البرهان يعلن العاصمة "حرة".. وناشطون: ضربة قاصمة للإمارات ومشروعها

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

أخيرا، أصبحت العاصمة السودانية الخرطوم حرة، بعد طرد الجيش، مليشيات الدعم السريع (الجنجويد) المدعومة إماراتيا منها لأول مرة منذ أبريل/نيسان 2023.

وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، في 26 مارس/آذار 2025، من القصر الرئاسي أن العاصمة الخرطوم "حرة" بعد طرد الجنجويد، المليشيا التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي” والسيطرة على مواقع إستراتيجية.

وأكد الجيش سيطرته على مطار الخرطوم الدولي، وإحكام قبضته على مدخل مدينة جبل أولياء ومحاصرتها من الاتجاهات كافة، واستعادة أحياء بري والمنشية وشارع الستين، بالإضافة إلى قسم شرطة حي الرياض شرق العاصمة.

وتداول ناشطون على منصات التواصل مقطع فيديو يظهر هروبا جماعيا لعناصر قوات الدعم السريع عبر جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم، معربين عن رفضهم استخدام بعض وسائل الإعلام لكلمة "انسحاب".

كما تداولوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيسبوك"، مقطع فيديو لحاوية عثر عليها بالخرطوم استخدمها عناصر الدعم السريع في حرق جثامين السودانيين، وتظهر منها فقط الهياكل العظمية.

وتحدث ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الخرطوم، #الامارات_تقتل_السودانيين، #السودان_ينتصر وغيرها، عن جرائم الدعم السريع، معربين عن سعادتهم بتحرير العاصمة، ومتمنين تطهير دارفور وإجبارهم على الفرار منها ودحرهم.

وعد ناشطون تحرير الخرطوم بمثابة ضربة قاصمة وإلحاق هزيمة نكراء ومدوية للإمارات الداعمة لمليشيات الدعم السريع، مبشرين بأن تلك الهزيمة ستكون بداية اندحار قوى الشر في المنطقة العربية وبداية لسقوط مشاريعها وأطماعها ومن خلفها الاحتلال الإسرائيلي.

والخرطوم تقع عند التقاء ثلاثة أنهار هي: النيل الأبيض المنساب من الأراضي الأوغندية والأزرق المنساب من الأراضي الإثيوبية فيجتمع النهران في مصب واحد ليشكلا النيل المتجه شمالا نحو مصر قبل أن يصب في البحر الأبيض المتوسط. 

وتتميز الخرطوم التي تعد قلب السودان النابض ومعقل السلم والحرب، بأنها مركز السياسة والمال أما الخرطوم بحري ففيها المنطقة الصناعية وفي أم درمان النشاط الثقافي والتعليمي، ويعيش في العاصمة التي عانت من جحيم الحرب أكثر من 4 ملايين نسمة.

انتصار وتهيئة

وعما يعنيه تحرير العاصمة السودانية والخطوة التي تليها، أكد خليل محمد سليمان، أن ما حدث في الخرطوم عسكريا هو الانتصار بعينه، مشيرا إلى أن سقوطها يعني سقوط الدولة، واستعادتها تعني استعادة الدولة.

وقال: يبدو أمر هذه الحرب فيه شيء من الغرابة والتعقيد.. سقطت عاصمة البلاد جغرافيا، ولم تسقط الدولة معنويا".

وقال الكاتب أحمد القاسي: إن تحرير الخرطوم يعني عودة السودان لأهله كما عادت سوريا الجديدة ولبنان من قبل، وهو عنوان لمرحلة استقرار إذا أحسن الاستفادة من التجارب السابقة وأخذت الأمور على محمل الجد لإيصال من يستحقون لإدارة البلاد بعد أن نكبتها الحرب وأرهقتها الأطماع.

وأوضح الطاهر ساتي، أن "تحرير الخرطوم يعني أنها نفضت عن جسدها غُبار معركتها ضد جنجويد آل دقلو، ثم تهيأت لخوض معارك دارفور وما تبقت من كردفان، حتى تتعافى كل ربوع بلادنا من فيروس آل دقلو ومُرتزقة الإمارات".

وبشر الصحفي معمر إبراهيم، بأن مليشيا الدعم السريع كما فرت من الخرطوم مرعوبة من مصيرها الحتمي، لن يتباطأ الجيش والقوات المشتركة في تقدمهم نحو كردفان ودارفور بعد الآن. 

وأكّد أن تراجع المليشيا واسع وشامل، ونابع من هزائم متكررة أوجدت تصدعات داخلية عميقة ضمن المليشيا، تظهر آثارها بوضوح على أرض المعركة.

وقال إبراهيم، إن المليشيا لن تتمكن من مقاومة الضغط المتزايد، مهما تباينت التكهنات، فهذه هي الحقيقة الراهنة، وليلة السكاكين الطويلة تدنو.. ولن تطول المعركة في دارفور كما يعتقد البعض.

