موقع عبري يزعم: هكذا ساعدت روسيا الحوثيين في توجيه هجمات بالبحر الأحمر

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

في إطار مساعي الغرب لشيطنتها وتعزيز التحالف المناهض لها، كثرت في الآونة الأخيرة ادعاءات عن تقديم روسيا معلومات استخباراتية لجماعة الحوثي اليمنية استفادت منها في ضربها للسفن المرتبطة بإسرائيل، "تضامنا مع غزة". 

وبحسب موقع "القناة 12" الإسرائيلية، نُقلت هذه المعلومات من خلال قنوات اتصال إيرانية، حيث لعبت قوات الحرس الثوري دورا في توصيل المعلومات إلى الحوثيين.

ويهدف هذا الدعم الروسي، بحسب الموقع، إلى تحويل انتباه الولايات المتحدة عن الحرب في أوكرانيا إلى الأزمات في الشرق الأوسط. 

ولفت الموقع إلى أن روسيا هددت بتزويد دول معادية للغرب بأسلحة متقدمة ردا على الهجمات الغربية على أراضيها.

تغيير كبير 

بوصفه ما يحدث بأنه "تغيير كبير في السياسة في الشرق الأوسط"، يذكر الموقع أن "روسيا قدمت للحوثيين في اليمن معلومات استخباراتية دقيقة وقيّمة ساعدتهم في مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عمان".

ووفقا لما نقله الموقع عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، بهذا الفعل، تنضم روسيا بشكل مباشر وفعال للقتال إلى جانب جبهة "المقاومة" المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.

وبحسب ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، فإن المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها روسيا للحوثيين تستند إلى أقمار صناعية روسية، لدعم الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة على السفن في البحر القريب من اليمن. 

علاوة على ذلك، يضيف الموقع أن هذه المعلومات نُقلت من روسيا إلى اليمن عبر أفراد من الحرس الثوري الإيراني الذين يعملون على الأرض اليمنية كمستشارين عسكريين.

وفي هذا الصدد، يسلط الموقع العبري الضوء على رغبة بوتين ومصلحته في زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط.

حيث يهدف الرئيس الروسي إلى مواصلة تحويل انتباه وموارد الولايات المتحدة بعيدا عن الحرب في أوكرانيا، بحسب ما يراه الموقع.  

جدير بالإشارة إلى أن "الشعب في روسيا يعرب عن رضاه إزاء استمرار الصراع في المنطقة وصعوبة تركيز الولايات المتحدة على التحديات الرئيسة؛ الصين وروسيا"، وفق القناة 12 العبرية.

لا تأكيد

ورغم ما ذكرته "القناة 12" سابقا، يشير الموقع إلى أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم "لم يجمعوا أي معلومات استخباراتية تفيد بأن بوتين قدم مثل هذه المعلومات إلى الحوثيين".

وقال المسؤولون إن "مثل هذا النقل للمعلومات لا يزال احتمالا، وتعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية أن بوتين يفكر في مثل هذه الخطوة".

ولكن من ناحية أخرى، صرح المسؤولون بأن "بوتين يزن بعناية كيفية تصعيد حربه السرية ضد الغرب". 

فهو -وفقا لهم- "لا يريد أن تساعد الولايات المتحدة وأوروبا أوكرانيا في توسيع الحرب إلى عمق الأراضي الروسية، كما أنه لا يريد إشعال حرب أكبر ومباشرة مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

ولتجنب التصعيد الذي لا يستطيع السيطرة عليه، قال المسؤولون الأميركيون إن "بوتين يحاول زيادة الضغوط على الغرب من خلال مجموعات مثل الحوثيين والهجمات السرية التي تخطط لها وكالات الاستخبارات التابعة له".

وبحسب ما ورد عن الموقع العبري، يأمل المسؤولون الأميركيون في "ردع روسيا عن مساعدة الحوثيين من خلال تسليط الضوء على احتمال قيامها بذلك". 

وفي الوقت نفسه، قد يؤدي كشف المساعدة السرية التي تقدمها روسيا -من وجهة نظرهم- إلى زيادة صعوبة تصعيد موسكو لعملياتها السرية ضد الغرب.

وفي هذا السياق، يشير الموقع إلى أن الحوثيين برزوا، في عام 2024، كواحدة من أقوى القوى التي تعمل بالوكالة لصالح إيران. ولذلك، يخلص الموقع العبري إلى أن "تعاون روسيا مع الحوثيين قد يجعلهم أكثر قوة". 

ومن غير المرجح -في رأي الموقع- أن "تعترض إيران على مثل هذا التعاون، حيث ساعدت روسيا بشكل متزايد في الحرب في أوكرانيا".

تعاون أمني

وفي هذا السياق، تلفت "القناة 12" النظر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُبلغ فيها عن إمكانية توسيع التعاون العسكري بين بوتين والحوثيين.

وقد أُفيد أخيرا-بحسب الموقع- بأن "إيران تتوسط بين موسكو وصنعاء في صفقة محتملة لنقل صواريخ متقدمة مضادة للسفن من نوع (ياخونت)". 

كما ورد أيضا أن "تاجر السلاح، فيكتور بوت، الذي أُطلق سراحه عام 2024 من السجون الأميركية والمعروف بلقب (تاجر الموت)، يتوسط في صفقات محتملة لبيع الأسلحة من روسيا إلى الحوثيين".

علاوة على ذلك، يشير الموقع إلى أن الكرملين هدد بـ "البدء في تسليح الدول المنخرطة في حالة نزاع مع الغرب بأسلحة متطورة"، ردا على سماح الدول الغربية بالهجمات بأسلحة غربية على الأراضي الروسية، بالقرب من الحدود بين الدول. 

جدير بالذكر هنا أن "بوتين، الذي كان سابقا زعيما مقربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واحتفظ بعلاقات جيدة مع إسرائيل، يعمق علاقاته الأمنية مع إيران منذ سبتمبر/ أيلول 2022، عندما بدأت طهران بتزويد موسكو بطائرات مسيرة هجومية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا".

وبالقول إن "تعميق العلاقات أصبح أكبر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، يؤكد الموقع العبري على أن "التعاون الأمني وصل بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق في الفترة الأخيرة".

ويختتم الموقع تقريره بالقول إنه "من ضمن مظاهر مناهضة روسيا لما تفعله إسرائيل، استضافة بوتين هذا الأسبوع قمة "بريكس" في كازان، بحضور عشرات من القادة الدوليين". 

حيث ركز بيان القمة بشكل كبير على الشرق الأوسط، موجها الاتهامات لإسرائيل بتأجيج الحرب والتصعيد في غزة ولبنان، وذلك دون الإشارة إلى أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أو قضية الأسرى، بحسب الموقع.