خلافات الحزب الديمقراطي بخصوص إسرائيل.. كيف تؤثر على حظوظ بايدن؟

منذ ١٣ يومًا

12

طباعة

مشاركة

مازالت قضية الدعم الأميركي لإسرائيل تثير نقاشات داخل الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة مع استمرار العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومدى تأثيره على حظوظ الرئيس جو بايدن في الانتخابات القادمة.

وكتب الصحفي الإسرائيلي البارز ارييل شنابل مقالا في صحيفة "ماكور ريشون" العبرية، يحلل فيه المشهد الداخلي في الحزب الديمقراطي الأميركي، مشيرا إلى أنه -منذ تأسيسه- يعد "خيمة للأقليات"، ويحوي بين جنباته أقصى اليمين وأقصى اليسار في بعض المواقف والقضايا.

وإحدى القضايا التي تتسم بخلاف دائم وبارز اليوم داخل الحزب هي قضية الدعم الأميركي لإسرائيل وسط تنفيذها إبادة بحق سكان قطاع غزة.

وأوضح المقال التناقضات الداخلية التي تعتري الحزب في هذا الملف، موضحا أثرها على خياراته في الانتخابات الرئاسية القادمة نوفمبر/تشرين الثاني 2024. 

خطاب "حالة الأمة"

وفي أوائل مارس/ آذار 2024، ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن خطاب "حالة الأمة" السنوي أمام “الأمة”.

وتعقيبا على الخطاب، قال الصحفي المختص في الشؤون الأميركية إن "مستشاري الرئيس وأنصاره قد تنفسوا الصعداء بعد هذا الخطاب؛ حيث كان بايدن يقظا وحيويا، وتحدث بوضوح وحزم، وسخر من منتقديه وبدا بشكل عام مرشحا مناسبا لولاية ثانية". 

وأضاف: "كما زعم معظم المعلقين في إسرائيل أن بايدن أسكت منتقديه في هذا الخطاب وأنه لا يوجد حاليا أي خطر من داخل الحزب الديمقراطي على ترشحه ضد الرئيس السابق دونالد ترامب".

وتابع مستدركا: "ولكن بخلاف الانتقادات الموجهة لحالته العقلية والجسدية، والتي خفتت بالفعل بشكل كبير منذ أوائل مارس 2024، فإن الانتقادات الموجهة إلى بايدن في الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بإسرائيل ترفض التلاشي، بل وتزداد قوة". 

فخلال أبريل/نيسان 2024، نُشر مقال في موقع ذا هيل المؤثر، دُعي فيه الديمقراطيون إلى استبدال بايدن خلال المؤتمر الحزبي الذي سيعقد في أغسطس/ آب 2024، وهو الحدث الذي يشير عمليا إلى بدء المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي. 

ويعدد  دوجلاس ماكينون كاتب المقال في ذا هيل وهو مستشار سياسي مخضرم -وفق وصف الصحفي الإسرائيلي-، عدة أسباب لدعوته إزاحة بايدن، لكن يذكر في مقدمتها أن الرئيس أصبح "مشعًّا" في أقصى اليسار داخل الحزب.

تيارات متعاكسة

فاستنادا إلى نتائج الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، والتي لا تزال تُجرى في الولايات المختلفة، بالرغم من كون بايدن هو المرشح للانتخابات، يستنتج ماكينون أنه "يوجد نواة صلبة من حوالي 10 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين، خاصة في الولايات المتأرجحة التي تحدد النتائج، لن يصوتوا في يوم الانتخابات بسبب استمرار دعم الرئيس لإسرائيل".

ويعقب المقال: “من ناحية أخرى، هناك أصوات معاكسة داخل الحزب الديمقراطي تدعو إدارة بايدن إلى دعم إسرائيل بشكل أكبر”.

وتُعرب تلك الأصوات عن خيبتها من طريقة تعامل واشنطن مع تل أبيب، سواء فيما يتعلق بالحرب في غزة أو في الأيام الأخيرة مما يرونه "تقييدا لحرية حكومة بنيامين نتنياهو في مواجهة العدوان الإيراني". 

وبين شنابل أن “معظم مؤيدي إسرائيل في الحزب لا ينحدرون بالضرورة من صفوف اليهود المؤثرين داخل الحزب، ولكن من أشخاص مثل السيناتور -من بنسلفانيا- جون فيترمان، وعضو مجلس النواب ريتشي توريس، وغيرهما الكثير”.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب الإسرائيلي المختص بالشأن الأميركي إن الحزب الديمقراطي تأسس وتطور في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا كـ "خيمة كبيرة" للأقليات في الولايات المتحدة. 

وأردف: "في إطار هذه الخيمة الكبيرة، وهي جزء من ثنائية السياسة الأميركية، يمكن العثور في نفس الحزب على اتجاهات وأشخاص آراؤهم حول قضايا مختلفة ومتنوعة تتعارض أحيانا بشكل تام". 

دعم إسرائيل

وأكمل: "ففي السنوات الأخيرة، تجلى ذلك بشكل خاص في قضية إسرائيل، حيث يوجد، من ناحية، جناح يساري راديكالي يتأثر بالنظريات التقدمية التي تهيمن عليها سردية (الضعيف دائما على حق)". 

ولفت الكاتب إلى أن "هذا الجناح، الذي يتزايد زخمه ويدخل ضمن التيار الرئيس في الحزب كلما زاد تأثير أصوات الشباب على السياسة الأميركية، يعادي إسرائيل ويدعم الفلسطينيين". 

في المقابل، أشار شنابل إلى أن “التيار القائم والمحافظ داخل الحزب، يدعم إسرائيل بشكل واضح”، موضحا أن معظمهم "ينتمي إلى الجيل الأكبر سنا - على الرغم من وجود العديد من الشباب أيضا". 

وزعم أن "المسافة بين هذين القطبين في الحزب هي التي تدير حاليا إدارة بايدن وتؤثر على سياساته"، مؤكدا أن الهدف الرئيس لكلا التيارين في الوقت الحالي هو "الفوز ضد ترامب في الانتخابات القادمة".

وفي طريقه للانتخابات الرئاسية، يذكر المقال أن بايدن سيبذل قصارى جهده، من ناحية، لمواصلة دعم إسرائيل، وذلك بسبب إيمانه الشخصي بها من جهة، أو بسبب الواقعية السياسية التي تشير إلى دعم شعبي أميركي واسع النطاق لتل أبيب، وهو أمر ضروري له في معركة الانتخابات.

 ومن ناحية أخرى، سيحاول بايدن منع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي -إن حدث- سيزيد من تنفير اليسار عنه، بل قد يحرمه في الواقع من الفوز في ولايات متأرجحة كثيرة مثل ميشيغان.

وشبه الكاتب الواقع المعقد التي يتعامل فيه الرئيس قائلا: "هناك الكثير من الكرات في الهواء، ويحاول بايدن الحيلولة دون سقوط أي منها على الأرض". وتابع: "السؤال الكبير هو كم من الوقت سيظل قادرا على القيام بذلك".


المصادر