أكاديمي ليبي: المشهد السوري الجديد شبيه بما عشناه عام 2011 (خاص)

"من الصعب جدا توحيد مؤسسات الدولة الليبية في ظل هذه الفوضى"
أكد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة نالوت الليبية، إلياس الباروني، أن زيارة الوفد الليبي برئاسة وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي للإدارة السورية الجديدة في دمشق تمثل نقلة نوعية في تمثيل علاقات البلدين التي تعكس متانة الروابط التاريخية بين الشعبين.
وأضاف الباروني لـ"الاستقلال" أن طرابلس تحرص على ألا تقع الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط بشار الأسد ونجاح ثورتها في نفس الأخطاء التي عاشتها ليبيا، وتبدي استعدادها لتقديم الدعم ورفع معنوياتها، وتشارك الشعب السوري أفراحه بنجاح ثورته والتخلص من الديكتاتور..
وأوضح أن الملف الليبي معقد للغاية في ظل فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية ووجود قوات المرتزقة متعددة الجنسيات بالمنطقة الشرقية وأخطرها المليشيا الروسية وهي موجودة حاليا في سرت والمنطقة الشرقية.
وقال الباروني إن عدم وضوح رؤية واشنطن تجاه ليبيا يثير مخاوف شعبية من صفقة متوقعة بين ترامب وبوتين تتغلغل بموجبها موسكو في بلادنا مقابل تخليها عن أوكرانيا، وهناك بوادر لدى المتمرد خليفة حفتر بأنه يرتب للهجوم على طرابلس مجددا إن سنحت له الفرصة.
وأكد أن التدخل التركي لعب دورا إيجابيا في تحرير دمشق كما أسهم في تحرير طرابلس عام 2020 ودعم استقرار ليبيا كما يدعم اليوم استقرار سوريا,
ولفت الباروني إلى أن التدخلات الخارجية أفسدت الاستحقاق الانتخابي الذي كان مقررا في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021 بسبب الصراع الدولي على بسط النفوذ على ليبيا، وهو ما جعلها بعيدة المنال نتيجة الانقسام الحاصل داخليا وكذلك إقليميا ودوليا.
كما تناول العديد من القضايا المتعلقة بالوضع في ليبيا..

نقلة نوعية
ما تقييمكم لزيارة الوفد الليبي إلى دمشق خلال لقاء حكام سوريا الجدد؟
هذه الزيارة تمثل نقلة نوعية في تمثيل العلاقات الليبية السورية التي تعكس متانة الروابط التاريخية بين الشعبين الليبي والسوري من مصاهرة وعلاقات تجارية..
فضلا عن تشابه الوضع السياسي والأمني بين البلدين إلى حد كبير، خاصة فيما يتعلق بوجود القوى الإقليمية والدولية المتدخلة في الشأن السوري والليبي بشقيها السلبي والإيجابي تكاد تكون واحدة..
فالوجود الروسي الأميركي الإيراني وبعض المليشيات اللبنانية والعراقية في سوريا وغيرهم من هنا وهناك، تجعل قدرا من التشابه بين الحالتين الليبية والسورية..
ويعطي انطباعا لحكومة الوحدة الوطنية من خلال وزارتها وكذلك أيضا إدارتها، بأنه ينبغي التواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا لتبادل المعلومات وتوحيد الجهود، ونقل الخبرات فيما بينهما فيما يتعلق بالمسائل الأمنية والسياسية ومكافحة والإرهاب..
حيث اكتسبت إلى حد ما حكومة الوحدة الوطنية الليبية خبرة حقيقية منذ سقوط نظام القذافي إلى هذه اللحظة في هذه الملفات..
أبدى الوفد الليبي الرغبة في تبادل الخبرات والتعاون المشترك مع حكام سوريا الجدد بعد سقوط الأسد، ما المغزى من ذلك؟
صحيح أن هناك مناوشات وحرب هنا وهناك، ولكن إلى حد ما، هناك حصيلة من المعلومات والمعطيات ينبغي تقديمها إلى الإدارة السورية الجديدة حتى تستفيد من الأخطاء التي وقعت فيها ليبيا وتتفاداها..
