى يستطيع الطرفان أن يتحدثا جيدا إلى بعضهما البعض، ويوضحا أهمية الحد من الخلافات والتوترات بينهما.

لكن ما ظهر فقط كان عبارة عن تلطيف الأدب الإعلامي لمسؤولي البلدين، وليس فقط عدم وقف إطلاق النار في مناطق الأزمات بشكل فعلي، ربما كذلك اشتداد النزاعات والتوترات، وأوضاع اليمن ولبنان دليل على هذا الادعاء.

أزمة اليمن

أردف الخبير قائلا: أوشكت هذه المباحثات على البدء والاستمرار حيث أعلنت السعودية عن الاستعداد الكامل لحل أزمة اليمن، وتقليل هجمات التحالف القابلة للملاحظة، لكن في الوقت الحالي، بقيت محاصرة المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين بقوتها. 

كما استمرت الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة على السعودية ومؤسساتها الحساسة في هذه الظروف وتقدمها داخل اليمن وخاصة اشتدادها في منطقة مأرب (في الشمال الشرقي للعاصمة صنعاء).

ومن هذا المنطلق، منذ الجولة الأولى للمفاوضات في بغداد، كان أهم مطلب سعودي هو توقف هجمات الحوثيين المدعومين من إيران.

لكن الطرف الإيراني يعلم أن هذا المطلب نابع عن اليأس والعجز، فأشار إلى الرياض بتحويل الأمر إلى صنعاء والتفاوض المباشر معها.

ويوضح الكاتب: "السعودية تعلم أن إيران توجه صنعاء، ومن ثم تتجنب الدخول في مرحلة التفاوض المباشر مع الحوثيين".

وفي الجولة الرابعة من المباحثات كان الطرف الإيراني يعرض مقترحات على السعوديين خاصة فيما يتعلق بأزمة اليمن، ومن ضمنها إيقاف الهجمات ورفع الحصار عن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وفي المقابل أعربت السعودية عن مخاوفها المتعلقة بخطط إيران وسياساتها في بعض المجالات. 

تغير النهج؟

لكن السعودية بعد الجولة الرابعة من المفاوضات وخاصة خلال الأسابيع الأخيرة غيرت نهجها في اليمن في خطوة جديرة بالاهتمام.

وخلال هذه المدة نفذت هجمات متعددة تعتبر غير معهودة في السنوات الأخيرة في صنعاء وكذلك مناطق أخرى من ضمنها مدينة شبوة (تقع في جنوب اليمن، وهي ثالث أكبر محافظة من حيث المساحة)، ومستمرة حتى الآن. 

وجاء ذلك بالتزامن مع اشتداد ضغط المملكة على لبنان بقطع العلاقات السياسية بحجة تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي الذي انتقد فيها حرب اليمن. 

ومن الجدير بالذكر أن استئناف الهجمات الشديدة في اليمن، وكذلك الضغط على لبنان من أجل إخراج حزب الله من السلطة جرى بالتزامن مع استئناف مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني، وبطء التفاوض، وفقا لما ذكره الخبير.

واختتم مقالته قائلا: إذا نظرنا إلى التغيرات في اليمن اليوم من إطار المفاوضات بين السعودية وإيران، يمكن القول إن حافز الرياض الأهم من هذا الفعل هو مواقف طهران السابقة في المحادثات.

وبين أن طهران تهدف إلى التأثير وخلق ورقة ضغط من أجل العودة إلى المفاوضات الثنائية بقوة.

ومن هذا المنطلق، كان الطرف الإيراني في الوقت الراهن رد بالإيجاب على طلب بغداد لبدء الجولة الخامسة من المفاوضات، لكن بحسب المصدر لم ترد السعودية حتى الآن.