المياه.. ماذا وراء العلاقات المتنامية بين أوزبكستان وإسرائيل؟

قسم الترجمة | منذ ١٠ أشهر

12

طباعة

مشاركة

سلطت مركز دراسات تركي الضوء على التقارب المتزايد بين أوزبكستان وإسرائيل، حيث تكشف العولمة وإستراتيجيات الجانبان لتحسين علاقاتهما الثنائية عن مجالات جديدة للتعاون، بالإضافة إلى أنه يمكن ملاحظة تقارب متزايد بين بلدان آسيا الوسطى والشرق الأوسط. 

فبالإضافة إلى الاهتمام المتزايد في آسيا الوسطى بدول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تتحرك إسرائيل أيضا لتطوير التعاون مع دول المنطقة.

كما يتزايد الاهتمام بتل أبيب من قبل دول تلك المنطقة، وفق تقدير مركز أنقرة لدراسة الأزمات والسياسات "أنكاسام".

علاقات دبلوماسية

وقالت الكاتبة التركية شيماء كيزيلاي: "في 21-23 مايو (أيار 2023)، زار إسرائيل وفد برئاسة وزير الموارد المائية في أوزبكستان شوكت خامراييف".

وجرى تنظيم الزيارة على مستوى رئيس وزارة الموارد المائية في أوزبكستان للمرة  الأولى في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. 

وجرى خلال اللقاءات تبادل وجهات النظر حول تطوير قطاع المياه الحديث، ومجالات التعاون الواعدة، ودراسة أفضل الممارسات الإسرائيلية. 

خلال الزيارة، التقى الوزير خامراييف مع وزير الطاقة والبنية التحتية في تل أبيب "يسرائيل كاتس" ووزير الزراعة والتنمية المحلية آفي ديختر. 

وبالإضافة إلى ذلك، جرى الإعلان عن نية وكالة ماشاف الإسرائيلية للتعاون الإنمائي الدولي، لفتح مكتب خبراء في مجال الزراعة وإدارة المياه في أوزبكستان. 

وأضافت كيزيلاي: يلاحظ أن العلاقات والتعاون بين الطرفين يتحقق في الغالب من خلال ماشاف.

إذ إن الأخيرة لها دور ومساهمة كبيرة في الحوار والشراكات التي يجرى تنفيذها بالفعل. ومع مؤسسة التعاون الإنمائي هذه، يتم تنفيذ مشاريع مختلفة بين إسرائيل وأوزبكستان.

وتركز حكومتا أوزبكستان وإسرائيل أيضا على تقييم فرص التعاون الجديدة، حيث سرع الجانبان المحادثات حول التعاون الثنائي في مجالات السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والثقافة. 

فقد جرى التخطيط لإنشاء غرفة التجارة الأوزبكية الإسرائيلية في مايو 2023 ووضعها على جدول الأعمال.

وصرحت سفيرة أوزبكستان لدى إسرائيل، فيروزا مخمودوفة، أن هذا التخطيط سيكون "خطوة مهمة وخاصة في التقريب بين دوائر الأعمال لدى الدولتين". 

تبادل الخبرات

وأردفت كيزيلاي: أوزبكستان، هي إحدى دول آسيا الوسطى التي تعمل بإستراتيجية جذب الاستثمار الأجنبي، ولهذا فهي تولي أهمية لموقف المستثمرين الإسرائيليين في عالم الأعمال. 

ومن المعروف أيضا أن تل أبيب تولي أهمية للاستثمارات في أوزبكستان، وبهذا المعنى، فقد كان لمنتدى طشقند الدولي للاستثمار في الفترة من 24 إلى 26 مارس/آذار 2023 تأثيرا على تعزيز العلاقات التجارية بين الفاعلين. 

وأضافت: فرص التعاون بين الطرفين تغطي مجالات مختلفة من التعليم إلى قطاع الصحة، وتعمل إسرائيل على نقل معرفتها فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية الزراعية إلى أوزبكستان. 

وبهذا المعنى كانت الزيارة مهمّة أيضا في إطار التعاون الحديث بمجال المياه والري، وهو قطاع يمثل الديناميكية الأساسية للعلاقات الثنائية. 

