حان وقت الإنقاذ.. مطالبات فلسطينية بإجراء انتخابات ورحيل سلطة عباس

12

طباعة

مشاركة

طالب ناشطون فلسطينيون بإجراء انتخابات عامة وشاملة بعد مرور أكثر من عام على إلغائها من قبل رئيس السلطة محمود عباس بدعوى عدم موافقة إسرائيل على عقدها في مدينة القدس.

جاءت تلك المطالبات تزامنا مع إطلاق ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، مبادرة تحت عنوان "الإنقاذ الوطني"، دعا خلالها إلى تشكيل "هيئة انتقالية لإنجاز التغيير وإعادة البناء".

ونشر القدوة في 27 يوليو/تموز عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" المبادرة وقال إنه أطلقها خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية "زوم" مع مجموعة من الشخصيات الوطنية والسياسية والاجتماعية من داخل فلسطين والشتات.

وقال في ديباجة مبادرته إن "هذه الوثيقة مقدمة إلى المواطن في أماكن وجوده كافة، وإلى الفصائل والقوى والتجمعات الفلسطينية (....) بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية (...) ومع استمرار التدهور الحاد في الحالة الفلسطينية والاستكانة السياسية تجاه ذلك".

وأوضح أن الهدف من المبادرة هو "الدفع نحو حالة وطنية تنجز تغييرا واسعا وعميقا في النظام الفلسطيني السياسي، وتعيد بناء مؤسساته".

وجاء في نص المبادرة أن آلية الانتقال تتمثل في تشكيل هيئة مؤقتة، تكون مسؤولة عن إجراء الحوار الوطني وتنفيذ نتائجه وفق فترة زمنية محددة، داعيا إلى ممارسة ضغط سياسي وجماهيري وقانوني لحشد التأييد لإحداث التغيير.

وقرر عباس في أبريل/نيسان 2021 إلغاء الانتخابات التي كانت مقررة في الشهر الذي يليه، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي عدم حصول القائمة الرسمية لحركة التحرير الوطني "فتح" التي يرأسها على الكتلة الأكبر من أصوات الناخبين واحتمال خسارة عباس أمام منافسه الأسير مروان البرغوثي في الانتخابات الرئاسية.

في المقابل، تصاعدت قوة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحظوظها وسط تشرذم حركة "فتح" والانقسامات والانشقاقات الداخلية، واتجاه قيادات فيها لتشكيل قوائم منفردة.

وعبر وسمي #الشعب_يريد_انتخابات، #ارحل_يا_عباس، استنكر ناشطون احتكار عباس للسلطة وهيمنته على مفاصل الدولة ومصادرته لقرار الشعب، واتهموه بالعمالة لصالح الكيان المحتل وخيانة الفلسطينيين والتفريط في القضية طوال مدة حكمة المستمرة منذ أكثر من 17 عاما.

وأشاروا إلى أن الأوان قد آن للشعب أن يختار من يحكمه ويمثله ويحمل همومه ويعمل لمصلحته، وأن على السلطة القائمة أن تتقاعد بعدما دمرت القضية الفلسطينية، لتفسح المجال أمام الفلسطينيين ليحققوا مصيرهم بإرادتهم.

ومنذ 2007، يسود انقسام بين "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، و"فتح"، ولم تفلح وساطات واتفاقات في إنهائه. وبدأ الانقسام بعد عدم تمكين الحركة الإسلامية من الحكم عقب فوزها الكاسح في الانتخابات التشريعية عام 2006.

رحيل عباس

وصب ناشطون غضبهم على رئيس السلطة الفلسطينية وطالبوا برحيله، وعددوا سقطاته وفشله خلال 17 عاما من عمره في الحكم، مشيرين إلى أن فساده وسلطته أوصل الفلسطينيين لهذا الحال المزري، وأن الحل برحيله وإجراء الانتخابات الشاملة.

وأوضحت الناشطة الفلسطينية فدوى عمر، أن سلطة عباس نشرت الفلتان في الضفة الغربية وأطلقت النار على أساتذة الجامعات والأسرى المحررين وقتلت الناشطين وأصحاب الرأي.

