لأول مرة.. مسيرة عراقية تقتل جنديين إسرائيليين.. وناشطون: "رسالة للاحتلال"

a month ago

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، بمقتل اثنين من جنود الاحتلال الإسرائيلي وإصابة 24 آخرين إثر انفجار طائرة مسيرة أطلقت من العراق، صوب قاعدة إسرائيلية شمالي الجولان السوري المحتل، معربين عن سعادتهم بـ"تصاعد عمليات الإسناد لفلسطين ولبنان".

إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قالت في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إنها المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تنجح فيها عمليات الفصائل العراقية في إيقاع قتلى وجرحى.

وأشارت إلى أن التحقيق الأَوْلي أظهر أن مسيّرتين مفخختين أطلقتا من العراق فجر 3 أكتوبر، وعبرتا إلى منطقة الجولان، وتم اعتراض إحداهما، فيما فشل نظام الدفاع الجوي في رصد المسيرة التي انفجرت.

وأوضح متحدث باسم الجيش أن 24 جنديا أصيبوا في الهجوم، منهم اثنان في حالة خطيرة، فيما سمح الجيش الإسرائيلي بنشر اسم وصورة كلا الجنديين المقتولين، وهما من الكتيبة الـ13 في لواء جولاني.

وجاء اعتراف الاحتلال بعدما أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" في 2 أكتوبر، أنها هاجمت بالطائرات المسيرة 3 أهداف في 3 عمليات منفصلة شمالي الأراضي المحتلة خلال ساعات الفجر.

وقالت في بيان إن الهجوم يعد "استمرارا بنهجنا في مقاومة الاحتلال ونصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ".

وتبيت المقاومة الإسلامية الهجمات الصاروخية على أهداف داخل الكيان المحتل خلال الساعات الأخيرة، وقالت في بيان أصدرته في 4 أكتوبر، إنها هاجمت في ثلاث عمليات منفصلة أهدافا في طبريا والجولان المحتل، بواسطة الطائرات المسيَّرة.

بدوره، أشاد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- بالعملية التي استهدفت الجولان المحتل، موجها التحية للمقاومة ومباركا عمليتها النوعية، ومشيدا بإسنادها للشعب الفلسطيني "في وجه العدوان الصهيوني".

وقال في بيان عبر حسابه على تطبيق "تلغرام"، إن العملية التي نفذتها المقاومة العراقية "تحمل رسالة للاحتلال" مفادها أن "تماديك في عدوانك سيجلب لك المزيد من الخسائر والنكسات وصولا إلى اندحارك عن أرضنا بإذن الله".

الجولان المحتل

ويشار إلى أن الجولان مرتفعات "هضبة" تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967 واسترجع الجيش السوري جزءا منها (684 كيلومترا مربعا) في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لكن الاحتلال استولى عليها فيما بعد.

وأعلن الاحتلال عام 1981، ضمّ الجولان رسميا في خطوة رفض المجتمع الدولي الاعتراف بها باستثناء الولايات المتحدة الأميركية، وتسميها الأمم المتحدة "أراضي عربية محتلة نتيجة لأعمال عدوانية".

وتقع الجولان في الجنوب الغربي من سوريا، والجنوب الشرقي للبنان، والشمال الشرقي لفلسطين، والشمال الغربي للأردن، وتقدر مساحتها الكلية بـ1860 كيلومترا مربعا، وتشكل نسبة 1 بالمئة من مساحة سوريا الإجمالية.

وتحتل إسرائيل حاليا نحو 1176 كيلومترا مربعا من أراضي الجولان، منها 100 كيلومتر مربع من مساحة المناطق التي كانت مجردة من السلاح وفق اتفاقية "هدنة 1949" وإداريا تشكل الجولان واحدة من 13 محافظة في سوريا ومركزه مدينة القنيطرة.

ويعمل الكيان على تكريس احتلاله وفرض سيادته على الأراضي السورية، وصادقت حكومته نهاية 2021، على خطة تهدف إلى مضاعفة عدد اليهود بالجولان حتى عام 2030، ورصدت ميزانية مليار دولار بهدف جذب 23 ألف يهودي للسكن بالجولان.

وأشاد ناشطون بانطلاق مسيرة واحدة من العراق وقطعها مئات الكيلومترات وتمكنها من الوصول إلى الجولان المحتل دون أن يشعر بها رادر الاحتلال ولم تفعل أجهزة الإنذار حتى انقضت على ثكنة "لواء غولاتي" وتمكنت من حصد أرواح جنود إسرائيليين.

وتداولوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الجولان، #مسيرة_عراقية، صورا للجنديين الإسرائيليين اللذين قتلا في الجولان المحتلة بواسطة المسيرة التي انطلقت من العراق.

كما تداولوا صورا أخرى لموقع سقوط الطائرة المسيرة وما خلفته من تدمير للقاعدة العسكرية الإسرائيلية، وعدوا وصول المسيرة من العراق إلى الجولان المحتل وقدرتها على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية دليل فشل استخباراتي وأمني إسرائيلي، وتطور عراقي.

إشادة وثناء 

وإشادة بقدرة المقاومة الإسلامية في العراق على دك هدف لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، قال منير الخطير، إن "المقاومة العراقية دخلت رسميا في حصد أرواح الصهاينة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية".

ولفت الناشط خالد صافي، إلى أن "الاحتلال نشر أسماء اثنين من مقاتلي جولاني (النخبة)، وهما الرقيب دانييل أفيف حاييم صوفر -متدرب في المسار المخصص لضابط كشكجيم في الكتيبة 13-، والعريف طال درور مركز الاتصالات في الكتيبة 13"، مشيرا إلى أن العملية أسفرت عن جرح وإصابة 24 آخرين.

وقال أحمد الرسام: "من الصبح عالريج، الجولان المحتل تحت ضربات شباب العراق.. انظروا إليها إنها تحترق.. هجوم بالمسيرات على أهداف للعدو الصهيوني في الجولان المحتل.. الله أكبر والعزة لله ولرسوله والمؤمنين".

وعرض محمد منصور، صورة من القاعدة العسكرية التي استهدفتها الطائرة المسيرة العراقية في الجولان ‏وقتل جنديين وأصيب 24 جنديا آخر 6 بينهم إصابات خطيرة.

وشكر الأكاديمي براء نزار ريان، المقاومة العراقية، قائلا إن "العراقيين يجعلون العالم أنظف، ومكانا أجمل!..".

رسائل ودلالات

وتحت عنوان "عن هجوم المسيَّرة العراقية"، وصف المحلل السياسي ياسر الزعاترة، العملية التي نفذتها المقاومة العراقية عبر مسيَّرة لم تنجح رادارات الصهاينة في رصدها، بأنها "عملية مهمّة".

وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يتكبَّد فيها "الكيان" خسارة بشرية جراء ضربة قادمة العراق منذ 7 أكتوبر، حيث قُتل جنديان وجُرح 24 آخرون.

وأكد الزعاترة، أن "العملية فيها رسالة مهمّة لجهة تبعات هجوم إسرائيلي على منشآت حساسة في إيران، لكنها ستكون مكلِّفة أيضا، فالصهاينة سيردّون عليها سريعا على الأرجح".

وعد العملية "رسالة للأميركان أيضا، والذين توجد قواعدهم في العراق، وذلك في حال شاركوا بشكل مُباشر في العدوان، مع أنهم يفعلون طوال الوقت، ليس في غزة وحدها، بل في لبنان واليمن أيضا"، مؤكدا أن "المشهد يزداد تعقيدا، ومعه احتمالات الحرب الشاملة، والترقّب سيد الموقف من قبل الجميع.. وليس الأطراف المعنية بالأمر بشكل مباشر".

ورفض الباحث لقاء مكي، التهوين من أمر المسيّرة القادمة من العراق التي قتلت وأصابت جنودا إسرائيليين، قائلا إن "ذلك يعني أن هناك جيلا جديدا ومؤثرا من هذه الطائرات دخل المواجهة، ويمكن استخدامه ضد أهداف أخرى في المنطقة هددت الفصائل العراقية بضربها، ومنها أهداف نفطية". 

وقال بالمقابل، فإن رد الفعل الإسرائيلي ضد أهداف في العراق، لم يعد موضع شك، وصارت إسرائيل تعده ضرورة أمنية، والتساؤل فقط عن موعد ذلك وحدوده، فهل سيكون مجرد ضربات انتقامية، أم جزءا من حملة عسكرية وأمنية واسعة؟

وأشار المحلل ياسين عز الدين، إلى أن "هذه المرة الأولى التي يعترف بها الاحتلال بوقوع قتلى بين جنوده بهجوم للمقاومة العراقية التي أعلنت أنها بدأت باستخدام مسيرات جديدة قادرة على حمل كميات كبيرة من المتفجرات ويبدو أن هذا ما حصل مع هؤلاء الجنود".

تحذيرات وتوقعات

ورأى ناشطون أن "إعلان الاحتلال الإسرائيلي على غير عادته في التكتم على قتلاه وخسائره خلال الحرب أن المسيرة العراقية استطاعت قتل جنوده وعرض صور من مكان استهداف القاعدة الإسرائيلية يعني اعتزام الرد على الفصائل العراقية وتوسيع دائرة الحرب". 

