"مفترق تاريخي".. جدل محتدم بشأن قدرة قمة قطر "الخطابية" على ردع العربدة الإسرائيلية

شدوى الصلاح | منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

بعد أيام قليلة من القصف الإسرائيلي الذي نال الأراضي القطرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي، تستضيف الدوحة في 14 و15 سبتمبر/أيلول 2025، قمة عربية إسلامية طارئة لبحث سبل ردع الكيان الذي يواصل عربدته الإقليمية بقصف 7 دول عربية وإسلامية فضلا عن تمسكه بإبادة غزة.

وعقد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية عصر 14 سبتمبر اجتماعا مغلقا تمهيدا للقمة العربية الإسلامية الطارئة المقررة في اليوم التالي لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر الذي وقع قبل أسبوع.

واستهدف الكيان الإسرائيلي في 9 سبتمبر، بغارة جوية اجتماعا لقيادة حماس بالدوحة كان يبحث مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل يومين من الاستهداف أنه قُدِّم للحركة بشأن إنهاء الحرب.

وقال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: إن "انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت له عدة معانٍ ودلالات، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل".

وسربت جهات إعلامية مسودة قرار القمة العربية الإسلامية الطارئة التي أشارت إلى أن "الاعتداء الإسرائيلي على قطر، واستمرار أعمال إسرائيل العدائية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والحصار والأنشطة الاستيطانية والسياسات التوسعية، يُهدد آفاق السلام والتعايش في المنطقة، ويهدد كل ما تمَّ تحقيقه في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقيات الحالية والمستقبلية".

وكانت الفصائل والقوى الفلسطينية قد وجهت رسالة مفتوحة إلى القمة الطارئة في الدوحة، أعربت فيها عن تطلعاتها إلى إجراءات عاجلة لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه "فرصة تاريخية لإعلاء صوت الأمة وتأكيد وحدتها.

وجاء في الرسالة التي نُشِرت قبل يوم من اجتماع الزعماء بالدوحة، "لقد دخل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة شهره الـ24، مخلفا مآسي إنسانية غير مسبوقة؛ مئات الآلاف من الشهداء والمفقودين والأسرى والجرحى، دمارا واسعا للحياة وللبنية التحتية، حصارا خانقا، وتجويعا وتهجيرا قسريا يهدد بقاء شعبنا على أرضه".

وطالبت القوى الفلسطينية بمواقف حاسمة "تتجاوز البيانات، لتصل إلى قرارات عملية وموحدة" ترتقي إلى "مستوى التحدي الذي يعصف بوجودنا".

وبينما تنعقد قمة الدوحة، يكثف الكيان الإسرائيلي استهدافه بيوت وخيام النازحين في إطار دفعهم نحو التهجير القسري، وذلك في اليوم الـ710 من حرب الإبادة على القطاع المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ الفجر بينهم 16 في مدينة غزة.

وفي خطوة قرأها ناشطون كإهانة للعرب والمسلمين، أرسل ترامب وزير خارجيته ماركو روبيو إلى إسرائيل للتأكيد على التحالف معها، فضلا عن افتتاح نفق تحت البلدة القديمة في القدس المحتلة برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتباينت ردود فعل ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي حول قمة الدوحة ومخرجاتها، وانقسموا بين متفائل ومعلّق آمالا عريضة عليها وبين رافض للتعويل عليها ومتوقع أنها مثلها مثل سابقيها من القمم التي ستخرج ببيان شجب وإدانة واستنكار.

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قمة_الدوحة، #مارك_روبيو، #غزة_تباد، وغيرها عن استيائهم من المسودة المسربة لقرار القمة، مستنكرين أنها لم تتضمن موقفا رادعا في وجه الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.

“رسالة واضحة”

وتفاؤلا بقمة الدوحة وعقدا للآمال على مخرجاتها وحديثا عن المرتقب منها وما يجب أن تخرج عليه، قال عضو مجلس الأمة الكويتي السابق علي سالم الدقباسي: إن قمة الدوحة رسالة واضحة للعالم تؤكد التضامن العربي والإسلامي.

