سيف على رقبة الرأسمالية الصهيونية.. عمدة نيويورك المسلم يهز أميركا وإسرائيل

"حينما يَعُد نتنياهو إلى الأمم المتحدة، فلن يجد في منصّتها إلا قفصَ اتهام"
في تحول سياسي بارز يتوقع أن يكون له تأثير كبير على المستقبل السياسي لأميركا، فاز مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك زهران ممداني في الانتخابات، بحصوله على 50.4 بالمئة من الأصوات، ليصبح بذلك أول مسلم يتولى المنصب.
وتبوأ ممداني منصب عمدة المدينة بعد هزيمته للمرشح المستقل حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، والجمهوري كورتيس سليا، محققا فوزا تاريخيا للجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي.
ويعد ممداني المولود في أوغندا لأبوين هنديين أول مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك، كما يعد أصغر عمدة لنيويورك منذ عام 1917، ويعرف بمواقفه الحادة تجاه الكيان الإسرائيلي ودعمه لحركات مقاطعته.
وأطلق في حملته الانتخابية الأخيرة، فيديو دعائيا باللغة العربية استقطب ملايين المشاهدات، صُوِّر في متجر حلويات عربي بحي أستوريا وظهر فيه علم فلسطين في الخلفية، وتحدث خلاله عن خططه لتجميد الإيجارات وتوفير مواصلات عامة رخيصة وتأمين صحي مجاني للأطفال.
وتضم مدينة نيويورك البالغ عدد سكانها نحو 8.5 ملايين نسمة، أكبر جالية يهودية في العالم، تقدر عددها بأكثر من 950 ألف نسمة.
وخلال خطاب النصر، قال ممداني: "أنا مسلم، أنا اشتراكي ديمقراطي، أرفض الاعتذار عن أيٍّ من هذا". مضيفا "بهذا الفوز أطحنا بسلطنة سياسية في نيويورك، لقد منحتمونا الليلة تفويضا بالتغيير، منحتمونا تفويضا لنوع جديد من السياسة".
وأوضح أن نيويورك لن تكون بعد الآن مدينة تُكسب فيها الانتخابات عبر نشر خطاب الكراهية ضد المسلمين، وأنه سيطلق فيها عصر التغيير.
وتابع: "إذا كانت هناك طريقة واحدة لتخويف طاغية، فهي القضاء على الظروف التي تُمكّنه من الوصول إلى السلطة.. هذه ليست مجرد طريقة لإيقاف (الرئيس دونالد) ترامب، بل هي طريقة لإيقاف من سيخلفه. لذا، يا دونالد ترامب، أقول لك، لأنني أعلم أنك تراقبني: ارفع مستوى الصوت".
وأكد ممداني أنه سيضع حدّاً لثقافة الفساد التي تسمح لمليارديرات مثل ترامب بالتهرب من الضرائب والاستفادة من الإعفاءات الضريبية.
وأردف: "نيويورك مدينة بُنيت على أيدي المهاجرين، وستظل – بدءا من هذه الليلة – مدينة تُدار على أيدي المهاجرين. لذا، استمع إليّ أيها الرئيس ترامب: لكي تصل إلى أيٍّ منا، عليك أن تتجاوزنا جميعا".
ورأى السيناتور الأميركي البارز بيرني ساندرز أن ممداني تمكن بفوزه في انتخابات رئاسة بلدية مدينة نيويورك من تحقيق أحد أعظم المفاجآت السياسية في التاريخ الأميركي الحديث.
بدوره، شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما حادا على عمدة نيويورك المنتخب، قائلا: "استعاد الشعب الأميركي حكومته وسيادته، لكننا خسرنا جزءا من هذه السيادة الليلة الماضية في نيويورك، وسنتعامل مع ذلك قريبا، لا تقلقوا".
واتهم الديمقراطيين باختيار "مرشح شيوعي" في نيويورك، محذرا من أنهم قد يتصرفون بالطريقة نفسها إذا فازوا في الانتخابات النصفية للكونغرس، وداعيا الناخبين الجمهوريين لمنع ذلك.
