الجبهة الشمالية تساند غزة بقوة.. ما مآلات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل؟

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

في وقت متأخر من مساء 5 يونيو/حزيران 2024، وفي مواصلة للتصعيد على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، أعلن حزب الله اللبناني قصف أهداف متعددة داخل الكيان الإسرائيلي، منها تفجير مسيرة في منطقة حُرفيش في القطاع الغربي من الجليل الأعلى.

واعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة 11 في هجوم بمسيرتين لحزب الله استهدفتا موقعا قرب حرفيش في الجليل الأعلى

وأعلن حزب الله أنه استهدف موقع الرمثا في تلال كفر شوبا المحتلة بالأسلحة الصاروخية، ونجح في تحقيق إصابات مباشرة نتيجة هجوم بالمسيرات على قوة إسرائيلية جنوب مستعمرة الكوش، وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح.

كما استهدف تجمعا لجنود إسرائيليين في محيط موقع المالكية قرب الحدود، وحقق إصابة مباشرة، وموقع السماقة الإسرائيلي، ومنصة القبة الحديدية في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجه، ما أدى لتدميرها.

وفي المقابل قصف جيش الاحتلال قذائف حارقة على أطراف بلدة كفر شوبا جنوبي لبنان بعد إعلانه رصد إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية سقطت في حرفيش، قائلا إن أجهزة الإنذار لم تفعل شيئا وإن الحادث قيد التحقيق.

وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جولة عند الحدود الشمالية مع لبنان، أن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي في الجبهة الشمالية، عقب تأكيد رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي أن تل أبيب تقترب من اتخاذ قرار شن هجوم واسع على جنوب البلد المذكور.

وسلط ناشطون على منصة إكس، الضوء على التطورات التي شهدتها الجبهة الشمالية، معربين عن سعادتهم بتصعيد لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، في هجوم هو الأقوى لحزب الله منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتحدثوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حرفيش، #رعب_الشمال، #حزب_الله، #لبنان، #رعب_الشمال_قادم، وغيرها عن الخيارات المتاحة أمام الاحتلال الإسرائيلي للتعامل مع التصعيد اللبناني، ورصدوا تبعاته.

وأشاد ناشطون بدقة الصواريخ اللبنانية في استهدافها وقدرتها على إيقاع قتلى في صفوف جيش الاحتلال، وما تمثله من فشل عسكري واستخباراتي وأمني لإسرائيل، ساخرين من التهديدات الإسرائيلية بالرد والتحذيرات الأميركية من التصعيد.

تطورات القصف

وفي متابعة للهجوم الصاروخي الذي نفذه حزب الله بحق تجمع كبير للجنود الصهاينة شمال فلسطين، نقل الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، عن قناة كان، إعلانها وقوع قتيل و10 مصابين معظمهم خطيرة - وأن 3 مروحيات تعمل على إجلاء المصابين.

وأشار إلى قول موقع حدشوت حموت، إن على ما يبدو هناك 2 قتلى في الحدث بحرفيش، و 4 من المصابين حالتهم ميؤوس منها.

 

 

وأشار المحلل السياسي إبراهيم حمامي، إلى وصف حدشوت حموت العبري، الحدث بأنه "الصعب في حرفيش"، وإشارته إلى وقوع قتيلان و24 مصابا منهم 5 بحالة حرجة جدا و 3 بحالة خطيرة بعد استهدافهم بمسيّرة وصاروخ من لبنان.

 

 

وعرض الإعلامي تامر المسحال، مشاهد من القاعدة العسكرية في حُرفيش بالجليل المحتل بعد أن سقطت فيها طائرة مفخخة بدون طيار.

 

 

ونشر إبراهيم مهدي، مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية منصّة قبّة حديديّة في ثكنة راموت نفتالي التابعة لجيش العدو الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة.

 

 

وقال المحلل السياسي ياسين عز الدين، إن الاستهداف في حرفيش كان على دفعتين أول صاروخ (أو مسيرة) استهدفتهم وعندما قدم إسعاف الجيش كان الاستهداف الآخر.

 

 

ورأى الصحفي ياسر أبو هلالة، أن المهم ما لم يسمح بنشره، عارضا صورة رقيب إسرائيلي قتله حزب الله، وهو ما يكشف عن دقة القصف، وفعاليته، في ظل أعلى درجة تصعيد منذ طوفان الأقصى.

 

 

شكر وإشادة 

وبدوره، أكد الباحث سعيد زياد، أنه لا يمكن فصل تصعيد حزب الله الحالي عن السياق التفاوضي الذي يجرى، خاصة أن المقاومة أعلنت عن معركة إقليمية في الساعات الأولى للطوفان.

وقال إن من الواضح أن انخراط جبهة الشمال واليمن والعراق في المعركة ليس متوقفاً على التنسيق العملياتي والعمل العسكري فحسب، بل يتعدّى ذلك إلى تنسيق درجات التصعيد وأنماط القتال بين الجبهات حتى في مسألة الموقف السياسي والسياق التفاوضي.

 

 

وأشاد الباحث علي أبو رزق، بتصعيد حزب الله ضد الاحتلال، قائلا إن ملحمة تاريخية يسطرها الجنوبيون في لبنان وفلسطين واليمن في هذه المعركة، في رسالة كتبت بالدم.

