غضب إسرائيلي متصاعد.. كيف اخترقت النرويج التواطؤ الأوروبي مع الاحتلال؟

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

الصحيفة الأكثر رواجا في النرويج، "فيردينس غانغ"، أجرت مقابلة مع وزير الخارجية إسبن بارث إيدي، وبخ فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا إن "صبر الأميركيين تجاه سياساته انخفض إلى أقل من 1 بالمئة".

وقال إن "هناك بالفعل مسودة أميركية لمشروع قانون حل الدولتين، وأن الولايات المتحدة تعتزم تقديمه لإسرائيل كأمر واقع".

وفي ضوء المواقف الدولية التي بدأ دعمها لإسرائيل يتلاشى، ناقشت صحيفة "زمان إسرائيل" تصريحات رئيس الوزراء النرويجي، وموقف حكومة نتنياهو منها، وما الذي من الممكن أن يجنح إليه المجتمع الدولي إذا أصرت إسرائيل على موقفها؟

تآكل الدعم

وقالت الصحيفة العبرية إن المقابلة مع وزير الخارجية النرويجي أثارت الشكوك بين الأحزاب السياسية في إسرائيل. 

وبحسب صحيفة "فيردينس غانغ" النرويجية، ذكر إيدي أن "الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل قبول خطة العالم العربي والولايات المتحدة للتطبيع وتنفيذ حل الدولتين".

بل وألمح إلى أن "الأميركيين يعتزمون قبول الخطة كحل بديل ووضعها كأمر واقع أمام إسرائيل"، وفق الصحيفة.

وأوضح الوزير إيدي أن "النرويج تدعم هذا الحل"، مضيفا أنه "يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة جميع الرهائن إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه ينبغي وضع خطة لحل الدولتين". 

وفي هذا السياق، يقول: "بالنسبة لإسرائيل، معنى هذه الخطوة هو "خذها أو دعها - Take it or Leave it" . ولذلك، إذا رفضت إسرائيل الخطة بالكامل فسوف تفقد كل منافعها كذلك".

في إطار حديث وزير الخارجية النرويجي، تقول "زمان إسرائيل" إن "كلمات إيدي تتناقض بالطبع بشكل صارخ مع بيان الحكومة الإسرائيلية الذي نُشر أخيرا، والذي بموجبه تعارض إسرائيل الإملاءات الأحادية الجانب فيما يتعلق بالحل السياسي".

وتوضح أنه "على الرغم من التصريحات الإسرائيلية، التي وقع عليها أيضا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، فإن المجتمع الدولي قد يمضي قدما من دون إسرائيل".

وهنا، تلفت الصحيفة الأنظار إلى أن "الأصوات التي تهدد بالاعتراف الأميركي بفلسطين تنبثق من عدة اتجاهات". 

وفي مقابل ذلك، توضح أن النرويجيين أو الأوروبيين لا يحتاجون إلى الإقناع، فموقفهم من ذلك واضح بالفعل. وفي هذا الصدد، صرح إيدي أخيرا بأن "أوروبا تفقد مصداقيتها لأنها لا تدين إسرائيل".

وعزت الصحيفة ذلك إلى أن "موقف أوروبا كان يدين روسيا بسبب الحرب ضد أوكرانيا بشكل واضح". 

وبناء على ذلك، تخلص الصحيفة العبرية إلى أن ذهن وزير الخارجية النرويجي يرى أن "دولة إسرائيل -التي تعرضت لهجوم مباغت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023- هي البادئة هنا وليست حركة حماس".

دولة مهمة

وأشارت الصحيفة إلى أنه في اليوم الذي نُشرت فيه المقابلة مع الوزير النرويجي، أنهت إسرائيل السيطرة على أموال الضرائب التابعة للسلطة الفلسطينية. 

ولأن إسرائيل غير راغبة في تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية بسبب الخوف من تحويل بعضها إلى غزة، تلفت "زمان إسرائيل" إلى أن "الاستنتاج كان هو أن النرويج ستعمل كنوع من الوصي الذي يحرس الأموال".

