علي أصلان.. قائد عسكري سوري كافأه الأسد على مجازره بحق الشعب
.jpg)
العماد علي أصلان، واحد من أبرز عتاة النظام السوري، على مدار 7 عقود تقلد فيها مناصب عليا متعددة وآخرها مستشار عسكري في رئاسة نظام بشار الأسد، الذي منحه في 24 يونيو/ حزيران 2021، وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة "تكريما لخدماته".
مكافأة الأسد لرئيس الأركان الأسبق، أصلان (89 عاما)، جرى ضمن مراسم خاصة وبحضور مجموعة من الضباط والقادة في جيش النظام بالقصر الرئاسي في العاصمة دمشق، حسبما ذكر بيان صادر عن إعلام رئاسة النظام.
قمع الإخوان
بيان النظام في 24 يونيو/حزيران 2021 بدأ بمقدمة تشيد بـ"أصلان" جاء فيها: "تفرض الأوطان على القادة الاستثنائيين، مسؤوليات من عيار نبيل، فتظهر بطولاتهم في اللحظات الصعبة والمحطات الكبيرة، ليصبحوا نموذجا للوطنية والعمل الصادق والمسؤول".
وأضاف أن "أصلان واحد من أولئك القادة الذين عرفتهم الأرض السورية فكان معطاء لترابها فكرا وعملا طيلة 7 عقود من الزمن، وكان المقاتل المقدام والضابط البارع في ساحات المواجهة".
لكن تاريخ أصلان أثناء خدمته في جيش النظام، يثبت عكس ذلك، فقد كان أحد القادة العسكريين الذين ارتكبوا مجزرة بحق الشعب في مدينتي حمص وحماة، عندما قمعت انتفاضة "الإخوان المسلمين" عام 1982.
وأدت المجزة هذه ضد الجماعة الإسلامية السنية التي ارتكبها جيش النظام بقيادة رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد رئيس النظام وقتها، إلى سقوط 40 ألف ضحية، وفق إحصائية لـ"اللجنة السورية لحقوق الإنسان".
ويتغنى إعلام النظام بما يسميها "منجزات" أصلان، زاعما أنه من قادة الحروب ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وينسب إليه "معركة توحيد بيروت" بعد الحرب الأهلية التي بدأت عام 1975 وحتى عام 1990.
وينسب إعلام النظام أيضا إلى أصلان، كتبا ونظريات عسكرية يدعي أنها "أثبتت جدواها" خلال المعارك التي خاضها جيش النظام في الحروب التي خاضها ضد احتلال إسرائيل، وقوى "الإرهاب".
علوي الأصل
علي حسين صقر أصلان، ولد عام 1932 في مدينة اللاذقية الساحلية، فهو ينحدر من عائلة علوية تربطها صلة قرابة مع عائلة الأسد، متزوج وله 3 من الأبناء الذكور وبنت واحدة.
انتسب للكلية الحربية سنة 1952، حيث جرى تدريبه في أكاديمية حمص العسكرية وواصل تدريبه في الاتحاد السوفييتي، ثم عين قائدا للواء المشاة الثامن السوري في أكتوبر/ تشرين الأول 1966.
كان أحد الداعمين للانقلاب الذي قاده حافظ الأسد في نوفمبر/تشرين الثاني 1970، حيث جرى تعيينه رئيسا لفرقة المشاة الأولى والخامسة في جيش النظام.
وعام 1972، عين رئيسا لمكتب العمليات في الأركان العامة لجيش النظام، والتي شاركت بمعارك أكتوبر/تشرين الأول 1973 ضد الاحتلال الإسرائيلي في مرتفعات الجولان الجنوبية والوسطى.
أصبح مسؤولا عن وحدة جيش النظام المشاركة في لبنان خلال الفترة ما بين 1976 و1979 وأشرف على القوات السورية هناك، وفي بداية الثمانينيات كان أصلان نائب رئيس الأركان ورئيس العمليات.
وبعد ذلك جرى تعيينه قائدا للفيلق الثاني السوري، وترقى إلى رتبة فريق أول في يوليو/تموز 1984، وبعدها عين مساعدا لرئيس أركان جيش النظام في 1989.
تمت ترقية أصلان إلى رئيس الأركان في 5 يوليو/تموز 1998، بديلا لحكمت الشهابي الذي كان يشغل المنصب منذ 1973 بعد تقاعده، وأصبح أصلان المفاوض الرئيس لتداول الأسلحة مع الموردين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين وأرمينيا وكوريا الشمالية وإيران، وكذلك المعاهدات العسكرية مع اليابان والعديد من دول أوروبا الشرقية.
بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، جرى تشكيل لجنة من 9 أعضاء للإشراف على الفترة الانتقالية، وكان أصلان من بين أعضائها، إضافة إلى ذلك أصبح عضوا في اللجنة المركزية لحزب "البعث" صيف 2000.
كان أصلان أحد كبار المسؤولين الذين ساهموا في تأمين حكم الأسد، إلا أنه أعفي من منصبه كرئيس أركان جيش النظام في يناير/كانون الثاني، بعد اشتباكات مع زوج شقيقة الأسد، آصف شوكت، بشأن التغييرات الشخصية.
وجرى بعد ذلك، استبدال أصلان بنائبه حسن تركماني، حيث عين الأول في وقت لاحق مستشارا عسكريا لرئيس النظام، ثم عزل في يونيو/حزيران 2005 من اللجنة المركزية لحزب "البعث" وتقاعد من السياسة.
والد الجزار
استكمالا لمسيرة أصلان المليئة بالمجازر ضد الشعب السوري، تولى نجله أوس الذي يتقلد رتبة لواء في جيش النظام، قيادة الفيلق الثاني عام 2016، وقبلها نائب قائد الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام، ماهر الأسد.
وبالاعتماد على والده، دخل أوس الكلية الحربية برفقة باسل الأسد (الشقيق الراحل لرئيس النظام بشار)، وتخرج منها برتبة ملازم أول مهندس، ويتمتع حاليا بنفوذ في المؤسسة العسكرية كونه ابن رئيس الأركان السابق لجيش النظام.
وفي عام 2011 كان أوس قائدا للواء 40 دبابات التابع للفرقة الرابعة برتبة عميد، حيث شاركت قواته في اقتحام مدينتي معضمية الشام وداريا، وارتكبت العديد من الانتهاكات.
ووقعت معضمية الشام ضحية أعنف حملات عناصر الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية في 9 مايو/أيار 2011، حيث تم تطويقها ومحاصرتها مدة أسبوعين متتالين قبل اقتحامها بالآليات العسكرية الثقيلة والدبابات.
وأسفرت العملية عن اعتقال نحو ألفي شخص من أبناء المدينة التي تم اقتحامها مرة أخرى في مارس/آذار 2013، وقتل في تلك العملية نحو ألفي مدني بينهم أكثر من 60 سيدة و100 طفل، وتجاوز عدد المصابين 3 آلاف جريح، بينهم عدد كبير ممن أصيب بإعاقات دائمة.
ويتحمل اللواء أوس -الذي لاتوجد له صورة على الإنترنت- المسؤولية (بالاشتراك مع اللواء جمال يونس والعميد جودت الصافي، فضلا عن ماهر الأسد الذي كان قائدا للفوج 42 دبابات) عن المجازر التي ارتكبت آنذاك، وفق تقرير منصة "مع العدالة" التابعة للمعارضة السورية.
وأشار تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في 15 ديسمبر/كانون الأول 2011 إلى ممارسات قوى النظام تحت إمرة أصلان في فرض حصار دائم وطويل على مدينة معضمية الشام، مما اضطر أهلها لأكل أوراق الشجر وما توفر لهم، وقامت قواته بقنص كل من يحاول الخروج أو الدخول إليها.
وارتكبت أيضا مجزرة بالمدينة في 1 أغسطس/آب 2012 راح ضحيتها 86 شخصا، واستهدفتها بمجزرة أخرى في سبتمبر/أيلول 2012 قتل خلالها حوالي 80 شخصا.
كما كان لعناصر الفرقة الرابعة الدور الأكبر في تهجير وقتل أهالي حي القابون، الذي تم تطويقه ومن ثم اقتحامه بالآليات الثقيلة في يوليو/تموز 2011، واعتقال نحو 1500 شخص من أهالي الحي.
وشارك "اللواء 40 دبابات" بقيادة أوس في عمليات اقتحام درعا، وبانياس، والزبداني، متسببا في مقتل الآلاف من المدنيين، كما شارك في اقتحام حي برزة وتشرين، ومدن ريف دمشق كحرستا وسقبا، وضاحية قدسيا والهامة ووادي بردى مطلع 2017.
ونتيجة لدوره الرئيس في عمليات القتل وارتكاب الانتهاكات المروعة بحق المدنيين، فقد خضع اللواء أوس للعقوبات الأميركية والعقوبات الأوربية والعقوبات البريطانية.
ورغم ذلك فقد تم تعيينه عام 2015 نائبا لقائد الفرقة الرابعة ليتابع أعماله الإجرامية في مختلف المناطق التي انتشرت فيها وحدات الفرقة الرابعة، ثم عين نهاية 2016 قائدا للفيلق الثاني.