وأردف ترامب: "إذا كنتم تريدون معرفة ما الذي يخطط له الديمقراطيون بالكونغرس لأميركا، فانظروا إلى نتائج الانتخابات التي أُجريت أمس في نيويورك".
كما أثار فوز ممداني غضبا داخل الكيان الإسرائيلي المحتل، وعده بعض اليمنيين المتطرفين “يومًا أسود”؛ إذ يتمتع ممداني بدعم قاعدة عريضة ومتنوعة من الناخبين، بينهم يهود يرفضون سياسات حكومة نتنياهو، لا سيما الإبادة الجماعية.
وارتكبت الإبادة الجماعية في قطاع غزة بدعم أميركي لمدة سنتين، وأسفرت عن 68 ألفا و872 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و677 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وخلّفت دمارا هائلا بـ90 بالمئة من البنية التحتية المدنية بالقطاع، بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار.
ووصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، فوز ممداني بأنه "عار سيُخلد في الذاكرة"، مدعيا أن ممداني مؤيد لحركة المقاومة الإسلامية حماس ومعادٍ للسامية وعدو لإسرائيل.
فيما وصف مندوب تل أبيب السابق لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، فوز المرشح المسلم للحزب الديمقراطي بمنصب عمدة نيويورك، بأنه "يوم أسود على محبي إسرائيل".
وأعرب أردان عن حزنه لانتخاب ممداني، قائلا: "هذا يوم أسود للولايات المتحدة الأميركية، وليهود نيويورك، ولكل من يحب إسرائيل".
وكان ممداني، قد تعهد في تصريحات سابقة، باعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حال وصل مدينة نيويورك، حيث يوجد مقر الأمم المتحدة.
واحتفى ناشطون على منصات التواصل بفوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك، وتحدثوا عن أهمية وجود شخصية مسلمة ويسارية في هذا المنصب وانعكاساته على السياسيات الأميركية تجاه القضايا العربية والإسلامية، مشيدين بخطاب ممداني الذي وجه في انتقادات لاذعة لترامب.
ورأوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #زهران_ممداني، #نيويورك، #ترامب، وغيرها، أن فوز ممداني يمثل تغييرا إيجابيا في السياسة الأميركية، ويبرز تغيير مزاج الشارع الأميركي وانسجامه مع القضية الفلسطينية.
خطاب فذ
وتعقيبا على خطاب ممداني، وصفه أحمد الذايدي، بأنه يتجاوز مدينة نيويورك ليقدم نفسه مرشحا رئاسيا عن الحزب الديمقراطي في 2028.
وأشار طارق بن عزيز إلى أن ممداني في خطاب النصر وجّه انتقادات حادة ولاذعة للرئيس ترامب دون أي رحمة أو رأفة به، وأكد أن فوزه في نيويورك، المدينة التي تُعد من معاقل ترامب، يثبت أن هزيمته ممكنة!
وعد الأكثر أهمية أن ممداني شدّد في خطابه على إعادة دعمه للمهاجرين، والنساء السود، والأمهات العازبات، وكذلك على دعمه لليهود، مع تأكيده على مكافحة معاداة السامية بلا أي تردد!
ولفت ابن عزيز إلى أن ممداني شدّد على انتماء المسلمين الأميركيين إلى الولايات المتحدة، وأنهم أصبحوا جزءا من البنية السياسية والسلطة فيها.
وقالت مايا رحال: "خطاب فذّ قوي ينمّ عن شخصية ممداني الفذة القوية.. وهي سابقة تاريخية في أميركا أن يرشح مسلم لمنصب عمدة في نيويورك".
وقال عادل علي: إن خطاب زهران ممداني بعد الفوز قطعة من الأدب السياسي الرصين، وهو موجه حصرا لسكان مدينته نيويورك وللأميركيين عموما بلا أي حمولات سياسية.