مضيفة أن "الترتيب المذكور أيضا قُبل بدعم وضمانة أميركية".

ففي البداية طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، بتحويل الأموال إلى صندوق ائتماني في الولايات المتحدة، وهي التي ستتحمل المسؤولية عن ضمان عدم تدفق الأموال إلى غزة. 

لكن الأميركيين أعلنوا أنهم لن يتمكنوا من القيام بذلك بسبب قانون "تايلور فورس"، والذي يقلص "تمويل الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية في حال عدم توقيفها دفع الأجور الشهرية لعائلات منفذي الهجمات ضد الإسرائيليين".

ولهذا، تقول الصحيفة إن "الأطراف بحثوا عن دولة ثالثة، حيث وجدوا أن النرويج هي الخيار الأنسب".

ويعتقد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، ورئيس الوزراء، يونس جير سيتورا -عضو حزب العمل-، أن "مكانة النرويج كوسيط وصانع سلام هي مكانة مهمة، بل وذخر سياسي".

وبالنظر إلى الماضي، توضح الصحيفة العبرية أن النرويج كانت هي التي استضافت المحادثات السرية بين يوسي بيلين وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية عامي 1992 و1993.

علاوة على ذلك، كانت هي التي أدخلت مصطلح "اتفاقيات أوسلو" إلى قاموس إسرائيل، وفق ما ذكرته الصحيفة.

وبشكل عام، تسلط الصحيفة العبرية الضوء على أن "النرويج، على مدى عقود، تترأس مجموعة من الدول التي تتبرع بالمال للفلسطينيين، وهو ما يعزز باستمرار مكانتها كدولة مهمة على الساحة الدولية".

رد غير متناسب

رغم الجهود النرويجية التي أشارت إليها الصحيفة، إلا أنه في القيادة الإسرائيلية هناك من يرى أنه "لم يكن على إسرائيل أن تعمل مع النرويج في هذه الحالة، لا سيما في ظل تصريحاتها ضد إسرائيل".

وبديلا لذلك، يعتقدون أنه "من المفترض الاستفادة من الارتباطات الجديدة مع الدول التي وقعت اتفاق إبراهيم -وربما حتى مع دولة عربية أخرى- لضمان تحويل الأموال، مثل السعودية".

وبشأن موقف النرويج من إسرائيل، تشير الصحيفة العبرية إلى أنه في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما كانت إسرائيل قد بدأت للتو العملية البرية، أعلن رئيس الوزراء النرويجي ستيورا أن "الرد الإسرائيلي كان غير متناسب"، مدينا بذلك "الوضع الإنساني الكارثي في ​​غزة".

وفي هذا السياق، قال ستيورا: "ينص القانون الدولي على أن الرد يجب أن يكون متناسبا، حيث ينبغي أن يُؤخذ وضع المدنيين في الحسبان. لكن إسرائيل تجاوزت هذه القيود، فنحو نصف عدد القتلى من الأطفال". 

وتابع: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وأنا أفهم ذلك، ولكن من الصعب للغاية الدفاع ضد أي هجوم في منطقة مكتظة بالسكان". 

لكنه أنهى كلامه مضيفا أنهم "يدينون إطلاق الصواريخ على إسرائيل في نفس الوقت".

وبعد أيام قليلة من الهجوم على إسرائيل، تذكر الصحيفة أن ستيورا اقترح أن "تجري حكومته محادثات مع حماس للتوصل إلى حل سريع". 

وعندما سُئل عما إذا كانت حكومته ستتحدث مع حركة إرهابية، كما يصفها المجتمع الدولي، أجاب: "إذا لزم الأمر، سنتحدث معهم".

مضيفا أن "حماس نفذت هجوما ضد المدنيين الإسرائيليين، لذلك كان من الواضح أن هذا من شأنه أن يثير ردا إسرائيليا قاسيا". 

الكلمات المفتاحية