ولفتت الكاتبة النظر إلى أنه في جميع أنحاء أوزبكستان، هناك تأثير إسرائيلي على نظام الري بالتنقيط وطرق وتقنيات تخزين المياه، وينعكس هذا التأثير أيضا في التجارة الثنائية. 

ففي عام 2022، بلغ حجم التجارة بين الجانبين، بما في ذلك قطاع التقنيات الزراعية، 40 مليار دولار. وتابعت: كما تثير إسرائيل إلى حد كبير مسألة نقل التكنولوجيا في التعاون الثنائي.

وتركز في العلاقات التي طورتها مع أوزبكستان على تعميق الشراكات، وذلك من خلال تبادل خبراتها وقدراتها في التطورات التكنولوجية في مجال الزراعة والري وفي قطاعات التعاون الأخرى. 

وبعد توقيع اتفاقيات أبراهام التطبيعية مع دول عربية في عام 2020، راجعت إسرائيل علاقاتها مع الدول ذات الأغلبية المسلمة وأقامت علاقات مع أوزبكستان على أساس العلاقات السابقة بينهما. 

ومع ذلك، فإن عوامل مثل التطورات التي ستغير كلا من الاتفاق والتوازنات الإقليمية وآثار أزمة الطاقة قد زادت من النية لتعزيز العلاقات الثنائية.

وأشارت الكاتبة إلى أنه من المتوقع أن تزداد قيمة أوزبكستان أكثر بالنسبة للمسؤولين والمستثمرين الإسرائيليين بسبب عدم وجود تأشيرة للدخول والخروج. 

الشتات اليهودي

واستدركت كيزيلاي: زادت طشقند من مكانتها الدولية وطورت علاقاتها الثنائية، كما أنها تتخذ موقفا نشطا بشأن القضايا الإقليمية وتهدف إلى أن تصبح رائدة في آسيا الوسطى. 

ويمكن القول إن تل أبيب ترى أيضا طشقند في موقع قيادي. وتؤكد ذلك مبادرات الحوار الشامل وخطوات التعاون. 

وفي مايو 2022، جرى عقد الجولة السابعة من المشاورات الدبلوماسية الثنائية بين الطرفين.

وتضمن هذا الاجتماع التعبير عن النوايا المتبادلة لتعزيز العلاقات القائمة. ومن الممكن أن نرى الخطوات المتخذة اليوم نتاجا لفكرة التعاون هذه، وفق المقال.

ومع ذلك، يمكن القول إن الجالية اليهودية، التي يوجد معظمها في سمرقند وبخارى، قد زادت أيضا من التقارب بين الممثلين. 

فوجود يهود الشتات، الذين يصل عددهم إلى عدة مئات، هو العامل الرئيس في التعاون الثقافي بين أوزبكستان وإسرائيل، حيث جرى تسجيل وجود 3000 يهودي في طشقند. 

كما ورد في المصادر أن هناك 4200 يهودي في طشقند وبخارى وسمرقند. وتفيد الزيارات المتبادلة كلا من التعاون السياحي والروابط الثقافية.

ونتيجة لذلك، يلاحظ أن التعاون والتقارب بين إسرائيل وأوزبكستان سيستمران في الازدياد، فهناك عوامل مؤثرة من شأنها تعزيز الشراكة الثنائية. 

ومن المفهوم على وجه الخصوص أن مسألة التعاون في مجال المياه والزراعة ستلعب دورا حاسما في العلاقات بين أوزبكستان وإسرائيل، بحسب الكاتبة. 

وتقول إن إسرائيل تستعد لفتح مكتب متخصص في الزراعة والمياه في أوزبكستان. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن التنبؤ بأن التقارب سيزداد فيما يتعلق بحل مشكلة الجفاف في المناطق القريبة من بحر آرال.

وفي هذا الصدد، يبدو أن حكومة طشقند تعتمد على أساليب تل أبيب وتكنولوجياتها. ويجرى العمل في هذا الاتجاه من خلال وزارة الزراعة في أوزبكستان. 

وفي هذا السياق، من المرجح أن يجرى تنفيذ أنشطة لجذب الخبراء والاستثمارات الإسرائيلية في البلاد، وفق تقدير الكاتبة.

ومن المتوقع أن تكون مسألة إمدادات المياه وتقاسمها هي العامل الرئيس والمهيمن في العلاقات الدولية في المستقبل.