وقالت الأستاذة في التاريخ الإسلامي الأندلسي ياسمين حمادة: "في ناس إذا استقالوا نزعل عليهم ونتذكر خدماتهم للناس، وفي ناس إذا استقالوا فرقاهم عيد.. عباس فراقك عيد من يوم ما جئت ما شفنا الخير".

وأشارت الناشطة المقدسية إسلام أحمد ندا، إلى أن 17 عاما على نظام سلطة عباس شهدت حصار غزة، وتنسيقا مستمرا، وعقوبات مفروضة، ومحاربة الكلمة بالضفة.

ولفت هاشم حمادة، إلى أن المافيات تعربد في الضفة في عهد عباس.

واتهم المغرد يزيد سلطة عباس باستخدام مناصبها لمحاربة المقاومة واعتقال عشرات المجاهدين.

إفلاس "فتح"

واستهجن ناشطون إصرار حركة فتح ورموزها على الوقوف أمام الشعب الفلسطيني بأكمله برفض إجراء الانتخابات وإعاقة تنفيذ مبادرات إنهاء الانقسام رغم مطالبة كل فصائل العمل الوطني بضرورتها، واتهموها بالتفريط بحق اللاجئين والتكاسل عن الدفاع عن المقدسيين واستخدام مناصبها لمحاربة المقاومة.

واستنكرت ملك شريف المصري استمرار حركة فتح في إهمال كل مكونات الشعب ورفضها مبادرة الانتخابات وإنهاء الانقسام. 

كما اتهم المغرد أنس "فتح" بعرقلة إجراء الانتخابات، مؤكدا أن فضائحها ممثلة بقيادة السلطة وفسادها كفيلة بإنهاء وجودها على الساحة الفلسطينية.

وأضاف أنهم لأجل ذلك يرفضون إجراء انتخابات، مشيرا إلى أن الشعب اليوم ملتف حول المقاومة ويلفظ التنسيق والخيانة، ولذلك من حقه أن يختار من يمثله بإرادته.

ورأى الناشط رعد علي أن سلطة فتح لولا أنها تعي جيدا ما ستفرزه الانتخابات من نتائج لما قاطعتها، مؤكدا أن السلطة اليوم في أشد حالات إفلاسها.

وتعجب الصحفي أحمد النجار، من رفض فتح طوال 17 عاما المبادرات التي تقدمها الفصائل والشخصيات لإجراء الانتخابات الشاملة.

الانتخابات حق

وتحدث ناشطون عن حقهم في إجراء الانتخابات الشاملة واختيار ممثليهم، داعين إلى الاصطفاف الوطني والشعبي للضغط لإجراء انتخابات ورفض قرارات عباس تأجيلها ومصادرة حق الشعب بتقرير مصيره.

وبحسب تصريحات إعلامية أدلى بها المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان، فإن الاتحاد يطالب بإجراء الانتخابات بشكل دائم، وبضرورة تحديد موعد لها بأسرع وقت.

وأكد أن الانتخابات في القدس يجب أن تجرى وفق الاتفاقات الموقعة، والتي تنص على حق سكان القدس من الفلسطينيين بالمشاركة في الانتخابات ترشحا وانتخابا.

وأوضح عز الدين البطش أن الانتخابات حق معطل بقرار من محمود عباس، متسائلا: "متى يأخذ الشعب الفلسطيني هذا الحق؟".

وأعرب أحد المغردين عن رغبة الفلسطينيين بإسقاط ما أسماها "سلطة العار والخيانة والعمالة" وأن فعل ذلك "واجب وطني على كل شريف كما هو الحال مع مقاومة الاحتلال".

وانتقدت مشيرة العقاد تخييب عباس آمال الفلسطينيين كلما اقتربوا من تحقيق الحلم، بتعطيل إجراء الانتخابات وإعادتهم لنقطة الصفر.

وأكد أبو عبدالله على وجوب النزول إلى الشارع لإجبار عباس على إجراء الانتخابات.