لماذا يعد دخول حزب "دافا" الألماني انتخابات برلمان أوروبا “خطوة تاريخية”؟

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

"الدفاع عن الإسلام وتعزيز القيم التقليدية ودولة الرفاهية القوية".. تحت هذا الشعار تأسس في ألمانيا التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة (دافا) في 24 يناير/ كانون الثاني 2024، وهو حزب تقدمي يمثل أتراك ألمانيا بالدرجة الأولى.

ورغم عدم تمكنه في الحصول على أي مقعد في انتخابات البرلمان الأوروبي التي أجريت في الفترة من 6 إلى 9 يونيو/ حزيران 2024، إلا أنه نجح في إثارة جدل في ألمانيا التي يتعرض فيها الأتراك والمسلمون لانتهاكات تكاد تكون ممنهجة.

وفي هذا السياق، نشرت وكالة الأناضول مقالا للكاتب التركي، مرشح حزب “دافا” في البرلمان الأوروبي "فاتح زينغال" سلط فيه الضوء على تأسيس الحزب وقراره بالمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي.

“التنوع والصحوة”

وقال الكاتب التركي: يمكن اعتبار عدم تمثيل الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا في البرلمان الأوروبي تعبيراً عن التمييز السياسي الذي يواجهونه. 

وهذا الوضع أدى إلى وجود نقص كبير في سماع أصوات المهاجرين من أصل تركي في ألمانيا وتلبية احتياجاتهم. 

ومع ذلك، فإن تأسيس الحزب واتخاذه قرار المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي يعد خطوة مهمة نحو تصحيح هذا النقص، وسيوفر فرصة كبيرة للمجتمع التركي أيضاً.

وأوضح أن هناك حوالي 3 ملايين مهاجر من أصل تركي يعيشون في ألمانيا. وإنّ هذه المجموعة الكبيرة لم تتمكّن من المشاركة بشكل فعال في المشهد السياسي في ألمانيا لسنوات، ما يعني أنهم لم يتمكنوا من التمثيل السياسي. 

وهذا الوضع قد صعّب على المهاجرين أيضاً إيجاد حلول للتمييز وعدم المساواة الاجتماعية التي يواجهونها في الحياة اليومية. 

وأشار إلى أن تمثيل المهاجرين من أصل تركي في البرلمان الأوروبي يعني أنهم سيتمكنون من إعلان أصواتهم على منصة أعلى والدفاع عن حقوقهم. 

ويُعَدُّ ظهور حزب “دافا” وسيلةً لهذا التمثيل، حيث إن هذا الحزب قد يسمح للمجتمع بلعب دور أكثر فعالية في السياسة.

فقد تضمنت عناوين بيان تأسيس الحزب مكافحة التمييز الذي يواجهه الأشخاص من أصل مهاجر أثناء فترة تلقيهم التعليم، وعدم الاعتراف بهم بشكل كاف في الوظائف الحكومية، واتخاذ تدابير سياسية بشأن التركيبة الأسرية التقليدية. 

وتهدف هذه المواضيع إلى تقديم حلول في المجالات التي يحتاجها المجتمع المهاجر بشدة. فوجود حزب يمثل احتياجات ومشاكل المهاجرين مباشرة يمكن أن يزيد من قوتهم السياسية ويدعم تكاملهم في المجتمع.

ولفت الكاتب النظر إلى أنه لم يكن هناك رد فعل قوي في أوروبا تجاه العنف الذي مارسته إسرائيل على فلسطين منذ 7 أكتوبر 2023، خاصة في البرلمان الأوروبي حيث إنه لم يتم التعبير عن أي رد فعل بشأن العنف الذي تمارسه إسرائيل على فلسطين. 

ونظرًا لأن حزب التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة (دافا) يعد قضية فلسطين كارثة إنسانية، فإن أول قضية سيتناولها إذا دخل البرلمان الأوروبي ستكون مأساة الشعب الفلسطيني. 

وبسبب تأكيده على أنه يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ تأسيسه، فقد أثارت سفارة إسرائيل في ألمانيا فكرة إغلاق حزب التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة. 