مباركات وتهانٍ

وحفاوة بتحرير الخرطوم وتقديما للمباركات والتهاني، عرض أنس الصافي، أغنية: "غني يا خُرطوم غني.. شدي أوتار المغني.. ضوي من جبهة شهيدك.. أمسيّاتك واطمئني".

وهنأ الكاتب قطب العربي، الأشقاء في السودان، خاصة أهل الخرطوم بانتهاء هذا الكابوس.

وأشار إلى أن البرهان أعلن من داخل القصر الجمهوري وفي ليلة 27 رمضان، تحرير كامل تراب الخرطوم من مليشيا حميدتي.

وأوضح أن البرهان استقل مروحية نقلته من بورتسودان وحطت في مطار الخرطوم الذي تم تحريره أمس فقط، ومنها انتقل إلى القصر الجمهوري ليعلن اكتمال تحرير العاصمة.

وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إنه للمرة الأولى منذ عامين من الحرب الأهلية في السودان، العاصمة الخرطوم حرة بعد هزيمة ميليشيات الدعم السريع المدعومة من الإمارات وطردها من آخر معاقلها في المدينة.

وأشار إلى أن ذلك تم على يد الجيش والقوى الإسلامية المتحالفة معه، لافتا إلى أن الفريق البرهان يدخل القصر الرئاسي، واحتفالات ضخمة في السودان والعالم العربي بالنصر الكبير.

وكتب أسامة الأشقر: "ها قد تحرّرت الخرطوم قبيل افتتاح الليلة التي يُفرَق فيها من كلِّ أمرٍ حكيم، واستعادتْ العاصمة أنفاسَها، وتطهّر ملتقى النيلين العذْب، وأفطرتْ المدينة على ماء طيّب بعد إمساكِ عامين قاحلَين، فطِبتِ وطاب مَن مشَى إليك، وخلّصك!".

هزيمة الإمارات 

وأكد ناشطون على أن سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم تعني هزيمة الإمارات وفشل مشروعها لتقسيم وتدمير البلاد.

وقال السياسي السوداني أحمد مقلد: "اليوم نعلن ثبوت انتصار السودان وشعبه وهزيمة مشروع محمد بن زايد (الرئيس الإماراتي) عبر مليشيات أسرة آل دقلو الإرهابية".

وأكد أن السودان انتصر وفشلت الإمارات عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا، وقبل ذلك فشلت أخلاقيا وبشهادة العالم أجمع.

ونقل علي ودالريف الريافي، عن كاتب عراقي قوله: إن "الإمارات انتصرت في عدة دول وانهزمت في السودان".

وعد المحلل السياسي ياسين عز الدين، قدرة الجيش السوداني على تطهير العاصمة الخرطوم من قوات "الدعم السريع" المدعومة إماراتيًا، ضربة قاصمة تلقاها مشروعها لتخريب وتقسيم السودان.

وأشار إلى أن الدعم السريع مازال له وجود في جنوب وغرب السودان بمناطق كردفان ودارفور، لكن بإذن الله مشروعهم إلى زوال.

وأكد عزالدين، أن عبد الفتاح البرهان عليه مآخذ كثيرة وتخوفات منه لكن معظم الأحزاب والجماعات والتيارات في السودان تحالفت مع البرهان والجيش في محاربة "الدعم السريع"، أما جماعة "لا يوجد فرق بين البرهان وحميدتي" فهذه نظرة سطحية وتبسيط مخل للصراع.

ورأى الباحث عبده فايد، أن اليوم للتاريخ، حيث استعاد الجيش السوداني لأول مرة منذ عامين السيطرة على العاصمة الخرطوم، قائلا: "هناك دويلة شرّ وخراب استثمرت عشرات مليارات الدولارات لتحويل السودان إلى بلد تحكمه عصابة من سارقي الجمال".

وأضاف: "اليوم تقف هذه الدويلة وهي تشاهد عناصر الدعم السريع يهربون كالجرذان عبر الجسور.. اليوم تنال أول هزيمة لمشاريعها الاستعمارية في الوطن العربي، والأرض العصيّة كانت السودان".

وأكد الناشط الفلسطيني بلال نزار ريان، أن هزيمة الإمارات في السودان هزيمة لإسرائيل ومشروعها الصهيوني في المنطقة، مباركا للسودان تحرير الخرطوم ودحر المرتزقة وتمنى العاقبة للمتقين.

وقال الكاتب اليمني أنيس منصور: "السودان انقهر وتشرد وجاع ونزح وتمزق بفعل مؤامرات الإمارات واليوم لا قهر ولا تشريد ولا جوع ولا نزوح إنما نصر وانتصارات وانتقام وثأر".

وبشر الكاتب نايل عارف العمادي، بأن "بعد هزيمة المشروع الإماراتي في السودان إن شاء الله تكون بداية خير على كل البلدان العربية التي خرّبتها الإمارات".

