"أذنه تؤلمه".. سخرية واسعة من اعتذار ابن سلمان عن عدم حضور القمة العربية

12

طباعة

مشاركة

اعتذارات متتالية تشهدها القمة العربية المرتقبة المقرر عقدها في الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي تعقد في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، إذ تأكد غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالإضافة إلى خمسة زعماء آخرين.

تقارير إعلامية نقلت عن مصادر مقربة من لجنة التحضير للقمة قولها إن خمسة قادة عربا أبلغوا الجزائر، قبل ولي العهد السعودي، بتعذر مشاركتهم في القمة؛ فيما قالت الرئاسة الجزائرية إن ابن سلمان تأسف عن حضوره اجتماع القمة "امتثالا لنصائح الأطباء".

والقادة الخمسة هم، أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وأثارت المبررات التي ساقها الديوان الملكي السعودي لامتناع ابن سلمان عن المشاركة في القمة العربية ردود فعل ساخرة بين الناشطين على تويتر، كما قدموا تفسيرات أخرى تتعلق بالقضايا التي ستناقشها القمة التي تأجلت منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا.

واستهزؤوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #القمة_العربية، و#محمد_بن_سلمان، بولي العهد السعودي، مشيرين إلى نيته المشاركة في قمة العشرين المقرر عقدها بعد أسبوعين من القمة العربية في جزيرة بالي الإندونيسية.

وقدم ناشطون تفسيرات عدة لامتناع ابن سلمان عن المشاركة في القمة، منها أنه ربما لا يثق بأنه سيكون في أمان بعيدا عن قصره.

ورأوا أن عدم حضور بعض قادة الدول القمة العربية التي كان عنوانها منذ البداية "القضية الفلسطينية"، يأتي تجنبا للحرج؛ إذ إن أغلبهم مطبع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويحاول وأد القضية وفرض التطبيع على الشعوب. 

تهكم وسخرية

وتفاعلا مع الأحداث، سخر عضو التجمع الوطني السعودي المعارض أبو الجوائز المطاميري من العذر الذي قدمه ولي العهد قائلا: "هذا وقد نصحه الأطباء بعدم ركوب الطائرة بسبب العارض الصحي، ولكن سمحوا له بركوب اليخت وكان في وداعه الديوان الملكي".

من جانبه، كتب المذيع رفيق سحالي: "تصوروا أن سبب تعذر مشاركة ولي العهد السعودي في قمة الجزائر هو الخشية من رضح الأذن الضغطي والتأثير على الأذن الوسطى بسبب استخدام الطائرة لمسافات طويلة دون توقف!".

وتساءل: "من منكم لم يعان من طنين الأذن وانسداد بسبب الضغط عند ركوب الطائرة؟!".

بدوره سخر الصحفي وائل عصام من اعتذر ابن سلمان عن عدم حضور القمة العربية في الجزائر بسبب "نصائح طبية بتجنب السفر الطويل"، لكنه سيزور الهند الأبعد من الجزائر.

كما تساءل الكاتب الدكتور محمد الهاشمي الحامدي: "بأي حق وبأي منطق تكون وليا للعهد في السعودية إذا كنت عاجزا عن السفر بالطائرة 5 ساعات فقط من الرياض إلى الجزائر لحضور القمة العربية؟".

تفسيرات وتحليلات

ونشر صاحب حساب نحو الحرية صورة لابن سلمان، متسائلا: "ما الذي قد يمنعه من حضور قمة الجزائر؟ هل يخشى انقلابا في الداخل؟ أم أنه لا يأمن على نفسه في الخارج؟".

وأضاف: "بيان الوكالة السعودية انقعوه واشربوا ميه، الصحف الأجنبية ستكشف كل شيء".

وأكد الكاتب نصرالله القليصي أنه لا علاقة للطب والصحة في موضوع اعتذار ابن سلمان عن عدم السفر، وإنما هناك تخوف من انقلاب في المملكة ضده لحظة وجوده في الجزائر بالإضافة لبعض الأمور المتعلقة بالملاحقة القانونية. وتساءل الإعلامي اللبناني حسين مرتضى: "هل فعلا ابن سلمان مريض ولذلك لن يحضر قمة الجزائر، أو يخاف من انقلاب داخل المملكة، أم بسبب رفض الجزائر الدور السعودي الداعم للمغرب، فأراد أن يسجل امتعاضه من الجزائر؟".

وعلق الصحفي السعودي تركي الشلهوب، على اعتذار ابن سلمان بناء على نصيحة الأطباء متسائلا: "هل هي دعوات المسلمين أصابت؟ أم أنه كاذب واتخذ موضوع المنع من السفر كحجة؛ لأنه يخاف أن يسافر؟".