بالمقابل، دعم التحول الحاصل حاليا في سوريا وتأييده، ورفع المعنويات لدى الإدارة الجديدة، ومشاركة الشعب السوري أفراحه..
في الحقيقة تكاد تكون الصورة طبق الأصل للفرحة والوضع الليبي منذ 2011 إلى هذه اللحظة، وهناك تشابه كبير بين ما يجرى في ليبيا وسوريا، وينبغي التواصل على مستوى رفيع بين الإدارتين الليبية والسورية.
وينبغي ألا تقف هذه الزيارات على المستويات كافة سواء كان الحكومي أو الشعبي، وأيضا بين رجال الأعمال، حتى يستعيد البلدان التبادل الاقتصادي والتجاري والتعاون الثقافي بين الشعبين.
كيف ترى مستقبل ليبيا في ظل التطورات الأخيرة الحاصلة على الساحة العربية؟
إن المتغيرات الإقليمية والدولية على حد سواء لها تأثيرات على مجريات الأحداث في ليبيا، فهناك صراع بين القطبين الروسي والأميركي من ناحية، وكذلك أيضا بين الدول الإقليمية والعربية التي تسعى لالتهام الكيكة بمفردهم متجاهلين المصلحة الليبية أو حتى المصلحة العامة نتيجة الانقسام الشديد الحاصل على الصعيد الدولي والذي يؤثر على مجريات الأحداث في ليبيا..
ناهيك عن التطورات الأخيرة، فيما يتعلق بفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة وانعكاس ذلك على تعاطي الخارجية الأميركية مع الملفات الساخنة بما فيها الملف الليبي.
والمعطيات الأخيرة للوضع السياسي والأمني في سوريا نتيجة سقوط نظام الأسد، وسيطرة الثوار على الوضع وتسلمهم السلطة.
هذا بطبيعة الحال سيؤدي إلى تغيير في معطيات تعاطي الدولة الليبية والدول المتدخلة في الشأنين الليبي والسوري، وفي كيفية التعامل مع الملفات الدولية بشكل عام، والملف الليبي والسوري بشكل خاص.
إن الملف الليبي معقد للغاية نتيجة وجود القوى الأجنبية وقوات المرتزقة متعددة الجنسيات وأخطرها مليشيا فاغنر الروسية.
فكما تعلمون أن القوات الروسية موجودة كذلك في سوريا، ونتيجة انهيار وسقوط نظام الأسد، فستتغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالوجود أو النفوذ الروسي في سوريا، وهناك بوادر انتقال هذه القوات إلى الأراضي الليبية، وهو ما يزيد الأمر سوءا وتعقيدا فيما يتعلق بالملف الليبي..
كما أن عدم وجود رؤية واضحة للسياسة الخارجية الأميركية تجاه ليبيا في ظل التقارب بين ترامب وبوتين، يثير مخاوف الشعب الليبي من احتمالية وجود صفقة بينهما يمنح بموجبها ترامب “بوتين” فرصة التمدد في ليبيا.
كل هذا مقابل إنهاء الحرب في أوكرانيا والانسحاب الروسي منها، لا سيما أن موسكو نقلت الكثير من عتادها العسكري إلى الشرق الليبي وتسعى للتغلغل أكثر في القارة الإفريقية مما يثير حالة من الخوف والقلق على مستقبل ليبيا في ظل هذه الأوضاع الضبابية.

دور إيجابي
هل ترى تشابها للدور التركي بالتدخل الإيجابي بين الحالة السورية بتحرير دمشق والحالة الليبية خلال تحرير طرابلس 2020؟
كما تعلمون، هناك تدخلات سلبية وإيجابية، هنا التدخل التركي لعب دورا كبيرا وإيجابيا فيما يتعلق بدعم الاستقرار في ليبيا وكذلك أيضا في سوريا.
ولن ننسى الدور التركي عام 2020 عندما شن حفتر بدعم روسي هجوما على العاصمة طرابلس للسيطرة عليها وتولي الحكم بالقوة أو الانقلاب على الحكومة الشرعية في تلك الفترة وهي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج..
وبالتالي هنا التدخل التركي في ليبيا جاء في الوقت المناسب ما أدى إلى تحقيق نوع من الاستقرار، -صحيح استقرار هش- وليس استقرارا دائما، ولكن حقق نوعا من التوازن فيما يتعلق بإنهاء الهجوم الروسي بالتعاون مع التنظيم الإرهابي للمتمرد حفتر.
