أنت من يسمح لـ"فيسبوك" باختراق خصوصيتك.. صورك ومحادثاتك لن تختفي أبدا

لابد أنك صادفت مقالا أو سمعت من أحد أصدقائك عن اختراق "فيسبوك" لخصوصيتك، لكنك مع ذلك تستمر في امتلاك حساب على الموقع الأزرق، ومن المحتمل أنك كنت من أول المشاركين في "تحدي العشر سنوات" #10yearschallenge.
بما أن صديقك ذاك لم يحك لك الحقيقة كاملة، دعنا نحن نخبرك عنها.
يعرض عليك "فيسبوك" عندما تفتح حساباً عليه للمرة الأولى، ما يسمى بسياسة الخصوصية، تقع بنودها وشروطها ضمن 14 صفحة، يصعب على المستخدم قراءتها فيضغط "OK" دون تفكير. ليس أمام مستخدمي الموقع سوى الموافقة على شروط الاستخدام أو ترك شبكة التواصل الاجتماعي.
موافقة عمياء
إليك بعض البنود التي وافقت عليها:
مراسلاتك الخاصة وصورك ستبقى وإن ألغيت حسابك: قبل أن ترسل أي رسالة أو تحمل أي صورة، فكر جيدا، فهي تبقى مخزنة في مكان خاص خارج حسابك، حتى بعد إلغاءه.
"فيسبوك" يخزن بياناتك على الأجهزة الأخرى، فإذا فتحت حسابك على أي جهاز آخر، فإنه يتم تخزين البيانات الخاصة بك عليه بشكل آلي.
يستخدم "فيسبوك" معلوماتك الخاصة ويستفيد من كل ما تنشره لخدمة ونشر الإعلانات التجارية خارج نطاق موقعه.
حتى وإن قمت بإلغاء حسابك الخاص، فبياناتك الخاصة الموجودة على أي من التطبيقات والبرامج المختلفة داخل "فيسبوك"، لا يمكن إلغاؤها أو حذفها. هذه البيانات يتم تخزينها على السيرفرات الخاصة بالبرنامج مثل ماسنجر. وحتى تتمكن من إلغاءها بشكل نهائي، عليك الاتصال بصاحب البرنامج وتطلب منه ذلك.
يسجل "فيسبوك" إعجاباتك وتعليقاتك، ويصنفك من خلالها إلى تصنيفات يعرف من خلالها ميولاتك الشخصية، ويزود بها المعلنين حتى تصبح هدفا سهلا لهم.
لست حرا في "فيسبوك": يمكن للموقع من خلال هذا البند، أن يتدخل في خصوصيتك إذا شعر من خلال كتاباتك وموادك أو رسائلك أنك ستؤذي نفسك أو أي مستخدم آخر. يتم إرسال مثل هذه الرسائل إلى فيسبوك بشكل مباشر، ويمكن للموقع مراقبة ومتابعة الأشخاص الذين ينشرون أي محتوى قد يهدد حياتهم أو حياة غيرهم.
يتتبع "فيسبوك" موقعك حتى بعد تعطيل الخاصيةّ: أوقفت أليكساندرا كورولوفا الأستاذة المساعدة في علوم الكمبيوتر بجامعة جنوب كاليفورنيا، خاصية وصول فيسبوك إلى موقعها عبر إيقاف سجل المواقع على تطبيق "فيسبوك"، وأيضا هاتفها "iPhone"، ولم تفعّل خاصية تسجيل الدخول (check-ins) إلى الأماكن.
على الرغم من ذلك استمرت الإعلانات على "فيسبوك" تستند إلى موقعها.
yearschallenge 10
مع دخول 2019، عجت مواقع التواصل الاجتماعية بصور المستخدمين، الذين قرروا المقارنة بين صورهم في بداية السنة أو في 2018 وبين صورتهم قبل 10 سنوات، وهو تحدي جديد أطلقه فيسبوك.
وقالت كيت أونيل مؤسسة شركة "كي أو إنسيت" للاستشارات والكاتبة في مجلة Wired المتخصصة بالتكنولوجيا، أن التحدي كنز معلوماتي لبرمجيات وخوارزميات فيسبوك الخاصة بالتعرف على الوجه.
الكاتبة طرحت سؤالا قد يتبادر إلى عقل الكثيرين، أن الصور منشورة على فيسبوك فلماذا هذا التحدي لجمع الصور مرة أخرى؟
الكاتبة أوضحت أن هذه الصور لا يضعها أصحابها بتسلسل زمني، والخوارزميات ليست قادرة على معرفة ذلك. وفي تدوينة لها عبر تويتر، طرحت الباحثة 3 فرضيات لإطلاق التحدي.
الأولى أنها تقنية للتعرف على الوجوه للمساعدة في الحالات الإنسانية للعثور على الأطفال المفقودين. والفرضية الثانية فهي بيع المعلومات لشركات الإعلانات في تحديد جمهورها. أما الفرضية الثالثة، فهي أن تستخدم شركات تأمين البيانات في تحديد منحك التأمين على حياتك من عدمه انطلاقا من ظهور آثار التقدم في السن عليك.
ونصحت كيت، مستخدمي الموقع الأزرق بتوخي الحذر وفهم أسباب أي تحدي قبل المشاركة فيه.
Me 10 years ago: probably would have played along with the profile picture aging meme going around on Facebook and InstagramMe now: ponders how all this data could be mined to train facial recognition algorithms on age progression and age recognition— Kate O'Neill (@kateo) January 12, 2019
سياسات التخزين
يحتفظ "فيسبوك" بكلمة السر، وايمايلك ورقم الهاتف، بدعوى تسهيل إيجاد حسابك من قبل باقي المستخدمين. تتكون عملية استخدام الموقع من ثلاثة أطراف: مستخدم (أنت)، ومزوّد خدمة خارجي (Third-party)، وقناة التواصل بينهما.
يكون المزوّد أو الشركة بمثابة مستودع بيانات؛ ليس فقط بياناتك الشخصية وكل المحتوى العام الذي أرسلته والمحتوى الذي أرسِل لك، بل أن تحرّكاتك والصفحات التي تزورها (Log file information) مخزّنة لدى المزوّد. لكنها تُخزَّن بصورة رقميّة بدون هوية ترتبط بك، أي أسماء أو أي معلومة تعرّفك شخصيًّا.
في المقابل، يتم تخزين عنوان الـIP الخاص بجهازك الذي تصلك الخدمة من خلاله. وهكذا يستطيع القائمون على هذه المواقع معرفة الجهاز وتحديد موقعه الجغرافي.
بمجرّد انضمامك لهذه المواقع، فإنك توافق على أن صورتك تلك يتمّ تخزينها لدى مقرّات الشركات المالكة في الولايات المتحدة والدول الأخرى لمدة غير مُعلنة.
وفي حالة وجود مذكّرة قضائية باسمك، فمن الممكن مشاركة معلوماتك الشخصية، والمحتوى المتوفر كاملًا، والصفحات التي تدخل إليها مع السلطات القضائية.
بعد كل ما أخبرناك به، هل تفكر في الاحتفاظ بحسابك على الموقع الأزرق؟
حتى لو قررت ذلك، غيّر تعاملك معه مستقبلا، من فضلك. لا تنشر خصوصياتك وخصوصيات أسرتك عليه، ولا تشارك في أي تحد قبل أن تعرف الهدف منه، ومن أطلقه.