وأوضح أن ممداني لم ينتخب لأنه مسلم، ولا لأنه من أصول إفريقية أو آسيوية؛ إذ انتخبه مسيحيون ويهود ومسلمون، تقديرا لبرنامجه الواعد لشرائح الطبقة الوسطى وما دون. مشيرا إلى أن العداء بينه وبين ترامب يتعلق بالسياسات الداخلية.
ولفت علي إلى أن مواقف العمدة المنتخب في الشأن السياسي الخارجي تخصه وحده، فهو لا يستطيع أن يحدث فارقا في سياسات بلاده. إستراتيجيات الولايات المتحدة ترسمها المؤسسة بحسب المفهوم الأميركي منذ عهود مضت وإلى عهود آتية، لا يغير فيها جمهوري أو ديمقراطي إلا بطريقة التعبير.
وقال: إن زهران ممداني يشكل صداعا لترامب وللجمهوريين، لكنه يبقى مجرد صداع إن لم يحسن الديمقراطيون استثماره، لافتا إلى عدم وجود إجماع داخل الحزب الديمقراطي على ممداني أصلا، وإن الرهانات المترددة خارج هذا السياق مجرد صفير وسط عاصفة من الرعود.
وأشار أحمد منصور إلى أن ممداني يهز بعد فوزه بمنصب عمدة نيويورك، عرش ترامب ويتحداه ويصفه بالطاغية، ويتعهد بتفكيك سلطاته، ولن يمكنه من الإفلات من دفع الضرائب، لافتا إلى أن معركة كسر العظام بدأت، والفوز الساحق للديمقراطيين يفجر الخلافات داخل اليمين الأميركي الداعم لإسرائيل.
أسباب الفوز
وعن أسباب فوز ممداني، أكد رائد قديح، أن فوزه لم يأتِ لأنه مؤيّدٌ للفلسطينيين وقضيّتهم فقط، ولا لأنه خصمٌ لإسرائيل، فالمسألة أبعد من الشعارات وأعمق من الاصطفافات.
وقال: إن الأميركيين وجدوا في هذا الشاب المهاجر القادم من هامش العالم ملامحَ ثورةٍ على وحشٍ اسمه الرأسمالية؛ تلك التي التهمت العدالة والإنسان والكرامة، وخلّفت وراءها مدنًا تلمع في واجهتها بريق الثروة، وتئنّ في عمقها جراح الفقر والتيه.
وأوضح قديح أن الأميركيين اختاروا ممداني لأنه واجه المنظومة لا الحزب، ولأن صوته اخترق صمم اليمين المتكلّس الذي شيّد أسوار الطائفية ورفع رايات اللون والعرق فوق قيمة الإنسان، رأوا فيه من يشبههم، من خرج من رحم المعاناة لا من مكاتب الشركات الكبرى.
وأشار إلى أن الأميركيين اختاروا من يحمل وجع العامل والمهاجر والطالب واللاجئ والمرأة التي تُصارع البقاء في بلدٍ صار فيه الحلم الأميركي سلعةً معروضةً في واجهة المصارف.
ولفت قديح إلى أن موقف ممداني من فلسطين كان بارزًا، لكنه لم يكن استثناءً في مسيرته، بل تجسيدًا لمبدأٍ واحد: أن العدالة لا تتجزأ، وأنّ من لا يقف مع المقهورين في غزة لا يمكن أن يدافع بصدق عن المهمّشين في بروكلين.
وأكد أن انتصار زهران ممداني ليس مجرد مقعدٍ في بلدية، بل جرس إنذار يدقّ في جدران الإمبراطورية، وإنه إيذان بولادة وعيٍ جديد في أميركا، وشرارة تحوّلٍ قد تمتدّ إلى ما هو أبعد من نيويورك إلى قلب العالم نفسه، حيث يُعاد تعريف القوة والحق والإنسان.
وقال قديح: "ربما، حينما يعود نتنياهو إلى الأمم المتحدة، فلن يجد في منصّتها إلا قفصَ اتهامٍ، لا تصفيقًا فيها بل كشفَ حساب، فالعالم يتغيّر، والضمير سيصحو عاجلًا أم آجلًا".
