تبادل الاتهامات بين أندرويد وآبل بشأن حماية الهواتف.. أيهما الأكثر أمانا؟

12

طباعة

مشاركة

قال رئيس شركة آبل لتصميم وتطوير وبيع الأجهزة الإلكترونية تيم كوك، إنه أجرى بحثا دقيقا عن أنظمة التشغيل ليخلص إلى ​​أن نظام التشغيل أندرويد الخاص بشركة جوجل "مليء بالبرامج المخادعة".

وفي مقابلة خلال مؤتمر "فيفا تيك" الافتراضي، في 16 يونيو/حزيران 2021، أضاف كوك: أندرويد به برامج ضارة أكثر بنحو 50 مرة من "آي أو إس" وهو نظام التشغيل لهواتف آيفون، التي تنتجها آبل.

ترجع هذه الفجوة، بحسب رئيس آبل، إلى الحماية القوية التي تستخدمها شركته لحماية مستخدميها من المتسللين.

الأكثر أمانا

في مقارنة نشرتها صحيفة "ذا صن" البريطانية بين النظامين، قالت: "يعطي نظام تصميم أندرويد فرصة أكبر للبرامج الضارة، إذ يمكن تنزيل التطبيقات من أي مكان ما يعرض هاتف المستخدم للفيروسات، وتكون برامج أندرويد أكثر تعقيدا مقارنة بهواتف أيفون".

على عكس أندرويد، تتحكم آبل في نظام أيفون بالكامل، وهذا يعني أنه يمكنه تقديم تحديثات بشكل أسرع، وبذلك يمكن الحصول على ميزات جديدة وأمنية على الفور.

اعتبرت الصحيفة أن تكرار التحديثات وفوريتها يرفع الأمان. وتقدم آبل ميزات إضافية، مثل متجر تطبيقات مغلق ومنسق لحماية المستخدم، كما أن النظام يشفر الجهاز لحماية المعلومات.

خلصت الصحيفة في مقارنتها إلى أنه "إذا كنت تبحث عن هاتف قوي وسهل الاستخدام وآمن، فإنه أيفون"، في حين قد يناسب أندرويد الأشخاص الذين يرغبون في تغيير أجهزتهم بين الحين والآخر.

في بداية يونيو/حزيران 2021، أعلن موقع "جي إس إم آرينا" التقني، أن جوجل تسير على نهج منافستها آبل في حماية مستخدمي نظام تشغيل أندرويد.

وتستعد جوجل لأن تسمح لمستخدمي أندرويد بإلغاء الاشتراك في تتبع الإعلانات، وذلك بدءا من نظام تشغيل "أندرويد 12".

كما تمكن الشركة للمستخدم من إلغاء أي تتبع سابق للإعلانات، وستقدم جوجل لأصحاب التطبيقات، طريقة جديدة لتقديم التحليلات بدلا من تتبع الإعلانات، وذلك بدءا من أواخر عام 2021 أو أوائل عام 2022.

في عام 2019 عرضت شركة "آبل" مكافأة قدرها مليون دولار مقابل اختراق هاتف "آيفون" في اختبار جريء لأنظمة الأمان الخاصة بها.

وقال رئيس الأمن في الشركة إيفان كرستيتش: "سيكون لدى قراصنة الإنترنت فرصة رائعة للفوز بأعلى مكافأة تقدمها أي شركة تقنية كبرى"، دون أنباء لاحقة عن تمكن أحد من فعل ذلك.

فيما وصف الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك، الخصوصية، بأنها جزء من حقوق الإنسان، وسط مخاوف أمنية متزايدة في العالم. وقال إن "الشركة جادة في عدم جمع المعلومات الشخصية والحفاظ على عملائها العالميين، البالغ عددهم  ملياري مستخدم في مأمن من القراصنة".

في هذا الوقت، قررت الشركة تبني قضية ضمان الخصوصية لمستخدميها، وأرغمت مطوري التطبيقات على إظهار شفافية في جمع أو استخدام البيانات الشخصية للمستخدمين.

وفي مارس/آذار 2021، أصدرت آبل تحديثا لأجهزة آيفون وآيباد وساعاتها الذكية لتصحيح ثغرة أمنية خطرة تتعرض لهجوم نشط من المتسللين.

وقالت آبل إن الثغرة الأمنية التي اكتشفها باحثو الأمن في مشروع جوجل ربما "استغلت بنشاط" من قبل المتسللين.

وعثر على الخطأ في "ويب كيت" -وهي بنية تطبيقات مفتوحة المصدر توفر أساسا لبناء خدمات الويب- ومحرك المتصفح الذي يشغل متصفح "سفاري" في جميع أجهزة آبل.

لا أحد سالم

في مارس/آذار 2020، أكد خبراء في الأمن المعلوماتي أن الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل أندرويد 7 وما سبقه معرضة للخطر، وبشكل خاص تلك العاملة بنظام أندرويد 4.