غنائم عسكرية

وتسليطا للضوء على مكاسب الجيش، عرض المستشار القانوني السوداني النذير أبوسيل، صورا لأسلحة وذخائر أوضح أنها جزء من غنائم مليشيا بن زايد -في إشارة إلى الدعم السريع-.

وقال: إن دويلة الشر الإمارتية خسرت المعركة بفضل الله وعزيمة أحرار وحرائر السودان، موضحا أن هذه الأسلحة التي تم تسلمها من مليشيات آل دقلو الإماراتية كفيلة بتحرير ما تبقى من مناطق السودان.

ونشر أحد المدونين، صور الغنائم التي اغتنمها الجيش السوداني من مليشيا الجنجويد، مقدما الشكر لدويلة الشر الإمارات.

وأكد أن كميات الغنائم كبيرة للغاية ونوعية ومنها الأسلحة، والذخائر، المدرعات، الصواريخ، السيارات، أنظمة التشويش، وغيرها الكثير من العتاد الحربي الغربي الذي ظل السودان محروما منه منذ حوالي ثلاثة عقود.

وحمد المدون الله أن القوات المسلحة السودانية تحصلت على هذه الغنائم من مواقع ومخازن المليشيا المنهزمة التي فرَّ من تبقى من قادتها وقواتها من العاصمة خلال الأيام والساعات الماضية.

وسخر قائلا: "وجب علينا شكر الإمارات على ما وفرته من دعم غير مسبوق لجيشنا!!"، مشيرا إلى أن بعض التقارير الغربية ذكرت قبل يومين أن (غباء) حكام أبوظبي وضع الجيش السوداني في مقدمة الجيوش في المنطقة من حيث التسليح!!

وأضاف المدون: "بحمد الله فإن جيشنا لا تنقصه الشجاعة ولا الخبرة.. شكرا يا حكام دولة الخمارات".

وقالت المغردة جميلة: إن  "سماء الخرطوم أمطرت غنائم… لا مطرا!"، مضيفة أن "أسلحة شيطان العرب ابن زايد سقطت بأيدي الجيش السوداني، فشكرا لك، يا من أردت لنا الخراب فزودتنا بالقوة".

وتابعت: "الآن، يمتلك جيشنا أقوى أنواع الأسلحة في المنطقة، لا بفضل صفقات، بل بفضل جهلك، وغبائك، وغرورك، وانسياقك الأعمى وراء شيطان نفسك.. من كان يتآمر على السودان، سلّحه دون أن يدري".

هروب الجنجويد

وتطرق ناشطون إلى مشاهد فرار الجنجويد، عرض الناشط أحمد شكري، مقطع فيديو وصفه بالـ"أسطوري" يوثق هروبهم من العاصمة الخرطوم عبر خزان جبل أولياء جريا على الأقدام، مؤكدا أن الفيديو سيسجل ويكتب في تاريخ السودان.

وقال متعجبا: "من الخرطوم إلى دارفور على الأقدام !!!! سبحان الله المعز المذل".

كما عرض ياسر مصطفى، مقطع فيديو آخر يوثق الانهيار التام لمليشيات الدعم السريع، موضحا أن الفيديو المسرب لأول مرة من داخل قواتهم يفضح زيف رواياتهم عن "الانسحاب التكتيكي"!. وقال: إن الحقيقة واضحة "هروب وفوضى تحت ضربات الأبطال".

وأكد الإعلامي حسام يحيى، وجود فرق كبير بين مفردتي "الانسحاب" و"الهروب"، موضحا أن الأخير يعبر عن الهزيمة، ويُستخدم إن كان فعل "الانسحاب" مكررا.

أما الانسحاب يوحي وكأنه تكتيك وكجزء من الخطة؛ بدافع إعادة التمركز.

وخلص إلى أن قوات الدعم السريع "تهرب" ولا "تنسحب" من جبل أولياء، وتهرب ولا تنسحب من الخرطوم.

إرهاب الجنجويد

وهجوما على مليشيات الدعم السريع وقائدها رصدا لجرائمها، كتب وحيد بيومي: "قصة قصيرة.. رفض دمج قواته في الجيش في مدة أقصها عامين وتمرد، فقضى الجيش عليه وعلى قواته في أقل من المدة".

وعرض مروان شيخ الدين، مقطع فيديو أوضح أنه لحاويات اكتشفها الجيش كانت المليشيا الإرهابية تستخدمها لحرق جثث مواطنين مخطوفين لديها.

وعلق الناشط الحقوقي أيمن أحمد، على مقطع الفيديو لحاوية الجثث، قائلا: "عندما تعترف الجريمة بنفسها، تصبح الأدلة مجرد صدى للحقيقة؛ ما أقرّت به قوات الدعم السريع سابقًا عن حرق المدنيين داخل الحاويات، تثبته اليوم الجثث المحترقة".