وأضاف أن من يتابع أخبار الكيان منذ الصباح يجد حالة من الذعر في أوساط كتّابه وصحفيّيه، ليس من خطورة عملية حزب الله في "حرفيش" فقط، بل من دقة الصواريخ الموجهة وقدرتها التدميرية الكبيرة، ما يضع الكيان أمام شبح الهزيمة في اتجاهين.

 

 

وأكد المحلل السياسي محمد الأخرس، أن عملية استهداف منصة قبة حديدة في ثكنة راموت نفتالي ضربة ليست سهلة ولها معانٍ كثيرة؛ فيها إهانة بالغة للتكنولوجيا الغربية والإسرائيلية.

وأضاف أن الحزب يستعرض قدراته بصورة مدروسة ليُظهر تكلفة الحرب وخطورتها على دولة الاحتلال.

ورأى أن إسرائيل وقعت في معضلة إستراتيجية على الجبهة الشمالية، إذا أخذت قرار الحرب على لبنان ترتكب خطأ كبير؛ لأنه مُكلف وبدون أهداف سياسية ولا يوجد "مشهد ختامي"، وإذا لم تأخذه ترتكب خطأ كبير؛ لأنها تفقد القدرة على "الردع" تماما؛ وتُسلم مستوطنات الشمال لخطر النزوح الدائم.

 

 

وعد الكاتب سامح عسكر، استهداف حزب الله لمنطقة حرفيش ليس مجرد تطور نوعي، والمقصد أن السلاح المستخدم في العملية وطريقة التنفيذ توحي باشتراك عدة أسلحة (متقدمة) مع بعض في آن واحد.

وأكد عسكر، أن مثل هذه العمليات تضيق الخيارات جدا عند صانعي القرار، فهو مجبر إما بالرد الواسع والحرب الشاملة حينها سيكون الرد بتدمير كبرى المدن الإسرائيلية، أو يكون القرار مجرد رد عادي لامتصاص الصدمة وتسويق هذا العادي كانتصار إعلامي وهو الأرخص والأوفر حظا.

 

 

وأكد الصحفي سمير العركي، أن التكثيف العملياتي تجاه العدو خلال آخر أسبوع والذي بلغ مداه باستهداف أحد المواقع العسكرية في الجليل الأعلى لم يأت من فراغ، بل نتيجة قرابة 8 أشهر من استهداف محطات الرادار الإسرائيلية ما أدى إلى ضعف عمليات الرصد المبكر لأي هجمات.

 

 

وقال الباحث السياسي صالح أبو عزة: حينما تُصرّح أميركا، بأنها تُحذّر من أن تصعيداً في لبنان سيُعرّض أمن "إسرائيل" للخطر ترجمتها الفعلية؛ أنها وخلال 8 شهور عجزت عن إخضاع أضعف جبهة في محور المقاومة، "غزة"، وأن ذهابها لمواجهة حزب الله يجعلها تقول، "يا محلا 7 أكتوبر".

 

 

مآلات التصعيد

وفي قراءة لمآلات التصعيد، قالت نرجس جسي: "إسرائيل تهدد: إذا بعد بتقتلوا جنودنا وبتقصفوا مستوطناتنا رح نقوّي جدار الصوت أكتر"، متوعدة: "نحن لكم بالمرصاد".

 

 

وأشار المغرد سلامة، إلى أن إسرائيل في حين تفقد السيطرة الفعلية على شمال فلسطين وتحتفظ بتبعيته لها على الورق فقط ويسيطر حزب الله ميدانيا عليه وإن كان لا يتبعه على الورق تهدد باجتياح جنوب لبنان، ساخرا بالقول: "اجتاحوا ما سلب منكم أولا إن كنتم قادرين".

 

 

وقال عمر نشابة: "ليتذكّر الصديق والعدو أن أي توسيع للعدوان الإسرائيلي على لبنان يعني تدمير منصات الغاز والبترول الإسرائيلية في البحر ودمار غير مسبوق في غوش دان"، مضيفا أن واشنطن تعرف أن لعبها بالنار سيحرقها ويحرق ربيبتها "إسرائيل".

 

 

وأشارت الصحفية فاطمة فتوني، إلى أن الاحتلال يحاول ترهيب الأهالي في جنوب لبنان من خلال خرق جدار الصوت على علو منخفض، قائلة إن هذا يدل على الفشل الإسرائيلي في التصدي لعمليات المقاومة ولذلك يلجأ إلى هذه الأساليب الفاشلة.

 

 

وأجابت المحللة السياسية ليلى نقولا، على تساؤل: “هل ستبلع إسرائيل ضربات حزب الله الهجومية الاخيرة؟”

وقالت: "طالما إسرائيل غارقة في حرب كبيرة في غزة، فهي مضطرة أن تهدئ الجبهات الأخرى، بسبب أولوية القطاع- وترد بضربات موضعية واستعراض قوة، كاغتيال قياديين في الحزب على سبيل المثال لا الحصر".

وأضافت: "إذا تم التوصل إلى هدنة في غزة، فسنكون أمام سيناريوهات ثلاث، أولها أن تهدأ جبهة لبنان.

أو أن تضرب إسرائيل ضربة كبيرة قبل وقف إطلاق النار في لبنان لحفظ ماء الوجه، أو أن تذهب إلى حرب مع الأخيرة، مؤكدة أن الخيارين الاخيرين، سيشعلان حربا لن تنتهي في المنطقة.