رغم "جرائمها بحق الروهينغا".. ناشطون يرفضون الانقلاب العسكري في ميانمار
نفذ جيش ميانمار انقلابا عسكريا على السلطة المدنية الحاكمة، في 1 فبراير/شباط 2021، بدعوى تزوير الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وحقق فيها الحزب الحاكم فوزا ساحقا.
وكان مقررا انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد، الاثنين، لكن الجيش انقلب واعتقل رئيس البلاد وين مينت، وزعيمة حزب "الرابطة الوطنية للديمقراطية" الحاكم أونغ سان سوتشي (رئيسة الحكومة) وقادة سياسيين آخرين.
وأعلن في الساعات الأولى من صباح الاثنين، تسليم السلطة إلى القائد العام للقوات المسلحة، مين أونغ هلاينغ، وفرض حالة الطوارئ في البلاد، ونشر الجنود في شوارع العاصمة نايبيداو والمدينة الرئيسة يانغون.
ويواجه الجيش اتهامات بتنفيذ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق مسلمي الروهينغا من قتل واغتصاب جماعي وحرق وتطهير عرقي وغيرها، فيما تواجه رئيس الحكومة المدنية سوتشي اتهامات بالتواطؤ مع الجيش والتستر على جرائمه والدفاع عنه أمام المحاكم الدولية.
الناشطون على تويتر، تباينت ردود أفعالهم بشأن الانقلاب على السلطة المدنية، وأعرب بعضهم عن سعادته وذكروا بتحالف السلطة المدنية مع العسكر ودعمها لجرائمه بحق مسلمي الروهينغا، وتواطؤ سوتشي مع الجيش، واعتبروا الانقلاب عليها ثمنا لتواطئها معهم، فيما أدان البعض الانقلاب العسكري وأعلنوا رفضهم له.
وعدد ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #انقلاب_بورما، #انقلاب_ميانمار، الجرائم التي ارتكبها العسكر، وتغطية سوتشي عليها ورفضها فرض الرقابة ونفيها لتورط العسكر في جرائم إبادة مسلمي الروهينغا.
وتفيد منظمات حقوقية بأن ما يقدر بنحو 1.1 مليون شخص من الروهينغا يعيشون في ولاية أراكان غربي ميانمار ولكن هناك قيود على تنقلاتهم وحصولهم على الخدمات، ويمنع منحهم الجنسية ويعاملون على أنهم مهاجرون من بنغلاديش.
ورأى ناشطون أن جيش ميانمار يسير على خطى جيش مصر في تنفيذ الانقلاب العسكري والاستيلاء على السلطة المدنية، متهكمين على غياب التنديد المصري بالانقلاب العسكري في ميانمار مثلما فعلت دول أخرى أعلنت إدانتها له في ساعاته الأولى.
خطى مصر
وربط ناشطون بين أوجه الشبه في الانقلاب العسكري الذي وقع في ميانمار وبين الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر 2013 بقيادة رئيس النظام الحالي عبد الفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع حينها.
وعزل السيسي، الرئيس المصري المنتخب شرعيا محمد مرسي واحتجزه في مكان غير معلوم لعدة أشهر واعتقل أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، وعطل العمل بالدستور وقطع بث الإعلام.
وهو ما يتشابه بقوة مع ما حدث اليوم في ميانمار، فقد انقلب الجيش وفرض حالة الطوارئ لمدة عام، واعتقل الحكام وقطع الاتصالات الهاتفية والإنترنت.
وسخرت الإعلامية حياة اليماني قائلة: "طب إخواننا بتوع ثورة 30 يونيو المجيدة، اللي حصل في ميانمار دا اسمه إيه؟ انقلاب قول كدا ورايا انقلاب عسكري زي اللي حصل في مصر بالظبط بس أنت مكسوف تقول".
