تفشي كورونا في عدن.. يمنيون يحملون أبوظبي مسؤولية تردي الأوضاع

عدن - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أطلق رواد "تويتر" حملات إلكترونية عدة لإنقاذ مدينة عدن اليمنية (جنوبا) من الأمراض والأوبئة التي تتعرض لها، حتى باتت توصف بـ"المدينة الموبوءة" نظرا لانتشار فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى أوبئة أخرى كالضنك والملاريا والطاعون الرئوي والكوليرا وغيرها.

يأتي ذلك بالتوازي مع استمرار "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتيا عبر مليشياته المسلحة في صراعه على حكم عدن، وإعلانه في 25 أبريل/نيسان 2020 الحكم الذاتي، عوضا عن السلطة المعترف بها دوليا المتمثلة في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

واستغاث ناشطون لإنقاذ أهالي عدن عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في أوسمة عدة أبرزها: #أنقذوا_عدن_من_الموت، #عدن_تستغيث_يا_عرب، #عدن_مدينة_موبوءة، محملين الإمارات مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع الصحية والسياسية بالمدينة.

"بكاء عدن"

وتداول ناشطون مقطع فيديو لمداخلة الدكتور نبيل غانم العضو السابق بالمجلس المحلي لعدن، مع برنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة" يطلق خلالها صيحة فزع عن الأوضاع الصحية في عدن بسبب الاقتتال وكورونا، ويبكي بحرقة مناشدا العالم إنقاذ المدينة المنكوبة.

ووصف ناشطون بكاء "غانم" بالمفزع، مشيرين إلى ما قاله بأن عدن تعيش وضعا صحيا كارثيا لم تشهد له مثيلا من قبل، وتعاني من انعدام كل مقومات الحياة البشرية، وانهيار المنظومة الصحية والبنية التحتية للمدينة، ومعاناة الكادر الطبي ووفاة الأطباء.

وناشد "غانم" عبر حسابه في موقع "تويتر" أيضا الجميع لإنقاذ عدن قبل فوات الأوان.

ونشرت رئيسة تكتل "حرائر سقطرى ضد الاحتلال" مريم السقطرية، مداخلة "غانم"، مشيرة إلى أنها بكت بعد مشاهدتها، قائلة: "عندما تبكي الرجال فاعلم أن هموهم فاقت قمم الجبال وما يحدث في عدن يبكي الحجر قبل البشر".

وأعاد سيف النوفلي نشر المقطع ذاته، متسائلا عن مجيب لصرخة ألم وبكاء العضو السابق بالمجلس المحلي لعدن نبيل غانم لإنقاذ المدينة الموبوءة. وأشار إلى أن فيروس كورونا يغزو جنوب اليمن وأهالي عدن يموتون، مضيفا: "ننقل لكم ما يدور في اليمن متمنين من دول العالم وعلى رأسها دول التحالف تقديم يد العون والمساعدة لإخواننا في اليمن".

مأساة إنسانية

وأكد ناشطون أن ما يحدث في عدن هو اجتماع أكثر من مرض، ومعاناة من تدهور البنية التحتية وعدم انتظام الرواتب، وضعف الخدمات، حتى أصبح المواطن يعيش أسوء فترة زمنية تهدد حياته، لافتين إلى أن عدن تعتبر مدينة موبوءة بالحمّيات وكورونا وكوارث متراكمة.

وكانت مصلحة الأحوال المدنية قد رصدت 623 حالة وفاة، منذ مطلع شهر مايو/أيار الجاري، بينهم 70 حالة سُجّلت الأربعاء  13 مايو/أيار الماضي بالمدينة، وتداول على أثرها الناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر حفر عشرات المقابر لدفن الموتى.

وشدد الصحفي أنيس منصور على أن "عدن أمام مأساة إنسانية" مشيرا إلى مشاهد الموت وحفر القبور وزحام المقابر والتعازي والفواجع، كل يوم ناهيك عمن يصارعون الموت تحت أجهزة التنفس ومن لم يجد سريرا، المرضى ومن أغلقت أمامهم المستشفيات.

وحث ناشطون المنظمات الحقوقية على التصدي إلى محاولات التكتم والتعتيم على الأرقام الحقيقية لضحايا الأوبئة، إذ أكد صدام الكمالي أن "الوضع كارثي في عدن ويحتاج إلى وقفة جادة من كل المنظمات والدول وتقديم يد المساعدة".

ودعا منظمات حقوق الإنسان إلى عدم الصمت على الجريمة التي ترتكبها مليشيا الحوثيين في صنعاء بحق سكان العاصمة وإخفاء الأرقام الحقيقية لحالات كورونا وهي سياسة تساعد في تفشي الفيروس أكثر بالمجتمع.