خذلان فلسطين

وأرجع المعارض السعودي علي هاشم رفض ابن سلمان الذي وصفه بالصهيوني المشاركة في القمة العربية لتأكيد الوزير الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، قبل أيام، أن القمة العربية ستكون موعدا لتأكيد دعم القضية الفلسطينية.

ونشر الناشط الحقوقي أحمد محمد شرف الدين صورة قديمة لابن سلمان، وعلق عليها قائلا: "يبدو أن عروش المطبعين إلى الهاوية قريبا هذا منشار ولي العهر السعودي يعتذر للرئيس الجزائري عن عدم حضوره القمة العربية ﻷن أوضاع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القمة".

وأضاف: أن "السعودي خائف من زعل الصهاينة ولو على حساب القضايا العربية والإسلامية وﻷن المطبعين تحت القرار العبري أيضا".

وقال محمد ذو الرحى: "يبدو أن الإسرائيلي ما سمح لسلمان وولي عهره بحضور القمة العربية في الجزائر لأن القمة حول القضية الفلسطينية فاضطر بالتعلل الأول بالعجز والكسل والهرم والآخر بالجبن و الصمم".

ورأى أحد المغردين أن اعتذار ابن سلمان عن عدم حضور القمة العربية في الجزائر خير للعرب، قائلا: "لعل المستضيف يعيد حساباته في علاقاته مع إيران إن كان عربيا فعلا كما يدعي".

وقال أسامة الموسوي: "إذا كانت الجزائر يهمها حضور ولي العهد السعودي، فعليها تغيير اسم القمة العربية من (قمة فلسطين) إلى (قمة إسرائيل) أو (قمة التطبيع العربي الإسرائيلي).

وأضاف: حينها أضمن لكم حضور ولي العهد السعودي ولو يكلفه ذلك أن يحبوا حبوا، مردفا: "اللعنة على المطبعين مع العدو الأول للإسلام والمسلمين".

تصفية الشرفاء

وأعربت عضوة تنسيقية النساء الصحراويات بإسبانيا سلطانة سيد محمد، عن يقينها أن كل من سيحضر القمة العربية المنتظر انعقادها في الجزائر هم الشرفاء الذين هم في مستوى أن تطأ أقدامهم أرض الشهداء الطاهرة، أما المطبعون فبأي وجه سينظرون إلى أحرار فلسطين؟

واتفقت معها في الرأي خليلة زيوت، قائلة لها: "يقينك في محله رفيقتي، الجامعة العربية مخترقة من قبل إسرائيل منذ القدم ورغم محاولة الجزائر الشقيقة ترميم البيت العربي استجابة لإرادة الشعب العربي فإن بعض حكام العرب المطبعين مع الكيان الإسرائيلي بالوكالة سيحضرون القمة، وما دام مقر الجامعة في القاهرة فلا أمل مرجو منها.

وكتب المغرد الرحبي: "طالما هي في الجزائر قمة عربية فمن غير الطبيعي حضور المطبعين فيها، وإلا لأصبحت قمة عبرية". ورأى المغرد صلاح أن المصالحة الفلسطينية أربكت المطبعين على الحضور لقمة الجزائر، مؤكدا أن الفرق واضح بين الكلام والفعل لحضرة دولة فلسطين، وأن كل متخاذل عن القضية سيتخلف عن المجيء والشعوب منهم ومن هروبهم بريئون.

تأجيل القمة

واقترح ناشطون تأجيل القمة، إذ رأى أستاذ العلوم السياسية بالكويت الدكتور عبدالله الشايجي أن النظام العربي مأزوم ومكشوف، وأن من الأفضل تأجيل القمة العربية في الجزائر لأنها لن تحل أيا من أزمات العرب. 

وأشار إلى أن تمثيل القادة يتدنى باستمرار، لافتا إلى تفاقم الخلاف بين الجزائر والجار المغرب الشقيق، وانقسام العرب وبعضهم مطبعون، وهناك حكومات تصريف أعمال.

وأكد الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري أن غياب ابن سلمان ترتب عليه غياب 4 من القادة العرب؛ أمير الكويت، ورئيس الإمارات، وسلطان عمان، ورئيس لبنان، قائلا: "لا يغرنك إعلانهم عدم الحضور قبل ابن سلمان".

واتهم المتغيبين عن القمة بمحاولة إفشالها، مضيفا: "حضروا أو لم يحضروا لن يُغيّروا من واقع الأنظمة العربية وسياستها شيئا".