وأشار الكاتب إلى أن مشاركة حزب التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة (دافا) في انتخابات البرلمان الأوروبي قد لفتت انتباه المهاجرين الآخرين في ألمانيا. 

وخاصة فيما يتعلق بمسألة المحرقة الإسرائيلية، فكان حزب التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة (دافا) الحزب الوحيد الذي يدعم هذه القضية.

ومضى يقول: تتابع الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام في ألمانيا التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة عن كثب وهنالك العديد من ردود الفعل المختلفة بشأن هذا الحزب، وهذا يظهر أهمية الحزب وتأثيره المحتمل. 

وفي حين شدد قادة الحزب على أنهم مستقلون وليس لهم أي صلات بأي قوة خارجية، فقد تسببت هذه المزاعم في مواجهة الحزب للانتقادات. ومع ذلك لا ينبغي أن تطغى هذه الانتقادات على قدرة الحزب على تمثيل مجتمعات المهاجرين.

مستقبل أكثر عدلا

وفي سياق متصل، لفت الكاتب إلى أن تمثيل الأتراك في البرلمان الأوروبي ليس مهمًا فقط للدفاع عن حقوقهم، ولكن أيضًا لجعل سياسات الهجرة في أوروبا أكثر عدالةً وشمولاً. 

فتمثيل المهاجرين في البرلمان الأوروبي يسمح بنشر مشاكلهم لجمهور أوسع ومناقشة حلولها بشكل أكثر فعالية. 

ويهدف حزب “دافا” في هذا السياق إلى أن يكون صوتا للمهاجرين من أصل تركي وزيادة قوتهم السياسية. وتأسيسه جاء كرد على النداءات المستمرة للأشخاص من أصل مهاجر في ألمانيا. 

وهنا يقول الكاتب: هدفنا هو إظهار أن المهاجرين ليسوا مجرد إحصاءات، بل أعضاء قيمين ومتساوين سواء من خلال المشاركة في المجتمع أو المشاركة في البرلمان الأوروبي. 

وأضاف: وهذه فرصة كبيرة للدفاع عن حقوق الناس وجلب تحدياتهم إلى جدول أعمال أوروبا. وسنقف ضد أي تمييز أو ظلم يواجهه المهاجرون. 

وتابع: إنّنا نرغب في بناء مستقبل أكثر عدلاً ومساواة للمهاجرين الذي يعيشون في ألمانيا وأوروبا. فالتحالف الديمقراطي من أجل التنوع والصحوة (دافا) هي منصة تسمح للمهاجرين بلعب دور نشط في تحديد مصيرهم.

وأردف: قد تأسس حزب “دافا” لضمان تمثيل المهاجرين في جميع المجالات الاجتماعية، ليس فقط في البرلمان الأوروبي. 

وزاد: والمشاركة في هذه الانتخابات هي فرصة تاريخية للمهاجرين ليكونوا صوتاً أقوى ليس فقط في ألمانيا ولكن في جميع أنحاء أوروبا. 

 ومضى يقول: نحن هنا لمكافحة التمييز والاستبعاد وعدم المساواة التي يواجهها المهاجرون ولبناء مجتمع شامل أكثر. 

وشدد على أن حزب “دافا” هو منصة تسمح للمهاجرين بكتابة قصصهم الخاصة وسماع أصواتهم. معًا يمكننا بناء أوروبا أكثر عدلا ومساواة".

وختم الكاتب التركي مقاله قائلاً: يمكن أن تكون مشاركة حزب “دافا” في انتخابات البرلمان الأوروبي خطوة تاريخية بالنسبة لتمثيل المهاجرين من أصل تركي في ألمانيا. 

ويمكن أن تسهم هذه الخطوة في حل المشاكل التي تواجهها المجتمعات المهاجرة وتمكينهم من المشاركة بشكل أكثر فعالية في العملية السياسية في أوروبا. 

ويمكن أن يسهم نجاح الحزب في زيادة قوة المجتمعات المهاجرة وتطوير سياسات أكثر عدلاً وشمولية في أوروبا.