موقع إيطالي يكشف سر سباق الدول لامتلاك منظومة "أس 400"

نشر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي تقريرا تحدث فيه عن تسابق شهدته الأشهر الأخيرة على منظومة الدفاع الجوي الروسي "أس 400" الأمر الذي تسبب في قلق البيروقراطيات الغربية، مشيرا إلى أن دولا مثل الهند والصين حصلت أو على وشك الحصول على هذه المنظومة المهمة التي تهتم بها أيضا العراق والسعودية.
وأوضح التقرير أن من بين المشترين الجدد للمنظومة نجد تركيا، إحدى دول الناتو، والتي أثارت بهذه الخطوة الكثير من الاستياء في واشنطن، حيث تلقت أنقرة شحنات روسية خلال سنة 2019، وهي مستعدة لنشر نظامها الدفاعي الجديد قبل نهاية سنة 2020 .
"حرب النجوم"
وأفاد الموقع بأن المنظومة، هي دفاع جوي متوسط وطويل المدى من الجيل الجديد قادر على تدمير جميع الأسلحة الجوية الحديثة، بما في ذلك الطائرات التكتيكية والإستراتيجية والصواريخ الباليستية والأهداف الفائقة الصوت. تم تطويره استجابة لمبادرة الدفاع الإستراتيجي التي أطلقها الرئيس رونالد ريغان، والمعروفة باسم "حرب النجوم".
وتشتمل "أس 400" على ثلاثة صواريخ مستقلة تماما، اثنان منها جديدان، تم تطويرها كتحديث لسلسلة "أس 300" من أنظمة الصواريخ أرض- جو.
دخل النظام الصاروخي الخدمة في أبريل/ نيسان 2007، وتم نشر أول "أس 400" في القتال في أغسطس/آب 2007، وأنشأت روسيا أربعة أفواج من طراز "أس 400"، للدفاع عن المجال الجوي الوطني في منطقة كالينينجراد بموسكو، وفي المنطقة العسكرية الشرقية.
مقارنة الأنظمة
أوضح الموقع الإيطالي أنه لفهم أسباب الاندفاع لشراء نظام "أس 400"، فمن الضروري أولا تحليل النظام المماثل له من قبل الولايات المتحدة، نظام "باتريوت" و"ثاد".
وأشار إلى أن تقديم طراز "أس 400" باعتباره أكثر أنظمة الصواريخ الدفاعية إنتاجا على مستوى العالم، يمكنها إزالة الأهداف التي تتحرك بمعدل ضعف سرعة الأنظمة الأمريكية تقريبا.
كما يمكنها أن تتفاعل مع ضعف الأهداف: فهي تحدد الهدف على مسافة 600 كيلومتر ويمكن أن تدمر على مسافة 400 كيلومتر. كذلك يمكنها أن تحدد موقع الطائرة على بعد 180 كم وصاروخ العدو على بعد 100 كيلومتر، بحسب التقرير.
وبحسب الموقع، فإن نظام "أس 400" قادر على إسقاط الأهداف التي تطير من 10 أمتار إلى 30 كيلومترا، في حين يدمر باتريوت أدنى هدف على ارتفاع 50 مترا.
فيما يتعلق بالعناصر الفنية، فإن وقت النشر هو ما يصنع الفرق حقا، فبالنسبة لـ"أس 400" تستغرق خمس دقائق في حين يأخذ باتريوت 25 دقيقة على التوالي. فجوة سحيقة في حالة وقوع هجوم مفاجئ.
وأضاف التقرير أن سبب نجاح نظام الدفاع الروسي في سعره المنخفض نسبيا: حوالي 500 مليون دولار مقارنة بمجموعة 1/3 مليون دولار مقابل ما يعادل صنع في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن السبب وراء ارتفاع الأسعار يكمن في تكاليف الصيانة الإضافية التي تفرض عليها واشنطن ضريبة كبيرة. الجانب الأخير هو أيضا بشكل غير مباشر، بسبب المفاوضة وأوقات التسليم الأطول، فضلا عن سلسلة من التأخيرات التنظيمية والبيروقراطية التي تجعل التكنولوجيا الروسية بالتأكيد أكثر بأسعار معقولة.
لكن في هذا المجال، أظهر النظامان قيمتهما وعيوبهما، فقد أبرز الموقع الإيطالي أن استخدام نظام "باتريوت" أثناء حالات النشر الحالية قد ترك مجالا للشك في أدائه. على سبيل المثال، بعد حرب الخليج سنة 1991، تم الكشف عن أن نسبة مئوية فقط من صواريخ سكود العراقية قد أسقطت بالفعل بواسطة بطاريات باتريوت.
وأشار الموقع إلى أنه في الهجوم الصاروخي العراقي على الثكنات العسكرية الأمريكية في الظهران (السعودية) في فبراير/ شباط 1991، أدى فشل اعتراض نظام باتريوت إلى مقتل 27 جنديا و 100 جريح.
وتابع: مرة أخرى، في عام 2003، كانت هناك حالات اعتراض فاشلة للصواريخ الباليستية القديمة التي أطلقها جيش صدام حسين في الأيام الأولى للغزو. يبدو أن الرمل وعدم الاستقرار في الإمداد بالطاقة والإطلاقات الخطيرة للغاية هي المشاكل الرئيسية للنظام الأمريكي وهو ما يقود اليوم العديد من الدول إلى اختيار شبكة التكنولوجيا الروسية.
"أس 400" والتوترات
أورد الموقع الإيطالي أن "السعودية والعراق هما آخر الدول التي أبدت اهتماما كبيرا بمنظومة الدفاع الروسية. تم عرض المنظومة الروسية على الرياض بعد هجوم الطائرات بدون طيار في سبتمبر/أيلول 2019 على حقول النفط في المملكة، على ما يبدو بقيادة الحوثيين من اليمن، على الرغم من أن السعوديين ألقوا باللوم على إيران".
ونوه إلى أن الهجمات كشفت عن حدود أنظمة الدفاع الجوية السعودية المتطورة التي تستند إلى صواريخ باتريوت أرض-جو المصنعة في الولايات المتحدة والرادارات المرتبطة بها. ولم تكن المرة الأولى التي فشلوا فيها. ففي مارس/آذار 2018، كانت هناك خمس حالات على الأقل من الخطأ والخلل عندما حاولت القوات السعودية اعتراض مجموعة كبيرة من الصواريخ.
رجح "إنسايد أوفر" أنه وفقا للشائعات، فإن العراق يدرس أيضا فكرة شراء المنظومة، رغم أنه لم يبدأ بعد مشاورات رسمية مع موسكو. و تلقت تركيا، على الرغم من كونها حليفة لحلف شمال الأطلسي، أول دفعة "أس 400" في الصيف الماضي، ومن المتوقع أن تنشر المنظومة هذا العام. الصين على وشك الحصول على الشحنة النهائية من المنظومة الروسية.
وبحسب الموقع، فإنه من الواضح أن النشاط الأمريكي المتنامي في بحر الصين الجنوبي، الذي يشمل طائرات متطورة مثل" أف 35" و"أف 22 "قد يكون السبب الذي أجبر بيكين على شراء منظومة الدفاع "أس 400".
واختتم "إنسايد أوفر" تقريره بنقل حديث نائب مدير الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون التقني العسكري، فلاديمير دروجوف، الذي قال: إن روسيا ستبدأ بتزويد الهند بأنظمة صواريخ الدفاع الجوي "أس 400 " بحلول نهاية عام 2021 بعد عقد بقيمة 5 مليارات دولار تم الاتفاق عليه في عام 2018.