كما تدين تدان.. جدل واسع حول انقلاب إعلاميي النظام المصري على ابن سلمان

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب كبيرة أثارها مقال للكاتب "عبد الرازق توفيق"، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية التابعة للنظام المصري، حمل عنوان "الأشجار المثمرة وحجارة اللئام الأندال"، شن خلاله هجوما لاذعا على دول الخليج، لاسيما السعودية، دون أن يسميها، ثم حذفه لاحقا.

توفيق قال في المقال المنشور بتاريخ 2 فبراير/شباط 2023،  إنه "لا يجب على الحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب أخيرا التطاول على مصر زينة وأم الدنيا.. بتاريخها وحاضرها ومستقبلها وحضارتها وانتصاراتها وأمجادها.. ورجالاتها ورموزها وشعبها العظيم".

وأضاف: "ليس من حق اللئام والأندال ومحدثي النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم فهم مجرد هواء وفراغ يتلاشى بمجرد هبوب عواصف بسيطة.. لكن مصر هي الجبال الراسيات الشامخات".

وتابع: "ليس من حق دويلات عمرها لا يزيد على عمر أصغر أبنائي أن تتحدث عن مصر إلا بالأدب وبالإجلال والاحترام وإذا كان يمكنهم شراء بعض أصوات وأبواق الأقزام والعملاء والمرتزقة فلا يمكنهم شراء التاريخ والحاضر والمستقبل".

وجاء المقال بعد أيام قليلة، من تصريحات لوزير المالية السعودية محمد الجدعان، أعلن فيها أن بلاده غيرت طريقتها في تقديم المنح إلى الدول المجاورة، موضحا أنها ستكون مشروطة بحدوث "إصلاحات".

كما جاء في أعقاب دعوات خليجية رافضة لتقديم مساعدات لمصر، بعدما كانت غالبيتها في صورة منح مباشرة وودائع مصرفية غير مشروطة تقدم لها منذ انقلاب رئيس النظام عبدالفتاح السيسي على الرئيس الراحل محمد مرسي.

واستنكر ناشطون على تويتر، الألفاظ التي استخدمها رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية ضد الدول الخليجية، وفي مقدمتها السعودية، فيما رأى آخرون أن المقال جزاء لتلك الدول القمعية على مساندتها نظام السيسي السلطوي.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم#الحفاة_العراة، المقتبس من الكلمات التي استخدمها الكاتب في مقاله، أن الإعلاميين المصريين المحسوبين على نظام السيسي لا يقدحون من رؤوسهم وإنما بتعليمات مباشرة. 

ورأوا أن الهجمة الإعلامية المصرية على دول الخليج "ابتزاز رخيص" من السيسي مفاده "إما الأرز  أو السب"، في إشارة إلى المنح والمساعدات المالية غير المشروطة للنظام المصري العسكري.

ذباب السيسي

وتفاعلا مع الأحداث، أكد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أنه كما هو الحال عند الذباب والوطنجية، لا يقدحون من رؤوسهم، وكل شيء يكتبونه أو يروجون له يكون بأمر.

وأضاف: كذلك ذباب السيسي لا يقدحون من رؤوسهم؛ هجومهم على السعودية والخليج جاء بأوامر عليا.

ورأت أمينة الهواري، أن السيسي يتعامل مع الخليج معاملة الشحات البجح ومن منطلق مبدأ "هات حسنة وأنا سيدك"، قائلة: "لا تندهش يا عزيزي.. نحن نعيش زمن الوقاحة بكل صورها وللوقاحة أهلها".

وأكدت أن عبدالرزاق توفيق لا يجرؤ أن يكتب هذا الكلام من نفسه وما موقف الإعلام من قطر ببعيد كله مأمور من واحد غبى.

وتساءل صاحب حساب دبلوماسي قديم، عمن أعطى رئيس تحرير جريدة الجمهورية الإذن ليشتم الخليج ويخص السعودية بذلك.

ابتزاز رخيض

من جانبه، ذكر صاحب حساب "دبلوماسي قديم"، أنه نصح السلطة السعودية أن من خان رئيسه ووطنه سيخونهم وسينقلب عليكم، قائلا: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين".

وكتب المغرد خالد، أن رئيس تحرير صحيفة الجمهورية التابعة لنظام السيسي، كال سيلا من الشتائم، للخليجيين، في جولة أخرى من معركة الإعلام المصري مع السعودية والدول الخليجية التي لوحت بإيقاف عطاياها لمصر.

وكتب أحد المغردين: السيسي بعد أن بدد وأضاع مليارات القروض والودائع من أموال السعودية والإمارات عاد ليطلب منهم المزيد بسبب مأزق اقتصادي كبير تعيشه مصر تسبب به هو وإدارته الفاشلة.

وأضاف: يبدو أن حكام الخليج رفضوا منحه مجددا فأطلق عليهم أبواقه الإعلامية لتبتزهم وتسيء لهم وتصفهم بالحفاة العراة.

وقال المغرد محمد، إنه أيقن أن السيسي سيطلق كلابه عندما تحدث وزير المالية أن المملكة لن تدفع أموالا لدول العالة حتى تحدث إصلاحات، لأنه هو المقصود. ورأى الحسيني، أن معنى الرسائل التي أرسلها رئيس رئيس تحرير صحيفة رسميه حكومية يمثل السلطة، أن الحنفية مفتوحة (والرز) الخليجى يستمر وإلا نسلط عليكم صعاليكنا. 

