على وقع تقارير دولية عن مجزرة رابعة.. مطالبات واسعة بتحرير مصر من أغلال السيسي

لندن - الاستقلال | منذ ٩ أشهر

12

طباعة

مشاركة

على وقع تقارير حقوقية وإعلامية خرجت في ذكرى مرور عشر سنوات على ارتكاب رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، مجزرتي رابعة والنهضة لتمرير انقلابه على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي في 2013، صعد ناشطون مطالبهم بإسقاط النظام.

المبادرة المصرية للحقوق والحريات، قالت في تقرير تحت عنوان "طمس الحقائق"، إن من واقع الأوراق الرسمية لعملية فض الاعتصام: "لا تشك لجنة تقصي الحقائق في أنه كان من الممكن إنهاء تجمع رابعة دون أن تسال كل هذه الدماء".

وخلص التقرير إلى 5 حقائق رئيسة أن إطلاق قوات فض اعتصام رابعة للنار باستخدام الذخيرة الحية كان عشوائيا وغير متناسب، وأن المسؤولين عن وضع خطة الفض ناقشوا بدائل أخرى دون اللجوء لاستخدام القوة، لكنهم اختاروا الفض في وقت قصير بكلفة بشرية أعلى.

وأشار إلى أن الوثائق الرسمية أظهرت أن عملية تخصيص وتأمين ممر آمن لخروج المعتصمين الراغبين في المغادرة الطوعية قد فشلت سواء على مستوى التخطيط أم على مستوى التطبيق العملي، مؤكدا أن الممر المزعوم "لم يكن مفتوحا ولا آمنا لخروج المعتصمين".

بدورها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريرا مطولا، احتوى على خمس شهادات "مروعة" لمصريين شهدوا واقعة فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس/ آب 2013، مؤكدة أن قوات الأمن المصرية استخدمت الذخيرة الحية لتفريق الاعتصامات.

فيما ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، أن السلطات المصرية لم تحاسب على مدى عشر سنوات أي شخص على أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث، ولا يزال مئات المتظاهرين الذين شاركوا في الاعتصام رهن الاعتقال، وأدينوا في محاكمات جماعية جائرة جدا، وحُكم على بعضهم بالإعدام.

وطالب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الشعب_يريد_اسقاط_النظام، #رابعة، #مجزرة_رابعة، وغيرها بالخلاص من المنظومة العسكرية التي حاربت الديمقراطية في مصر، وقمعت الحقوق وقضت على الحريات.

استنهاض الهمم

وتفاعلا مع الأحداث، عرض الممثل المعارض وجدي العربي، مقطع فيديو يوثق إجرام العسكر بحق المدنيين إبان فض رابعة، قائلا: "كأنها البارحة.. أشهروا السيف للثأر أشعلوا الرغبة الجامحة".

وقال المغرد عبدالغني: "من خلال وحدتنا وتضامننا، سنقود تغييرا إيجابيا ونبني مستقبلا أفضل للجميع. لنتحد في رحلتنا نحو التغيير."

وكتب آخر: "معا نستطيع تحقيق التغيير الذي نسعى إليه.. دعونا نستخدم هذا الهشتاغ -في إشارة إلى هاشتاج #الشعب_يريد_اسقاط_النظام- للمطالبة بإسقاط النظام وبناء مستقبل أفضل لمصر".

وأضاف في تغريدة أخرى: "لنكن صوت الحق والعدالة، ونطالب بنظام يعكس إرادة الشعب ويحقق الديمقراطية وحقوق الإنسان".

وأعادت لارا فلسطين، نشر تغريدة المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينث روث، قال فيها إن السلطات المصرية فشلت على مدى عقد من الزمان في محاسبة أي شخص على أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث.

وعقبت قائلة: "10 سنوات على مذبحة رابعة.. نفذها السيسي بحجة إنقاذ الدولة فأين وصلت مصر؟"

ورأى مغرد آخر، أن رحيل السيسي وحدة لم يعد كافيا، قائلا: "صدورنا من فجر العسكر تغلي كالبراكين! فالعصابة التي قتلت وأذلت الشعب، وباعت الوطن ومقدراته لابد أن تحاكم، ولابد من القصاص من هؤلاء الخونة!".

وذكر أحمد المصري بقول الله تعالى في الآية 179 في سورة البقرة: "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ"، داعيا كل من له حق الدم لقتلى رابعة والنهضة وفى كل مكان في مصر، أن يتحدوا من أجل القصاص من السيسي وعصابته وكل من تلطخت يده بدم الأبرياء.

وخاطب السيد سالم، المصريين قائلا: "إن الغمة ستظل مستمرة أيها المصريون بسبب فرحة الكلاب بدم شهداء رابعة والاحتفال بقتلهم، ولن يحدث أي خير لمصر في حكم السيسى، وما هي نافعة ولا هي ماشية، ورسائل الله تتوالى لمن يفهم، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين". وقالت فاطمة هاشم: "لا يتمكن باطلٌ إلا على فراغٍ من حقٍّ، ولا يرتفع صوت الطغيان إلا على خفوتٍ من صوت الحرية، ولا يحكم عسكري مغرور إلا على ركام من الضمائر المدنية الميتة".

نكبات مصر

وسلط ناشطون الضوء على النكبات التي حلت بمصر في عهد السيسي منذ انقلابه على الشرعية وحتى اليوم.

وقال المفكر عمار علي حسن، إن هناك فرقا كبيرا جدا بين "خلاص" الشعب و"الخلاص" من الشعب، سواء بتغييبه، أم بإفقاره ليموت في بطء.