وتساءل رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان: "هل ستنضم مصر إلى المجتمع الدولي وتشاركه المسؤولية الأخلاقية، وتصدر بيانا يدين الانقلاب العسكري في ميانمار، وتطالب بعودة الجيش إلى ثكناته، واحترام الشرعية ونتائج الانتخابات، والإفراج فورا عن القيادات السياسية المعتقلة؟!"، قائلاً: "انتظر هذا البيان التاريخي!!".طب إخواننا بتوع ثورة ٣٠ يونيو المجيدة ، اللي حصل في ميانمار دا اسمه إيه؟ انقلاب قول كدا ورايا انقلاب عسكري زي اللي حصل في مصر بالزبط بس أنت مكسوف تقول #معلش
— حياة اليماني �� (@HaYatElYaMaNi) January 31, 2021
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، إن "ما يحدث في ميانمار هو نفس الكتالوج"، مشيرا إلى أن "عسكر ميانمار اليوم انتقدوا المزاعم الدولية بنيتهم القيام بانقلاب! واعتقلوا الرئيس ومستشارة الدولة".هل ستنضم مصر إلى المجتمع الدولي وتشاركه المسؤولية الأخلاقية ، وتصدر بيانا يدين الانقلاب العسكري في ميانمار ، وتطالب بعودة الجيش إلى ثكناته ، واحترام الشرعية ونتائج الانتخابات ، والإفراج فورا عن القيادات السياسية المعتقلة ؟! ، انتظر هذا البيان التاريخي !!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) February 1, 2021
وذكر أن العسكر وقيادات الدولة المعتقلين متورطين في مجازر هائلة في حق مسلمي الروهينغا، متسائلا: "هل سيغض (الرئيس الأميركي جو) بايدن الطرف كما فعلها من قبل وهو نائب رئيس أثناء انقلاب عسكر مصر".
⛔ نفس الكتالوج!
— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) January 31, 2021
عسكر ميانمار اليوم انتقدوا المزاعم الدولية بنيتهم للقيام بانقلاب!
الآن اعتقلوا الرئيس ومستشارة الدولة
مع العلم أن العسكر وقيادات الدولة المعتقلين متورطين في مجازر هائلة في حق مسلمي الروهينجا
هل سيغض بادين الطرف كما فعلها من قبل وهو نائب رئيس أثناء انقلاب عسكر مصر pic.twitter.com/uNDL0mbKMf
جرائم سوتشي
وعدد ناشطون جرائم سوتشي التي كانت زعيمة للمعارضة سابقا، ووصلت إلى سدة الحكم عام 2016، وتولت بعد ربع قرن من النضال منصب مستشارة الدولة، وعرفت بتحالفها مع العسكر خاصة فيما يتعلق بإبادة المسلمين، وذلك بعدما كانت رمزا لمعارضتهم.
وتبنت سوتشي الدفاع على أفعال الجيش وقيادته لعمليات عسكرية وقصف قرى ذات أغلبية مسلمة (الروهينغا) بذريعة مكافحة الإرهاب، وزعم شن مجموعة مسلحة متمردة من الروهينغا هجوما على مراكز للشرطة والتسبب في مقتل بعضهم، وامتنعت عن تحميلهم المسؤولية.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد دعت إلى معاقبة قادة الجيش والشرطة لاغتصابهم واعتدائهم جنسيا على نساء وفتيات من مسلمي الروهينغا الذين يمثلون أقلية في البلاد.
وأشار الناشط الحقوقي فادي القاضي، إلى أنه "بسبب صمت سوتشي المتواطئ في الجرائم ضد مسلمي الروهينغا، سحب متحف الهولوكوست والعفو الدولية الجوائز منها"، وقالت "نوبل" إنها "لا تستطيع سحب الجائزة"، لكن المطالبات استمرت، وأقصاها البرلمان الأوروبي من فعاليات جائزة ساخاروف، وقال القاضي: "لكن لا مبرر لدعم أي انقلاب".
ولفت الحقوقي أسامة رشدي، إلى أن "سوتشي رغم دفاعها المستميت عن جرائم جيشها ضد أقلية الروهينغا أفقدها اعتبارها في العالم، وانقلب العسكر عليها واعتقلوها لعدم قبولهم لنتيجة الانتخابات البرلمانية قبيل انعقاد البرلمان الجديد اليوم الاثنين رغم رفض طعونهم حول نزاهة الانتخابات."بسبب صمت أونغ سان سو تشي المتواطيء في الجرائم ضد مسلمي الروهينغا:
— Fadi Al-Qadi (@fqadi) February 1, 2021
▪سحب متحف الهولوكوست والعفو الدولية
الجوائز منها
▪قالت "نوبل" إنها لا تستطيع سحب الجائزة لكن المطالبات استمرت
▪أقصاها البرلمان الأوروبي من فعاليات جائزة ساخاروف
.
