دروز فلسطين.. بندقية بيد الاحتلال الإسرائيلي وأعداء في نظر المقاومة

إسماعيل يوسف | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت جريمة قتل ضابط درزي في جيش الاحتلال الإسرائيلي شابا فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة حالة من الغضب الشديد تجاه هذه الطائفة ودعوات لاستهدافها.

وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2022 قتل جندي درزي من مسافة صفر الشاب عمار حمدي مفلح (22 عاما) في نابلس (شمال).

أعقب الجريمة دعوات شعبية فلسطينية لاستهداف الدروز، مثل اليهود، لأن نسبة كبيرة منهم تخدم في جيش الاحتلال وتعادي الفلسطينيين.

وطالب ناشطون المقاومة في قطاع غزة باستهداف مناطق الدروز داخل الأراضي المحتلة بالصواريخ في أي معارك مقبلة.

غضب وتهديد

دلالات هذا الغضب الفلسطيني تشير ضمنا لانتهاء صلاحية اتفاق تحدث عنه الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، بين المقاومة والدروز بعد تورطهم في عمليات قتل للفلسطينيين. 

تحدث، عبر تويتر، عن "اتفاق ضمني" بين فصائل المقاومة والدروز منذ انتفاضة الأقصى (عام 2000) يقضي بعدم تنفيذ عمليات استشهادية داخل المناطق الدرزية مقابل لجم المجندين الدروز في جيش الاحتلال، ويرى ما جرى "خرق للاتفاق".

أيضا طالب ناشطون مقاومة الضفة الغربية، ومجموعة "عرين الأسود" العسكرية خصوصا، باستهداف الدروز.

 لكن عرين الأسود دعت في بيان للتركيز على العدو الصهيوني بدلا من الدخول في معارك جانبية واستهداف الجنود أيا كانت عقائدهم.

وطلب بيان عرين الأسود عدم تحويل الجريمة التي نفذها جندي درزي في "حوارة" بمدينة نابلس إلى "شجار مع الدروز".

وأيدهم فريق من الفلسطينيين أكد أن "مشكلتنا مع ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي، لا الانشغال بمناكفات طائفية هنا وهناك لأن هذا يخدم دولة الاحتلال".

ويعد هذا الفريق الحديث عن استهداف الدروز "تشويشا لمعادلة الصراع الأساسية"، وهي بين طرفين الاحتلال والشعب الفلسطيني، حسبما يرى الكاتب "نواف رضوان" في موقع "عرب 48" 17 يوليو/تموز 2017.

وركز آخرون على أن الكيان الصهيوني يسعد جدا بتصنيفات الفلسطينيين لبعضهم البعض، لأنها تعمق الفجوات التي أسس لها منذ احتلاله.

وقبل واقعة القتل، احتجز مسلحون في جنين خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022، جثة جندي درزي توفي في حادث مروري قرب جنين للمطالبة باستبداله بمقاومين معتقلين، لكنهم أفرجوا عن الجثمان لاحقا.

وعقب احتجاز المقاومين جثمان الجندي الدرزي، تداعى مسلحون دروز مهددين باقتحام مخيم جنين لاستعادة الجثة بالقوة، وتدخلت السلطة الفلسطينية لإعادتها، وهي واقعة تشير لمكانة الدروز المتدنية لدى المقاومة.

المقاومة والدروز 

وهاجم ثلاثة جنود إسرائيليين دروز منزلا فلسطينيا بشكل انتقامي، وألقوا عبوة ناسفة عليه في بيت لحم ليلًا، انتقاما لاختطاف جثة الشاب الدرزي من قبل مسلحين فلسطينيين، بحسب ما نشرت قناة "ريشت كان" العبرية 28 نوفمبر.

وتضامن الكثير من الدروز مع الحركة الصهيونية منذ قيام "إسرائيل"، وابتعدوا عن القضايا العربية والإسلامية التي تبناها نظراؤهم المسيحيين والمسلمين، كما تجندوا في الجيش الإسرائيلي خلافًا لنظرائهم الفلسطينيين (باستثناء بدو النقب).

مع ذلك، هناك بعض الدروز يرفضون الخدمة في جيش الاحتلال بسبب معاملتهم بعنصرية.

وتبلغ نسبة الدروز، الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي 83 بالمائة، بحسب ما نشر موقع i24news في أغسطس/آب 2018.

وأظهرت دراسة أجراها مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي السنوي أن 54 بالمئة من الدروز يرفضون التجنيد.