وأكد شريف المصري، أن الحديث عن تدهور العلاقات بين السيسي ومحمد بن سلمان لم يعد ضربا من التخرصات والتوقعات، فالمعركة بين أزلام الفريقين آخذة بالاتساع، وآخر المنضمين إلى هذه المعركة عبدالرزاق توفيق.

ثمن الخيانة

وتوقع الصحفي عبدالحميد قطب، تصاعد خلافات مصر والسعودية وتجاوزها التراشق الإعلامي إلى ساحات السياسة والاقتصاد، وأن تنحاز جميع دول الخليج للسعودية باستثناء الإمارات التي ترتبط بالمشروع الصهيوني أكثر.

وفي المقابل سيوجه إعلام السيسي النقد والشتم لجميع دول الخليج إلا الإمارات، يضيف قطب.

وكتبت صاحبة حساب "بنت مصر الحرة": "شايف يا الملك سلمان، شايف الكلب الخاين السيسي اللي دعمته انت وأخوك عبدالله بيقول إيه عليكم الحفاة العراة".

وأضافت: "هذا ثمن غدركم وتآمركم على الرئيس الشهيد محمد مرسي.. أهو الكلب اتسعر عليكم ونهشكم، وياما هتشوفوا منه ومن عصابته".

وأشار الصحفي اليمني عبدالجبار عوض الجريري، إلى أن السعودية دعمت السيسي في انقلابه على الرئيس مرسي، وقدمت له المال والإعلام والمواقف السياسية، وآخرتها ينقلب عليهم السيسي ويوجه إعلاميي نظامه الرسميين بالهجوم المباشر والعنيف على السعودية.

وأكد أن السعودية لم تفلح في اختيار حلفائها في جميع الدول العربية التي تدخلت فيها للأسف.

وكتب محمد الوليدي: "الثأر الذي بين الشعب المصري وحكام السعودية والإمارات والكويت الذين دعموا انقلاب السيسي الذي قتل خير شبابهم وسجن ما لم يستطع قتله ونهب ارزاقهم ونهب رجال أعمالهم وجوعهم وباع نيلهم وجزرهم وأفلس مصر وحملها ديونا يحتاج سدها عشرات السنين، لا يعدله أي ثأر فكفوا ألسنتكم!".

 ولفت آخر إلى أن السيسي الصهيونى يعاير السعودية ووصفهم بالحفاة العراة بعدما أعطوا له مليارات الدولارات غير البترول.

وتساءل: "فين أيام لما طلعت للملك عبدالله الطيارة وبوست رأسه عشان يعطيك شوية مصاري فعلا طول عمرك نمرود وخاين يا بن مليكة على رأى المثل من أمنك لا تخونه ولو كنت خاين وأنت خنت كل من دعموك".

وتساءل المغرد شريف: "ألم نقل لكم: وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.. هكذا هم أتباع السيسي".

مصريون يتبرأون

وأعلن ناشطون مصريون تبرؤهم من السيسي ونظامه وإعلامييه، داعين إلى إبعاد الشعوب عن حماقات ورهانات السياسيين وسقطات الإعلاميين.

وعد الدكتور مراد علي، تطاول الإعلاميين المعبرين عن الحكومة في مصر على دول الخليج ابتزازا رخيصا للحصول على مزيد من المعونات لتسديد الديون التي تم إهدارها في مشروعات فاشلة أو في جيوب الفاسدين. 

وأضاف أن هؤلاء عار على مصر والمصريين؛ لا يمثلونا ولا يعبرون عن حقيقة وعراقة شعب مصر. 

ولفت أحد المغردين، إلى أن السيسي بعدما دمر المصريين اقتصادي يدمرهم سياسيا بخسارة الأصدقاء، مؤكدا أن الوضع مزرٍ ومستفز.

وتوقع أن يكون رحيل السيسي عبرة، قائلا للخليجيين إن السيسي وإعلامه وقروضه لا تمثلنا، وشخصيا أتبرأ من كل كلمة مسيئة أو معيبة في حق أهل الخليج خاصة، والعرب عامة، نحن منكم وأنتم منا.

وناشد أبو أنس، شعوب الخليج قائلا إن هذا الجاهل ونظام السيسي لا يمثلان الشعب المصري، نحن مقهورون ومغلوبون بقوة الدبابة ولا إرادة لنا.

وقدم الناشط السياسي والحقوقي سام يوسف، اعتذاره الشخصي كمصري عن أية بذاءات أو وقاحة صدرت من بعض المحسوبين على الإعلام القومي المصري، معلنا معارضته كناشط حقوقي استخدام هذه اللغة تجاه أي إخوة في الإنسانية.

وذكر رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، بأن المفكر الكبير خالد محمد خالد، عندما مرض رفضت مصر علاجه فقرر الأمير نايف بن عبد العزيز علاجه في لندن على نفقته.

وأضاف: وعندما مرض المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري، رفضت مصر علاجه، فقرر الأمير عبد العزيز بن فهد ثم الأمير سلطان بن عبد العزيز تحمل نفقات علاجه في أميركا.

وكتب مناور العرافة: "الإساءة للسعودية ودول الخليج من هذا الأرعن التافه الذي لا يفقه من التاريخ شيئا أمر مرفوض بل نقول إن المملكة ودول الخليج يشرفونك أيها النكرة وكلنا خلقنا من تراب وكلنا للتراب راجعون أيها الساقط".