وقدر عددها بنحو مليار جهاز، وأنها معرضة لخطر داهم من قبل قراصنة المعلومات لأنها لم تعد مدعومة بالتحديثات الأمنية الأخيرة، لكن الأجهزة التي تعمل بالإصدار الأحدث.

وسلطت الدراسة، المستندة إلى بيانات جوجل، بحسب شبكة "دوتشيه فيله" الألمانية، الضوء على أهمية استخدام البرامج الحديثة لتجنب التعرض لخطر سرقة البيانات ومطالب الفدية وغيرها من هجمات البرمجيات الخبيثة.

وطلبت جمعيات أهلية تعنى بحقوق المستهلكين من جوجل ومطوري البرامج الآخرين اعتماد مبدأ الشفافية فيما يتعلق بالإصدارات القديمة ومساعدة المستخدمين الذين لم تعد الأجهزة الخاصة بهم تتلقى دعما أو تحديثا أمنيا.

نشرت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية تقريرا نقلت فيه عن مصادر داخل "آبل" تعرضها للابتزاز من قبل مجموعة قراصنة بعد سرقة ملفات خطيرة حول صناعة منتجاتها.

وأعلنت مجموعة القرصنة المعروفة بـ"ريفيل" عبر مذكرة منشورة على شبكة الإنترنت أنها اخترقت موردا لمعدات شركة آبل يدعى "كوانتا كمبيوتر"، وطالبت بفدية بقيمة 50 مليون دولار وإلا فإنها ستنشر مستندات داخلية حساسة.

وقال الخبراء لشبكة "سي إن بي سي" إنها قد تنذر بعهد جديد من مهاجمي برامج الفدية الجريئين والذين يحتمون بروسيا ويتمتعون بالسلطة لمواجهة أكبر الشركات في العالم.

وتعتبر تلك العصابة من المخترقين واحدة من أخطر 10 منظمات جرائم إلكترونية في العالم، ومعروفة باختراقها شركات كبرى حول العالم، والمطالبة بفدية تكون عادة عبارة عن عملات "بتكوين".

وفي مارس/آذار 2021، أكدت جوجل وجود مشكلة تتسبب في تعطل العديد من تطبيقات "أندرويد"، مع قيام التطبيقات بإظهار رسائل تحذير تقول "استمر في الإغلاق"، عندما يحاول المستخدمون فتحها.

وقالت جوجل إن سبب المشكلة مكون نظام يسمى "أندرويد سيستم ويب فيو"، والذي يتيح لتطبيقات أندرويد عرض محتوى الويب.

في أواخر 2020، حذر خبراء الأمن السيبراني مستخدمي أندرويد من تطبيق مشهور موجود في متجر "جوجل بلاي"، وأفادت التقارير بأنه أضر 10 ملايين جهاز.

وبدأ خبراء الأمن السيبراني في مالوير بايتس نهاية العام 2020 تلقي تقارير حول تطبيق "باركود سكانر" من لافابيرد، الذي جرى تحميله أكثر من 10 ملايين مرة، واكتشاف أن التطبيق -الذي يبدو أنه ظل غير ضار سنوات- تحول إلى تطبيق "ممتلئ بالبرامج الضارة" بعد التحديث.

اتهام الاتحاد الأوروبي

وفي يونيو/حزيران 2021، ذهب الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك، إلى حد الإعلان أن قوانين جديدة مقترحة من الاتحاد الأوروبي لتنظيم عمل شركات التكنولوجيا الكبرى تهدد بتقويض أمن هاتف "آيفون".

وخلال مؤتمر "فيفاتيك" للشركات الناشئة في باريس، تطرق كوك إلى بعض القوانين التي تستهدف "حراس" شبكة الإنترنت مثل "آبل" التي تتحكم في التطبيقات التي يمكن تثبيتها على هواتفها وأجهزتها اللوحية.

وقال إن "القوانين المقترحة قد تفرض التحميل الجانبي على آيفون، وهذا سيكون طريقا بديلا لتنزيل تطبيقات على الآيفون".

والتحميل الجانبي يسمح لمستخدمي "آيفون" بتنزيل تطبيقات مباشرة من الناشرين، وهو ما لا يمكنهم فعله الآن.

وحذر كوك من أن "قواعد الاتحاد الأوروبي المقترحة قد تقوض أمن آيفون والكثير من مبادرات الخصوصية التي أنشأناها داخل متجر التطبيقات".

وأضاف أن "بعض أجزاء مسودة قوانين الاتحاد الأوروبي ليست في مصلحة المستخدم".

وأعرب كوك عن خشيته بشأن الخصوصية والأمان، وأضاف أن "شركة آبل ستشارك بشكل بناء في النقاش ونأمل أن نتمكن من إيجاد طريقة للمضي قدما في تعديل التشريع".

وكان الاتحاد الأوروبي كشف في عام 2020، عن مسودة قوانين صارمة تستهدف شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "آبل" و"جوجل" و"أمازون" و"فيسبوك" ويمكن أن تغير طريقة عمل هذه الشركات.