تستحق الدراسة.. ماذا وراء تطور العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وكازاخستان؟ 

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أعلنت الإمارات وكازاخستان، في 17 يناير/ كانون الثاني 2023، توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تعاون بين البلدين في مجالات مختلفة على هامش لقاء رئيس الإمارات محمد بن زايد مع نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف بالعاصمة أبوظبي.

وأكد مركز أنقرة للأزمات والأبحاث السياسية "أنكاسام"، أن هذه الاتفاقيات نتيجة طبيعية لتصاعد صور التعاون بين البلدين في السنوات الأخيرة، ولا سيما في المجالات الزراعية والطاقية.

مسار متصاعد

وقال المركز التركي إن كازاخستان تبرز بعملياتها الإصلاحية داخل دول آسيا الوسطى، لخلق مستقبل مزدهر للشعب الكازاخستاني. 

وتولي إدارة أستانا أهمية كبيرة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

ومن ناحية أخرى، تقوم دول الخليج باستثمارات في آسيا الوسطى وتحقق مكاسب اقتصادية كبيرة في إطار العلاقات التي طورتها مع دول المنطقة". 

لذلك، عندما يجرى فحص العلاقات بين دول الخليج وجمهوريات آسيا الوسطى، يلاحظ أن التعاون العملي القائم على الاحترام المتبادل والذي تم تشكيله من خلال منطق الفوز المشترك قد تطور. 

وتكمن طبيعة العلاقات بين كازاخستان والإمارات أيضا في نموذج التعاون الذي يناسب مصالح الجانبين.

ولهذا السبب، فإن زيارة رئيس كازاخستان توكاييف إلى أبوظبي في الفترة من 16 إلى 19 يناير 2023 تستحق الدراسة. 

وخلال الاجتماع بين الزعيمين، الذي عقد في جو بناء للغاية، قال توكاييف إن كازاخستان مستعدة وراغبة في إنتاج وتوريد المنتجات الزراعية العضوية إلى سوق الإمارات.

بالإضافة إلى ذلك، دعا توكاييف الشركات الإماراتية للاستثمار في بلاده، خاصة في صناعة الأغذية. 

من جانبه، قال ابن زايد إن العلاقات الإماراتية الكازاخستانية القوية المستمرة منذ أكثر من 30 عاما تعززت بفضل كون العلاقات الدبلوماسية مبنية على التفاهم المتبادل منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1992.

وأضاف أن الاتفاقية الموقعة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 لتأسيس شراكة إستراتيجية طويلة الأمد بين الطرفين توفر فرصا كبيرة في مجالات التجارة والفضاء وغيرها، خاصة الطاقة. 

وفي هذا السياق، خلال الاجتماع بين القادة، تم التأكيد على أن حجم التجارة في العلاقات الثنائية بلغ 600 مليون دولار في عام 2022 وتم اعتماد هدف زيادة هذا الرقم إلى 1 مليار دولار. بحسب الكاتب التركي.

اتفاق بنَاء

وأشار المركز التركي إلى توقيع تسع مذكرات تفاهم مختلفة بين الطرفين من أجل تحسين العلاقات على خط أستانا-أبوظبي، وشملت المجالات التالية:

أولا: إعلان مشترك حول المشاريع الاستثمارية الاستراتيجية

ثانيا: مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة وتطوير البنية التحتية في كازاخستان والهيئة العامة للطيران المدني

ثالثا: اتفاقية مبادئ بين وزارة الطاقة الكازاخستانية وصندوق كازاخستان لتنمية الاستثمار وشركة مصدر الإماراتية

رابعا: اتفاقية تعاون بين صندوق كازاخستان لتنمية الاستثمار وشركة مصدر

خامسا: مذكرة تفاهم متبادلة بين وزارة الصناعة وتطوير البنية التحتية لموانئ كازاخستان وأبوظبي

سادسا: اتفاقية تعاون استراتيجي بين "كازمونيا غاز" (شركة النفط والغاز الحكومية لجمهورية كازاخستان) وموانئ أبوظبي من كازاخستان.

سابعا: مذكرة تفاهم وتعاون بين وزارة الصحة الكازاخستانية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التعاون في مجال الصحة.

ثامنا: مذكرة هي مذكرة تفاهم بين أكاديمية كازاخستان للإدارة العامة وأكاديمية "أنور قرقاش الدبلوماسية".

وأخيرا اتفاقية بين أرشيف رئيس كازاخستان ودار الكتب والوثائق الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال المركز التركي إنه بالنظر إلى هذه الاتفاقيات يمكن القول إن الطرفين مصممان على تطوير التعاون على مستوى الشراكة الإستراتيجية.

بالإضافة إلى ذلك، تشير أهمية "مصدر" إلى أن الشركات الإماراتية ستأتي في المقدمة في المشاريع التي سيجرى تنفيذها في كازاخستان فيما يتعلق بقطاع الطاقة المتجددة. 

ويمكن تفسير مشاريع التعاون والبنية التحتية بين "كازمونيا غاز" وموانئ أبوظبي على أنها نذير بمشاركة الشركات الإماراتية، بما في ذلك بحر قزوين، في استثمارات البنية التحتية من حيث الطاقة. 

متعددة الأبعاد

أما في البيان المشترك الصادر بعد الاجتماع بين القادة، فجاء التأكيد على أهمية الشراكة الاقتصادية المثمرة بين البلدين.

وأعرب الطرفان عن عزمهما على تعميق التعاون الاقتصادي الثنائي بما يتماشى مع المصالح الوطنية.

وعلى وجه الخصوص، تمت مناقشة المجالات الواعدة مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والزراعة والتعدين والنقل والخدمات اللوجستية والتعاون بين البناء والمراكز المالية الدولية.

واتفق الطرفان على تعميق التبادل الثقافي، فضلا عن توسيع التعاون في مجالات السياحة والرياضة والتعليم والعلوم والصحة، والتقريب بين الشعوب، وتعميق التفاهم المتبادل بينهما، وإثراء الثقافات بشكل متبادل، وتطوير العلاقات الثنائية.

وقال المركز التركي: كما يمكن فهمه من البيان، فإن العلاقات الكازاخستانية الإماراتية لها بنية متعددة الأبعاد. فمن الواضح أن الديناميكية الدافعة لهذه العلاقات هي العلاقات التجارية. 

ومع ذلك، يرغب الطرفان أيضا في زيادة التفاعل بين الشعوب وتعزيز أواصر القلب من خلال مجالات مثل الثقافة والتعليم والرياضة والعلوم والصحة. كل هذه القضايا تكشف أن العلاقات على خط أستانا-أبوظبي تميل إلى التطور والتعمق.

ويمكن القول إن الاقتصاد هو القوة الدافعة في هذه العلاقات. لأن كازاخستان تبحث عن الاستثمار والإمارات تبحث عن سوق. لذلك، هناك علاقة براغماتية بين الطرفين تعطي الأولوية للمصالح المتبادلة. 

ومع ذلك، لا تقتصر العلاقات الثنائية على التعاون الاقتصادي. لأن كلا من أستانا وأبوظبي تريدان تعزيز التفاعل في مجالات التعليم والعلوم والثقافة وما إلى ذلك، وبالتالي بناء الجسور ليس فقط بين الدول ولكن أيضا بين الشعوب.