وتوقع أحمد المطوع، أن قمة الدوحة ستكون استثنائية مقارنة بالقمم السابقة في طبيعة رسائلها ومخرجاتها خصوصًا على مستوى توحيد الموقف العربي رغم التباينات القائمة بينها، وهذه رسالة واضحة لواشنطن بأن هذه العواصم قادرة على التنسيق عند الضرورة.

وقال: إن على الصعيد الدفاعي، هناك احتمالية إعادة تفعيل الاتفاقيات الدفاعية العربية التي ظلت معطلة لفترة طويلة، خاصة الاتفاقيات بين دول مجلس التعاون. 

وأضاف المطوع، أن على الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن تلوح الإمارات بقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل ما يشكل عامل ضغط إضافيا في إطار القمة.

وأكد أن هذه القمة ستدفع تجاه تنويع التحالفات الدولية عبر فتح قنوات أوسع مع الصين وروسيا، وهذا التوجه لن يكون على حساب الولايات المتحدة، بل في إطار خلق توازن جديد يوازي النفوذ الأميركي في المنطقة ولا يلغي دوره.

وأشار قطب العربي إلى أن القمة ينبغي أن تختلف تماما عما سبقها من قمم نظرا للظروف والملابسات التي تسبقها والتي استوجبتها، مؤكدا أن العرب والمسلمين لا ينتظرون من هذه القمة بيانات شجب واستنكار للعدوان، حتى لو كانت بأفظع الكلمات، ولا ينتظرون توصيات فارغة المضمون، ينتهي أثرها بانتهاء الاجتماعات.

وأضاف أن الشعوب العربية والإسلامية لا تريد أن تكون قمة الدوحة تكرارا لما سبق، بل تريد أولا مشاركة ملوكها ورؤسائها وأمرائها من الصف الأول مباشرة في هذه القمة، وعدم الاكتفاء بإرسال من يمثلهم، وتريد ثانيا قرارات عملية تعيد الاحترام للمنطقة بأسرها، وتضع العدو في الموقع اللائق به؛ كيانا غريبا ملفوظا، محاصرا، وعدم السماح له بالعربدة، والتهديد للدول العربية والإسلامية.

وأوضح العربي أن من القرارات (وليس التوصيات) التي ينتظرها الجميع قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والثقافية فورا للدول ذات العلاقة مع الكيان، ووقف مسار التطبيع الإبراهيمي للدول التي كانت تستعد للتطبيع، والسماح للشعوب العربية للتظاهر والتعبير عن دعمها للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان.

ولفت إلى أن من القرارات التي ينتظرها الجميع أيضا انضمام الدول العربية والإسلامية بشكل فردي وبشكل جماعي (جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي) للدعوى المرفوعة ضد الكيان أمام محكمة العدل الدولية وكذا الدعوى الأخرى في محكمة الجنايات الدولية والمختصة بحرب الإبادة في غزة.

وأشار إلى أن الشعوب تترقب رفع دعاوى جديدة ضد العدوان على قطر، والاعتداءات المستمرة ضد سوريا ولبنان، والانضمام فورا إلى مجموعة لاهاي التي تعمل على حصار الكيان دوليا، بل وإعداد خطة عربية إسلامية لمحاصرة الكيان والسعي لطرده من كل المحافل الدولية وأولها الأمم المتحدة وهيئاتها، وكل المحافل السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية الدولية.

وأكد أن قمة الدوحة إذا نجحت في اتخاذ قرارات تروي غليل الشعوب العربية والإسلامية، وتردع العدوان الإسرائيلي، وتفرض عليه كلمتها، وتجبره على وقف العدوان، والسماح فورا بدخول المساعدات فسوف تكون هذه القمة هي باب الخروج الحقيقي من حالة اليأس والضعف والتردي التي عاشت فيه الأمة ردحا من الزمان، أما إذا كررت بيانات وتوصيات القمم السابقة فقل على المنطقة السلام!!.

وحذر الكاتب أحمد منصور من أن الأمة العربية والإسلامية أمام مفترق تاريخي صعب، فإذا لم تتمخض القمة العربية الإسلامية المرتقبة في الدوحة حول الاعتداء الإسرائيلي الإجرامي الهمجي ضد قطر عن وحدة صادقة، وإجراءات فعالة، وقرارات ناجزة، ضد العربدة الإسرائيلية في المنطقة، فإن "إسرائيل" لن تكتفي بجريمتها النكراء ضد قطر.

