أميركا واليابان والفلبين.. كيف يشكلون دائرة ثلاثية لتضييق الخناق على الصين؟

منذ ١١ يومًا

12

طباعة

مشاركة

في خطوة أثارت غضب الصين، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الفلبيني فيرديناند آر ماركوس أول قمة ثلاثية بينهم في 12 أبريل/ نيسان 2024، في البيت الأبيض.

وقبلها بأيام، أجرت الولايات المتحدة واليابان والفلبين وأستراليا أول مناورات عسكرية مشتركة في بحر الصين الجنوبي. 

وفي هذا الإطار، يشير موقع "الصين نت" الحكومي إلى أن "الدائرة الصغيرة الثلاثية" تبلورت بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين رسميا، لتصبح  أحدث خطوة نحو تعزيز مخططات الولايات المتحدة في المنطقة.

فما مصير العلاقات الفلبينية الصينية في إطار هذا التطور؟.. هذا ما يجيب عنه الموقع في التقرير التالي.

قمة ثلاثية

في بداية التقرير، يوضح الموقع  أنه على الرغم من أن كلا من الولايات المتحدة واليابان والفلبين لديها أجنداتها الخاصة، إلا أن الهدف الرئيس المشترك للدول الثلاث هو "احتواء الصين".

وفي سبيل تحقيق ذلك، اتخذ البيان المشترك للقمة الثلاثية موقفا متشددا بشأن قضايا مثل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

وبعد ذكره الصين بالاسم، أعرب البيان عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ"السلوك الخطير والاستفزازي" للصين في منطقة بحر الصين الجنوبي.

ويذكر الموقع -نقلا عن البيان- أن إجراءات حماية الحقوق وإنفاذ القانون المطبقة "تعارض بشدة أي محاولة من قبل الصين لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي من جانب واحد بالقوة والإكراه".

ومقارنة بالدوائر الصغيرة الأخرى التي أنشأتها الولايات المتحدة، يمكن القول إن "دائرة احتواء الصين التي أنشأتها الولايات المتحدة واليابان والفلبين أكثر وضوحا وصراحة"، بحسب رأي الموقع.

وانطلاقا من نتائج القمة الثلاثية، يلفت الموقع الصيني إلى أن "التعاون بين أميركا واليابان والفلبين حقق العديد من النتائج في الجانبين الدفاعي والاقتصادي". 

وفي هذا الصدد، ركز البيان المشترك للقمة بشكل كبير على التعاون الاقتصادي، حيث اقترح إطلاق خطة "ممر لوزون الاقتصادي" في الفلبين.

وفي الوقت نفسه، أفاد البيان بأن الولايات المتحدة، في سبيل التنمية الدولية، ستفتح مكتبا إقليميا في الفلبين. 

كما ستروج الولايات المتحدة واليابان للتعاون مع الفلبين في مجالات الشبكات والطاقة النظيفة وأشباه الموصلات وغيرها، وفق ما ذكره الموقع.

وفي مجال الدفاع، يبرز الموقع أن الولايات المتحدة واليابان تعهدتا بـ "مواصلة دعم بناء قدرات خفر السواحل الفلبيني" و"دعم الفلبين في تحسين قدراتها الدفاعية الوطنية". 

علاوة على ذلك، ستعمل الأطراف الثلاثة على تعزيز التعاون في التدريبات العسكرية.

ومن جانبها، ستواصل اليابان تقديم المساعدة ذات الصلة إلى الفلبين من خلال إطار التعاون الخاص بـ “المساعدة الأمنية الرسمية”.

بوابة الفلبين

ورغم ذلك، يسلط الموقع الصيني الضوء على أن "القمة الأميركية اليابانية الفلبينية لم تقترح ترتيبا مؤسسيا مماثلا للقمة السنوية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية". 

وبشكل عام، يقول الموقع إن "عمق واتساع التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين ليس جيدا بقدر الآليات الثلاثية الأخرى"، مثل "الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا" و"الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية". 

وفي هذا السياق، يبرز الموقع "وجود فجوة كبيرة بين القوة الاقتصادية والعسكرية التي تتمتع بها الفلبين وقوة الولايات المتحدة واليابان". 