الهجوم مارس الإرهاب ضد الشعب الليبي سواء في المنطقة الغربية أو حتى بالمنطقة الشرقية، حيث أودت هذه الحرب بحياة أكثر من 7 آلاف مواطن، وهذا رقم مخيف للغاية..
وهذا بطبيعة الحال أدى إلى تثبيت الوجود الروسي حتى اللحظة في ليبيا، حيث لم تخرج مليشيا فاغنر من الأراضي الليبية؛ بل تعدي ذلك إلى إنشاء قواعد جوية وبحرية بالمنطقة الشرقية والجنوبية، كما تبسط سيطرتها على الحقول النفطية.
إذن الوضع الليبي خطير للغاية، وهنا ينبغي على الحكام الجدد في سوريا أن يستفيدوا منه حتى تتفادى الإشكاليات أو المخاطر والأخطاء التي وقعت فيها ليبيا منذ 2011 وأيضا من تجربة بروز حفتر في 2014 عندما أعلن انقلابه وإدخال ليبيا في أتون الحرب الأهلية وحتى هذه اللحظة.
هنا فقط تمنيت أن يستمر الدعم التركي إلى تحقيق الاستقرار النهائي، والعمل على القضاء على “تنظيم الكرامة” الإرهابي بقيادة المتمرد حفتر.
إلا أن تركيا توقفت فجأة ولا أدري ما السبب؟ هل هناك ضغوط دولية أو أميركية بوقف إطلاق النار وبقاء الوضع على ما هو عليه، أو بسبب أوضاع خاصة بتركيا، رغم أن التدخل التركي أسهم بشكل جاد في وقف الاقتتال بليبيا، ولكن في الحقيقة هذا التدخل لم يحقق النتائج المرجوة الكاملة..
أي أصبح هناك استقرار نسبي، ولا نستطيع أن نقول إنه استقرار مستدام ولكن هناك وقف إطلاق نار هش ومن السهل خرقه في أي لحظة كانت..
بل هناك بوادر من حفتر أنه يريد الهجوم على طرابلس مجددا إن سنحت له الفرصة، وبالتالي فإنني ارى أن التدخل التركي الإيجابي في ليبيا لم يحقق غايته كاملة بعد، ولم يساعد ليبيا في إنهاء أزمتها بشكل كامل…
إلى أين وصلت الأمور في ليبيا لدى حكومة الدبيبة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؟
يسعى البرلمان إلى تشكيل حكومة أخرى على غرار حكومة الوحدة الوطنية بحجة أنها قد فشلت في تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، وتناسى البرلمان بأنه هو السبب الرئيس فيما يتعلق بعدم وضع مشروع الدستور الذي قامت هيئة صياغة الدستور بالتصويت عليه في 29 يوليو/ تموز 2017، لتحويله إلى الشعب حتى يقول فيه كلمته بنعم أو لا، كما عرقل البرلمان إصدار القوانين الانتخابية بشكل غير مباشر..
من جهتها، قامت الولايات المتحدة بالعمل على إفشال الانتخابات عندما وجدت سيف القذافي المدعوم من روسيا ترشح للرئاسة على عكس رغبتها.
وكذلك موسكو مارست عرقلة من جانبها وأفشلت التدخلات الخارجية الاستحقاق الانتخابي الذي كان مقررا في 24 ديسمبر 2021؛ لأن هناك صراعا دوليا على بسط النفوذ وكل دولة تريد تنفيذ رؤية خاصة بها..
بالمقابل عدم وجود إرادة ليبية حقيقية، وغياب الشارع، وعدم الاستقرار الأمني، ووجود جماعات مسلحة بالمنطقة الغربية، وسيطرة حفتر عن طريق تنظيمه الإرهابي على الشرق الذي يقمع أي صوت مخالف ويقتل النساء والمعارضين له.
فضلا عن تردي الأوضاع بالمنطقة الشرقية، وعمل البرلمان على خلق بلبلة جديدة، مما جعل الوضع ضبابيا مع ظهور بعض الشخصيات التي تسعى إلى الترشح للحكومة المزعومة وخلق حالة بلبلة حول استمرارية حكومة الوحدة الوطنية في المشهد أو تشكيل حكومة جديدة.

