"لا تضغط على حماس".. صحيفة عبرية تدعو للتضييق على قطر عبر نظام السيسي

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

على خطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حملت صحيفة عبرية، قطر، "مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حماس"، زاعمة أنها "لا تمارس الضغط المطلوب على الحركة".

وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن نتنياهو ينظر إلى الدوحة على أنها "إشكالية كبيرة"، ويجب عليها أن تفهم أنها "قابلة للاستبدال"، لافتة إلى "احتمالية لعب مصر دورا أكثر مركزية في جهود الوساطة بدلا منها".

طريق مسدود

تستشرف الصحيفة العبرية تقريرها بتوضيح أن "المفاوضات حول صفقة الرهائن التي جرت في القاهرة بمشاركة ممثلين عن حماس وقطر والولايات المتحدة وصلت إلى طريق مسدود".

وأشارت كذلك إلى "تغيب الوفد الإسرائيلي عن المحادثات، بعد رفض حماس تقديم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء".

وبهذا الشأن، تقول إن "رفض مثل هذا المطلب الأساسي هو تكتيك ساخر ومتلاعب"، مما يشير إلى "عدم ممارسة ضغط كاف على الحركة". 

وكما أُشير سابقا، فإن الصحيفة تحمل الدولة القطرية جزءا كبيرا من المسؤولية في ذلك.

وكان قد أشار  نتنياهو، في اجتماع عُقد في يناير/ كانون الثاني 2024 مع ممثلي عائلات المختطفين، إلى أنه يعد "قطر أكثر إشكالية من الأمم المتحدة والصليب الأحمر".

وفي هذا الصدد، ترى الصحيفة العبرية أنه من الضروري أن "تعي قطر أنها قابلة للاستبدال". 

وفي المقابل، تدعو الحكومة الإسرائيلية لأن "تكون مستعدة لخسارة قطر كلاعب مركزي في الوساطة للتوصل إلى اتفاق والسعي لإيجاد بدائل". 

وهنا، تعتقد "إسرائيل هيوم" أنه ليس من المستحيل أن يلعب نظام عبد الفتاح السيسي بمصر دورا أكثر مركزية في جهود الوساطة، إلى جانب المساعدة من الدول الأوروبية التي قامت بالوساطة في الماضي، مثل ألمانيا.

عواقب وخيمة

وبشكل عام، من أجل تحقيق السلام في غزة، تقول الصحيفة إن "إسرائيل غضت الطرف عن المشاكل التي ينضوي عليها التعاون مع قطر في ظل دعمها لحماس". 

وتؤكد أنه "في الوقت الحالي، سيكون من الحماقة الاستمرار على نفس الخط في الترويج لصفقة استعادة المختطفين واحتمال مشاركة قطر فيما يتعلق برؤية (اليوم التالي) للحرب".

وفي رأي الصحيفة، "فقد حان الوقت لكي تعمل إسرائيل على حشد حلفائها في الغرب".

وهي بذلك -بحسب الصحيفة- ستوضح لقطر أنها "تستخدم كل أدوات النفوذ المتاحة لها لتحرير الرهائن، وأن عدم الرغبة في القيام بذلك سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة".  

وفي الوقت نفسه، ترى الصحيفة العبرية أنه "يتعين على إسرائيل أن تثبت للمجتمع الدولي أن دعم قطر للجماعات المتطرفة يشكل تهديدا ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضا للولايات المتحدة وأوروبا".

ومن الحقائق المعروفة -بحسب الصحيفة- أن "الدوحة، إلى جانب تعزيزها العلاقات مع إيران، ظلت لسنوات ترعى الجماعات الإسلامية، مرددة صدى رسائل جماعة الإخوان المسلمين على شبكة الجزيرة الإعلامية".

ووفقا لها، فإن الأمر الذي لا يحظى بالتركيز الكافي هو التأثير الضار الذي تخلفه "القوة الناعمة" التي تمارسها قطر في المجتمعات الغربية. 

فعلى سبيل المثال، تزعم الصحيفة أن "قطر شقت طريقها إلى معاقل الأكاديمية الأميركية وتزامنت رعايتها الواسعة مع زيادة الخطاب العدائي في مختلف الجامعات، لدرجة أنه انجرف بشكل كبير إلى معاداة السامية". 

وتواصل مزاعمها قائلة إن "استثمارات قطر في المشاريع الإنسانية ظاهريا بين المجتمعات الإسلامية في أوروبا ملوثة بأجندة تهدف إلى الترويج لهوية إسلامية انفصالية". 

وبخلاف ذلك، تسلط الضوء على "مشاركة قطر في العمليات التشريعية للبرلمان الأوروبي"، زاعمة أن "العديد من قضايا الرشوة سيئة السمعة رُبطت باسمها". 

نهاية التسامح

وفي ضوء هذه المزاعم، تدعو الصحيفة العبرية الدول الغربية لتوضيح أن "قطر لن تتمكن من التمتع بثمار الشراكة معها، في الوقت الذي تواصل فيه دعمها للإسلام السياسي دون عوائق".

وتابعت: "وطالما ظلت مكاتب حماس في الدوحة مفتوحة، فلا مكان للإشادة بالدولة على جهود الوساطة التي تبذلها". 

وتعتقد الصحيفة أنه "يجب اتباع نهج عدواني تجاه الدوحة والضغط عليها لممارسة كامل نفوذها على حماس، حتى تقدم الدليل على الحالة الطبية للمختطفين وتعجل بإطلاق سراحهم".

ولتحقيق هذا الهدف، ترى الصحيفة أنه "على الولايات المتحدة أن تجعل تحسين العلاقات معها، بما في ذلك صفقات الأسلحة المستقبلية مع قطر، مشروطا بقطع علاقاتها بشكل كامل مع المنظمات شبيهة حماس والتطبيق الكامل للعقوبات الأميركية".

وفي الوقت نفسه، توضح الصحيفة أهمية إرسال إشارة إلى قطر تفيد بـ "عدم رغبة الولايات المتحدة في التخلي عن دعمها لها". 

وعكس ذلك، إذا لم تتوقف قطر عن دعم هذه المنظمات، بحسب وصف الصحيفة، فيجب على الولايات المتحدة أن تفكر في تغيير وضعها من "حليف" إلى "دولة داعمة للإرهاب".

"ومن جانبهم، يتعين على الدول الأوروبية أن تتخذ إجراءات اقتصادية ضد قطر بسبب دعمها لحماس والإسلام السياسي"، وفق الصحيفة.

وفي النهاية، تشدد الصحيفة العبرية على أن "الوقت قد حان لإنهاء التسامح الغربي تجاه الدوحة". مؤكدة أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لوضع حد للعبة قطر المزدوجة، والإسراع في إطلاق سراح المختطفين".

الكلمات المفتاحية