وبحسب موقع "واينت" العبري، فإن "إسرائيل تخطط للتحرك ضد المجموعات المسلحة في العراق، بعد مقتل جنديين وإصابة آخرين باستهداف طائرة مسيرة في الجولان المحتل، كما نقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصادر قولها إن "إسرائيل تخطط للتحرك ضد المجموعات المسلحة في العراق".

وأضاف واينت أن "هذه هي المرة الأولى التي تؤدي فيها عمليات إطلاق من العراق إلى سقوط قتلى في إسرائيل"، وأشار إلى أنه "على سبيل المقارنة، في المرة الأولى التي أدى فيها إطلاق صاروخ من اليمن إلى مقتل مواطن إسرائيلي هاجم الجيش الإسرائيلي ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن".

ولفت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، صرح حينها: "في المرة الأولى التي قتلوا فيها إسرائيليا - هاجمنا، ويمكن رؤية الحريق في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، وفق تعبيره.

وذكر الصحفي مهند العروي، أن "إسرائيل" كان بإمكانها التكتم على حادث مقتل جنودها بانفجار طائرة مسيرة جاءت من العراق، متوقعا أنها بهذا الإعلان ربما تمهد الطريق لتنفيذ هجمات ضد الفصائل العراقية التي تقف وراء العمليات ومن الوارد أنها تخطط لتسديد ضربات لمصالح إيران في هذه الساحة.

وأشار مهند رافد، إلى أن “جيش الكيان الصهيوني لم يعلن عن أي تفاصيل حول الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها جراء الهجوم الإيراني، كما لم يذكروا خسائرهم الناتجة عن الهجمات اللبنانية واليمنية وهجمات قطاع غزة منذ سنة، إلا أنهم أعلنوا عن معلومات مفصلة جدا بشأن استهدافهم من الأراضي العراقية”.

وتوقع أن سبب هذا الإعلان "جاء لتبرير هجومهم الوشيك على العراق أمام المجتمع الدولي، وأن العراق أصبح رسميا ضمن دائرة النار"، مؤكدا وجوب الحذر.

ووصف الكاتب جهاد أبو سليم، الإسرائيليين بأنهم "وقحون جدا لدرجة أنهم بيتعاملوا مع قصف البلدان المحيطة وكأنها أشياء بيطلبوها من على منيو". 

وأشار إلى أن الإسرائيليين يطالبون على مجموعاتهم على تلغرام بقصف العراق وتدميره، مؤكدا أن ذلك "شيء في قمة الصفاقة والوقاحة أن هذه الدولة الصغيرة، دولة المستوطنين، مواطنيها يشعرون بحالة استحقاقية لقصف وتدمير واجتياح أي مكان في أي وقت دون توقع عواقب أو تبعات أو محاسبة لقادتهم أو مسؤوليهم".

فشل وتطور 

وعد ناشطون قدرة المسيرة التي انطلقت من العراق على الوصول إلى الجولان وتحقيق أهدافها بدقة "دليل فشل دفاعات الاحتلال الإسرائيلي وتطور غير مسبوق في القدرات العسكرية للمقاومة العراقية".

وأشار الصحفي فايد أبو شمالة، إلى أن الاحتلال في حال ذهول وصدمة من الكيفية التي وصلت بها المسيرات العراقية وضربت القاعدة الجوية حيث مخادع الجنود دون أن تطلق صافرات الإنذار ولا تفعيل الدفاعات الجوية، قائلا: “نحتاج تفسير هل هو نوع جديد من المسيرات يتغلب على الرادارات؟”

ولفت صقيل العراقي إلى فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي التي اخترقتها الطائرة المسيرة التي انطلقت من الأراضي العراقية باتجاه الجولان السوري وقتلت جنديين من الكيان المحتل.

وكتب علي باشا: "القبة الحديدية وأخواتها طلعت فشنك.. لم تستطع تدمير صواريخ إيران أو حزب الله وحتى اللعبة التى أرسلتها العراق على الجولان وأهلكت وأصابت أكثر من 30 خنزيرا..".

فيما رأى عبدالله أبو زكريا، أن فشل نظام الدفاع الجوي لكيان العدو في رصد طائرة مسيرة أطلقتها المقاومة العراقية في الجولان المحتل ونجاح مهمتها بدقة، يؤكد مدى تطور الطيران المسير لمحور المقاومة وليس فشل نظام الدفاع الجوي لكيان العدو.