بعيدة المنال
ما مصير الانتخابات التي ينتظرها الليبيون وقضية توحيد مؤسسات الشرق والغرب؟
الانتخابات الليبية وفق هذا المشهد تعد بعيدة المنال، نتيجة الانقسام الحاصل على صعيد الداخل وكذلك إقليميا ودوليا، في ظل عدم وجود الدستور، أو رؤية واضحة المعالم، أو آلية تنفيذ الاستحقاق الانتخابي.
فضلا عن وجود فريق يريد انتخابات برلمانية تسبق الرئاسية، ونية مبيتة من البرلمان لإفشال الانتخابات في حال لم يفز المتمرد حفتر، إذن فهناك شكوك حول عدم تنفيذ استحقاق انتخابي في الوقت القريب.
للأسف الشديد من الصعب جدا توحيد مؤسسات الدولة الليبية في ظل هذه الفوضى سواء كانت عسكرية أو سيادية أو مالية، حيث توجد حكومتان في المنطقة الشرقية والغربية.
ومن المتوقع استمرار هذا الوضع وسط اللغط حول محاولات برلمان طبرق تشكيل حكومة جديدة وانتشار المال الفاسد ووجود عدد من الشخصيات الحالمة بكرسي رئاسة الحكومة في الوقت الذي لا تزال فيه حكومة الدبيبة هي المعترف بها والشرعية القائمة في البلاد.
ما مصير الوجود الروسي في ليبيا في ظل تردد أنباء عن نقلها عتادا عسكريا متطورا من سوريا إلى ليبيا؟
بعد سقوط الأسد في سوريا عمدت روسيا إلى نقل عتادها العسكري وأسلحتها إلى الشرق الليبي، وهذا بطبيعة الحال يعطي بعدا آخر للوجود الروسي في ليبيا وبشكل أقوى وأمتن من ذي قبل حتى لا تفقد مكانتها بالمنطقة، وكرد فعل على فقدان نفوذه في سوريا بعد سقوط الأسد ما يدفع بوتين لتعزيز وجوده في شمال إفريقيا.
كيف ستتعاطى ليبيا مع مجموعات مرتزقة فاغنر الروسية بعد مقتل زعيمها على يد بوتين، كذلك مرتزقة الجنجويد والجوار الإفريقي؟
لا يمكن التكهن بخروج القوات الروسية في الوقت الحالي من ليبيا، خاصة في هذا الوضع السياسي والأمني الهش؛ إلا إن كان هناك استقرار فعلي عبر انتخابات حقيقية برلمانية ورئاسية، وأن يكون للبلاد رئيس منتخب يستمد قوته من صناديق الاقتراع ومن الشارع الليبي، هنا فقط بالإمكان التفاوض على خروج القوات الروسية من البلاد خلال مدد زمانية محددة..
كما أن حكومة الدبيبة تفضل إنهاء الوجود الروسي في البلاد عبر التفاوض الدبلوماسي بينما تدفع واشنطن في اتجاه مواجهة عسكرية مع القوات الروسية في ليبيا ولكن الليبيين يرفضون الحرب بالوكالة ويفضلون الحل الدبلوماسي لإنهاء الوجود الروسي.
وقد غيرت روسيا مسمى "فاغنر" الموجودة في سرت والمنطقة الشرقية ليصبح قوات "الفيلق الإفريقي" وضمتها إلى قواتها النظامية بقرار من بوتين، كما تسيطر على مليشيات المرتزقة الأفارقة متعددة الجنسية مما يصعب مقاومة هذا الوجود العسكري في ظل الانقسام الليبي الحاصل..
فضلا عن الصراع الدولي وعدم وضوح الرؤية الأميركية مع قدوم ترامب وكيفية تعاطيه مع الملف الليبي في ظل التغيرات الفجائية والمتسارعة في سوريا..
ونتمنى ألا تكون هناك صفقة بين ترامب وبوتين يقدّم على إثرها ليبيا هدية للروس لقمة سائغة، الأمر الذي يمكن أن يدفع الشارع الليبي إلى الثورة على هذا الوضع والخروج عن صمته لرفض هذا الوضع المهين لبلاده.