وعلى حد وصفه، فإن الفلبين تمثل الجانب القصير من المثلث، وهي أقرب إلى الدور الذي "يُساعِد ويُستغَل". 

وفي الحقيقة، ما تقدره الولايات المتحدة واليابان هو "الموقع الجغرافي للفلبين المتاخم لمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي".

"حيث يأملان أن تصبح الفلبين حدودا لاحتواء الصين في قضية بحر الصين الجنوبي، وتقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين من خلال توفير فوائد اقتصادية معينة"، وفق الموقع.

وبشكل عام، يختصر الموقع المشهد قائلا إن "الاتجاه الرئيس للتعاون الثلاثي المستقبلي في المجال العسكري يتركز على قضايا بحر الصين الجنوبي، وعلى خدمة المصالح الجيوسياسية للقوى الكبرى خارج المنطقة في نهاية المطاف".

فرصة التنمية

وبالنظر إلى المشهد من جانب الفلبين، يلفت الموقع إلى أنها تفسر ما يحدث على أنها "حظيت باهتمام (زعيم) الولايات المتحدة"، وهي تظن بذلك أنها قد تجني الكثير من الفوائد من خلال ربط علاقاتها التعاونية مع الولايات المتحدة واليابان.

وفي نفس الوقت، ترى الفلبين أن ذلك سيساعدها في تحقيق إنجازات التنمية والتحديث العسكري، فضلا عن السيادة في بحر الصين الجنوبي. 

وهنا، يشير الموقع  إلى أن الفلبين لم تكن قادرة على كبح جماح نفسها من قبل، حيث ادعت أنها "من المتوقع أن تتلقى استثمارات بقيمة 100 مليار دولار من الشركات الأميركية في غضون السنوات الخمس إلى العشر المقبلة". 

ولكن في رأي الموقع، وفقا للروتين المستمر للولايات المتحدة، فإن وعودها لا محالة بعيدة كل البعد عن الواقع، ولا سيما وأنها مشغولة بالانتخابات الرئاسية.

وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، يقول الموقع إن الولايات المتحدة واليابان تدعمان الفلبين في تعزيز قدراتها البحرية، ويبدو أنهما يساعدان الفلبين على تطوير قوتها العسكرية، لكنهما في الواقع يحرضانها بهدف "احتواء الصين".

ويستدل الموقع على ذلك بالإشارة إلى "تأكيد الولايات المتحدة مرارا وتكرارا أن معاهدة الدفاع المشترك بينها وبين الفلبين تنطبق على بحر الصين الجنوبي".

لكن ما حدث في الآونة الأخيرة هو أن القائد أكويلينو، من القيادة الأميركية في منطقة المحيط الهندي والهادئ، هدد بأنه "إذا أدى الهجوم على الفلبين في بحر الصين الجنوبي إلى مقتل أفراد، فيمكن للفلبين تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بينها وبين الولايات المتحدة". 

وهنا، يؤكد الموقع الصيني ادعاءه، كاشفا بوضوح عن "النوايا الشريرة للولايات المتحدة في التضحية بالفلبين واستخدامها كبيدق".

وبخلاف ذلك، يشير الموقع إلى أنه "منذ عام 2023، زادت كل من الولايات المتحدة واليابان من تحريضهما وتأجيج الصراع في بحر الصين الجنوبي، بينما استغلت الفلبين القوة الوهمية لواشنطن وطوكيو لإثارة المشاكل وخلق الاستفزازات".

وأدى ذلك إلى "تدهور العلاقات الصينية الفلبينية وتصاعد التوترات في منطقة بحر الصين الجنوبي". 

مضيفا أن التعاون الثلاثي جلب للفلبين مثالب سياسة الكتل والمواجهة إلى المنطقة، مما وضع الفلبين بقوة في المعسكر المناهض للصين وجعلها في موقف خطير.

وفي النهاية، يدعو الموقع الفلبين أن تفكر بعناية وهدوء فيما "إذا كان هذا الاختيار قد منحها ما يسمى بفرصة التنمية"، أم أنه "يشعل النار ويساعد الولايات المتحدة على الاستفادة من النار في بحر الصين الجنوبي؟".