"خطة تحايل".. لهذا عينت الأمم المتحدة ستيفاني ويليامز مستشارة خاصة بليبيا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

اعتبرت مجلة إيطالية أن اختيار الأميركية ستيفاني ويليامز مطلع ديسمبر/كانون الأول 2021، مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ملف الأزمة الليبية، كان ضروريا.

وقالت مجلة "فورميكي" إن القرار حظي بترحيب وبشكل إيجابي نظرا لما تتمتع به الدبلوماسية الأميركية من مهارات وخبرات في الملف، مشيرة إلى احتمال أن يسهم في مشاركة أكبر لواشنطن في المشهد.

وأوضحت أن هذا القرار، الذي جاء على إثر استقالة المبعوث الخاص السلوفاكي يان كوبيش قبل أسابيع، يهدف إلى إنقاذ الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021. 

خطوة تكتيكية

واعتبرته أيضا بمثابة "خطوة تكتيكية للتحايل على روسيا" التي أرادت تعطيل اختيار مبعوث خاص جديد باستخدام حق النقض في مجلس الأمن، وذلك لما من شأنه أن يعقد العملية الانتخابية التي تعد جزءا من الاستقرار.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة كانت قد شرعت في هذا المسار منذ خريف العام 2020، بتعيين حكومة مؤقتة مهمتها إجراء الاستعدادات الضرورية للذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وترى فورميكي أن "غياب ممثل رسمي عن الأمم المتحدة في المسار الانتخابي المعقد نوعا ما، من شأنه أن يؤدي إلى الكشف عن نقطة ضعف رسمية قد تستغلها قوى نافذة داخل ليبيا وخارجها". 

ونوهت بأن ويليامز على دراية بأوضاع البلاد خصوصا وأنها شغلت منصب نائب المبعوث الخاص السابق غسان سلامة قبل أن تحل محله بالإنابة بشكل مؤقت بعد استقالته. 

ويذكر أن الأخير كان من أول المعلنين والمرحبين بقرار تعيين ويليامز مستشارة خاصة.

وكتب في منشور على حسابه الرسمي بموقع تويتر "أشكر السيد الأمين العام على قراره بإعادة الزميلة ستيفاني ويليامز الى موقع المسؤولية في ليبيا لما أعرفه عن حنكتها وقدراتها وعزمها على استكمال ما بدأناه معا".

ذكرت المجلة أن ويليامز كانت قد أشرفت على المباحثات والمفاوضات الدبلوماسية التي أفضت إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الأولى بعد سبع سنوات من الصراعات المسلحة والانقسامات.

وقد تمخضت هذه الحكومة عن لقاءات ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي دعت الدبلوماسية الأميركية إلى تأسيسه في الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه ميدانيا. 

وبينت المجلة الإيطالية أن الغاية من تأسيسه كانت العمل أيضا على تخفيف ثقل تدخل الأطراف الخارجية، التي اصطفت إلى جانب أطراف ليبية بوحدات عسكرية هجينة ونظامية في كل من طرابلس وبرقة. 

وفي ذات الصدد، أشارت المجلة إلى تواجد قوات تركية في الغرب حشدتها أنقرة بعد اتفاقية تعاون عسكري موقعة مع حكومة الوفاق السابقة بقيادة فايز السراج (معترف بها أمميا).

وذلك في مقابل انتشار مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ومقاولين عسكريين أفارقة آخرين (ربما جرى تمويلهم من قبل بعض دول الخليج) في شرق البلاد، وفق المجلة.

مرحلة الاستقرار

وكانت ويليامز قد سلطت الضوء خلال منتدى "حوارات المتوسط" الذي جرى تنظيمه في روما أخيرا على أهمية الاستحقاق الانتخابي لاستكمال مرحلة الاستقرار، بالإضافة إلى القيمة الإستراتيجية لليبيا بالنسبة للبحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

كما اعتبرت الدبلوماسية الأميركية الملف "أولوية" للبيت الأبيض. وعلقت المجلة بالقول إن النقطة الأخيرة تشكل عاملا آخر وراء تعيينها مستشارة للأمين العام.

وأوضحت أن "الولايات المتحدة يمكن أن تبدأ الآن في التفكير مجددا في مصالحها بليبيا لا لمناهضة الإرهابيين الذين ما زالوا يتحركون في البلاد فحسب، وإنما أيضا من أجل مصيرها السياسي". 

وأردفت أن الأهمية تتعلق خاصة بالوجود الخارجي في ليبيا وخاصة الروس المطلين على وسط البحر الأبيض المتوسط​​، على بعد خطوات من البنى التحتية الإستراتيجية والقواعد الأميركية المتمركزة في جزيرة صقلية.

 وفقا لتحليل الخبير الإيطالي في الشأن الليبي دانييل روفينيتي، "سيسمح إجراء الانتخابات، وبالتالي حكومة منتخبة من قبل الشعب، لقوى مثل الولايات المتحدة بالالتزام بشكل أكبر في ليبيا".

لذلك ستستفيد الحكومة الجديدة من ذلك في الحصول على غطاء للمهمة الصعبة المتمثلة في إخراج القوات الأجنبية من البلاد.

وفيما يتعلق أيضا بدور الولايات المتحدة في الأزمة الليبية، كانت الدبلوماسية الأميركية قد صرحت لوكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء في يونيو/حزيران 2021 بأنها لاحظت "المزيد من التماسك في إستراتيجية" الإدارة الحالية بقيادة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ولفتت إلى أنه "كان هناك انقطاع تام لمختلف الوكالات الأميركية عن الملف الليبي في عهد الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب". 

وأضافت في نفس التصريحات "الآن تأتي رسالة قوية وموحدة من واشنطن وهذا مهم جدا لليبيين، وبصراحة أيضا لمختلف المخربين الخارجيين". 

واعتبرت إسناد واشنطن أخيرا دور المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى السفير الحالي ريتشارد نورلاند بأنه "يمكن أن يساعد في الوساطة الدولية".

من جانبها، رحبت وزارة الخارجية الإيطالية بقرار الأمين العام للأمم المتحدة.

وقالت في مذكرة بأنه "يمكن لبعثة الأمم المتحدة أن تقدم مساهمة حاسمة في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة ومتزامنة، على النحو المنصوص عليه في قراري مجلس الأمن عدد 2570 و2571 وأيضا في خارطة طريق تونس".

وأضافت" كذلك دعم المسارات الشاملة للحوار على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية من خلال الاستفادة من الأدوات التي توفرها عملية مؤتمر برلين".

وتابعت بأن "تعيين ستيفاني ويليامز سيعزز قدرة بعثة الأمم المتحدة بشكل فعال على مساعدة المؤسسات الليبية ميدانيا، لضمان أن يختار الشعب الليبي ممثليه دون عقبات".