وتوقع أن تتوحش "إسرائيل" ضد الجميع وتصبح كل الدول مستباحة، ومشروع إسرائيل الكبرى الذي أعلنه نتنياهو سيتحول إلى حقيقة واقعة.

رسائل للقادة

وفي رسائل للقادة في قمة الدوحة، خاطبهم فهيم زعير قائلا: "لن يسألنا التاريخُ غداً عمّا قلناه في الدوحة، سيسألنا عمّا قررناه، إن جعلتم هذه القمة قوسَ عبورٍ من البيان إلى القرار، كتبتُم لأنفسكم صفحةً بيضاء في زمنٍ أسود، وإن أنتم مددتم حبل التردّد، ألقيتم الأمة في بئرٍ أعمق مما هي فيه".

وأضاف: "غزة تناديكم بأرقامٍ ليست أرقاما بل أسماء أحباءٍ مفقودين، الدوحة تناديكم بجرح سيادتها، والقدس، عروس العروبة، تصرخ: إلى متى تُستباح وهي في قلبكم؟ هذه فرصتكم لصياغة ميثاق الدوحة قبل أن يسبقنا الزمنُ إلى حيث لا تنفع البيانات ولا الخطب".

ودعا الشيخ الرفيق القادة في قمة الدوحة لأن يرتقوا إلى طموح شعوبهم في التصدي إلى العدوان، وأن يتحدوا، قائلا لهم: "قد مضي وقت الشجب واستعطاف مجتمع دولي لا يبالي بأحد في هذه المنطقة، وإن لم ندافع عن حقنا بأنفسنا فلن يدافع عنا أحد".

وعرض السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة، صورة الرئيس المصري الشرعي الراحل محمد مرسي، موجها رسالة إلى الملوك والرؤساء والأمراء المجتمعين في قمة الدوحة.

وقال فيها: "لو كان فيكم قائد واحد، بجرأة وشجاعة الرئيس د. محمد مرسي، الذي قال عشية العدوان على غزة 2012: غزة لن تكون وحدها في المعركة! وفرض وقف إطلاق النار فرضا على العدو.

وأضاف: "لو كان فيكم قائد واحد بثقة الدكتور محمد مرسي بكفاءة مصر العملاقة، وانتمائها لأمتها، لتغير وجه الشرق، وفق هوى الأمة العربية والإسلامية، لا وفق هوة الصهاينة.

مسودة مرفوضة

وتحت عنوان "قمة الدوحة… البيان الذي لم يتجاوز الكلمات"، أشار إبراهيم حمامي إلى أنه حصل على مسودة البيان الختامي وبالاطلاع عليه –ما لم يتم تغييره في اللحظات الأخيرة، كان واضحاً منذ البداية أنه لن يتجاوز الإطار المألوف: إدانة، شجب، استدعاء للمواثيق الدولية، وتكرار لعبارات سمعناها في أزمات سابقة.

واستنكر أن ذلك يحدث رغم أن الاعتداء هذه المرة نال دولة عربية - إسلامية عضوا في الأمم المتحدة، ويمس قلب الوساطة الإقليمية، فإن سقف القمة لم يرتفع فوق اللغة الدبلوماسية المكررة.

ولفت حمامي إلى أن البيان مكتوب بلغة تقليدية تعتمد على التنديد والشجب والإدانة، مع استدعاء متكرر لقرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه اللغة تبدو مألوفة، لكنها تفتقر إلى أي التزامات فعلية أو إجراءات تنفيذية ملموسة، الأمر الذي يجعلها مجرد تكرار لخطاب قديم لم يعد يقنع أحداً.

وانتقد أن العدوان رغم أنه هذه المرة كان مختلفاً واستهدف الدوحة عاصمة قطر، لم يتجاوز سقف اللغة الدبلوماسية، ولم تُطرح عقوبات، ولم تُقطع علاقات، ولم تُعلَّق اتفاقيات أو استثمارات، أي لم يتجاوز الموقف الرسمي حدود الورق.