.
لكن لا مبرر لدعم أي انقلاب#انقلاب_بورما pic.twitter.com/Pbec4dHvTy
ولفتت الحقوقية حورية مشهور، إلى أن "سوتشي تواطأت مع الجيش في اضطهاد وتعذيب وتشريد مسلمي الروهينغا، ولهذا السبب تحديدا طالبت العديد من المنظمات بسحب جائزة نوبل للسلام منها، واليوم ينقلب عليها الجيش ويعتقلها ومعاونيها."رغم دفاعهاالمستميت عن جرائم جيشها ضد أقلية الروهينجا المسلمة في #ميانمار مما أفقدها اعتبارها في العالم
— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) February 1, 2021
العسكر ينقلبون ويعتقلون #سان_سوتشي لعدم قبولهم لنتيجة الانتخابات البرلمانية قبيل انعقاد البرلمان الجديد اليوم الاثنين رغم رفض طعونهم حول نزاهة الانتخاباتhttps://t.co/FTDXRAC7MV
ودعت مشهور، المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لـ"حماية من تبقى من مسلمي ميانمار ."
#أونغ_سان_سوتشي تواطأت مع الجيش في اضطهاد ، وتعذيب ، وتشريد مسلمي #الروهينجا ولهذا السبب تحديداً طالبت العديد من المنظمات بسحب جائزة نوبل للسلام منها ، واليوم ينقلب عليها الجيش و يعتقلها ومعاونيها . الآن على المجتمع الدولي بذل مزيد من الجهود لحماية من تبقى من مسلمي #ميانمار . https://t.co/7QzHtQUcvE
— Hooria Mashhour (@Hooria_Mashhour) February 1, 2021
سعادة الروهينغا
وأعرب ناشطون عن شماتتهم في سوتشي، ورأوه انتقاما إلهيا لما تفعله بحق الروهينغا، وقال الناشط السوري قتيبة ياسين: "أنا ضد الانقلابات العسكرية بالمطلق، لكني هنا أفكر كواحد من أقلية الروهينغا المسلمة التي ظلمت في هذه البلاد وأتمنى ما يتمنونه".
فيما أعرب الإعلامي محمد عبد الرحمن عن سعادته بالانقلاب على سوتشي، قائلا: "الآن ستعرف إحساس أن تكون روهينغا".جيش ميانمار ينقلب على الحكم ويعتقل رئيسة البلاد والمسؤولين ويعلن حالة الطوارئ لمدة عام ونقل السلطة لقائد الجيش "رداً على تزوير الانتخابات"
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) February 1, 2021
أنا ضد الانقلابات العسكرية بالمطلق لكني هنا أفكر كواحد من أقلية الروهينغا المسلمة التي ظلمت في هذه البلاد وأتمنى ما يتمنونه#انقلاب_بورما
وقال الإعلامي أحمد العنزي: إن "كل طاغية له يوم"، مشيرا إلى أن "سوتشي صاحبة أكبر مجازر وإبادة ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار".الآن ستعرف أونغ سان سوتشي إحساس أن تكون روهينجا.
— محمد عبد الرحمن (@M_ARahman) February 1, 2021
انقلاب عسكري في ميانمار والجيش يعتقل الزعيمة أونغ سان سوتشي - BBC News عربي https://t.co/HW0CHoL7mw
ورأى المنتج عبد الباسط رياحي أن "الزعيمة سوتشي تدفع ثمن ما فعلته في مسلمي الروهينغا العزل"، قائلا إن "الانقلاب العسكري كان متوقعا حسب كل المعلومات المروجة منذ فترة، لأن الجيش يندد منذ أسابيع بحصول تزوير خلال الانتخابات التشريعية الماضية".انقلاب عسكري من قبل الجيش الميانماري على حكومة رئيسة الوزراء (أونغ سان سوتشي) صاحبة أكبر مجازر وإبادة ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار واختطافها لجهة مجهولة
— أحمد العنزي (@Ahmad_tv) February 1, 2021
.
