الأنظمة "تتباهى" بإجراءاتها.. هذه الكوارث المناخية تنتظر دول الخليج

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة فرنسية الضوء على ما سمته "تباهي" العديد من دول الخليج البترولي باتخاذ "إجراءات بيئية"، وذلك في الفترة التي تسبق مؤتمر "غلاسكو لتغير المناخ" لسنة 2021.

وقالت صحيفة "لوبوان" إن "درجة حرارة الشرق الأوسط ترتفع أسرع بمرتين من بقية العالم".

واعتبرت أنه "إذا تحققت توقعات العلماء الأكثر خطورة، فإن المساحات الشاسعة من الشرق الأوسط يمكن أن تتحول إلى ما يشبه صحراء عفار في إثيوبيا، في حين أن المدن الساحلية الخليجية اللامعة قد تغمرها مستويات المياه المتصاعدة بحلول نهاية القرن".

فيما قال محلل أبحاث الطاقة في معهد بيكر بجامعة رايس في هيوستن الأميركية، جيم كرين، إن "مصالح النخب الحاكمة تتعارض مع مصالح المواطنين، فالنخب الحاكمة تعتمد جميعها على ريع النفط لبقاء أنظمتها، إنهم بحاجة إلى صناعة النفط للبقاء على قيد الحياة في السلطة".

المحرك "الأخضر"

ومع اقتراب مؤتمر "غلاسكو" (بإسكتلندا) لتغير المناخ، المقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، "يقاوم زعماء الخليج بعض الانتقادات، بحجة أن منطقة الخليج ليست واحدة من أكبر مصادر انبعاث ثاني أكسيد الكربون، سواء الآن أو تاريخيا"، وفق "لوبوان".

وعلى العكس من ذلك، تدعي المنطقة أنها مسؤولة عن 4.7 بالمئة فقط من انبعاثات الكربون العالمية، وهي نسبة تغلب عليها انبعاثات التلوث من أوروبا وأميركا والصين.

وأفادت لوبوان بأن "الإمارات ستكون القوة الدافعة للخليج في الشؤون البيئية، كونها أول دولة في المنطقة تصادق على (اتفاق باريس) الذي أقر في ديسمبر/كانون الأول 2015 خلال المؤتمر الـ21 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وستكون الآن الأقل اعتمادا على النفط في الإيرادات الحكومية". 

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلنت الإمارات بشكل خاص عن مبادرة "صافي صفر بحلول عام 2050" التي ستطلق بـ163 مليار دولار، وتعيين وزيرة جديدة للتغير المناخي والبيئة تدعى مريم المهيري.

وعلقت الصحيفة الفرنسية "لا تزال الخطة في مهدها، لكن الاتجاه واضح، لقد تعهدت بالاعتماد بنسبة 50 بالمئة على مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية لتوليد الكهرباء بحلول عام 2050". 

فيما قالت شركة "بترول أبوظبي" الوطنية إنها ستصدر 100 بالمئة من الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية والطاقة الشمسية.  

وبالتالي، من المتوقع أن تكون "حقول محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" أكبر وأرخص مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، مع قدرة توليد متوقعة تصل إلى 5 آلاف ميغاوات.

تنافسية شديدة

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن "دول الخليج الشديدة التنافسية فيما بينها تحذو حذو الإمارات، إذ إن قطر، على سبيل المثال، عينت وزيرا للمناخ، والبحرين تستهدف صافي الصفر بحلول عام 2050، والكويت لديها خطة جديدة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون".

وتابعت: "كانت السعودية، من جانبها، التي نادرا ما تحبذ أن تتفوق عليها الإمارات، أعلنت سابقا أنها ستزيد حصتها من مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء من 0.3 بالمئة إلى 50 بالمئة بحلول عام 2030، وستزرع 10 مليارات من الأشجار في العقود القادمة".

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، استضافت أكبر شركة منتجة للنفط في العالم (أرامكو)، قمة غير مسبوقة لمبادرة الشرق الأوسط الخضراء في الرياض، وهو الحدث الذي استقطب خطابات واسعة بالموافقة من قبل أمير ويلز تشارلز ووزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري.

وتعهدت السعودية بأنها ستحقق صافي انبعاثات كربونية صفرية داخل حدودها بحلول عام 2060، قبل أن تعلن أنها ستخفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول 2030، أي أكثر من ضعف هدفها السابق.

وختمت "لوبوان" تقريرها بالقول: "في انتظار هذا التحول الأكثر مراعاة للبيئة، لا تزال دول الخليج تعتمد على صادرات النفط والغاز، والتي تمثل أكثر من 70 بالمئة من إجمالي صادرات البضائع في الكويت وقطر والسعودية وسلطنة عمان، فضلا عن عائدات النفط التي تتجاوز 70 بالمئة من إجمالي الإيرادات الحكومية في كل من الكويت وقطر وعمان والبحرين".