وقالت مد حازمي: إن زهران ممداني أول مسلم يفوز بانتخابات عمدة نيويورك متحديا ماكينة ترامب الصهيوأميركية، مؤكدة أنها نتيجة مباشرة لفشل سياسة الرئيس الداخلية وخاصة الخارجية في علاقة بما يحدث في غزة، مضيفا: "لننتظر سلوك الناخب الأميركي في المواعيد المقبلة".
ورأى محمود علام، أن تأثير الطوفان بدأ، مشيرا إلى أن العمدة الجديد لنيويورك شاب مسلم يدعم فلسطين ويقول: إن الذي فعلته إسرائيل في غزة هو إبادة ويهاجم ترامب علنًا، كما قال: إنه سيقبض على نتنياهو لو حط رجله داخل المدينة.
وأكد أن انتصار ممداني ليس مجرد فوز انتخابي، وإنما ثورة داخل النظام الأميركي نفسه، وإعلان النهاية لسردية كاملة كانوا بيحاولوا يصدروها للعالم بقالهم سنين، بأن أي حد يعارض الكيان أو يدعم فلسطين، نهايته ستكون الإقصاء التام والتشويه، أو حتى الاغتيال.
وقال صالح مهدي، إن هذا الفوز رسالة مدوّية مفادها أن موجة الوعي الشعبي التي تفجّرت بعد "طوفان الأقصى" لم تكن "عاطفة لحظية"، بل تحوّلًا تاريخيًا في الوعي الإنساني، ولم يعد بالإمكان خداع الشعوب؛ لا باسم الدين، ولا باسم "حماية اليهود"، ولا عبر فزّاعة "معاداة السامية".
وأشار إلى أن العالم بدأ يفرق بين اليهودية كديانة، والصهيونية كفكرٍ استعماري دموي لا يمثّل اليهود ولا القيم الإنسانية، وكثير من اليهود اليوم باتوا يدركون أن الصهيونية خطرٌ عليهم وعلى تعايشهم قبل أن تكون خطرًا على الآخرين. مؤكدا أنها ليست نهاية الصهيونية… لكنّها أول سقوط حقيقي في واحد من أقوى معاقلها.
ورأى إيهاب سلطان، أن فوز ممداني لم يكن مصادفة، بل نتيجة تراكمات كبيرة أهمها تحول في مزاج الرأي العام الأميركي، خاصة في المدن الكبرى، حيث تعب الشعب الأميركي وبالأخص الجيل الشاب من النخبة التقليدية.
وأشار إلى أن كثير من سكان نيويورك شعروا بأن السياسيين التقليديين، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين الوسطيين، انفصلوا عن واقع الطبقة العاملة.
ولفت سلطان إلى أن ممداني قدم نفسه بذكاء على أنه من الناس، يعيش مثلهم، ويتحدث عن مشاكل السكن، والفواتير، والرعاية الصحية، لا عن الصراعات الأيديولوجية فقط، مؤكدا أن حملته الانتخابية كانت في غاية الذكاء، وخطابه كان بسيطا ومباشرا.
وأوضح أن ممداني لم يحاول التراجع أو التجميل لمواقفه من فلسطين أو العدالة الاجتماعية، بل واجه الهجمات بثقة وهدوء، مؤكدا أن شجاعته في مواجهة الاتهامات عززت صورته كسياسي صادق لا يخضع للوبيات أو التهديدات.
ولفت سلطان إلى أن ممداني اعتمد على تمويل شعبي من تبرعات صغيرة، بينما اعتمد منافسوه على دعم رجال الأعمال واللوبيات الكبرى.
وأكد أن فوز زهران ممداني لم يكن فقط انتصارا لشخصه، بل هزيمة مباشرة لمرشحي المؤسسة الإسرائيلية في نيويورك، كما أثبت بهذا الفوز أن نفوذ AIPAC -لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية وهي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لإسرائيل- لم يعد مطلقا حتى في مدينة كانت تعد مركزا تقليديا لتأثير اللوبي الصهيوني.
