تجويع وتهجير وتنكيل.. الاحتلال يصعد جرائمه بغزة والأنظمة العربية تتفرج

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارتها شهادات محاصرين ومحاصرات بمحيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، عن صنوف العذاب والتنكيل والانتهاكات والإعدامات الميدانية التي تعرضوا لها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكان أبرزها التنكيل بنساء فلسطينيات وقتلهن.

ويواصل  جيش الاحتلال عدوانا عسكريا في محيط مستشفى الشفاء لليوم السادس على التوالي، بدعوى أن مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية حماس يعملون من داخل المجمع الطبي ضد إسرائيل.

فيما استشهد 19 فلسطينيا وأصيب العشرات، في 23 مارس/آذار 2024، في قصف جديد للاحتلال استهدف جنوب شرق مدينة غزة، حيث قصف بالقذائف المدفعية عشرات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوار الكويت.

الناشطون تداولوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #انقذوا_مستشفى_الشفاء، #دوار_الكويت، وغيرها، شهادات فلسطينيين عن الجرائم في غرب مدينة غزة.

كما تداولوا مشاهد مصورة توثق لحظة إطلاق جيش الاحتلال النار بشكل مباشر على عشرات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول الطحين والمساعدات عند دوار الكويت جنوبي مدينة غزة، معربين عن غضبهم من تكرار الاحتلال لمجازره.

شهادات وتوثيقات

وتوثيقا للشهادات، عرض رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، شهادة فلسطينية لحظة خروجها من مستشفى الشفاء، تؤكد تعرض النساء للاغتصاب وتعرضهم للتجويع والتنكيل والإعدام الميداني، دون أن يفعل الصليب الأحمر شيئا.

 

 

ونقل علاء شعث، عن جميلة الهسي، قولها في شهادتها "كنا نسمع استغاثة النساء وهنّ يُغتصبن وأي شخص يقترب لإغاثتهنّ يتم قتله".

 

 

وأكدت عضو فريق حكايا غزة لتوثيق شهادات الناجين من الإبادة الجماعية نور عاشور، أن موضوع اغتصاب النساء الفلسطينيات في هذه الحرب مش ليس جديدا، وقد جرى منذ أن دخل الجيش على غزة.

وقالت: "أنا شخصيا جلست مع أكثر من حالة وعرفت كل التفاصيل الوسخة الي صارت وكمية الإهانة، لكن عشان إحنا مجتمع شرقي ومحافظ، ولا بنت كان عندها الجرأة انها تطلع وتحكي صار معي كذا وكذا عشان ما حد راح يرحمها وعلى عشان سمعتها وسمعت أهلها فهي بتكتفي بالصمت والتحفظ ؟".

 

 

وعد الناشط تامر، اغتصاب نساء وقتلهن داخل مستشفى وفي رمضان "شهادة صادمة ومرعبة وبطير العقل، ولما تتدخل في تفاصيل واحده من تلك القصص تكره نفسك وحياتك والعالم".

وأشار إلى قول زوج واحدة من تلك النساء: "أمروها بخلع ملابسها وبدأوا بضربها قالت للجيش أنا حامل بالشهر الخامس ما تضربوني، استمروا بضربها، وبعد ساعات أخرجوا جميع النساء ما عدا السيدة الحامل، وأطفالها، أخذوها أمام زوجها وأطفالها واغتصبوها، وأمروا الرجال بعدم إغماض أعينهم وإلا سيطلقون عليهم النار".

 

 

خنوع وخذلان

وإعرابا عن الغضب والاستياء من تجاهل الأنظمة العربية والإسلامية لتلك الشهادات وغض الطرف عن جرائم الاحتلال، ناشد الكاتب والداعية جهاد حلس، المسلمين، قائلا: "يا مسلمون، اغتصبوا نساءكم في شهر رمضان ثم قتلوهن، فماذا أنتم فاعلون!".

ودعا في تغريدة أخرى قائلا: "اللهم إنا نشكو إليك أطفالا قُصفت ومزقت، ونساء أغتصبت وقُتلت، وشيوخا أُهينت واعتقلت، وشبابا تحت جنازير الدبابات فُرمت، وأكبادا جُوعت، وصغارا وكبارا من الشراب والطعام حُرمت !!".

