نقاط ضعف.. لماذا تهرب إيران من مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأميركا؟

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يرى خبراء أن خطاب السلطات الإيرانية "كان أكثر حربية وعدوانية تجاه الولايات المتحدة"، أما في الوقت الراهن، فيبدو أن الإيرانيين قد أدركوا جيدا أنه ليس لديهم ما يكسبونه من المواجهة المباشرة مع إسرائيل أو أميركا. 

وقال رئيس الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، إن طهران "لا تسعى إلى الحرب"، في إشارة إلى أنها "لن تصعد التوترات مع الولايات المتحدة"، لكنه حذر في نفس الوقت أيضا من أن "إيران مستعدة للرد في حالة وقوع هجوم".

البراغماتية والواقعية

وأوضح موقع "أتلانتيكو" الفرنسي أن "التحول الواضح في اللهجة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة يرجع إلى إدراكهم حقيقة وجود نقاط ضعف في المنظومة العسكرية الإيرانية، خاصة في مجالي الدفاع الجوي والطيران".

وأكد الموقع أنهم "يعلمون جيدا أنهم سيخسرون إذا حدثت مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة". 

وفي هذا الصدد، استذكر الموقع حادثة اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، والتي أقسم زعماء إيران بعدها على أنهم "سينتقمون". 

وتابع: "بالفعل، قصفت إيران قاعدة أميركية في العراق بعد تحذير الحكومة العراقية، والتي حذرت بدورها الأميركيين أولا قبل وقوع الهجوم". 

وفي هذا السياق، لفت الموقع الفرنسي النظر إلى "الفجوة بين الخطاب العدواني للغاية والشعارات العدائية التي يكررها الإيرانيون مثل (الموت لأميركا) في كل صلاة جمعة"، مشيرا إلى "وجود الكثير من البراغماتية والواقعية في علاقاتها".

وفي نفس الوقت، أشار إلى أن إيران "تسعى إلى تطوير توازن القوى مع محور المقاومة في المنطقة".

ووفق الموقع الفرنسي، "تستخدم إيران هذا المحور من خلال تنسيق إستراتيجية لإزعاج القوات الأميركية في المنطقة، ولا سيما من خلال حلفائها حتى تتمكن بعد ذلك من إنكار مسؤوليتها، وبالتالي دفع القوات العسكرية الأميركية إلى مغادرة المنطقة، مع تجنب الصراع المباشر". 

واستطرد: "ومن ناحية أخرى، تحاول إيران إقامة توازن قوى مع إسرائيل لضمان حدوث مواجهة جذرية وعسكرية معها".

من ناحية أخرى، ينظر بعض الخبراء إلى المشهد الحالي على أن "إيران تحاول إرهاق أعدائها في صراعات ثانوية مثل لبنان وقطاع غزة أو مع الحوثيين، مستفيدة من السياسة الأميركية التي تسعى إلى تجنب التصعيد والصراع المباشر".

وبهذا الشأن، قال الموقع الفرنسي إن "أنظار الجميع متوجهة إلى محور المقاومة الذي أقامته إيران، لا سيما مع تصاعد الصراع مع إسرائيل وتوتر الوضع في غزة".

وفي رأيه، "من الأسهل فهم الإستراتيجية الإيرانية في ضوء خصوصيات محور المقاومة، والذي لا يتكون من دول، بل يعتمد على مليشيات متحالفة مع طهران، حيث يُمنح قدر كبير من الاستقلالية لكل مجموعة". 

واقعية المنطق

وبحسب الموقع، "أدرك قادة إيران أنه كلما اكتسبت هذه الجماعات شرعية محلية، أصبحت أكثر قوة".

ولذلك، أكد حقيقة وجود "تحالف أيديولوجي، خاصة فيما يتعلق بالنضال الجذري ضد إسرائيل والمواجهة مع الولايات المتحدة".

كما لفت إلى وجود دعم مالي وعسكري وحتى تدريبي تنظمه إيران.

ولأن هذه المجموعات "تتمتع باستقلالية كبيرة"، أشار الموقع إلى أنها "لا تطلب الإذن من إيران في كل مرة تهاجم إحدى الجماعات القوات الأميركية". 

وبشكل عام، أوضح "أتلانتيكو" أن "إنشاء محور المقاومة هذا هو نتيجة سنوات عديدة من الجهود لمحاكاة نموذج إيران في لبنان، حزب الله".

وذكر أن "إيران ترغب حاليا في تكرار هذا النموذج بمليشيات تؤدي الأدوار الاقتصادية والعسكرية والسياسية كافة".

ومن ناحية أخرى، تريد إيران "إقامة توازن القوى مع إسرائيل وتمارس الضغوط سعيا منها إلى إجبار الولايات المتحدة على مغادرة المنطقة عسكريا"، كما ورد عن الموقع. 

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن "السلطات الإيرانية تعتمد إستراتيجية الردع بسبب ضعفها العسكري". 

وأردف: "إيران، عبر محور المقاومة هذا، تبعث برسالة إلى خصومها تفيد بأنها قادرة على إشعال النار في المنطقة في حال تعرضها لهجوم مباشر".

وبشأن ازدهار هذه الجماعات والمليشيات وانتشارها في لبنان أو العراق أو سوريا أو اليمن، أشار "أتلانتيكو" إلى أنها "تطورت في هذه المناطق بسبب ضعف وضع الأنظمة المركزية في كل من هذه البلدان".

وأوضح أنه "لسنوات عديدة، كان الحرس الثوري في إيران يدرس مفهوم الحرب غير المتكافئة".

ومن وجهة نظره، "هذا دليل على إدراكهم أنهم لا يملكون الوسائل اللازمة للفوز في مواجهة تقليدية مباشرة مع الولايات المتحدة".

وأضاف: "لهذا السبب، طور الإيرانيون برنامجهم الباليستي الذي يظل خيارا رادعا بالنسبة لهم".

وأكمل: "ففي حالة وقوع هجوم، فإن إيران لديها القدرة على الرد في أي مكان في الشرق الأوسط، وإذا شعروا بالتهديد، فهم قادرون على إشعال النار في المنطقة". 

وتابع: "بدأ هذا يتجلى بشكل متزايد مع وجود خطر الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، وهو ما تحاول إيران تجنبه". 

وهذا -في رأي الموقع- يؤكد "ضعف أو واقعية إيران التي ترغب في الهروب من صراع مباشر مع الأميركيين".