أميركا بلا قناع.. كيف يُقرأ العدوان الإسرائيلي ضد قطر على المستوى الإستراتيجي؟

إسماعيل يوسف | منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

عقب قيامها بقصف 5 دول عربية في يوم 9 سبتمبر/أيلول 2025؛ هي سوريا واليمن ولبنان وغزة وقطر، نشر رئيس البرلمان بإسرائيل أمير أوحانا، مقطعا مصورا لقصف الدوحة وكتب: "هذه رسالة إلى كل الشرق الأوسط".

كانت هذه هي الرسالة الأكثر أهمية للعدوان الإسرائيلي، وخلاصتها أن يد الصهاينة ستنال كل دول الشرق الأوسط، سواء كانت حليفة لأميركا أو عدوة لها.

فقطر نفسها من أكثر حلفاء الولايات المتحدة أهمية بالشرق الأوسط، وتقع بها القاعدة الأميركية الأكبر بالمنطقة، وأهدت الرئيس دونالد ترامب طائرة خاصة، ودفعت له مليار ونصف مليار دولار.

التصريح نفسه قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 4 أغسطس/آب 2025: "يدنا الطويلة تصل إلى غزة واليمن وبيروت وإلى كل مكان يكون ذلك مطلوبا فيه". وذلك ضمن رؤيته لـ "شرق أوسط جديد" تهيمن عليه إسرائيل.

وكان يشير إلى قصف تل أبيب 7 دول، منها 6 عربية حتى الآن منذ بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة 7 أكتوبر/تشرين أول 2023. وفق موقع "أكسيوس" الأميركي في 9 سبتمبر.

لكن التورط الأميركي المباشر في الهجوم ضد دولةٍ "حليفة"، بداية من إعطاء الضوء الأخضر، ونقل طائراتها التجسسية إحداثيات الهجوم لإسرائيل، وتعطيل منصات الدفاع الجوي القطرية (الأميركية المنشأ)، فضح وجه واشنطن القبيح وأظهر أنه لا حليف لها سوى الكيان الصهيوني.

دلالات وتداعيات

أكثر دلالة أهمية للعدوان على قطر، هي أن الحماية الأميركية لا تحمي، أو تشمل دول الخليج، وأن "المتغطي بالأميركان عريان"، وفق آراء محللين؛ فقد ضربت إسرائيل قطر رغم أنها حليف لأميركا، وتستضيف قاعدة لها، ولم تحمِها واشنطن، بل أيّدت العدوان ضمنا.

لذا كانت رسائل الهجوم على قطر، واضحة ومفادها أنه لا يوجد دولة تحظي بالحماية الأميركية سوى إسرائيل، وما عداها غير معترف بهم كحلفاء حقيقيين، سوى على الورق، ولخدمة ورعاية مصالح أميركا فقط، وليس حماية واشنطن لهم.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في 10 سبتمبر، أن العدوان كشف أن إسرائيل غير معنية بالتفاوض مع حماس؛ لأنها سعت لقتل من تتفاوض معهم على وقف القتال.

و"الغارة الجوية الإسرائيلية "مقامرة إستراتيجية كبرى ستُقوّض محادثات وقف إطلاق النار"، وفرص إبرام صفقة تبادل أسرى.

قالت: إنه لهذا "كان الرئيس ترامب شديد القسوة على غير العادة في انتقاده لإسرائيل لتنفيذها الضربة".

وكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال": "إن قصف قطر لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا"، لكنه وصف “القضاء على حماس” بأنه "هدف نبيل"!

وقد اتهم مسؤولون قطريون إسرائيل بتخريب محادثات وقف إطلاق النار، وقال رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في خطاب: "نتنياهو يقود المنطقة إلى وضع لا رجعة فيه". 

وتساءل: "استُخدمت هذه الصواريخ لمهاجمة الوفد التفاوضي للطرف الآخر، فبأي معايير أخلاقية يُقبل هذا؟"، وسط تكهنات بأن قطر ستعلق دورها في الوساطة لعدم جدية الاحتلال بعد محاولته قتل الوفد السياسي الذي يفاوضه.

وقال ابن عبد الرحمن لشبكة سي أن أن 10 سبتمبر 2025: إن العدوان الإسرائيلي على الدوحة قضى على أي أمل للأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، وإنه لا يستطيع التنبؤ بردة فعل حركة حماس.

