بعد "صوفيا".. لماذا تريد باريس ومدريد قيادة المهمة الجديدة بليبيا؟

12

طباعة

مشاركة

قالت مجلة "فورميكي" الإيطالية: إن التغيير في قيادة عملية "صوفيا" بين الأدميرال إنريكو كريدندينو، والأدميرال أغوستيني كان متوقعا ومخططا له، ولكن في هذه الفترة الصعبة، ليس من الواضح أن إيطاليا ستحافظ على قيادة المهمة الجديدة بالبحر الأبيض المتوسط.

وأشارت إلى أن إيطاليا وفرنسا وإسبانيا في سباق ثلاثي للفوز بقيادة البعثة الأوروبية الجديدة إلى ليبيا. على الرغم من الشكوك حول فعاليتها والتقارب الصعب بين جميع الدول الأعضاء لتحديد مهامها، فإن القيادة مغرية للكثيرين.

وأكدت المجلة الإيطالية في تقريرها أن إيطاليا تهدف إلى تأكيد القيادة التي احتفظت بها في عملية "صوفيا" منذ سنة 2015 بالرغم من اختلاف طبيعة المهمة الجديدة والتزاماتها.

ولهذا السبب تقدمت فرنسا وإسبانيا بعزم لافتكاك القيادة. وإذا كان هناك هامش ضئيل بالنسبة للإسبان، فإن الفرص أكبر بالنسبة لفرنسا بفضل التزامها التقليدي والمنسق في مختلف مقرات الاتحاد الأوروبي.

نهاية صوفيا

وأوردت المجلة بأنه كما كان متوقعا، تمت عملية تسليم قيادة عملية "صوفيا" في مطار فرانشيسكو باراكا العسكري بروما، بين الأدميرال المنتهية ولايته إنريكو كريديندينو والأدميرال فابيو أغوستيني. بحضور رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي كلاوديو غراتسيانو، ووكيل وزارة الدفاع جوليو كالفيزي ورئيس أركان الدفاع إنزو فيشارالي.

وقبل يومين، قام سفراء الدول الأعضاء، الذين اجتمعوا بصفتهم لجنة سياسية وأمنية، بتعيين أغوستيني لقيادة مهمة ستنطلق في غضون شهر.

ولفتت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كانوا قد توصلوا مؤخرا، إلى اتفاق سياسي لوقف مهمة "صوفيا"، مع إعطاء الأولوية للمهمة الجديدة لتأمين حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وهي الإشارة الدنيا بعد مؤتمر برلين بأن القارة القديمة تريد أن يكون لها رأي في ملف شمال إفريقيا المعقد.

وانتهت العملية البحرية "صوفيا" التي كانت معنية بمكافحة تهريب المهاجرين في البحر المتوسط، لكي يبدأ التركيز في تنفيذ عملية أخرى لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

مهمة جديدة

أوضحت المجلة أنه وبسبب التقارب بين جميع الدول الأعضاء، تم تحديد أن الجهود ستركز على الجزء الشرقي من ليبيا، حيث "يوجد تهريب للأسلحة"، كما أوضح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، وليس غرب البلاد، أين تتركز تدفقات الهجرة.

نوهت "فورميكي" إلى أنه على الرغم من الشكوك، فإن المهمة تغري الكثير. ويتضح ذلك من حيوية السباق للفوز بالقيادة، فإن إيطاليا، التي اقترحت تعزيز "صوفيا" قبل الانتقال إلى المهمة الجديدة، تريد التأكيد على أنها قائد الالتزام الأوروبي في هذا المجال.

ولكن هناك أيضا فرنسا، التي تتحرك بشكل كبير لكسب قيادة المهمة الجديدة، التي تعتبرها باريس إستراتيجية للإسقاط في وسط البحر المتوسط. ويأتي اهتمام قوي أيضا من مدريد، التي تتولى بالفعل قيادة مهمة "أتلانتا" في الصومال، وهي عملية لمكافحة القرصنة في مياه القرن الإفريقي. لكن فرضية القيادة المزدوجة لا تسهل المطالب الإسبانية.

وبحسب المجلة، فإنه من المتوقع اتخاذ القرار في 23 آذار/مارس المقبل، عندما يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مرة أخرى (وإذا سارت الأمور على ما يرام)، فستنطلق المهمة الجديدة رسميا.

ولفتت إلى أن الوقت يعتبر ضيقا في غضون شهر (والذي يعد بالفعل أن يكون معقدا في بروكسل بسبب الصعوبات في ميزانية الاتحاد الأوروبي 2021-2027)، ويجب أن يتم التقارب التام في وجهات النظر حول قواعد الالتزام والمزيد من التفاصيل.

وبيّنت أن اللجنة السياسية والأمنية واللجنة العسكرية تعمل على هذه النقاط، برئاسة الجنرال كلاوديو غراتسيانو، الذي كان أول من أطلق فكرة تعزيز "صوفيا" لضمان حظر الأسلحة على ليبيا. وعلى الرغم من انتهاء العملية تبقى المصالح الإيطالية هي نفسها.

سباق محموم

وخلصت المجلة إلى القول: إن في السباق على القيادة، تسهل المواعيد النهائية للترشح، وإذا كان الهدف أن تكون المهمة جاهزة رسميا بحلول نهاية آذار/مارس (كما قال بوريل نفسه)، فيبدو أنه من المحتم التفكير في مطار باراكا بروما، الذي يستضيف قيادة "صوفيا" لمدة خمس سنوات.

واختتمت "فورميكي" تقريرها بالقول: هذا يدعم إيطاليا لأن في المطار هناك خبرات تستند إلى مهام مشابهة تماما لمهمة الاتحاد الأوروبي الجديد، في نفس منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما أن تجهيز مكان آخر سيكون له تكاليف أعلى، ناهيك عن صعوبة الاستعداد التام لإطلاق المهمة في غضون أسابيع.