فيما ذكرت دراسة لجامعة حيفا أن 65 بالمئة منهم يرفضون الخدمة العسكرية، وفق ما نشر موقع "الجزيرة" في 21 أبريل/نيسان 2021.

بصفتهم جنودا إسرائيليين قبل أن يكونوا دروزا يحتسبهم البعض على الهوية العربي تاريخيا، تعاملت المقاومة الفلسطينية معهم بصفتهم أعداء.

عقب جريمة الإعدام الأخيرة في نابلس مطلع ديسمبر، وصف "سامي أبو زهري" رئيس الدائرة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج، الجاني بأنه "جندي درزي يعمل في جيش الاحتلال".

وقالت حركة حماس في بيان إن ما جرى "جريمة صهيونية بشعة تعكس السلوك العدواني والفاشي للاحتلال وجيشه"، دون الالتفات لطائفة المعتدي.

وخلال المواجهات العديدة بين المقاومة سواء في غزة أو الضفة مع الجيش الإسرائيلي برزت أسماء ضباط دروز لعبوا أدوارا في قتل مقاومين والعدوان على الفلسطينيين.

ويوجد في جيش الاحتلال دروز في مناصب عليا، اشتبكوا مع المقاومة، منهم غسان عليان الذي قاد لواء غولاني، وأصيب خلال حرب غزة 2014 بجراح بليغة بنيران مقاتلي حماس.

وعُين عليان في 6 أبريل/نيسان 2021 منسقًا لعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس عام 2018 أن الضابط الكبير الذي قتلته، وهو قائد الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لقطاع غزة، ونائب قائد وحدة الكوماندوز "سييرت مجلان"، هو الدرزي محمود خير الدين.

وبعد ثلاث سنوات ونصف، نشر الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار 2022 اسم الضابط الدرزي الذي قُتل خلال عملية في قطاع غزة وهو اللفتنانت كولونيل محمود خير الدين، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

مع هذا تحاول المقاومة ممثلة في حركة حماس التواصل مع قادة روحيين دروز من أجل التوافق حول أهمية القضية الفلسطينية، لأنه ليس كل الدروز مؤيدين للاحتلال.

والتقى ممثلين عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، ثلاث مرات أعوام 2019 و2020 و2022 مع شيخ عقل طائفة الدروز نعيم حسين، لبحث "مستجدات القضية الفلسطينية وهموم وقضايا اللاجئين في لبنان".

وأكد الشيخ نعيم حسن، في كل اللقاءات دعمه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ودعمه لحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وشدد على رفضه جميع المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية.

حلف الدم

عقب قيام إسرائيل عام 1948 تطوع الدروز للخدمة في الجيش، ضمن كتيبة ضمتهم هم والبدو والشركس، تحقيقا لما سمي في حينه بـ"حلف الدم"، الذي شرعنه ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة إسرائيلية.

وعقد اتفاق بين قادة الاحتلال والطائفة الدرزية عام 1956، جرى بموجبه سن قانون يلزم الدروز بالالتحاق بالجيش، وعُرف بـ "حلف الدم" الذي يعني أن الطرفين أصبحا ملزمين بالقتال دفاعًا بعضهما عن بعض.

لم يكن هذا أول تحالف بين الدروز وإسرائيل، فقد سبقه في عام 1939 تحالفات مع المنظمات والوحدات العسكرية اليهودية مثل الهاغانا وتطوع عدد من الشبان الدروز للعمل معهم قبل قيام دولة إسرائيل.

وكانت عائلة "طريف" من أكبر العائلات الدرزية التي احتوتها الحركة الصهيونية والتي يُعد "موفق طريف" ممثلها الحالي لدى الاحتلال في القضايا الدينية، وصاحب السلطة الدينية العليا للدروز في إسرائيل.

وقد أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في 31 يوليو/تموز 2018 أن الأقلية الدرزية كانت تتعامل مع اليهود حتى قبل قيام إسرائيل وأطلقوا على تحالفهما الإستراتيجي "عهد الدم"، ووصف كل منهما الآخر بأنه "إخوة الدم".

وحاولت صحيفة "هآرتس" العبرية في 20 أكتوبر/تشرين أول 2015 تبرير رابطة الدم هذه بين الإسرائيليين والدروز بالزعم، عبر تحقيق علمي عن الأنساب، أن أقرب الأقارب الجينيين ليهود الشرق الأوسط هم الدروز، ويليهم البدو والفلسطينيون.