وأوضح عيسى سمندر، أن فوز ممداني كان نتيجة عدة أمور، ومنها معرفة عميقة باحتياجات الناس ومشاكلها، وإنشاء تنظيم من المواطنين يخطط وينفذ حيث بلغ عدد المتطوعين ما يزيد عن ٨٠ ألفا.
وأشار إلى أنه تم تحضير الموضوع مسبقا حيث تم حسم موضوع ترشح ممداني في اجتماعات سرية من قبل جهات تقدمية وانسحاب باقي المرشحين، والاستماع إلى نصائح بيرني ساندرس -عضو في مجلس الشيوخ الأميركي- الذي نصحه بالتعلم من تجربة ترامب حيث تكون أول القرارات عند تسلم المنصب قرارات عملية.
ولفت سمندر إلى أن أهم نقطة هو التمسك بما يؤمنون به من مبادئ ولم يخافوا من اتهامهم أنهم شيوعيون رغم أنهم ليسوا كذلك وعدم الخوف من كونه مسلما وعدم الخوف من طرح افكار تؤمن مصالح الفئات التي تكدح.
وذكر بأن ممداني حصل على ٤٠ بالمئة من أصوات الشباب لليهود و85 بالمئة من أصوات الشابات في نيويورك، لافتا إلى أن طاقم عمله الذي سيحضر لتسلمه كلهم من النساء، كما يجرى الآن تسمية الخبراء الملتزمين من قبل لجان الأحياء ليتولوا مناصب إدارية.
وأكد ممداني، أنه عندما يتم تنظيم الناس على أساس أخلاقي وعلمي ومدروس فإن هذا التكتل يستطيع التغلب على القوة المضادة، رغم أن كل المؤسسات الصهيونية في نيويورك وقفت ضده.
الاحتلال وترامب
بدوره، أوضح ماهر العرير، أن ممداني منتمٍ إلى اليسار التقدمي يدعم صراحة حركة مقاطعة إسرائيل BDS، رفض الاعتراف بإسرائيل كـ(دولة يهودية).
وذكر بأن ممداني أكد أن الشرعية لا تقوم على الإبادة والتمييز بل على المساواة، لافتا إلى أنه في مناظراته واجه خصومه بقوله: أنا أترشّح لعمدة نيويورك لا سفيرًا لإسرائيل.
وأشار إلى أن ممداني كشف أن صناديق تقاعد المدينة تستثمر مليارات في سندات إسرائيل وشركات السلاح، وعدّ ذلك تمويلًا للإبادة في غزة على حساب فقراء نيويورك.
ولفت العرير إلى أن ممداني وصف ما يجري في غزة صراحة بأنه إبادة جماعية تُنفّذ بأموال دافعي الضرائب الأميركيين، يؤمن أن مناهضة الاحتلال ليست شأنًا خارجيًا بل مسألة أخلاق داخلية تخصّ روح العدالة الأميركية.
وأكد أن فوزُ ممداني من قلب أكبر معقل لوبيات دعم الصهيونية في العالم ليس حدثًا انتخابيًا، بل انهيار في قداسة الولاء لإسرائيل داخل الوعي الأميركي، وإعلان أن فلسطين أصبحت مقياس العدالة لا تهمة الخيانة.
ورأت ديانا مقلد، أن ممداني انتصر بخطاب قوي واثق متماسك يحاكي عناوين العدالة الاجتماعية والسياسية وبفيديوهات حيوية صادقة.
وأكّدت أن حملته على السوشيال ميديا تمكنت من تحدي حصار الخوارزميات التي يريد إيلون ماسك وغيره التحكم بها، قائلة: إن ممداني قصة نجاح استثنائية نحتاج أن نستلهم منها في شرقنا البائس.
وأشار عبدالله الشايجي إلى أن فوز ممداني يأتي في الذكرى الأولى لفوز ترامب بالرئاسة لتكتمل أسوأ هزيمة للجمهوريين، قائلا: إنه حصاد هشيم كارثي لتكتمل الانتكاسة التاريخية لترامب وحزبه وجماعته وأجندته.