وأكد أن الدوحة تعيد تقييم دورها في الوساطة ومستقبل حركة حماس في قطر، وقال أيضا: إن بلاده تبحث حاليا مع الشركاء في المنطقة الرد على العدوان الإسرائيلي. مشددا على أن "منطقة الخليج برُمّتها في خطر اليوم".

وتوقع “خالد الجندي” الخبير في الشؤون الفلسطينية والباحث في جامعة جورج تاون، انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بعدما تحولت إلى "غطاء" لنتنياهو لتصعيد الحرب. 

وتوقع دانيال شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن تتشدد حماس في التفاوض وترفض أي تنازلات أو ترفض التفاوض ذاته بصفته عملية خداع ويفشل اتفاق وقف إطلاق النار ويتعرّض أسرى إسرائيل لخطر أكبر.

ودفع الهجوم حركة حماس للتشدد أكثر والإصرار على مطالبها، رسميا، في البيان الذي أصدرته يوم 9 سبتمبر.

وأكدت أن "محاولة الاغتيال الجبانة لن تغير مواقفنا ومطالبنا المتمثلة في: الوقف الفوري للعدوان على شعبنا، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل أسرى حقيقي، وإغاثة شعبنا والإعمار". 

وقالت: إن "استهداف الوفد المفاوض في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمّد لإجهاض كل الفرص.

ترامب متورط

طُرحت تساؤلات حول ما إذا كان الهدف من المبادرة الأميركية لوقف الحرب في غزة هو دفع قيادة حماس إلى الاجتماع، تمهيدًا لاستهدافها، خاصة أن مقترح ترامب كان غامضا وتضمن 5 نقاط مبهمة لا تتضمن انسحابا إسرائيليا ولا وقفا للحرب.

صحفيون أميركيون وإسرائيليون قالوا: إن إدارة ترامب تحاول النأي بنفسها عن استهداف قيادات حماس في الدوحة والتنصّل من الهجوم بعد فشله، لكن الحقيقة أن ترامب يكذب ويعرف أنه يكذب.

تقارير غربية ذكرت أن محاولة اغتيال قادة حماس في قطر لا يمكن أن تتم دون مباركة أميركية، وقد تكون مبادرة ترامب التي عرضها على حماس هي مصيدة ومحاولة استدراج وخديعة لقادتهم، كما حدث في العدوان على إيران حيث أعطى إيران مهلة ثم نفذ العدوان.

المحرر العسكري بقناة 12 الإسرائيلية "عميت سيغال" كتب يقول ساخرا: “هل تعتقد حقًا أن إسرائيل ستشن هجومًا على دولة فيها قاعدة أميركية دون التنسيق المسبق والحصول على موافقة الولايات المتحدة؟”

وتابع ساخرا ممن ينفون هذا التنسيق للهجوم: " إذا كان الأمر كذلك، فلديّ أرض على المريخ أبيعها لك"!

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لهجوم الدوحة، وفق صحف إسرائيلية، رغم نفى ترامب أي دور في الهجوم، وزعمه عبر منصة "تروث سوشيال"، أن إدارته علمت به من الجيش الأميركي. 

وأكد موقع “أكسيوس” القريب من إدارة ترامب، في 9 سبتمبر، أن رون ديرمر، كبير مستشاري نتنياهو، كان على علم بالعدوان على قطر، وهو يلتقي في ميامي مع ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، وربما أبلغهم.

وكان المؤتمر الصحفي للمتحدثة باسم البيت الأبيض "كارولين ليفيت" لتبرير ونفي معرفة ترامب بما جرى، "فضيحة" كشفت ضمنا ما سعت لنفيه.

قالت: إن أميركا ترى أن الهجوم على حماس "لا يخدم أهداف إسرائيل ولا أهداف أميركا"، وأن "ترامب يشعر بأسف شديد؛ لأن الهجوم على حماس تم في قطر" الحليفة، أي أن المشكلة هي في موقع (location) الضربة، لا قبول أو رفض أميركا لها!

وكان مثيرا للسخرية قول "ليفيت" أن ترامب (حين علم بالهجوم) "طلب من المبعوث الخاص ويتكوف إبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك"

ثم تأكيدها في الوقت ذاته، أن "أميركا ترى أن القضاء على حماس يُعد هدفًا مشروعًا"!! أي أن أميركا ترفض وتؤيد ضرب قطر في نفس الوقت!!

وكانت مفارقة، تأكيدها أن ترامب هاتف نتنياهو بعد الهجوم، وقال له الأخير: إنه "يريد صنع السلام وبسرعة من خلال هذا القصف، ويعتقد الرئيس ترامب أن هذا الحادث المؤسف (العدوان) قد يكون فرصة لتحقيق السلام"!

لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نفي يوم 9 سبتمبر ما جرى تداوله من تصريحات حول إبلاغ واشنطن لقطر بالهجوم الإسرائيلي مسبقا. 

قال: "واشنطن أبلغتنا بالهجوم الإسرائيلي بعد 10 دقائق من وقوعه". 

مع هذا ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 10سبتمبر، أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية "حادة" مع نتنياهو، أعرب خلالها عن استيائه الشديد من تفاجئه بالعدوان على قطر، وأبلغه أن قرار استهداف القادة السياسيين لحماس في الدوحة لم يكن "قرارا حكيما".

ونقلت عن مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية، أن ترامب أبدى غضبه خلال الاتصال بعدما تبلغ بالهجوم من الجيش الأميركي أثناء تنفيذه لا من إسرائيل، ولأن الضربة وقعت على أراضي حليف لبلاده وكانت تتوسط لإنهاء الحرب على غزة.

وكتب ترامب على "تروث سوشيال" يزعم: "كان هذا قرارًا اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، ولم يكن قرارًا اتخذته أنا".

وأضاف أنه وجه وزير الخارجية ماركو روبيو لإتمام اتفاقية دفاعية بين الولايات المتحدة وقطر!

ولأن العملية تحرج ترامب نسبيا مع حليفته قطر، أعلن نتنياهو ببجاحة أن محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة "عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل"، ويتحمل مسؤوليتها كاملة، كما سارع ترامب لنفي علاقته بقصف قطر.

نتنياهو قال في بيان أصدره مكتبه لإنقاذ ترامب: إن "العملية ضد رؤوس الإرهاب في حماس كانت إسرائيلية مستقلة بالكامل"، في إشارة إلى محاولة اغتيال قيادة الحركة في هجوم على العاصمة القطرية الدوحة. 

وشدد على أن "إسرائيل هي من بادرت إلى العملية، وأدارتها وتتحمّل المسؤولية الكاملة عنها"

كيف نجا القادة؟

طُرحت عدة نظريات حول كيفية نجاة قادة حركة حماس، تراوحت بين إبلاغ أميركا لقطر ومنها لحماس، وهو ما نفته قطر، وبين تمرير نبأ العدوان لقادة الحركة من جهات استخبارية تركية، أو إفشال حماس بنفسها للخطة بخداع العدو، أو بظروف أخرى قدرية مثل قيامهم للصلاة في مكان آخر غير المقصوف.

هناك أنباء أنه تم تمرير تحذير عاجل لقادة الحركة في المكان قبل دقيقتين أو ثلاثة فتفرقوا سريعا، لكن لا يعرف من أبلغهم ويدور الحديث عن ثلاثة مصادر:

  1. قطر هي من أبلغتهم (بعد وصول معلومة لها من أميركا فور إبلاغ إسرائيل لها أو معرفتها بالهجوم عرضا كما تدعي) كي تتفادي أزمة مع حليفتها قطر.
  2. تركيا هي من حذرتهم عبر معلومات استخبارية وصلتها، فنقلتها إلى قادة الحركة على عجل.
  3. ترامب نفسه هو من تحرك لإبلاغ قطر كما فعلت إيران حين ضربت قاعدة "العديد"، كي لا يخسر حليفته ووساطتها، أو أي يجلب موقف عدائي لأميركا، وهو ما حاول تبريره بالفعل لاحقا.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه "قبل أسابيع من عملية قطر، وجه مسؤولون في مصر وتركيا تحذيرا "غامضا" ولكنه "صارم" لكبار قادة حماس: "يجب عليكم تعزيز الأمن حول الاجتماعات"، وأن هذا سبب فشل العدوان.

مصادر خاصة كشفت لموقع Gaza24Live سببا آخر لفشل العدوان هو خروج قادة الحركة لصلاة العصر التي حان وقتها في مصلي بعيد عن مكان الاجتماع الذي تم قصفه.