وقد سمح اليهود للدروز بالانخراط في جميع المؤسسات الإسرائيلية مقابل الاعتراف بالطائفة الدرزية "مستقلة"، لها محاكمها الخاصة وتنظيمها الديني المستقل، حيث يعيش نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، بحسب إحصاءات الاحتلال.

ووفقًا لدراسة أجراها مركز "بيو" الأميركي للأبحاث في 8 مارس/آذار 2016 يشكل الدروز حوالي 2 بالمائة من سكان إسرائيل ويعيش معظمهم في المناطق الشمالية من الجليل والكرمل ومرتفعات الجولان.

وحين أقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في 19 يوليو 2018 قانون "القومية" الذي يعني إقصاء لكل من هو غير يهودي، اعترض عليه الدروز لأنه يعدهم غير مواطنين رغم مشاركتهم في الدفاع عن دولة إسرائيل، وأعلن ضباط دروز استقالتهم.

لأن قانون الدولة القومية يعني أن إسرائيل تعتبر الجنود الدروز مجرد "مرتزقة" يقاتلون إلى جانبها، فقد حدث ما يشبه التمرد الدرزي داخل الجيش وأعلن ضباط استقالتهم ووقع آخرون على بيانات رافضة للقانون.

وقد سارع رئيس أركان الجيش وقتها غادي آيزنكوت للقاء الزعيم الروحي لطائفة الدروز موفق طريف في محاولة لامتصاص نقمة الطائفة على ذلك القانون، وحصل على ما أراد.

صرح "طريف" في نهاية اللقاء بأنه اتفق مع رئيس الأركان على "إبقاء المواضيع السياسية المختلف حولها خارج جدران الجيش"، ودعا الدروز للبقاء في الخدمة.

وحاول رئيس الحكومة وقتها بنيامين نتنياهو امتصاص غضب الدروز ونقمتهم على هذا القانون عبر إقرار قانون جديد، باسم "الخدمة العسكرية".

ويمنح القانون العسكريين الدروز امتيازات وتسهيلات في شراء شقق سكنية والحصول على مناصب حكومية.

بندقية إسرائيل

يشكل الدروز "بندقية إسرائيل" في المواجهات مع الفلسطينيين، وهناك كتائب كاملة منهم في الجيش الاسرائيلي، ينخرطون في قمع أهالي الضفة الغربية والقتال ضد المقاومة.

ويتقلّد قرابة 30 بالمائة من الدروز مناصب رفيعة في صلب وزارة الجيش الإسرائيلية، في الوقت الذي يرفض فيه 30 بالمائة من اليهود أداء الخدمة العسكرية، بحسب ما نشر موقع "لوكلي دو موان أوريون" الفرنسي 17 مايو/أيار 2017.

 كما يعمل بعضهم داخل أجهزة الشرطة والأمن وإدارة السجون ومراكز الاعتقال.

ويبلغ عدد الدروز حالياً في الجيش قرابة 19 ألف مجند موزعين على نقاط التماس مع العرب كدروع بشرية لليهود، وموزعين كذلك على الوحدات الخاصة مثل وحدات المستعربين (الدوفدفان) والتي تعنى باغتيال واختطاف ناشطي المقاومة الفلسطينية.

وقد قُتل منهم نحو 456 عسكريا درزيا خلال خدمتهم في حروب الجيش الإسرائيلي منذ عام 1948 حتى الآن.

وأنشأت إسرائيل عام 1974 خصيصا وحدة عسكرية باسم الدروز استمرت لأكثر من أربعة عقود.

وهي وحدة مشاة تسمى "حيريف" أو "كتيبة السيف"، لأن الدروز يفضلون السيف كسلاح، لكن جرى حلها بعد 41 عاما عام 2015.

وبرر جيش الاحتلال حل هذه الوحدة بأن "الغالبية العظمى من الجنود الدروز يريدون الخدمة في الوحدات النظامية، وليس الفصل العنصري بينهم وبين الجنود اليهود"، بحسب ما قالت صحيفة "هآرتس" في 19 مايو/أيار 2015.

وفي أبريل 2021 جرى تعيين منسقا لشؤون الأراضي الفلسطينية في وزارة الأمن الإسرائيلية منهم، هو الجنرال الدرزي، غسان عليان، الذي عُين خلفا للجنرال الدرزي أيضا، كميل أبو ركن، الذي تولى هذا الموقع خلال السنوات الماضية.