وأضاف أنه فرق لا يصنعه حرف جر، إنما انحراف سياسات، وجرجرة من لم يذنبوا إلى الحفر العميقة المظلمة، أو حتى إلى متاهة ومشقة الحصول على ما يقيم الأود، ويبقي الأبدان المنهكة على قيد حياة تعيسة.

وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إن جميع مؤسسات الدولة المصرية تعرضت لخسارة السمعة والإهانة وانهيار الثقة والمصداقية عند الشعب خلال فترة حكم السيسي.

واستدرك: لكن مؤسستين كانت خسارتهما فادحة على العاملين فيهما وعلى الوطن بكامله، وهما المؤسسة العسكرية، ومؤسسة القضاء، وسيحتاج الأمر إلى جهود ضخمة لتصحيح الوضع، بعد رحيله بطبيعة الحال.

وأكد أحد المغردين، أن النظام بينهب من الشعب فلوسه، قائلا: "تخيل في موضوع توصيل المرافق للمنازل وخصوصا المياه تخيل كل شقة بتدفع أكثر من 15000 جنيه بس رسوم وانت يتوصل كل شيء على حسابك يعني بتاخدهم صافية بدون أي مصاريف البلد أفلست وبتمد أيدها على أموال الشعب بدون وجه حق".

وأكد أحد المغردين أن السيسي وشلته الفاسدة وراء كل مصيبة.

وعرض أحد المغردين، تقريرا للباحث الأميركي ستيفن كوك في موقع فورين بوليسي الأميركي، يكشف فيه ملخص سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تولّيه الحكم حتى الآن، والتي أفقرت الشعب وأدت إلى خراب غير مسبوق. ورأى مغرد آخر، أن الشعب سيظل يدفع ثمن سكاته من فقر ومرض وغلاء أسعار وبطالة، مؤكدا أن السيسي عدو الله قتل وهدم المساجد ورفع ديون مصر بالقروض التي حرمها الله ورسوله.

وأضاف: "الصمت في وجه الظلم تواطؤ مع الظالم والساكت عن الظلم شيطان أخرس".

ونشرت منال ندا شهاب صورة للسيسي مدونا عليها الأزمات التي ورط فيها مصر منها تدمير الاقتصاد والتعليم والقطاع الزراعي والصحي والتفريط في النيل ومنع تنمية سيناء وتكبيل مصر بالديون وإجهاض ثورة مصر وتبديد مدخرات المصريين وتدمير القطاع الخاص وسجن وتشريد الشباب وتدمير الحياة السياسية ودولة المؤسسات.

وعلقت قائلة للسيسي: "قتلت البشر وقلعت الشجر وهدمت الحجر ولم يسلم منك الموتى ولسه عايز تقعد فيها خلتها خرابة كرهها أهلها ويتمنون الخروج حتى لو بالمخاطرة بالأرواح والموت غرقا فاحنا موتى هنا وهناك".

وأشار أحد المغردين، إلى أن النظام المصري أفلس في كل شيء، متوقعا أن يبيعوا الوطنية على الأرصفة مقابل حفنة من الدولارات، لأن السيسي الخائن القاتل أغرق المصريين بلعنة الدماء واليوم يغرقهم بالخيانة لمصر.

لعن الداعمين

من جانبه، قال صاحب حساب جنرال الخليج، إن ما حدث في ميدان رابعة العدوية والنهضة كان هولوكوست نفذه العسكر بالشعب المصري الذي انتخب دكتور مرسي رئيسا عبر صناديق الاقتراع.

وأضاف: تلك المجزرة لم تكن لتحدث لو لم يكن هناك إيعاز إقليمي للسيسي الذي لم يكن يوما إلا دمية ينفذ ما يملى عليه من أجندات لا تخدم مصر ولا المصريين.

ودعا أبو خالد المصري الله أن ينتقم من كل المجرمين الذين قتلوا شهداء رابعة والنهضة، خاصة دول الخليج وعلى رأسهم السعودية والإمارات والكويت، قائلا: "اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي". وأشار نائب رئيس الحركة الإسلامية السابق الشيخ كمال الخطيب، إلى أن السيسي سكتت عنه أميركا، ومولته السعودية والإمارات، وابتهجت له إسرائيل، وعدته هدية الله للشعب اليهودي.

وكتبت الناشطة التونسية أمال زروق: "ومازالت رابعة تنزف حتى اليوم وستظل لعنة دماء شهدائها تطارد المصريين والعرب والمتهمين الرئيسين في هذه المجزرة المروعة الإرهابية جنرالات العسكر (السيسي) و(محمد بن زايد) و(محمد بن سلمان) ودول أخرى كانت المخطط الرئيسي للانقلاب وأولها (إسرائيل)".

وقال عمرو شاهين، إن رابعة مذبحة بعد انقلاب عسكري تواطأت فيه السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة على الديمقراطية الناشئة في مصر وعلى شعب مصر.

وأضاف: "رابعة مذبحة مولها وأعطاها الضوء الأخضر نظام محمد بن زايد وذلك لتعضيد أركان ما سماه البعض في ذلك الحين الانقلاب الإماراتي".

وذكر أبو يافع اليافعي، بأن مذبحة رابعة العدوية تمت بتمويل خليجي إماراتي سعودي ومباركة غربية أميركية وسكوت شرقي.

وأكد أن الرسالة هي أن أمة العرب غير مسموح لها بالحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية التي تعني نهوض الأمة ونهاية إسرائيل واستعادة الأمة صراعها مع الغرب الصليبي، مشيرا إلى أن الغرب يستعمر العرب ويذلهم منذ سقوط الأندلس.