وأكد حسن الروحاني أن عدن وصنعاء تعيشان كارثة حقيقية خطيرة جدا، مشيرا إلى أنهما العاصمتان الخاضعتان للانقلابيين وتعيشان كارثة كورونا دون أي مواجهة حقيقية لهذه الكارثة من المليشيا. وتساءل: "من ينقذ صنعاء وعدن؟".

"وباء الانتقالي"

وعد ناشطون "المجلس الانتقالي" ضمن الأوبئة الخبيثة التي تعاني منها عدن، إذ قال عبدالله: إن "عدن تصاب بثلاثة أوبئه خبيثة الانتقالي (مرتزقة الإمارات)، المكرفس، كورونا".

واستنكر ناشطون انشغال "مليشيات الانتقالي" في نهب ثروات عدن وسطوهم على البنوك، إذ لفت أحد المغردين إلى إعلان السلطات في مدينة عدن وفاة 86 شخصا اليوم (الأحد) بسبب انتشار الأوبئة والحميات، معقبا بالقول: "كورونا يفترس المدينة وعصابات القتل مشغولون بالحرب وسرقة البنوك وجمع التبرعات".

لعنة الصراع

وصب ناشطون جام غضبهم على كل الجبهات المتداخلة في الأزمة اليمنية والمتسببة فيما وصلت إليه عدن، سواء "التحالف الإماراتي السعودي" الذي يخوض حربا في اليمن منذ مارس/آذار 2015 وحتى الآن، أو الإمارات التي تدعم المجلس الانتقالي لتحقيق أطماعها في عدن.

وفي السنوات الأخيرة زاد الصراع في عدن بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة سعوديا و"المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتيا، من تدهور مختلف القطاعات بالمدينة وعلى رأسها القطاع الصحي، وأغلقت المستشفيات وضعفت الكوارد الطبية.

وضربت الأوبئة المدينة الجنوبية، وتعرضت لموجة شديدة من الحمّيات القاتلة عقب السيول الجارفة التي حدثت في أبريل/نيسان الماضي، وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 5 آخرين، وأضرت بعشرات المنازل والمحال التجارية وتسببت في قطع خدمات الكهرباء والمياه، إضافة إلى تلوث مياه الشرب.

وأشفق ناشطون على ما يتعرض له أهالي عدن، إذ قالت شوق الخولاني: "الله يعين أهل عدن مدري يلاقوها من الأمراض ولا من الشرعية ولا من الانتقالي، الجميع ضد عدن، الله ينصر عدن على طواغيتها".

ولفت ناشط آخر إلى وفاة ٨٦ حالة في عدن من كورونا أمس السبت، قائلا: "أنقذوا اليمن يا سفلة آل_سلول أنقذوا اليمن يا مخانيث الإمارات". وتساءل: "أين الشرعية الحقيرة وأين الانتقالي الوضيع وأين منظمة الصحة العالمية كل هؤلاء أثبتوا لنا وبالمكشوف من هم وماذا يريدون ؟! حسبنا الله ونعم الوكيل ستدور الدوائر وسنأخذ بالثأر".

ورأى الأديب والشاعر محمد شنين بقش أن "كورونا الحقيقي في تلك الدماء العفنة التي تبلد إحساسها ولم تجد في الموت الذي يفتك بأهلنا في عدن واعظا و داعيا للتوقف عن العبث و إغاثة عدن"، داعيا: "اللهم أنت المغيث أغثنا".

تآمر الإمارات

وحمّل ناشطون دولة الإمارات وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع الصحية والمعيشية والخدمية في عدن، لافتين إلى أنها تعيش أسوأ مرحلة في تاريخها من انتشار لفيروس كورونا وأمراض أخرى، إضافة إلى انهيار للنظام الصحي.

واستنكروا موقف الإمارات وتجاهلها لكل ما تعانيه عدن، وعدم إرسالها أي مساعدات صحية أو طبية، في حين أنها ترسل الأسلحة والمدرعات لقتل اليمنيين، مؤكدين أن "هذه الدولة تنشر الخراب والدمار في كل مكان توجد فيها أو يوجد مرتزقة تابعين لها" .

وتلقى "المجلس الانتقالي" تعزيزات عسكرية إماراتية كبيرة خلال الأيام الماضية، في ظل العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية فجر الاثنين 11 مايو/أيار الحالي، في محيط مدينة زنجبار بعد فشل مساعي السعودية لإلزام المجلس الانتقالي بتنفيذ اتفاق الرياض.

وقارن ناشطون بين التكاليف المليارية التي تصرفها الإمارات على تسليح الانتقالي وبين التكاليف البسيطة المطلوبة للمعدات الطبية اللأزمة لتخطي الأزمة الصحية التي تعانيها عدن.