كل طاغِية له يوم#ميانمار pic.twitter.com/rkBgmUbIY1
ولفتت الإعلامية مها سراج، إلى أن "سوتشي كانت تقول أن لا يجب الإصرار على حقوق الإنسان وإغفال سيادة القانون، وأنها كانت تتحدث عن القانون باستمرار رغم مجازر وإبادات جماعية للمسلمين الأقلية في بلادها"، قائلة: "يسعدنا أن تجرب هى الأخرى القانون".انقلاب عسكري كان متوقعا حسب كل المعلومات التي كانت تروج من فترة.
— ABDELBASSET RlAHl (@ARlahl) February 1, 2021
الجيش يندد منذ أسابيع عدّة بحصول تزوير خلال الانتخابات التشريعيّة الماضية.
الزعيمة أونغ سان سو تشي تدفع ثمن ما فعلته في مسلمي الروهنغا العزل.#انقلاب_بورما #ميانمار
من جانبه، قال الأكاديمي السعودي علي التواتي القرشي، إن "هذه نهاية الفائزة بجائزة نوبل للسلام التي قتلت وشردت الروهينغا المسلمون بمباركتها وتواطؤها".سوتشي كانت تقول أن لا يجب الإصرار على حقوق الإنسان وإغفال سيادة القانون
— MahaSerag مهاسراج (@mahaserag) February 1, 2021
كانت تتحدث عن القانون باستمرار رغم مجازر و إبادات جماعية للمسلمين الأقلية فى بلادها!! يسعدنا أن تجرب هى الأخرى القانون،
*الجيش يستولي على السلطة فى ميانمار (بورما) ويعتقل الرئيس و مسؤولين
جيد #تسلم_الأيادي https://t.co/PkWoQPyOUr
تم اعتقال رئيسة ميانمار "أونغ سان سو كي" من قبل الجيش في وقت مبكر في غارة صباح اليوم على مقر سكنها
— د.علي التواتي القرشي (@alitawati) January 31, 2021
المصدر:اليابان تايمز نقلا عن المتحدث باسم الحزب الحاكم..
—
هذه نهاية الفائزة بجائزة نوبل للسلام التي قتل وشرد الروهنجيا المسلمون بمباركتها وتواطؤها.. لارحمك الله ولا أقال لك عثرة..
رفض الانقلاب
ورغم رؤية البعض أن سوتشي تستحق أن تلقى عقوبة مشددة بسبب جرائمها بحق الروهينغا وتواطئها مع العسكر، إلا أنهم تمسكوا بإعلان رفضهم للانقلاب العسكري عليها، مؤكدين أن الجيش أشد إجراما من الحكومة.
وأوضح الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة، أن سوتشي متورّطة في اضطهاد "الروهينغا"، أو تبرير اضطهادهم بتعبير أدق، لكن قائد الجيش (المنقلب) هو المجرم الأكبر بشهادات دولية، قائلا: إن في "ديمقراطيات الاضطرار؛ تفرض المؤسسة العسكرية والأمنية، ما تريد، وعلى المدني أن يبرر ويتحمّل الوزر".
وحث الناشط البحريني عبد النبي العكري على إدانة الانقلاب العسكري بقوة والمطالبة بالحرية لكل المعتقلين وعودة الحكم المدني لأن "العسكر شر مطلق، رغم أن النظام المدني بزعامة سوتشي وحكم الرابطة الديمقراطية تواطأ مع العسكر في الجرائم بحق المسلمين الروهينغا".عن الانقلاب العسكري في ميانمار.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) February 1, 2021
"سوكي" متورّطة في اضطهاد "الروهينجا"، أو تبرير اضطهادهم بتعبير أدق، لكن قائد الجيش (المنقلب) هو المجرم الأكبر بشهادات دولية.
في ديمقراطيات الاضطرار؛ تفرض المؤسسة العسكرية والأمنية، ما تريد، وعلى المدني أن يبرر ويتحمّل الوزر.
ومع ذلك ينقلبون عليه!!
رغم أن النظام المدني في #ميانمار بزعامة #أونج سون وحكم الرابطة الديمقراطية تواطأ مع العسكر في الجرائم بحق المسلمين الروهينجا فيوغيرها إلا أننا يجب أن ندين الانقلاب العسكري بقوة ونطالب بالحرية لكل المعتقلين وعودة الحكم المدني لأن العسكر شر مطلق #انقلاب_بورما https://t.co/hZfZA6K8Tg
— Abdulnabi Alekry. عبدالنبي العكري (@anhalekry) February 1, 2021