وقد عين منهم أيضا رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، المقدم أيوب كيوف من الطائفة الدرزية في 28 نوفمبر/تشرين ثان 2022، وكان في السابق قائداً لوحدة شيلداغ وسييرت غولاني وقائداً للواء منشيه (لواء جنين) وترقى إلى رتبة عقيد.

ويشارك الدروز أيضا في حكم الدولة الصهيونية، فقد كان منهم الوزير صالح طريف، الذي خدم في حكومة أرئيل شارون.

و"أيوب قرا" الذي تقلّد منصب وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو حتى عام 2019، وهو مكلف بملف صحراء النقب ومدينة الخليل.

وكان هناك أيضا "مجلي وهبي" الذي شغل منصب نائب المتحدث باسم رئيس الكنيست الإسرائيلي لفترة وجيزة تحديداً سنة 2007، و"نايم عرايدي" الذي عُيّن سفيراً لإسرائيل في النرويج. 

ومن بين 120 نائبا في الكنيست، يوجد أربعة نواب من الطائفة الدرزية، علماً أن الدروز لا يمثلون سوى 2 بالمائة من مجموع عدد سكان إسرائيل.

وقد حاولت إسرائيل معاملة الدروز كاليهود، باعتبارهم قومية مستقلة عن العرب والفلسطينيين، لذا شارك قادة الطائفة في تأييد قيام الدولة الإسرائيلية والمشاركة في جيشها، وقبول التجنيد الإجباري لأبنائهم. 

هل هم مسلمون؟

يرى البعض أن الدرزية مذهب إسلامي، لكنها "عقيدة خاصة"، وفرقة باطنية تقترب عقيدتها من عقيدة الإسماعيلية تخفي عقيدتها عن الناس، بحسب علماء.

نشأت إبان حكم الطاغية الحاكم بأمر الله الفاطمي (408هـ) على يد محمد ابن إسماعيل الدرزي بنشتكين، الذي أعلن ألوهية الحاكم بأمر الله، مما أثار المسلمين ضده، لذا أتت تسمية الطائفة نسبة إليه.

برغم أن بنشتكين كان من أوائل الدعاة إلى هذه العقيدة، فقد انشق عنها، إلا أن اسمه ظل ملتصقًا بها لكنهم يفضلون أن يُطلق عليهم تسمية "الموحدين"، أو "بني معروف"، وهي قبيلة ينتسبون إليها.

وتنص كتبهم على تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي (985 -1021م) الذي اشتهر في التاريخ بأفعال غريبة خارجة عن المألوف، لكن العقيدة الدرزية أعطت تلك التصرفات معان باطنية أغرب.

ويتبني الدروز تفسيرا باطنيا للقرآن الكريم يتضمن إبطال الشعائر والعبادات الإسلامية كالصلاة والزكاة.

ولهم كتبهم المقدسة الخاصة بهم، ونالت عقيدتهم الكثير من التبديل بمرور الوقت وفقًا لما خلص إليه محمد كامل حسين، في كتابه "طائفة الدروز تاريخها وعقائدها".

ويقول العالم الأزهري الراحل الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا إن الدروز كانوا أولا من الإسماعيلية ثم خرجوا عليهم، وتقوم عقيدتهم على تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي، حسبما نقل عنه موقع "فيتو" في 5 سبتمبر/أيلول 2020.

قال إنهم "يعدون في الرسميات مسلمين، وإن كانت مبادئهم الدينية سرية لا يصرحون بها، إذ يتبعون مبدأ "التقية"، ويتخذون سنة 408 هجرية بداية لتاريخهم الذي أعلنوا فيه ألوهية الحاكم".

وليس لهم مساجد بل خلوات خاصة لا يدري ما يجرى فيها، ولا يصومون رمضان، ولا يحجون إلى الكعبة، بل إلى خلوة البياضية في بلدة "حاصبية" التابعة لبيروت.

وقد صدرت عن دار الإفتاء المصرية فتوى سنة 1934م تؤكد أنهم يعتقدون بتناسخ الأرواح، وحل الخمر والزنا، وأن الألوهية تظهر في شخص بعد آخر.

ولا يؤمنون بالبعث أو الصوم والصلاة والحج، ويتكلمون في النبي محمد صلى الله عليه وسلم "كلمات فظيعة".

أضافت الفتوى أنهم ينتحلون عقائد النصيرية والإسماعيلية الذين يلقَّبون بالقرامطة والباطنية.

ويرى علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم في ديار الإسلام بجزية ولا غيرها، ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم.