"كسرنا حاجز الخوف".. هكذا يرى مصريون مظاهرات 20 سبتمبر ضد السيسي

12

طباعة

مشاركة

احتفى رواد موقع "تويتر" بالمظاهرات التي انطلقت أمس 20 سبتمبر/أيلول الجاري، في مدن وقرى مصرية، لإسقاط رئيس النظام عبد الفتاح السيسي والمطالبة برحيل الانقلاب العسكري، مؤكدين أنها كسرت حاجز الخوف لدى الشعب وهزت أركان النظام.

وحيّا ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم مختلفة أبرزها: #الثورة_بدأت، #صلاة_الفجر_بالتحرير، #يسقط_يسقط_حكم_العسكر، #اقتحموا_مدينة_الإنتاج_الإعلامي، وغيرها، شجاعة المصريين وتحديهم للقبضة الأمنية في عدد من المحافظات، واعتبروها دلالة على أن مصر تبعث من جديد.

وشددوا على ضرورة الاستمرار في الحراك الشعبي مع الأخذ في الاعتبار التنظيم والترتيب للخطوة القادمة، داعين المنظومة الأمنية بشقيها "جيش وشرطة" للتخلي عن السيسي والانضمام للشعب لأن وظيفتهم حماية الشعب والوطن وليس حماية السيسي ونظامه.

وأشار ناشطون إلى أن زخم ما قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011، والغضب من النظام الحاكم وحالة الرفض الشعبي للظلم والعمالة والخيانة وتهميش الشعب وإهانته والتفريط في ممتلكاته، تفوق ما قبل يناير بكثير، مبشرين بأن هذه عوامل كافية لخلع النظام.

ويأتي الحراك الثوري في مصر، استجابة للدعوة التي أطلقها مؤخرا المقاول المعارض محمد علي من مقر إقامته في إسبانيا، للشعب المصري للخروج في مظاهرات يوم 20 سبتمبر/أيلول 2020، بمناسبة الذكرى الأولى لمظاهرات دعا إليها في التوقيت نفسه من العام 2019، ولاقت آنذاك استجابة وأعقبها حملة اعتقالات واسعة.

كسر الخوف

وأثنى رواد موقع "تويتر" على وعي الشعب وشجاعته وعزمه على إزاحة السيسي واستعادة حقوقه وقدرته على إرباك النظام، وحثوا على الاستمرار والبقاء في الشوارع حتى تحقق الثورة أهدافها.

وخاطب أحمد عبد العزيز عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل محمد مرسي، أهل مصر قائلا: "أبليتم أمس بلاء حسنا على مستوى الجمهورية.. كسرتم حاجز الخوف.. اللقيط في أسوأ حالته النفسية، منذ الانقلاب على رئيسه المنتخب (رحمه الله).. استمراركم سيعجل بالخلاص من هذا الظلم والفساد والقهر، إن شاء الله..  بوركتم جميعا".

وأكد الإعلامي أسامة جاويش أن "تحرك قطاع من المصريين في الشوارع مرة أخرى هو مكسب كبير"، لافتا إلى أن "موجات الغضب تتزايد في وجه النظام، ومحمد علي نجح للمرة الثانية في إخراج هذا العدد، وقنوات المعارضة لها الدور الأكبر في نقل الصورة، وإستراتيجية الخوف والترهيب فشلت، وما زالت قوى المعارضة الرئيسية خارج التغطية".

وأوضح جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، أن "المصريين كسروا، أمس، حاجز الخوف الذي بذل السيسي جهدا هائلا طوال سبع سنوات لتأسيسه، وأرسلوا رسالة أولى واضحة،  لقد بدأ المسار الذي يعرف هو نهايته الحتمية جيدا، والحاكم العاقل من يوفر على نفسه وأهله وشعبه ووطنه ومؤسساته تكاليف باهظة لو عاند، متسائلا: "هل يفعلها ؟!".

ورأى الكاتب قتيبة ياسين أن "الشعب المصري قام حقا، وما وصل من مظاهرات رغم قطع السيسي للنت أظهر أن الشعب المصري ليس جبانا، والمصريون في الداخل غاضبون على السيسي أكثر بكثير من مصريي الخارج"، لافتا إلى أن "الشعب كسر حاجز الخوف والمتظاهرين يتعلمون من أخطائهم السابقة".

تأثير الحراك

وتحدث ناشطون عن تأثير الحراك الثوري في مصر على الوضع الخارجي، إذ أوضح الإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة، أن "الحراك الثوري في مصر، يوم أمس، بلغ مدى غير مسبوق، على الأرض وفي منصات التواصل (تحررت افتراضيا)، وامتد تأثيره عربيا مؤشر على ذلك السعودية، ووصل هاشتاج #الثورة_بدأت مرتبة متقدمة (الخامسة)، وتدخل الذباب بقوة لكسر الترند من خلال وسم #بدأت، وفي مصر ظل متصدرا مع هاشتاجات ثورية أخرى".

وعدد أبو الأمجاد في نقاط معنى سقوط السيسي، موضحا أنها "ضربة لترامب في مقتل، لأنه استغل خائن أبوظبي والبحرين ليعلنوا التطبيع لمصالحه الانتخابية، والآن المصريون يفقدوه أهم عميل"، متوقعا "اشتداد المظاهرات ضد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتباهى بأن السيسي صنيعته". وأشار إلى أن "سقوط السيسي يعني أن حصار غزة والانقسام في ليبيا سينتهيان".

وأكد محمد أن "كل الشعوب في الوطن العربي اليوم، تعلق آمالها بثورة مصر، لأنها مركز إشعاع وإلهام بالنسبة لثورات الشعوب العربية"، لافتا إلى أن "تحجيم مصر من قبل ذيل الإمارات (محمد بن زايد) عار في جبين مصر حتى تغسل هذا العار بسقوط نظام السيسي وإعادتها إلى مركز الارتكاز الذي تدور حوله الشعوب العربية".

ورأى علي محمد سعد أن "الشعب المصري لا يثور من أجل مصر فقط، بل من أجل العالم العربي، وإذا نجحت الثورة المصرية فستتغير خارطة الشرق الأوسط من جديد، وسيعود كل إلى حجمه الطبيعي بما في ذلك الكشك المرمي على ساحل عُمان المسمى دويلة الإمارات".

حماس وتشجيع

وشجع ناشطون باقي المصريين على الانضمام للمتظاهرين والمشاركة في الحراك واستمرار الاحتشاد في الشوارع والميادين، مبشرين باقتراب النصر وقدرة الشعب على الخلاص من حكم العسكر.

وأكد المحامي محمود رفعت أنه "بحال استمرار الجموع في شوارع مصر ليومين فقط سينتهي نظام السيسي، فمن جهة ترامب لن يستطيع تقديم أي شيء له بهذا التوقيت بسبب الانتخابات الأميركية، بل سيضحي به ككبش فداء، ومن جهة أخرى سيتخلى عنه قادة الجيش المصري لذعرهم مما قد ينتهون له".

وقال طه محمد: "على الشعب المصري أن يكسر حاجز الخوف. ويخرج بكثرة. املؤوا الساحات والميادين واحشدوا ليوم الزينة، فرعون خائف والسحرة مرتجفون وأنتم معكم رب موسى فلا تخافوهم وخافوا الله رب العالمين، اطردوا النحس من أرض الكنانة، واعلوا الصوت، لا اله الا الله والسيسي عدو الله".

ورصد عمر محمد الأسباب التي تدفع للنزول والمشاركة في الحراك، قائلا: "انزل واهتف عشان بكرة، انزل عشان تعرف تعيش حياة كريمة، انزل عشان أرضك وأرض عيالك وصحابك، اهتف وقول وثُور لو مش المرة دي يبقا امتى... ؟".

وكتب ناشط آخر: "انزلوا  يا رجالة اللي منزلش ينزل فاضل على بلحة قطفة.. خلاص كسرنا حاجز الخوف.. انزلوا بأعداد.. استعيدوا ذكريات 25 يناير اتحمسوا".

دعوات للعسكر

وحث ناشطون الأجهزة العسكرية والأمنية للانحياز للشعب، إذ دعا الناشط الحقوقي أسامة رشدي، أجهزة الدولة والجيش والشرطة للانحياز للشعب وإنقاذ مصر من الديكتاتورية، قائلا: إن "الثورة بدأت والشعب توحد على مطلب #ارحل_ياسيسي، لأنه اغتصبت السلطة بالتآمر والخيانة والآن جاءت ساعة الحقيقة، لقد فشل رغم كل ما امتلكه من سلطات طاغوتية".

وأعربت هند عن شعورها بأن الأمن يحاول بقدر الإمكان التراخي، وينسحب بمجرد ما يبدأ الشعب قذف الحجارة، واعتبرتها رسائل منه "أن احنا معاكم بس ساعدونا أنكم تكونوا بكثافة".

ونقل دكتور أحمد عن ضابط مخابرات سابق قوله: إن "الجيش لن يدخل في صراع مع ثوار مصر، لأن بعض القيادات العليا التي لم تعلن الولاء للسيسي والقيادات المتوسطة يفكرون الآن في الانقلاب عليه، وسيكون الأمن كبش الفداء وسيقدم السيسي وحاشيته للشعب على طبق من ذهب".

ولفت دكتور مصطفى غريب على حسابه في "تويتر" إلى أن "الثورة يدعمها عناصر من الجيش، والتغيير قادم لا محالة".