وأكد حمامي أن هذا النوع من البيانات يمنح حكومة نتنياهو رسالة واضحة: العدوان لا يترتب عليه أي تكلفة حقيقية. وهكذا، بدلاً من الردع، قد يشجّع البيان إسرائيل على المضي في سياساتها التوسعية والعدوانية، مطمئنةً إلى أن الرد سيبقى دائماً في حدود التنديد اللفظي.

ورأى أن ما خرجت به قمة الدوحة لا يعكس حجم الجريمة ولا مستوى الخطر، فقد اكتفت القيادات العربية والإسلامية، مرة أخرى، ببيان طويل (6 صفحات وزيادة) يفيض بالشجب والتنديد، بينما كانت الشعوب تتطلع إلى قرارات جريئة تضع حدا لمسلسل الاستباحة.

وقال حمامي: إن هذا الفارق بين التطلعات والنتائج ولّد حالة عميقة من الإحباط، ليس لأن أحداً كان ينتظر إعلان حرب، بل لأن الحد الأدنى من القرارات الممكنة لم يُتخذ، مؤكدا أن القمم التي تتحول إلى مناسبات بروتوكولية تفقد معناها، وتتحول إلى صورة مكررة من العجز.

وأضاف أن المطلوب اليوم أن تقطع الدول المطبّعة مع إسرائيل علاقاتها أو تجمّدها على الأقل، وأن يُرفع الظلم عن مقاومة الشعب الفلسطيني ويُعاد التقدير لحقها المشروع، وأن تُعلن مقاطعة اقتصادية وتجارية حقيقية، حكومية وشعبية، للاحتلال، وأن يُجرّم التصهين بكل أشكاله، في الإعلام والسياسة والمجتمع.

وتابع بأن المطلوب اليوم أيضا "أن يُعاد بناء البيت العربي - الإسلامي من الداخل عبر لجان لرأب الصدع وتخفيف الخلافات، وأن يُستخدم سلاح الاستثمارات والاقتصاد للضغط على الدول المنحازة لإسرائيل".

وأكد حمامي أن هذه المطالب ليست شعارات بعيدة، بل خطوات عملية في متناول اليد. وإذا لم تتحول القمم إلى منصات لاتخاذ مثل هذه القرارات؛ فإنها ستبقى مجرد مشاهد متكررة من العجز والضعف، تزيد من الإحباط الشعبي وتفتح الطريق أمام إسرائيل لمزيد من العدوان.

وقال: إن الرسالة التي يجب أن تصل من الشعوب إلى قادتها اليوم واضحة: كفى بيانات، نريد أفعالاً. كفى شجباً، نريد خطوات عملية. كفى كلاماً، نريد موقفاً يحفظ الكرامة والسيادة ويضع حداً للعدوان.

وعرض ناصر عبدالماجد نص مشروع البيان الختامي للقمة المقرر إعلانه اليوم للرد على العدوان الإسرائيلي على قطر.

وقال: "بصرف النظر عن أن البيان لم يخرج عن الثلاثية المعتادة (الإدانة والشجب والاستنكار).. السؤال: قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية هيروحوا الدوحة بكرة يعملوا إيه بعد نشر أو تسريب نص البيان؟!"، مضيفا: "رأيي يوفروا جهدهم ومصاريف السفر ويقعدوا في بلادهم أحسن".

وقال الباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية محمود علوش: إن مسودة قرار القمة العربية الإسلامية الطارئة لا تشير إلى أي خطوات دبلوماسية أو اقتصادية ضد إسرائيل، سوى تحذيرها من أن الأعمال العدائية تهدد جهود التطبيع، بما يشمل الاتفاقيات الحالية والمستقبلية. 

واستنكر أن مع كل تحدٍ تفرضه إسرائيل يزداد تمسك العالم العربي والإسلامي بالموقف التقليدي "العقلاني" الذي لم يضغط على إسرائيل في السابق، متسائلا: “كيف سيضغط عليها اليوم بينما أصبحت أكثر توحشا؟”

إهانة روبيو

وفي قراءة لزيارة روبيو للقدس المحتلة وأهدافها الحقيقية، أكد لقاء مكي، أن صورة الوزير روبيو بـ(الكيباه) اليهودي أمام حائط البراق (المبكى)، مشهد دعائي مصنوع بامتياز، غايته إبلاغ الجميع بما يمكن أن تصل إليه واشنطن في دعم إسرائيل.

