"ألاعيبها لن تتوقف".. دبلوماسي إيراني: عودة سفير أبوظبي تصحيح للخطأ

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أعلنت الإمارات في 22 أغسطس/ آب 2022 أن سفيرها في إيران سيف محمد الزعابي سيعود إلى طهران "خلال الأيام المقبلة"، بعد أكثر من ست سنوات من تخفيض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تضامنا مع جارتها السعودية.

واستبعد موقع "راهبرد معاصر" الفارسي في مقابلة مع السفير الإيراني السابق في المكسيك "محمد حسن قديري أبيانه"، أن تتوقف الإمارات عما أسماها "الألاعيب السياسية" مع عودة سفيرها إلى طهران، مؤكدا أن وجود علاقات دبلوماسية لا يعني بالضرورة وجود علاقات طيبة بين البلدين.

مرحلة جديدة

وذكر الموقع الإيراني أن العلاقات الدبلوماسية بين طهران وأبوظبي تضاءلت مع انقطاع العلاقات بين إيران والسعودية عام 2015، إذ قررت أبوظبي  أن تقلل مستوى علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع طهران.

وظهر الصعود والهبوط في العلاقات السياسية بين إيران والإمارات على مرأى من الأعين في عهد الرئيس الحالي محمد بن زايد، لكن العلاقات التجارية بين البلدين لم تتوقف قط.

وفي 2021 بالتزامن مع استقرار العلاقات بين طهران والرياض نحو التحسين ورفع التوتر سارت العلاقات بين إيران والإمارات نحو الانفتاح إلى حد ما.

وبعيدا عن النزاعات الإقليمية بين إيران والإمارات مثل حرب اليمن، ومسألة سوريا، وكذلك تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، كانت الإمارات تقوم بدور الوسيط التجاري لإيران، وبسبب بنيتها التحتية التجارية.

وادعى الموقع أن جيران إيران في غرب آسيا ومن ضمنهم السعودية، والإمارات، والبحرين كانوا يبدون اهتماما خاصا لاستغلال أقصى ضغط من قبل البيت الأبيض.

وخاصة في مجال العقوبات خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وأيضا في حكومة جو بايدن الحالية؛ لتعديل سياسات إيران الإقليمية من وجهة نظرهم.

لكن أخيرا قررت هذه الدول تغيير نظرتها وسياساتها تجاه إيران؛ لعدم وجود عائد من ذاك الطريق، وتسعى لاستئناف العلاقات وتقليل تبعات التوتر الإقليمي على عكس السابق.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين إيران والإمارات شهدت فترة مليئة بالصعود والهبوط، إلا أن الدلائل خلال الشهور الأخيرة تشير إلى بداية فصل جديد من العلاقات بين الجارتين القديمتين.

وفي هذا السياق رأى السفير أبيانه أن الإمارات تسعى في الوقت الراهن لتصحيح خطئها في تقليل مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

لأن إيران على الرغم من كل المعوقات، إلا أنها باقية وفي وضع تطور، لذا البلدان الأخرى مجبرة على تحسين علاقاتها معها.

شكوك متواصلة

ولفت السفير الإيراني إلى أن وجود العلاقات الدبلوماسية لا يعني بالضرورة وجود علاقات طيبة، لكن ذلك يحمل إشارة خاصة.

وقال: "مثلما لدينا علاقات مع إنجلترا وفرنسا، ولهما سفارات في بلدنا، إلا أن كلتيهما داعمتان لـ(الإرهاب)، وينفذون قرارات ضدنا".

وبناء على ذلك فإن إيفاد السفير الإماراتي إلى إيران تصحيح للخطأ السابق، لكن لا يعني هذا أنهم كفوا أيديهم عن ألاعيبهم السياسية.

وعن الأهمية الاقتصادية لتحسين العلاقات مع الإمارات أوضح السفير أبيانه أن المستوى التجاري بين إيران والإمارات مرتفع، ويوجد الكثير من الإيرانيين هناك.

وادعى أن ميزان التوسع في العلاقات بين إيران والإمارات ودول الجوار الأخرى متعلق باستقلالية الدول.

فلو أرادت هذه الدول أن تطيع أميركا وتتبع سياساتها، بلا شك سيكون هناك قيود في العلاقات بينها وبين إيران.

واتبعت الإمارات وباقي الدول الضغوط الأميركية، ومن ثم وضعت قيودا للعلاقات التجارية مع إيران، والآن يرون الخسارة بأنفسهم جراء هذا الوضع.

وهذا الأمر من خصائص الحكومات التابعة التي تفضل المصالح الأميركية على مصالحها الخاصة.

وتابع: لم تطالب إيران بانحصار مستوى العلاقات مع الجيران أبدا، حتى مع الدول التي تتصرف عكس سياساتنا.

فحينما يكون لنا سفير في دولة ما، يكون لديه إمكانية التواصل مع السلطات المحلية في مستويات أعلى، وامتلاك هذه الإمكانيات يمكن أن يساعد أكثر في طبيعة العلاقات بين البلدين.

وقال إن أميركا تبث الرعب بين دول المنطقة للبعد عن التعامل مع إيران، وإحدى السياسات التي تتبعها، والتي أكد جهاز الاستخبارات الأميركي على صحتها هي تصدير معلومات مغلوطة بشكل متعمد إلى المنظمات الأمنية لدول المنطقة.

ومن ثم تتظاهر بأن إيران تسعى إلى ضرب أمنها. وتسعى أميركا عبر ذلك إلى تشويه العلاقات بين إيران ودول الجوار، وبعض هذه الدول تتأثر بهذه المعلومات الزائفة.

تعددية لافتة

كما أكد السفير أبيانه أن الاقتصاد العالمي في حالة انتقال من الغرب إلى الشرق، ومن أحادية القطبية إلى تعددية القطبية.

وعند إدراك هذا الأمر "نرى أن الأميركان هزموا في عدة مجالات من قبل إيران، ومن ثم اختارت دول الجوار تحسين علاقاتها مع إيران"، يزعم السفير.

وأضاف: شهدت هذه الدول الوجود الأميركي على الأراضي الأفغانية لعشرين عاما، وتحمل الجميع تكلفة ما فعله الأميركان في أفغانستان.

وفي نهاية المطاف أجبر الأميركان على الهروب من أفغانستان. فهم يفضلون مصالحهم على مصالح سائر الدول، وكان هذا ناقوس الخطر والتحذير لزعماء الدول.

وعن تأثير تحسين العلاقات بين إيران والإمارات على العلاقات بين طهران والرياض، قال السفير أبيانه: لم نخل بالعلاقات بيننا وبين السعودية، واستهداف السفارة السعودية لم يكن قرار النظام.

وأضاف: لقد شهدنا مرارا وتكرارا الهجوم على سفاراتنا في الدول الأوروبية، لكن لا زالت العلاقات بيننا وبينهم مستقرة.

مع أن الحكومات في هذه الدول تدعم هذه الهجمات والتجاوزات، لكن "في إيران يجري التعامل مع الهجمات بمواجهة معارضة حازمة"، على حد قوله.

ومشكلة قطع العلاقات بيننا هي من جانب السعوديين، وكان يجب أن يدعوا السلوكيات العدائية جانبا ويتعاملوا وفقا للاحترام المتبادل.

ولا تعارض إيران تحسين العلاقات مع السعودية، على الرغم من أن السعوديين لم يفعلوا شيئا جيدا لعلاقاتهم مع إيران.

وأكررها ثانية وجود العلاقات الدبلوماسية بين الدول لا يعني بالضرورة وجود علاقات جيدة.