جيمس جلين.. جنرال أميركي فشل في العراق وانتدبه بايدن لمساعدة إسرائيل في غزة

منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

في ظل تصاعد الحرب على قطاع غزة وصمود المقاومة الفلسطينية في وجه الهجمات المستمرة وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تتحدث الولايات المتحدة عن إرسالها جنرالا عسكريا يمتلك خبرة في معارك المدن إلى تل أبيب لتقديم المشورة.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باغتت المقاومة الفلسطينية إسرائيل باقتحام محيط قطاع غزة، وقتلت خلال ساعات أكثر من 1500 بين مستوطنين وجنود، الكثير منهم مما يسمى "فرقة غزة"، الإسرائيلية، وأسرت عددا منهم، في ضربة كبيرة لتل أبيب، وذلك ردا على انتهاكات الاحتلال المستمرة.

الجنرال الأميركي الذي أرسلته واشنطن هو جيمس جلين، وقد تصدر الحديث عنه منذ أيام في وسائل إعلام غربية، تطرقت إلى الإنجازات العسكرية المتحققة بقيادته في منطقة الشرق الأوسط، مطلقة عليه لقب "سفاح العراق"، وذلك لمشاركته في معارك عدة كانت تخوضها قوات بلاده هناك.

مهمة سريعة

جيمس جلين، القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية، "يتمتع بخبرة كبيرة في حرب المدن بالعراق، خاصة في الفلوجة، حيث قاد القوات خلال بعض من أكثر المعارك دموية هناك".

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية في 25 أكتوبر 2023، أن "وظيفة جيمس جلين، هي تقديم المشورة للجيش الإسرائيلي بشأن التخطيط لهجومه التكتيكي".

وذكرت الشبكة ذاتها، أن جيمس جلين عاد إلى الوطن، بعدما ذهب إلى إسرائيل لتقديم المشورة لإسرائيل، بحسب ما أعلن قائد مشاة البحرية الأميركية الجنرال إريك سميث، للصحفيين في واشنطن العاصمة في 28 أكتوبر.

وأضاف سميث: "ذهب الجنرال جلين لتقديم المشورة. ولكن لا يخطئ أحد، أن ما تكشف في غزة هو قرار إسرائيلي بحت... قدم خبرته كمخطط رئيس لأول قوة استكشافية بحرية تدخل معركة الفلوجة (في العراق). لقد طُلب منه أن يذهب... ويقول: "هذا ما تعلمته".

وأردف قائلا: "لذا، نسمي ذلك تبادلا عسكريا محترفا. ولقد انتهى، وعاد الآن وقدم خبرته ليتم الأخذ بها أو عدم الأخذ بها".

وفي 26 أكتوبر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أصرت على أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله ومازالت تدعم الغزو البري. لكن البنتاغون (وزارة الدفاع) أرسلت اللفتنانت جنرال جيمس جلين، إلى جانب ضباط آخرين لمساعدة الإسرائيليين في مواجهة تحديات خوض حرب المدن".

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن مسؤولين في البنتاغون أكدوا أن إرسال الجنرال جلين، لا يعني أن البنتاغون يتخذ قرارات نيابة عن إسرائيل، مشيرين إلى أنه لن يكون موجودا على الأرض في إسرائيل إذا بدأ التوغل في غزة (الذي بدأ بالفعل).

يأتي ذلك على افتراض أن إسرائيل أمامها خيارين، القضاء على حماس باستخدام ضربات جوية جراحية مقترنة بغارات مستهدفة من قوات العمليات الخاصة، مثلما جرى في الموصل، أو الدخول إلى غزة بالدبابات والمشاة كما حصل في الفلوجة عام 2004، وفقا للصحيفة.

"دور سياسي"

جيمس جلين هو قائد في مشاة البحرية الأميركية يناهز عمره نحو الـ55 عاما، ويشغل منصب نائب القائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في مشاة البحرية منذ أكتوبر 2022.

وتولى قيادة العمليات الخاصة لقوات مشاة البحرية الأميركية من يونيو/حزيران 2020 إلى مايو/أيار 2022.

تخرج جلين بدرجة بكالوريوس العلوم عام 1989 في الأكاديمية البحرية الأميركية، وحصل على درجة الماجستير في العلوم في شؤون الأمن القومي من الكلية الحربية للجيش الأميركي.

كما حصل على درجة الماجستير في العلوم في الدراسات العسكرية من كلية القيادة والأركان لسلاح مشاة البحرية، وهو خريج مدرسة الحرب البرمائية لسلاح مشاة البحرية.

وتضمنت المهام التي تولاها جلين منصب مساعد عسكري لمساعد قائد مشاة البحرية من يوليو 2013 إلى أغسطس/آب 2015.

ثم عمل مديرا لمكتب اتصالات مشاة البحرية الأميركية من سبتمبر/أيلول 2015 إلى يونيو 2017، ونائب القائد العام لفرقة العمل المشتركة للعمليات الخاصة.

