"الشعب يأخذ حقه بيده".. كيف ثار لبنانيون على الفساد المالي للسلطة؟

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عاد المتظاهرون اللبنانيون إلى تحطيم واجهات عدد من الفروع المصرفية، في ظل انهيار اقتصادي أدى إلى تدهور سعر صرف الليرة والتلاعب بها، وصعود الدولار متجاوزا 4 آلاف ليرة في الأسواق الموازية.

وأطلقت عناصر من الجيش النار على المحتجين في مدينة طرابلس بشمال لبنان، مما أدى لإصابة العشرات، ووفاة شاب متأثرا بجروحه، مما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ودفعهم لإطلاق وسم #ليلة_سقوط_المصارف، تداولوا خلاله مقاطع فيديو لعمليات الكر والفر بين المحتجين وقوات الجيش.

وتداول الناشطون عبر تغريداتهم على الوسم مقاطع فيديو، واستنكروا فتح عناصر الجيش النار على المحتجين، بزعم وجود عناصر مندسة بينهم، متهمين المصارف التي يملك أغلبها أفراد من الطبقة السياسية الحاكمة بالفساد والتربح على حساب صغار المودعين.

وذكر الناشطون بمطالب المحتجين اللبنانيين المتمثلة في إسقاط الطبقة الحاكمة ومن بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وإعادة الأموال المنهوبة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومصارحة بحقيقة الأوضاع المالية والاقتصادية للبلاد، مؤكدين أن تقاذف السلطات المسؤولية عن تردي الأوضاع غير مقبول.

واحتفى ناشطون باقتحام المحتجين للمصارف اللبنانية واعتبروه إنجازا يحسب للثورة اللبنانية التي انطلقت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 إثر فشل الحكومة اللبنانية في إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية وفرضها ضرائب على البنزين والتبغ.

ورأى هلال رماتي أن ليلة #طرابلس لوحدها بالأمس تُعادل كل ما حصل منذ 17 تشرين الأول، ووصفها بأنها ليلة عظيمة.

وبارك ناشط آخر الأيادي التي أحرقت المصارف البارحة، وسأل الله التوفيق في حرق ما تبقى من دكاكين المصارف في لبنان -بحسب قوله-.

وأثنى ماجد عازر على مقتحمي المصارف قائلا: "سلمت الأيادي التي واجهت المصرف".

"موقف طبيعي"

ورأى ناشطون أن موقف المحتجين وتحطيمهم للمصارف اللبنانية "طبيعي" في ظل ارتفاع نسب الفقر، خاصة في مدينة طرابلس التي اقترن ذكر اسمها بـ"الفقر".

ويتوقع البنك الدولي أن تصل نسبة الفقر في لبنان إلى 60% من السكان، منهم 22% تحت خط الفقر المدقع، متنبئا بتراجع الناتج المحلي الداخلي إلى أكثر من 15%.

وحذر أحد المغردين من تبعات أكثر من تحطيم المصارف، قائلا: "العالم بس تجوع مش بس رح تكسر مصارف، رح تكسر الدولة على رأس أم كل زعيم عايش بال La La Land بالمصاري يلي ناهبها من الشعب وتاركهم يشحدوا ربطة خبز"، وفق تعبيره.

واستهجن جمال صباغ انتقاد البعض لما فعله المحتجون وصبهم غضبهم على المصارف قائلا: "كل واحد عم ينتقد المتظاهرين وعم يصنف ويحلل.. بس يسرقولك تعب عمرك ويقولوا لك تبخر بس يكون ما معك حق ربطة خبز لما تنزل وتحرق و تكسر #المصارف فشي أقل من طبيعي".

وأشار مغرد آخر إلى أن القانون لم يأخذ حق الشعب من المصارف، ومن الطبيعي أن يلجأ الشعب لأخذ حقه بيده.

تآمر الجيش

وانتقد ناشطون استعمال الجيش للذخائر الحية خلال مواجهاته ليلة أمس مع المحتجين في مدينة طرابلس بشمال لبنان، والتسبب في سقوط قتيل وعشرات الجرحى.

واعتبر أحمد جلال استعمال الجيش للذخيرة الحية ضد الشعب الثائر علی المصارف ما هو إلا تقديم أوراق اعتماد من جوزيف عون - قائد الجيش اللبناني- لعصابة المصارف والمصرف المرکزي ومن خلفهم من ساسة و دول.

وكتبت مايا نهمي: "لا للدولة البوليسية. رصاصك الحي ع عدوك، الشعب مش عدوك، عدوتنا السلطة وكل حماتها"، لافتة إلى أن #ليلة_سقوط_المصارف هزت الهيكل، ليهدم، ومكملين لو كلنا متنا في ساحات الشرف، وضد سلطة المصارف بشقيها السياسي_المالي.

وأثار مقتل فواز فؤاد السمان أثناء مواجهات بين قوات الجيش والمحتجين أمس في ساحة عبد الحميد كرامي، غضب الناشطين ودفعهم لتوجيه إدانات حادة للجيش. 

ووصف محمد حجازي الجيش اللبناني بأنهم "بلطجية النظام"، وتساءل مغرد آخر: "ليش الجيش بدل ما يقوص على الفقير الأعزل بروح عند صاحب البنك والزعيم الطائفي بحط الفرد براسو تيكون رجع المصريات".

حل وإسقاط 

ورأى ناشطون أن حل الأحزاب السياسية في لبنان هو الحل لكل المشاكل التي تعاني منها، واتهموهم بالفساد والتسبب في الانهيار الاقتصادي والمالي، لارتهانهم للخارج.

 وطالب ناشطون بإسقاط رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، مستنكرين دفاع البعض عنه في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد.

وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قد هاجم "سلامة" وشكك في أدائه على خلفية تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية في السوق السوداء، قائلا: إن ثمة معضلة تتمثل في غموض في أداء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إزاء تدهور هذه الأزمة".