وأضاف أن المهم أن تكون هذه الرسالة في خضم اجتماع الدول العربية والإسلامية، بل هي مخصصة تحديدا نكاية بهذا الاجتماع.

وأشار مراد علي إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو إلى القدس والمسجد الأقصى وأدائه فيها صلاة تلمودية، جاء في ذات الوقت الذي يجتمع فيه القادة العرب والمسلمون في الدوحة لدراسة الرد على قصف أحد عواصم الخليج.

ورأى أن الأكثر استفزازا تصريح السفير الأميركي في إسرائيل أنه سعيد بأداء هذه الصلاة في القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل، متسائلا: “هل يرد القادة العرب والمسلمون في القمة العربية الإسلامية بإجراءات حقيقية؟ أم سيكتفون ببيانات الشجب والإدانة؟”

وقال عبدالله الشايجي، إن صورة روبيو تختصر هيمنة الصهاينة على صناعة القرار الأميركي تطبيقا للمثل الأميركي الشهير الذي يختصر الواقع المؤلم عن خصوصية واستثنائية العلاقة بين الطرفين الأميركي - والصهيوني، مضيفا: "أحيانا يتحكم الصغير بالكبير -وليس العكس".

وعلق سمير النمري على زيارة وزير الخارجية الأميركي لحائط المبكى في القدس برفقة مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، قائلا: إن واشنطن توجه رسالة للدول العربية والإسلامية المجتمعين في الدوحة.

وأوضح أن الحل أمامهم لمواجهة أميركا في ظل التفرقة والعجز، أن يفتحوا للصين ويسمحوا لها أن تنافس واشنطن على الثروات المنهوبة والقواعد العسكرية والأسواق الاقتصادية، قائلا: "لا تعطوا أميركا والغرب كل أموالكم".

وعد حمادة علي ما حدث خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي للكيان المحتل واستباحة حرم المقدسات في القدس المحتلة، عربدة وبلطجة ورسالة تحمل الكثير للقادة العرب والمسلمين قبل ساعات من انعقاد قمة عربية إسلامية طارئة في الدوحة.

وقالت منى العمري: إن مشهد أداء الصلوات عند حائط البراق هو عبارة عن رسالة لا شيفرات ولا تعقيدات فيها، رسالة واضحة للمنطقة بعربها وفرسها وأتراكها، أميركا تبارك إسرائيل حتى لو قصفت عواصمكم. 

وأوضحت أن أهمية توقيت المشهد لا تكمن أنه يأتي قبيل قمة الدوحة والتي يرى مراقبون أن نتائجها ستشكل انعطافة تاريخية ستوجه شكل وسيادة ومستقبل المنطقة، سواء خرجت بالأفعال أو بالأقوال، فإما أن تسيطر إسرائيل على المشهد وإما أن توضع الكوابح. 

ودعت العمري إلى النظر إلى صورة الصلاة من أمام حائط البراق، وتصريحات روبيو قبل أن يستقل الطائرة قادما من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، حيث قال من ضمن ما قال: "بطبيعة الحال نحن غير سعداء (بالهجوم)، لكن ما حصل لن يغيّر طبيعة علاقتنا مع إسرائيل".

وأضافت: "بكلمات أخرى ولو جمعنا هذه التصريحات مع التصريحات الأميركية كافة التي صدرت منذ محاولة الاغتيال، سيتضح أن الولايات المتحدة ليست سعيدة بالفعل لكن بفشل الهجوم، وأن التغييرات التي تحدث في شكل ومضمون السلطة في إسرائيل الأيديولوجية يوازيها مشهد شبيه في الولايات المتحدة".

وأكدت العمري أن مشهد حائط البراق ليس عابرا، هو تتويج للتحولات العميقة، التي على المنطقة وأهلها الأصليين إدراكها سريعا.