مقدرات هائلة
كيف ترى مستقبل الوضع الاقتصادي في ليبيا بعد سنوات الاستقرار وتوقف الحرب الأهلية؟
ليبيا تتمتع بموقع إستراتيجي مهم يجعلها همزة وصل ما بين إفريقيا وأوروبا..
وهذا الموقع أعطاها بعدا إستراتيجيا سياسيا واقتصاديا وأمنيا مهما يمكن استثماره من قبل الحكومة الليبية التي تمتلك ساحلا على البحر يتجاوز 1900 كم، وصحراء شاسعة وقدر هائل من الطاقة الشمسية كمصدر للاستثمار الاقتصادي الكبير بحريا أو بريا فضلا عما لديها من مقدرات إلى جانب الثروة البترولية في أراضيها..
وهذا كله يحتاج إلى سياسية داخلية فاعلة تستثمر كل هذه المقدرات وتحتاج وحدة المؤسسات الليبية وإنهاء الانقسام ما بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية..
وأيضا تغيير النظرة الإقليمية والدولية إلى ليبيا على أنها نهب مستباح لهم كما يفعل قائد الانقلاب العسكري في الجارة مصر عبد الفتاح السيسي الذي يريد الاستيلاء على ثروات ليبيا بدلا من تحقيق التكامل والتعاون الثنائي وايضا محاولات الإمارات السيطرة على خيرات ليبيا عبر إشعال الحروب التي تحصد أرواح آلاف الليبيين للأسف.
هل تراجع حجم التدخلات الأجنبية المشبوهة في ليبيا، لاسيما الدور الإماراتي الداعم للانقسام؟
مازالت التدخلات الأجنبية المشبوهة مستمرة ولكنها اليوم أصبحت غير مرئية بعد أن كانت في السابق تدخلات عسكرية باستخدام القوة، وإعلامية وبالأموال القذرة التي تم من خلالها شن الحرب على الشعب الليبي وضربه بالطيران المصري والإماراتي للأسف..
وفجأة تغيرت قواعد اللعبة إذ مصر والإمارات واصلوا الحرب الاقتصادية ومحاصرة الاقتصاد الليبي لزعزعة الاستقرار..
وهنا الإمارات تسعى إلى السيطرة على المؤسسة النفطية الليبية بفرض شخصيات بعينها وأيضا شخصيات في الحكومة بالمنطقة الشرقية وحتى الغربية وذلك بقوة المال الناعمة الخفية..

إلى أين وصلت العلاقات مع الجار المصري لا سيما بعد التقارب بين القاهرة وأنقرة؟
لا شك أن مصر الجارة الأقرب إلى ليبيا كان لها دور سلبي للغاية إذ انخرطت في النزاع وأصبحت طرفا ودعمت المتمرد حفتر واستخدمت سلاح الطيران ضد الشعب الليبي وكانت سببا رئيسا لحالة الاضطراب في الساحة الليبية بسبب أطماع قائد الانقلاب السيسي في ثروات ليبيا للسيطرة على النفط.
كما تطمع في السيطرة على الأراضي الليبية ولكن الجزائر هي من أوقفت هذا الجنوح المصري تجاه ليبيا..
وللأسف هناك تقارب بين تركيا ومصر في الفترة الأخيرة سواء على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي وهذا نتيجة الحصار الذي مورس من قبل الإمارات ماليا ضد الاقتصاد التركي، ومن قبل مصر إعلاميا ومخابراتيا.
إلى جانب بعض التغيرات على الساحة الدولية ما أدى إلى حدوث تقارب بين أنقرة والقاهرة وأبو ظبي وهذا التقارب لم ينعكس إيجابا على الملف الليبي للأسف..
وقد تفاءلت بهذا التقارب المصري التركي على أمل تعديل الموقف المصري تجاه ليبيا، ولكنه للأسف كما هو لم يتغير، فمازالت مصر متدخلة وبكل قوة على الأصعدة كافة إعلاميا وسياسيا واقتصاديا واستخباريا في الشأن الليبي..
كما أن تركيا أيضا أصبحت اليوم متداخلة مع حفتر وبكل قوة فيما يتعلق بالإعمار في المنطقة الشرقية.