وذكرت أن القصف وقع تمام الساعة 15:35 بعد أذان العصر بدقائق، واستهدف عدّة بنايات داخل المجمع السكني الذي يضم منازل لعناصر وقيادات من الحركة.

لكن قبل القصف بدقائق انتقلت قيادة الحركة إلى المصلى لأداء صلاة العصر، وهو ما ساعد في نجاتهم؛ إذ يقع المصلى بعيدًا عن المكتب.

كما ذكرت تقارير متداولة عبر مواقع التواصل أن حماس نجحت في كشف كمين أو فخ أميركي، واستطاعت خداع أميركا وإسرائيل.

وذلك بعدما كشف مسؤول إسرائيلي كبير لصحف الاحتلال أن أميركا دفعت قيادة حماس للاجتماع في الدوحة لبحث مقترحها، ثم نسقت مع إسرائيل التي قصفت مكان الاجتماع!

وأكدت أن فشل محاولة اغتيال وفد التفاوض جاء بعد شكوك قيادة وفد حماس في سبب إصرار أميركا على ضرورة حضور خالد مشعل وخليل الحية إلى الاجتماع داخل فيلا خاصة، وليس في برج الفندق كما جرت العادة.

لذلك أرسلت الحركة عناصر التأمين والحارس الشخصي مع أجهزة الجوالات الخاصة بالقيادة، داخل الفيلا المستهدفة وفور دخول الحارس الشخصي مع أجهزة الهاتف الجوال قصف طيران الاحتلال الفيلا بالتعاون مع أميركا.

أين دفاعات قطر؟

وفي السياق، تساءل محللون عسكريون عن سر عدم تصدي الدفاعات الجوية القطرية المتقدمة للطائرات الإسرائيلية مثلما فعلت حين قصفت إيران قاعدة العديد الأميركية، وسط تفسيرات متعددة ما بين خداع تكنولوجي إسرائيلي أو تواطؤ أميركي بتعطيل دفاعات قطر (الأميركية).

إذ تمتلك دولة قطر ترسانة كبيرة ونوعية من أنظمة الدفاع الجوي ورادارات الإنذار المبكر، من أبرزها رادار الإنذار المبكر الأميركي المتطور AN/FPS-132، الذي يُعد فريدًا من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ويصل مداه إلى نحو 4800 كيلومتر.

كما تضم منظومتها الدفاعية عددًا من الرادارات الأخرى الأوروبية والأميركية وأنظمة الحرب الإلكترونية، فضلا عن تشكيل متنوع من أنظمة الدفاع الجوي، يشمل 11 بطارية من طراز باتريوت باك-3.

ومنظومات دفاع جوي متوسطة/قصيرة المدى من طراز NASAMS، إضافة إلى منظومات أخرى قصيرة المدى مثل ميسترال وسكاي نيكس التي تضم أنظمة المدفعية أورليكون عيار 35 ملم المزودة بذخائر AHEAD عالية الكفاءة في مواجهة أسراب الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة.

رئيس الوزراء القطري برر، يوم 9 سبتمبر، عدم تمكن الدفاعات الجوية القطرية من إحباط الهجوم بأن "إسرائيل استخدمت أسلحة لم تكشفها الرادارات ولم يتم العلم به إلا بعد حدوثه".

وأكدت هذا الاحتمال الدوائر الإعلامية الغربية، مرجحه أن تكون القاذفات المهاجمة استخدمت تكنولوجيا متقدمة تحول دون رصدها أو اكتشافها.

إذ تملك إسرائيل طائرات شبحية يمكنها اختراق أجواء عدة دول في طريقها إلى الدوحة التي تبعد عن قاعدة انطلاقها أكثر من ألف ميل، وهي مرت بالفعل بأجواء عدة دول عربية في الذهاب والعودة. وفق رصد مواقع الطيران.

لكنّ قطريين رجحوا أن تكون أميركا عطلت الرادارات وأجهزة الدفاع (الأميركية المنشأ) عبر تقنيات داخلها كي لا تتصدى لطائرات إسرائيل.

الكاتب عبد العزيز العذاب، من قطر، والصحفي إبراهيم عمر، أكدا أن أخطر ما قاله وزير الخارجية القطري في كلمته هو أن منظومة الدفاع الجوي القطرية (وهي منظومة أميركية) لم ترصد الصواريخ الإسرائيلية.