كما تولى منصب القائد العام لمستودع تجنيد مشاة البحرية في جزيرة باريس، ومنطقة التجنيد الشرقية، وتولى مهامه كضابط آمر لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية الأميركية في 26 يونيو 2020.

بعد ذلك، أصبح نائب القائد العام لقيادة التدريب والتعليم لقوات مشاة البحرية الأميركية، وفي 6 سبتمبر 2022، جرى ترشيح جلين للترقية إلى رتبة ملازم أول وتعيينه نائبا للقائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في قوات مشاة البحرية الأميركية.

وفي الشهر ذاته من عام 2022، جرى تأكيد ترشيح الجنرال، جيمس جلين، بالتصويت الصوتي لمجلس الشيوخ الأميركي (أن يقرأ رئيس المجلس ترشيحه للمجلس دون حضوره)، في خطوة تشير إلى رغبته في الدخول إلى عالم السياسة.

"سفاح العراق"

وفي الوقت الذي يحاول فيه الإعلام الغربي تصدير جلين على أنه قائد عسكري محنك تغلب في معارك عدة بالعراق وسوريا، فإن الشواهد والمعلومات تشير إلى تكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة وفشلا لحق بها خلال معاركه بمدينة الفلوجة عام 2004.

فالمعركة الأولى (حرب الفلوجة الأولى) التي حصلت في أبريل/نيسان 2004، وأطلقت عليها القوات الأميركية "عملية الفجر" كانت تجربة فاشلة بامتياز للأخيرة بعد محاولة دخول المدينة الواقعة في محافظة الأنبار غرب العراق والسيطرة عليها.

الجيش الأميركي الذي كان الجنرال جيمس جلين أحد قادته، تكبد خسائر جسيمة في هذه المعركة، قدرت بنحو 2300 جندي بين أميركي ومرتزق، مما دفع رئيس الولايات المتحدة آنذاك جورج بوش الابن بالتصريح: "لقد واجهت قواتنا أسبوعا قاسيا.. وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر".

وبعدما فشلت القوات الأميركية في اقتحام الفلوجة، عادت الولايات المتحدة مرة ثانية بعد 6 أشهر، وأطلقت عملية عسكرية أخرى تحمل العنوان ذاته "عملية الفجر"، والتي تعرف محليا بـ"معركة الفلوجة الثانية"، وكان الجنرال جيمس جلين أحد قادة المشاة البحرية المشاركين فيها.

بدأت هذه المعركة في 7 نوفمبر 2004، وانتهت في 23 من شهر ديسمبر من العام نفسه، وخلالها قادت القوات الأميركية 15 ألفا من جنود "التحالف الدولي" في مواجهة ما يقرب من 5 آلاف مقاتلٍ من الفصائل العراقية التي كانت تسيطر على المدينة.

الجيش الذي كان جلين أحد قادته، قتل منه نحو 110 من عناصره وأصيب 600 آخرون، لجأ في معركة "الفلوجة الثانية" إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليا وعلى رأسها الفسفور الأبيض، لإنهاء القتال العنيف الذي استمر لأكثر من أسبوعين.

ويبدو أن استعانة الأميركيين بالأسلحة المحرمة دوليا بعد فشلهم في المواجهة الميدانية، هي ذات المشورة التي قدمها الجنرال جيمس جلين إلى القوات الإسرائيلية، التي بدأت تقصف فصائل المقاومة بمادة "الفسفور الأبيض"، في طريقة تعكس أوجه التشابه في التعامل بين "الفلوجة" و"غزة".

وفي 28 أكتوبر، أفاد "المركز الفلسطيني للإعلام"، بأن الطائرات الإسرائيلية أطلقت قنابل "الفسفور الأبيض" على وسط غزة، وذلك بعد أيام من تحذيرات منظمة العفو الدولية من استخدام هذه القذائف خلال المعارك الدائرة في القطاع.  

وأكدت منظمة العفو الدولية خلال بيان لها في 13 أكتوبر، أن "مختبر أدلة الأزمات لدينا تحقق من أن الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تضرب غزة مجهزة بقذائف مدفعية من الفسفور الأبيض".

وبحسب المنظمة، فإن "الفسفور الأبيض هو مادة حارقة تستخدم في الغالب لإنشاء حاجز دخان كثيف أو تحديد الأهداف. وهو يحترق في درجات حرارة عالية جدا عند تعرضه للهواء ويمكن أن يستمر في الاحتراق داخل اللحم. كما يسبب ألما مروعا وإصابات تغير الحياة ولا يمكن إخماده بالماء".

وتشمل مسيرة الجنرال جيمس جلين، خوضه معركة أخرى بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية عام 2006، وإشرافه على عمل قوات التحالف عام 2017 ضد تنظيم الدولة بالموصل، والتي كانت القوات العراقية تقودها ميدانيا، ثم مشاركته بمعارك الرقة في سوريا أيضا.