حلقة نضالية جديدة.. هكذا علق ناشطون عرب على صمود المقدسيين بالأقصى

12

طباعة

مشاركة

تضامن ناشطون على تويتر، مع الفلسطينيين في انتفاضتهم ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرافضة لانتهاكاته في القدس والمسجد الأقصى والمتصاعدة منذ مطلع شهر رمضان المبارك، والتي وصلت حد المواجهات العنيفة.

المواجهات بدأت إثر محاولة الاحتلال منع الفلسطينيين من التجمع في منطقة "باب العامود" التي اعتادوا على إحياء ليالي شهر رمضان فيها، وتصاعدت حدتها خلال اليومين الماضيين، وامتدت إلى أحياء عدة، منها المصرارة والشيخ جراح والطور والصوانة ووادي الجوز.

وأثنى ناشطون على الهبة الشعبية الفلسطينية، وحيوا صمود المقدسيين تجاه التصعيد الإسرائيلي، واستنكروا جرائم الاحتلال، مشيرين إلى أنها تأتي رفضا لاستفزازات الاحتلال للمستوطنين، والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى ومحاولة تقسيمه.

وأكدوا أنها حلقة من حلقات النضال الفلسطيني حفاظا على الأرض والعرض والمقدسات، وتأتي أيضا لمواجهة حملات الهدم الإسرائيلية الواسعة التي تشهدها المدينة طوال الفترة الماضية، ومناهضة المخططات الاستيطانية والتهويدية التي تستهدف الوجود الفلسطيني.

واحتفى ناشطون بقدرة الفلسطينيين على كسر أنف الاحتلال الإسرائيلي، وإجبارهم على التراجع وفتح باب حطة (أحد أبواب المسجد الأقصى) التي حاولت إغلاقه قبيل صلاة فجر الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021. 

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو للمسيرات العشوائية التي جابت أحياء ومدن قطاع غزة تضامنا مع المرابطين في القدس، بالتزامن مع انطلاق صواريخ المقاومة على مستوطنات الاحتلال المحاذية للقطاع.

شرطة الاحتلال الإسرائيلي استخدمت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين الذين خرجوا تنديدا باعتداءات المستوطنين على منازل وممتلكات الفلسطينيين بأحياء القدس ورفضا لاقتحامات المستوطنين للمسجد.

وأسفرت المواجهات عن إصابة 105 فلسطينيين بحسب ما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في 23 أبريل/نيسان، فيما جرى اعتقال آخرين خلال مواجهات في محيط البلدة القديمة بالقدس.

تضامن واسع

وحيا الناشط الحقوقي الإماراتي عبدالله الطويل: الهبة المقدسية في وجه الصهاينة، معلنا تضامنه مع كل فلسطيني أعزل دافع عن المسجد الأقصى، وضد كل صهيوني نجس، وروحي أقدمها فداء لتتحرر فلسطين من المحتل ومن عار التطبيع"، داعيا الجميع لتدوين أسمائهم على حساباتهم وتمريرها دعما وإسنادا للقدس.

ونشرت الناشطة السعودية المعارضة علياء أبو تايه الحويطي، مقطع فيديو لمسيرة فلسطينيية، قائلة: "نشهد الله أنكم سيوف الأمة ورجالها، ثبات الأرض أنتم سماؤها وجبالها، الله يرعاكم وينصركم أيها المرابطون وعد الله حق فأنتم المنتصرون".

ورأى الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن ما حصل ويحصل في القدس دليل على أن القدس لنا وستبقى، وأن للأقصى رجالا لم ولن ينكسروا.

وقال خالد صافي إن الرجال في فلسطين لا يعرفون إلا طريقة واحدة لاستقبال الصهاينة من الجنود والمستوطنين مهما اختلف المكان والزمان وهي الدهس بالأقدام جيلا وراء جيل.. من القدس إلى غزة.

تحية للمقاومة

وحيا ناشطون المقاومة الفلسطينية وقدرتها على كسر أنف الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، مشيرين إلى أن المقدسيين وإخوانهم من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 يواصلون تمردهم على إجراءات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه في الأقصى ومحيطه.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أنها حاضرة لرد العدوان وتثبيت المعادلة مع الاحتلال ومنعه من التغول، وقالت إن "الشعب الفلسطيني ومقاومته ملتحمان مع أهلنا المقدسيين في معركتهم مع الاحتلال دفاعا عن الأقصى".

الجيش الإسرائيلي، أعلن في 24 أبريل/نيسان، أنه رصد إطلاق 36 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتا إلى أن "القبة الحديدية" الإسرائيلية اعترضت 6 فقط، فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة.

ووجهت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، رسالة للاحتلال الإسرائيلي عقب اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في القدس المحتلة، قائلة: "قدسنا دونها الدماء والأرواح وفي سبيلها نقلب الطاولة على رؤوس الجميع ونبعثر كل الأوراق".

وقال الناشط الفلسطيني محمد المدهون، إن فلسطين ينطبق عليها اليوم قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام "كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر"!، ما أن اشتكت القدس من هجمات المستوطنين حتى خرجت غزة والضفة ومدن الداخل بمسيرات عارمة نصرة للقدس، فوق ذلك كان لصواريخ المقاومة جزء من الحكاية الليلة.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى مواصلة القدس هبتها العظيمة في مواجهة الصهاينة، رغم تراجع المستوطنين، ورغم قمع قوات الاحتلال، لافتا إلى كسر الأبطال هيبة الاحتلال، وجعل مدينتهم المقدسة شامخة مثل مآذن الأقصى.

وأضاف أن القدس؛ عنوان ديمومة الصراع، وإنه الأقصى الذي باسمه سجلت أكبر مرحلة نضالية في تاريخ شعبنا (انتفاضة الأقصى).

دور نتنياهو

وتحدث ناشطون عن دور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصعيد الأحداث.

إذ أوضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور صالح النعامي، أن التصعيد في القدس حاليا لا يخدم مصالح إسرائيل ككيان، لكنه يخدم مصالح نتنياهو شخصيا.

وأضاف أن هذه الأحداث، في حال تواصلت، ستضغط على قوى اليمين المعارضة له والتي تتجه للتوافق مع قوى اليسار والوسط على تشكيل حكومة بديلة إلى العودة إليه تحت شعار الوحدة لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها القدس.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في الكويت عبدالله الشايجي، أن نتنياهو المأزوم في الداخل فشل في تشكيل حكومة 4 مرات، وبغطرسته وتوظيفه للقمع سيرتد عليه وعلى داعميه وتحالفه الليكودي المتطرف واليمين العنصري.

ووقعت المواجهات الأخيرة في القدس تزامنا مع شن مئات المستوطنين الإسرائيليين اعتداءات في عدة مناطق من القدس على منازل فلسطينيين، الذين بدورهم تصدوا لهم.

وتأتي اعتداءات المستوطنين، استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، ردا على ما وصفوه بـ "هجمات شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالمدينة".

وأنهت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر 24 أبريل/نيسان، جلسة تقييم الوضع الأمني، بعد يومين من المواجهات المستمرة في مدينة القدس المحتلة، والتصعيد الميداني في قطاع غزة.

وأفاد بيان لجيش الاحتلال بأن رئيس الأركان أفيف كوخافي أشار باتخاذ "خطوات وردود ممكنة"، والاستعداد لحالة التصعيد. وذكر أن رئيس الأركان قرر تأجيل زيارته إلى واشنطن على خلفية التصعيد الأخير.