قالوا: إن هذا يطرح سؤالا: هل هذه المنظومة لا تستطيع اكتشاف الصواريخ الإسرائيلية؟ وهل برمجها المصنع على ذلك؟، أم يتم تعطيلها عن بُعد بنظام ما وضعه المُصنّع الأميركي فيها؟!

وهل هذا يعني أن كل أنظمة الدفاع الجوي الخليجي المشتراة من أميركا لا ترصد الصواريخ الإسرائيلية؟

تساءلوا أيضا: “هل تستطيع الأسلحة الهجومية الخليجية (المشتراة من أميركا) أن تستهدف مواقع داخل إسرائيل في حال نشوب أي مواجهة؟” في إشارة لتحكم أميركا في أسلحة تستخدم تكنولوجيا متطورة

المحلل السياسي فراج إسماعيل قال أيضا في تفسيره لصمت الدفاعات الجوية القطرية أثناء الهجوم: إن هناك احتمالا قويا بأن الأسلحة الأميركية مثل الدفاعات الجوية والرادارات المتقدمة جرى تعطيلها أثناء الهجوم الجوي.

"وهذا ما يجعل هذه الأسلحة غير ذات قيمة في حالة نشوب حرب بين الدول التي تتسلح بأسلحة أميركية وبين إسرائيل". وفق قوله.

ودفع هذا موظفا سابقا بهيئة الاستعلامات المصرية التابعة للرئاسة، وسبق له التعاون مع المخابرات المصرية، لتوجيه رسالة تحذير للجيش المصري، عبر فيس بوك، بشأن المعدات الأميركية التي يستخدمها، لاتخاذ الحيطة والحذر.

كتب يقول: "تستخدم قطر وسائل وشبكات دفاع جوي ورادارات أميركية الصنع تم تشغيلها بكفاءة للتعامل المضاد مع الصواريخ التي أطلقتها إيران على قاعدة العديد الأميركية في قطر.

لكن خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير "قام الجيش الأميركي بتعطيل كل ما لدى قطر من مضادات وأدوات اعتراض أو رصد وهي في هناجرها حتى تمرح الطائرات والصواريخ الصهيونية ذهابا وإيابا فوق الأجواء القطرية وتقصف أهدافها بحرية تامة وهي في مأمن من أية مضادات ".

ما بعد العدوان

لأن العربدة الإسرائيلية وصلت حدا لا يمكن السكوت بشأنه، دعا مفكرون وخبراء عرب لردع جنون نتنياهو ودمويته بنفس فعله؛ لأنه يشعل المنطقة هو والعصابة المجرمة التي تحكم معه.

‏الإعلامي وضاح خنفر قال: إن الغطرسة الصهيونية المدعومة أميركيا تقتضي صحوة إستراتيجية قبل فوات الأوان.

ودعا إلى تحييد الخلافات البينية والمناكفات الهامشية، وإحياء مفهوم الأمن القومي المشترك، وبناء منظومات دفاعية جماعية، وتنويع مصادر تسليحها، وإلا فسيفاجئ العرب، إعادة تشكيل الاحتلال للمنطقة تحت مسمى (إسرائيل الكبرى).

وقال نشطاء عبر إكس، إنه إذا لم تكن هذه العملية الفاشلة نقطة تحول في مسار الحرب، وإذا لم يتم وضع حد لهذه العربدة الصهيونية التي لم تترك خطاً أحمر إلا تجاوزته، فسوف يعني ذلك قراءة الفاتحة رسميا على الأمن القومي العربي واتفاقية الدفاع المشترك.

وأسهم في ردود الفعل الداعية لموقف عربي دفاعي مشترك، تهديد نتنياهو في خطاب يوم 9 سبتمبر باستمرار استهداف قادة حماس في أي دولة عربية، وتحذير العواصم العربية له عبر أميركا بعواقب وخيمة لو حدث ذلك.

وقال نتنياهو: "أريد أن يعرف جميع أعدائنا ما هو مكتوب في كتبنا المقدسة، "سأطارد أعدائي وألاحقهم ولن أعود حتى أُبِيدهم"، كما ورد في التوراة".

وكشفت صحيفة يسرائيل هيوم 11 سبتمبر، أن مصر هددت إسرائيل بأنه ستكون “عواقب وخيمة” لأي هجوم إسرائيلي يستهدف قادة الفصائل الفلسطينية بمصر.