 

 

وقال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية: "أخواتكم في غزة يُقتلن ويُغتصبن.. أما من نخوة في أمتنا ولدى حكامنا.. اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل.. اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل".

 

 

وتساءلت الإعلامية إيمان طوالبه: "أيا أمة العرب والإسلام.. ماذا تنتظرون بعد؟".

 

 

وقالت ليلى العاجيب: "خلال تاريخ القضية الفلسطينية حصل حالات اغتصاب. لكن هذه أول سنة يتم بها التحرش بالفتيات علنا في الضفة والتحرش بالأسيرات واغتصابهن والآن اغتصاب حرائر غزة على مرأى ومسمع العالم". 

وأكدت أن هذه الجريمة كانت سابقا تثير رعب الصهاينة بما لها من تبعات، مستنكرة أن الآن لا أحد ينتفض لها بشكل يردع حثالات الأرض.

 

 

ونددت الناشطة الحقوقية هالة عاهد، بخذلان غزة، قائلة: "لا القتل ولا التعذيب ولا التدمير ولا التجويع ولا اغتصاب النساء كافٍ ليحرج أنظمة أوغلت بالدماء لا بسكوتها وإنما بتورطها الصريح، وليس كافيا لشعوب اختارت ( السلامة).

وأكدت أن الغضب دون فعل مجرد عواء في هذا الفضاء الافتراضي!.

 

 

ثأر وانتقام

وانتقد الباحث علي أبو رزق، الشباب الفلسطيني والعربي الذين يشيحون وجوههم ويغطون أعينهم عمدا عن رؤية خبر الاغتصاب في مستشفى الشفاء، لفظاعة الخبر وبشاعة تفاصيله.

وقال إن مثل هذا الخبر لا نقابله بالرفض والإنكار، مثل هذا الخبر الأصل أن يكون دافعا الانتقام، فمزيد من الجرائم، يعني صدقية أكبر لأدبيات وأسباب الثورة في وجه الاحتلال، فهذا ليس وقت التراجع وندب الحظوظ، مؤكدا أن هذا وقت الثأر والعقاب.

 

 

وأعرب الكاتب يحيى يشير، عن شعوره بأن ما فعلته إسرائيل في مستشفى الشفاء وحوله من اغتصاب وتصفية، سيكون له ما بعده، وكل شيء سبق ذلك هو في إطار المُتحمّل رغم مرارته وفظاعته؛ لكن هذه الجريمة تحديدا ستكون نتائجها قاصمة لها ولجيشها.

 

 

وأكد أحد المغردين، أن الثأر لا بد منه، قائلا: "هيهات يابني صهيون أن نسكت على جرائمكم، عار عليكم يامن تدعون بأنكم مسلمون، أن تصمتوا على اغتصاب نساء غزة، الثأر يا أمة محمد.. هيهات هيهات".

 

 

وكتب المغرد أبو خالد: "حرائر المسلمين في غزة اغتصبن وحولهن عشرات الملايين من شباب العرب، ضع هذه العبارة على جدار غرفتك، وحاول أن تثبت لنفسك أنك رجل قبل أن تموت. اعمل لثأرك، وثأرهن".

 

 

مجزرة الصائمين

ونشر أستاذ الفقه  نائل بن غازي، صورة لفلسطيني يحمل نجله، موضحا: "خرج يبحث عن كيس طحينٍ لعائلته فقتلوه.. جاء الوالد يحمل ابنه على ظهره ميْتا جائعا عطشانَ"، متسائلا: “تراه يغفر؟ أو يسامح؟”

وأضاف: "أمتنا غثاء فوق الغثاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

 

 

وعلق الباحث سعيد زياد، على الصورة ذاتها التي نشرها بن غازي، قائلا إن أثقل الأحمال أن تحمل ابنك جائعا عطشا نازحا خائفا ميتا!، داعيا الله لأبيه أن يقوي ظهره، ويحمل معه ويربط قلبه.

 

 

ووصف أحمد حامد، المشهد بالقاسي والمؤلم لأب فلسطيني ذهب وابنه ليُحضرا شيئا من الطحين فعاد الأب مكلومًا مصدومًا وهو يحمل على كتفه جثمان ابنه الذي ارتقى في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني المجرم الجبان بإطلاق النار على عشرات النازحين الجوعى الذين هرعوا لاستلام المساعدات في دوار الكويت بغزة.